استشارات

د. حسن صندقجي

TT

علاج حمض اليوريك

* عمري 65 سنة. ولدي ارتفاع في نسبة حمض اليوريك بالدم. ولا أستطيع تناول عقار «زايلورك» نظرا لتسببه في الحساسية لدي. الأطباء في لبنان والعراق نصحوني بتجنب جميع أنواع اللحوم البيضاء والحمراء، إضافة للبقول ومنتجات الألبان. بماذا تنصح؟

بسيمة باسيل - العراق - هذا ملخص رسالتك. حمض اليوريك مادة ينتجها الجسم بعيد تكسيره لمواد «بيورين» الموجودة في كثيرة من أنواع الأطعمة. وغالبا ما يتمكن الجسم من إخراج هذه المادة وتخليص الجسم منها عبر بول الكلى. وغالبا ثلاثة أسباب وراء ارتفاع نسبة حامض اليوريك؛ إما إنتاج الجسم كميات كبيرة من هذه المادة، أو تدني قدرات الكلى على إخراجها، أو تناول الشخص بكثرة الأطعمة المحتوية على مواد بيورين. والإشكالية أن ارتفاع نسبة حمض اليوريك قد يؤدي إلى ترسب هذه الأملاح كبلورات داخل المفاصل أو أماكن أخرى من الجسم، مما ينتج عنه التهابات مرض يعرف بـ«النقرس».

ولذا، ثمة حالات ترتفع فيها نسبة هذا الحمض من دون حصول تداعيات الالتهابات في المفاصل. وتتحكم عدة عوامل في تحول الحالة من مجرد ارتفاع نسبة الحمض إلى ظهور حالة النقرس؛ منها العوامل الجينية أو العمر أو كون المريض رجلا أو التمادي في تناول الأطعمة المذكورة آنفا أو زيادة وزن الجسم، ولكن الأهم هو وجود أمراض مصاحبة كارتفاع ضغط الدم أو كسل الغدة الدرقية، أو تناول أدوية إدرار البول أو الأسبرين أو مجموعة أخرى من الأدوية التي لا مجال للاستطراد في ذكرها.

وما لديك هو ارتفاع متوسط في نسبة حمض اليوريك، وليس ارتفاعا شديدا. كما أنك لم تذكري أي شكوى من المفاصل وحدوث الالتهابات فيها. والمعالجة تعتمد على تقليل وضبط تناول الأطعمة المحتوية على كميات عالية من البيورين. التي ذكرت بعضا منها، إضافة إلى الحرص على شرب كميات كافية يوميا من الماء لمساعدة الكلى على إخراج حمض اليوريك، وممارسة رياضة المشي أو غيرها من الأنشطة البدنية التي تسهم في تخفيف الوزن. والطبيب في بيروت نبهك إلى أن الأسماك غنية بمادة بيورين، وهو محق في ذلك.

أما بالنسبة للأدوية، فعقار «زايلوريك» ليس الوحيد في الساحة، كما يقال. ولو كان يسبب لك الحساسية، فهناك عقار آخر يدعى «فيبيكسوستات». كما أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد أعطت مؤخرا الموافقة الطبية على بدء تناول عقار «كريستيكسسا»، وذلك في سبتمبر (أيلول) الحالي. وهو عقار يعطى في الوريد مرة كل أسبوعين. وبإمكانك استشارة أطبائك حول بدائل «زايلوريك».

استئصال حصى المرارة

* أجريت عملية استئصال المرارة عام 2004، وفي عام 2010 أجريت بواسطة المنظار عملية استئصال لحصى من المرارة. لا أحس بأي ألم، ولكن هل الأمر له علاقة بتغير رائحة الجسم أو سوائل زائدة على الشفاه؟

عبس أحمد - تونس - هذا ملخص سؤالك. وهذه الأمور، كما ذكر لك طبيب الأمراض الباطنية الذي راجعته مؤخرا في تونس، لا علاقة لها بعمليات استئصال حصاة المرارة. وطمأنك الطبيب بأن حالتك الصحية جيدة كما ذكرت في رسالتك.

المتابعة الطبية لمريض القلب

* والدي كان مريضا بالقلب وعمرة 85 سنة، وأخذته للطبيب ووصف له الأدوية التالية: «ديجوكسن» قرص واحد خمسة أيام في الأسبوع، «أتاكاند» مرتان في اليوم، «فيروزال» نصف قرص يوميا، «آيزوكيت» مرتان في اليوم. وكانت نسبة الهيموغلوبين منخفضة ولم نتنبه لمعالجة فقر الدم اعتقادا مني أن «آيزوكيت» هو دواء فقر الدم لتشابه علبته مع دواء آخر لفقر الدم كانت تتناوله أمي. وطلب منه الطبيب أن لا يأكل الملح، وقد التزم بذلك أسبوعا ثم طلب من أمي أن تطبخ له بالملح.

