استشارات

د. حسن صندقجي

TT

علاج كسل الغدة الدرقية

* لدي قصور في عمل الغدة الدرقية، وأتناول الهرمون التعويضي للغدة الدرقية بمقدار 100 ميكروغرام في اليوم. هل تناول هذا الهرمون التعويضي يمنع الغدة من عودة النشاط إليها ويعمل على زيادة كسلها؟

مشبب عبد الرحمن - السعودية - هذا ملخص رسالتك التي لم تتضح لي منها أربعة أمور مهمة، وهي: مقدار عمرك، وتشخيص الأطباء لسبب حصول كسل الغدة الدرقية، ومنذ متى تعاني كسل الغدة، وما النتائج الأخيرة لتحاليل «هرمون الغدة الدرقية» و«هرمون الغدة النخامية المحفز لعمل الغدة».

سؤالك يحتوي على أمرين مهمين بالنسبة لمن لديهم كسل الغدة الدرقية، الأول: لماذا يعالج النقص في تواجد كمية كافية من هرمون الغدة الدرقية بالجسم؟ والثاني: ما احتمالات عودة النشاط الطبيعي لعمل الغدة الدرقية، واحتمالات استمرار ذلك النشاط الطبيعي فيها بعد الكسل لفترة من الوقت؟

بالنسبة للأمر الأول، فعند حصول تدنٍّ في مستوى كمية هرمون الغدة الدرقية بالجسم، فإنه يتوجب تناول الهرمون التعويضي لغايتين، الأولى: منع حصول مضاعفات وتداعيات هذا النقص، والثانية: تلبية الحاجة اليومية والمستمرة لهذا الهرمون من قبل أنسجة وأعضاء الجسم التي تحتاجه كضرورة.

وللتوضيح، فإن هرمون الغدة الدرقية ضروري لإتمام إجراء الجسم مجموعات مهمة من التفاعلات الكيميائية الحيوية، ضمن ما يعرف بعمليات الأيض (التمثيل الغذائي)، مثل تنظيم تعامل الجسم مع البروتينات والسكريات والدهون، وإنتاج خلايا أعضاء الجسم للطاقة اللازمة لعملها بكفاءة، وحفظ مستوى طبيعي لدرجة حرارة الجسم، وتفاعل الجسم مع هرمونات النشاط، والنمو الطبيعي والعمل الوظيفي الطبي للجهاز العصبي، وغيرها الكثير من الوظائف الحيوية بالجسم. وبالتالي فإن تعويض الجسم عن نقص نسبة الهرمون، يحقق ضمان عمل أعضاء وأنسجة الجسم بكفاءة.

الأمر الآخر الذي يحققه تعويض الجسم بهذا الهرمون هو منع حصول مضاعفات كسل الغدة، والتي من أهمها: الخمول والكسل العام في مستوى النشاط البدني، والاكتئاب النفسي، وتدني قدرات التركيز الذهني، وزيادة وزن الجسم والسمنة، وجفاف الجلد، وخشونة الشعر، وآلام العضلات والمفاصل، والإمساك، وخشونة الصوت، وتورم الساقين، وعدم القدرة على تحمل البرودة، وتورم الغدة الدرقية في مقدمة منتصف العنق، وارتفاع الكولسترول، ونشوء أمراض شرايين القلب، وغيرها.

وحينما يتوقع الطبيب أن لدى شخص ما كسلا في الغدة الدرقية، بناء على وجود الأعراض متقدمة الذكر، فإنه يجري أولا الفحوصات التي تؤكد هذا التوقع أو تنفيه. وإذا ثبت ذلك، فإنه يجري الفحوص التي تساعد في معرفة السبب، ثم يصف مقدارا من دواء الغدة، ويتابع مع المريض لمعرفة ما إذا كانت هذه الكمية الموصوفة كافية أو يتطلب جسمه المزيد منها. ويضبط الطبيب الجرعة من فحصه للمريض ومن نتائج تحليل «هرمون الغدة النخامية المحفز لعمل الغدة»، لمعرفة مدى تحقيق الانخفاض المرجو في نسبته.

وهنا عليك معرفة أن دواء هرمون الغدة لا يؤثر بشكل مباشر على فرص أو احتمالات عودة عمل الغدة الدرقية إلى نشاطها الطبيعي، بل يعمل على جهتين، الأولى: توفير الهرمون لأعضاء الجسم، والثانية: منع الغدة النخامية من إفراز المزيد من «الهرمون المحفز لعمل الغدة».

