علاج أمراض الفم واللثة الناجح يقلل من مخاطر الولادة المبكرة

يخفض من معدلات المواد الالتهابية

TT

أظهرت دراسة نشرتها الدورية البريطانية لعلوم أمراض النساء والتوليد (BJOG)، الصادرة عن الكلية الملكية لأطباء علوم أمراض النساء والتوليد بلندن، على موقعها الإلكتروني، في 14 سبتمبر (أيلول) الحالي، وجود رابط بين العلاج الناجح لأمراض الفم واللثة وتقليل مخاطر الولادة المبكرة.

أشارت الدراسة، التي أجراها باحثون بجامعة بنسلفانيا الأميركية، إلى أن العلاج الناجح لأمراض الفم واللثة، أسهم في تقليص نسبة السيدات الحوامل اللاتي تعرضن للولادة المبكرة أثناء الدراسة، مقارنة بالسيدات اللاتي تلقين علاجا غير فعال.

* مسببات التهابية

* ويرجح الكثير من الباحثين أن أمراض الفم واللثة قد تكون سببا من أسباب الولادة المبكرة، نظرا لما تسببه من ارتفاع معدلات إنتاج مواد التهابية مثل البروستاجلاندين Prostaglandin وعامل نخر الأورام Tumour Necrosis Factor، وهي مواد ذات علاقة وثيقة بحدوث الولادة المبكرة.

وتناولت الدراسة بالبحث مجموعة مكونة من 362 من النساء الحوامل في فترات تتراوح من 6 إلى 20 أسبوعا، من المترددات على العيادات الخارجية للمستشفى، اللواتي يعانين من مشكلات تتعلق بأمراض الفم واللثة.

وتم تقسيم المشاركات بالدراسة إلى مجموعتين، تلقت المجموعة الأولى (160 سيدة) علاجا مكثفا لمشكلات الفم واللثة، يشمل التنظيف وعلاج الجذور، بالإضافة إلى تعليمات تخص صحة الفم والأسنان العامة، في حين تلقت المجموعة الثانية (162 سيدة) التعليمات الصحية فقط، دون علاج فعلي.

وأسفرت المتابعة المتوالية للمشاركات من المجموعة الأولى عن نجاح العلاج في 49 سيدة، بينما صنف العلاج على أنه غير ناجح في 111 سيدة.

* أهمية العلاج الناجح

* وبمقارنة النتائج النهائية للدراسة، وجد العلماء أن نسبة حدوث الولادة المبكرة في المجموعة التي لم تتلق أي علاج (المجموعة الثانية) كانت نحو 52.4 في المائة، بينما بلغت 45.6 في المائة في المجموعة التي تلقت العلاج.

وعلى الرغم من أن مقارنة تلك النسب تعتبر غير مرجحة في مجال الطب، نظرا لتقاربها، إلا أن الملاحظة المهمة كانت فيما يخص نتائج المجموعة التي تلقت العلاج ذاته، إذ تقلصت نسبة حدوث الولادة المبكرة إلى نحو 8 في المائة فقط في الحالات اللاتي تلقين علاجا ناجحا، مقارنة بـ62 في المائة في الحالات اللاتي تلقين علاجا، صنف على أنه غير ناجح.

وتشير تلك النتائج كما تؤكد البروفسورة مارجوري جيفكوت، أستاذة علاج الجذور بكلية بنسلفانيا لطب الأسنان، إلى أن العلاج الجيد لمشكلات الفم واللثة، قد يقلص من فرص حدوث الولادة المبكرة بنسبة كبيرة، إضافة إلى أن علاج الجذور يعتبر آمنا أثناء الحمل.

كما يعلق البروفسور فيليب ستير، الأستاذ الفخري لأمراض النساء والتوليد بجامعة إمبيريال كوليدج بلندن رئيس تحرير الدورية البريطانية لأمراض النساء والتوليد، قائلا «إن نتائج الدراسة تلفت النظر إلى ضرورة مراجعة الوسائل العلاجية الخاصة بالفم واللثة المتبعة أثناء الحمل، إذ إن نسبة فشل العلاج التي بلغت نحو 69 في المائة تعتبر نسبة كبيرة، وقد يسفر العلاج الجيد عن تقليص مخاطر الولادة المبكرة بنسبة كبيرة بين عموم المصابات بمشكلات الفم واللثة».