وفي البداية تحسن قليلا ولم يكن يشعر بالألم أو الإعياء، ولكن بعد ذلك بدأ ظهور انتفاخ في القدمين والساقين. وحينها قرر التوقف عن تناول العلاج بحجة أنه يتسبب له في كثرة التبول والتبول على نفسه، وأنه يشعر بالإعياء بعد تناول الأدوية. وبقي شهرا ونصف على هذه الحال المتدهورة. وحاولت حثه على تناول الأدوية ولكنه رفض، وزادت حالته سوءا لدرجة ظهور انتفاخ في وجهه وشحوب تام في الجسم ويتعب باللهاث بمجرد القيام بأي مجهود بسيط. وعرضت عليه أن أذهب به إلى طبيب مختص في القلب، ولكنه رفض وفضل الذهاب إلى طبيب عام، وكان عصبيا جدا في تلك الفترة. وتوفي يومها رحمه الله بعد تناول الأدوية بربع ساعة. وتم تشخيص سبب الوفاة بأنه سكتة قلبية.

أسئلتي هي: 1) ما مدى تأثير الاستمرار في تناول الملح على الرغم من نصيحة الطبيب بعدم ذلك، خاصة أني لم أشدد عليه في ضرورة اتباع إرشاد الطبيب هنا؟ 2) ما مدى تأثير فقر الدم عليه، خاصة أن الطبيب العام تنبه للأمر ووصف له دواء لعلاج الأنيميا؟ 3) هل لو كنت أخذته لطبيب القلب المختص يكون هناك أمل في تدارك حالة أبي، خاصة أن الطبيب العام أخبرني بأن لدى أبي اضطراب في نبض القلب؟

ك سعيد - السعودية.

- بداية، أحسن الله عزاءكم. لقد قرأت رسالتك الطويلة والمؤسفة عدة مرات، واخترت من عباراتك أهم الجوانب التي تضمنت تتابع الأحداث الصحية القلبية لدى والدكم، وأهم الاستفسارات المتعددة التي ذكرتها كنقاط في آخر الرسالة.

على الأطباء والمرضى وأقرباء المرضى المرافقين لهم بذل الأسباب للوقاية والمعالجة. وما حصل هو عدم التوفيق لاتباع الإرشادات الطبية في المعالجة، وعدم متابعة المعالجة بشكل صحيح مع طبيب القلب المختص. وفي مثل هذه الحالة الصحية الحساسة جدا للقلب لدى والدك، خاصة من مراجعة نوعية الأدوية التي وصفها له طبيب القلب، كان واضحا وجود ضعف في قوة عضلة القلب، ووجود إصابة في الشرايين القلبية، ووجود اضطراب في نبضات القلب، ووجود فقر الدم. وفي ما يبدو من رسالتك ومراجعة أسماء الأدوية، أن الطبيب وصف له عقار «ديجوكسن» كمنشط لعضلة القلب وكمساهم في تخفيف تأثيرات اضطراب النبض. ووصف له عقار «أتاكاند» لضبط ضغط الدم ولتنشيط القلب وتخفيف تضخم العضلة فيه. ووصف له عقار «فيروزال» كدواء منشط للكلى كي تخرج من الجسم السوائل المتجمعة فيه ولمنع حدوث انتفاخ القدمين والساقين والوجه. وعزز هذا بالنصيحة بعدم تناول الملح. ووصف له عقار «أيزوكيت» كدواء يسهم في توسيع الشرايين القلبية الضيقة.

كل هذه العلاجات لم يتناولها والدك، ولم يلتزم بتقليل تناول الملح إلا مدة قصيرة، ولم يتابع طوال تلك الأسابيع مع طبيب القلب. وهي الأمور التي أدت إلى تدهور حالته وضعف قوته. وحاول الطبيب العام تدارك الأمر، وذكر لكم أن لديه اضطرابا في نبض القلب وفقرا في الدم، وطلب منه تناول الأدوية وزاد علاجا لفقر الدم. ولكن يبدو أن الأمور وصلت لمرحلة لم تستجب فيها لتلك الأدوية بعد طول مدة الانقطاع عنها وعدم معالجة الوالد رحمه الله بشكل صحيح.

الواجب هو اتباع إرشادات الطبيب، ومراجعة المريض له لمتابعة الاستجابة للمعالجة، كي لا تتدهور الحالة الصحية ولا يتمكن الأطباء من خدمة مريضهم بشكل مفيد. ومن المهم هنا ذكر أن أمراض القلب، خاصة منها المتعلق بشرايين القلب أو ضعف القلب أو اضطرابات نبضات القلب، هي من الأمور الصحية الحساسة جدا التي تستوجب العناية الدقيقة. وفيها يبذل أطباء القلب نصيحتهم ويصفون الأدوية اللازمة، ويتوقعون اهتماما جادا من مرضاهم وذوي مرضاهم بنصائحهم وبتناول الأدوية والحرص على المتابعة. والطبيب مستشار مؤتمن، يشخص الحالة ويبذل نصيحته ويصف العلاج، ويستقبل أي استفسارات حول الحالة أو العلاج، والباقي المهم هو مدى التزام المريض بعناصر النصائح الطبية والمعالجات.