ويبقى السؤال: ما احتمالات عودة النشاط في الغدة بعد كسلها؟ وكيف يعرف ذلك؟ والإجابة تحتاج إلى معرفة الطبيب بحالة المريض بعينه، أي: عمره، والسبب في الكسل ونتائج التحاليل. وللتوضيح، فإن هناك حالات من الكسل في الغدة تحصل بسبب تلف دائم في أنسجة الغدة، أو نتيجة لاستئصال الغدة جراحيا، أو تعطيلها تماما بالمواد المشعة العلاجية. وهناك حالات تحصل نتيجة التهابات، قد تكون مؤقتة أو دائمة. هذا أمر، والأمر الآخر هو أن عودة النشاط، إضافة إلى أنها احتمال ضئيل في غالب الأنواع، فهي قد تكون مؤقتة، لبضعة أشهر أو أكثر؛ ولذا فإن المتابعة الطبية لدى الطبيب الباطني المتخصص في أمراض الغدد، تمكن المرء من تلقي معالجة أفضل، ومن خلال المتابعة لديه قد يتمكن الطبيب من ملاحظة عودة النشاط من خلال نسبة التدني في هرمون الغدة النخامية المحفز لعمل الغدة، أو من خلال طلبه من المريض تناول نصف جرعة هرمون الغدة الدرقية لمدة ستة أسابيع ثم إجراء تحاليل هرمون الغدة الدرقية وهرمون الغدة النخامية المحفز لعمل الغدة.

وأرجو أن تكون هذه الإجابة كافية لتوضيح ضرورة الاستمرار في تناول دواء الغدة، ولتوضيح السبيل لمعرفة ما إذا كانت ثمة عودة لعمل الغدة بشكل طبيعي خلال فترة المعالجة بالهرمون، وتوضيح أهمية المتابعة مع طبيب متخصص ماهر في شأن الغدة الدرقية.

ألم في الصدر

* عمري 24 سنة، ويحدث لي أحيانا، ولعدة ثوان، ألم خفيف في الصدر مع دوار وشعور بالخوف خلال ذلك، ثم أعود لحالتي الطبيعية، ويتكرر الأمر في كل شهر تقريبا. لدي حساسية بالجلد وتكيس في المبايض، وكنت أتناول علاجا لتنظيم الدورة الشهرية ثم توقفت عنه.. بم تنصح؟

نورا - الخبر - هذا ملخص رسالتك، وأنصحك بأن تراجعي لدى الطبيب. والمطلوب التأكد من سلامة الوزن ومقدار ضغط الدم ومعدل نبض القلب. وإجراء الفحص للقلب والجهاز العصبي. وإجراء تحاليل للهيموغلوبين وهرمون الغدة الدرقية ونسبة سكر الدم، إضافة إلى التحاليل العامة للكبد والكلى ومؤشرات الالتهابات. وقد يجري الطبيب رسم تخطيط كهرباء القلب وأشعة صوتية للقلب. كما يجب التأكد من نوع دواء الحساسية، إن كنت تتناولينه، ومدى تأكيد تشخيص تكيس المبايض، وأي اضطرابات في الغدد الصماء مصاحب له، وسبب اضطرابات الدورة الشهرية وتأثيرات ذلك على الهيموغلوبين لديك.

شحوم الكبد والكولسترول

* شقيقتي لديها شحوم في الكبد، وتضخم فيها، ولديها ارتفاع في الكولسترول.. هل من علاجات شعبية أو دوائية للحالة؟ وهل الثوم مفيد لخفض الكولسترول؟

أبو عبد الرحمن - جازان - هذه بعض الأسئلة التي وردت في رسالتك. ولم تذكر لي عمر شقيقتك ولا ما إذا كانت لديها أمراض أخرى، إضافة إلى ارتفاع الكولسترول وشحوم الكبد. وتحديدا هل لديها مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض شرايين القلب.

تعالج شحوم الكبد بهدف إزالة تلك الكميات المترسبة من الشحوم عن أنسجة الكبد. وتحمي إزالة الشحوم هذه، الكبد من حصول الالتهابات فيها. وفي السابق لم يكن الأطباء يهتمون بهذا الأمر، ولكن في السنوات القليلة الماضية تبين أن ترك هذه الشحوم دون إزالة قد يثير تفاعلات التهابات أنسجة الكبد، ولذا يهتم الأطباء بهذا الأمر.

يتطلب العلاج خفض وزن الجسم، للوصول به إلى المعدلات الطبيعية. ويتطلب، أيضا، الاهتمام بحمية غذائية منخفضة الاحتواء على الدهون والكولسترول. ويتطلب ثالثا تناول الأدوية التي يصفها الطبيب المعالج لخفض نسبة الكولسترول ونسبة الدهون الثلاثية في الدم. ويتطلب رابعا الاستمرار في المتابعة الطبية مع الطبيب لإجراء تحاليل الدم للكولسترول والدهون ولإنزيمات الكبد ووظائفها وإجراء تصوير الكبد بالأشعة الصوتية، في فترات متباعدة.

بالنسبة لفائدة الشاي الأخضر في خفض وزن الجسم وفي خفض الكولسترول، فإن هناك مؤشرات علمية إيجابية تدعم احتمال ذلك. ولكن لا توجد أدلة علمية جازمة بفائدته في هذين الأمرين. هذا بخلاف الثوم الذي لم يثبت أنه مفيد لخفض الكولسترول، وسوف أتحدث في الأسابيع المقبلة عن الثوم وعلاقته بالكولسترول في مقال مستقل.