أعاني من السيلان المهبلي.. ما هو العلاج؟

نقص الاستروجين السبب الأكثر شيوعا له

TT

عمري 62 سنة، وقد ظهر لدي خلال الأشهر الثلاثة الماضية سيلان من المهبل صاحبه شعور بعدم الراحة. وأظهرت الفحوص عدم وجود أي عدوى في المهبل. وقد جربت استخدام حمام غطس منضّح douching bath وحوض استحمام نصفي للقعود sitz bath، كما بدأت قبل شهرين باستخدام دهان الاستروجين المهبلي «بريمارين» Premarin. إلا أن كل تلك الوسائل لم تحقق أي فائدة. ماذا تنصحون لعلاج هذه الحالة التي يطلق عليها طبيبي اسم «السيلان المهبلي المزمن».

يعاني الكثير من النساء من سيلان المهبل leucorrhea أو من آلام واهتياج في منطقة الفرج والمهبل. وتظهر هذه المشكلات خلال سنوات الإنجاب، وأثناء مرحلة سن اليأس من المحيض الانتقالية، وبعدها.

* صعوبة التشخيص

* وقد يمثل تشخيص هذه الحالة بعض الصعوبة، وذلك لعدة أسباب. فبعض الأطباء لم يتعلموا بما يكفي للتعرف على هذه المشكلات الصحية المهمة للمرأة، بل حتى الخبراء من الأطباء ليس لديهم ما يكفي من المعلومات حول الجوانب الصحية المتعلقة بفرج ومهبل المرأة الطبيعيين أو غير الطبيعيين.

وأخيرا فإن الكثير من المريضات لا يردن الخوض في أحاديث عن الفرج والمهبل أو عن نظافتهما.

* نقص الاستروجين

* السبب الأكثر شيوعا لسيلان المهبل والألم الحاصل فيه لدى النساء اللواتي تخطين سن اليأس من المحيض، هو التهاب المهبل الضموري atrophic vaginitis. وتظهر هذه الحالة عندما تأخذ أنسجة المهبل في الجفاف، ثم يخف سمكها، وتقل مرونتها، ثم تتعرض للالتهاب بسبب نقص الاستروجين، أو بالأحرى عوزه.

وتستجيب أعراض هذه الحالة عادة إلى الاستروجين الموجود في الدهانات المهبلية، أو الحبوب، أو الحلقات. ويحتاج الاستروجين إلى ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر لكي ينفذ مهمته، ولذلك فإني أتساءل إن ظهر أي تحسن لحالتك الآن. ولا يوصى عادة باستخدام حمامات الغطس المنضحة douching bath ما دامت تؤدي إلى الإخلال بنمو البكتريا الطبيعية داخل المهبل.

ولكن ما هي حالات الإصابة الأخرى الممكنة؟ إليك بعض الاحتمالات:

* الحساسية، أو ردة فعل تحسسية تجاه أحد المنتجات مثل مواد التعقيم، مواد الترطيب، أو المواد القاتلة للحيوانات المنوية الموجودة في الواقي الذكري.

وقد لا تنطبق أي من هذه الإصابات على حالتك، لكن عليك أن تتذكري دوما بأن الفرج والمهبل حساسان جدا. ولذا يجب عليك استعمال صابون خفيف، وتجنب الصابون المسبب للهياج، وارتداء الملابس الداخلية القطنية خلال أوقات النهار (وعدم ارتدائها في الليل)، وتجنب ارتداء السراويل الضيقة.

* الالتهاب المهبلي المقشّر desquamative inflammatory vaginitis: وهو مشكلة في المهبل لا يعرف سبب لها. وتشمل أعراضها الآلام، والسيلان الأصفر، والأصفر الأخضر. ويتم تشخيص الحالة بفحص سيلان المهبل تحت المجهر. وتعالج بتحميلات الكورتيزون، وفي أحيان أخرى بأدوية المضادات الحيوية.

* الحزاز المنبسط أو المسطح lichen planus: وهو حالة يصاب فيها المهبل والفرج (وأحيانا الفم)، وتصبح الأنسجة فيهما مهددة بالتقرحات والعدوى. ويتم تشخيص الحالة بأخذ خزعة من موقع الإصابة، ويجري العلاج بالستيرويدات.

وهناك حالة نادرة لحدوث سيلان، نتيجة عن وجود توصيلة غير طبيعية بين المهبل والمستقيم، التي تسمى الناسور fistula. كما يمكن أن ينطلق السيلان من عنق الرحم، أو الرحم، بل حتى من قناة فالوب.

ومن الصعب الخوض في تفاصيل أكثر للإجابة عن سؤالك، من دون وجود أي معلومات عن نتائج الفحوص الطبية. إلا أن سيلان المهبل المزمن chronic leucorrhea قد ينجم عن أسباب كثيرة، في حين تعتمد فاعلية علاجه على الوسائل التي تثبت كفاءتها في علاج حالتك الخاصة.

وللاستزادة من المعلومات يمكنك الرجوع إلى الموقع الإلكتروني للجمعية الدولية لدراسات أمراض الفرج والمهبل International Society for the Study of Vulvovaginal Disease، وعنوانه هو:

www.issvd.org/patienteducation.asp.

* طبيبة، عضو استشاري في هيئة تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».