استشارات

د. حسن صندقجي

TT

«حمية تناول الأسماك»

* هل يمكن إجراء حمية عبر تناول الأسماك فقط؟

س. النجار- بريطانيا.

- ورد سؤالك ضمن تعليق على موضوع أسماك الساردين الذي سبق عرضه في ملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط». وبداية، فإن الحمية الغذائية الصحية التي ينصح بها الأطباء دائما لا تتضمن تناول نوع معين من الأطعمة، أو نوعين أو ثلاثة، فقط، بل تعني تناول كميات معتدلة من جميع أنواع المجموعات الغذائية. والاعتدال يعني بحسب كمية الطاقة الإجمالية التي يحتاجها المرء خلال اليوم الواحد. والمجموعات هي الخضار والفواكه والحبوب والبقول واللحوم ومشتقات الألبان.

بالنسبة للأسماك، فإنها أحد المنتجات الغذائية الجيدة للحصول على البروتينات والدهون غير المشبعة، وبخاصة «أوميغا-3»، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن.

وتنصح إرشادات رابطة القلب الأميركية وغيرها من الهيئات الطبية العالمية، بتناول الأسماك الغنية بالدهن الطبيعي فيها، على أقل تقدير مرتين في الأسبوع. وبوزن نحو 140 غراما من لحوم الأسماك في تلك الوجبتين. والأسماك الغنية بالدهون الطبيعية هي مثل السلمون والساردين والماكريل والبلطي. هذا مع الحذر من الإكثار في تناول الأسماك الملوثة بالزئبق، أي التي يكون عمرها كبير وحجمها كبير أيضا. ومن أهم أنواع الأسماك والحيوانات البحرية القليلة المحتوى من الزئبق هي السلمون والتونا البيضاء والروبيان.

عباس أ.

* هرمونات بناء العضلات.. والإنجاب

* استخدمت قبل سنتين عقار «ديكساميثازون» لبناء عضلات كمال الأجسام، وذلك وفق نصيحة من أحد الأصدقاء كي يفتح الشهية ويزيد الوزن. ثم، بعد تناوله لمدة سنتين، علمت لاحقا أن له أضرارا صحية تطال خصوبة الرجل. وتركته من أجل هذا. وتزوجت منذ تسعة أشهر، ولم تحمل زوجتي. وأجريت فحوصات مرتين، وتبين فيها أن الحيوانات المنوية معدومة لدي. سؤالي: هل من الممكن أن تعود الحيوانات المنوية لدي إلى طبيعتها، وما احتمالات نجاحي في الإنجاب؟

ت. حسن- فرنسا.

- إن «ديكساميثازون» أحد العقاقير من مجموعة «الستيرويدات» أو ما يعرف بمجموعة أدوية الكورتيزون. وهو أحد المشتقات القوية في تلك المجموعة. ولا يجب أن يتم تناوله بداهة إلا وفق توجيهات وإرشادات الطبيب، وذلك لعلاج حالات مرضية معينة. أما تناوله بالشكل العشوائي ودونما ضرورة طبية فهو تصرف خاطئ وله أضرار على صحة الإنسان. وهناك قائمة طويلة من الآثار الجانبية لهذا العقار على القلب والأوعية الدموية والمعدة والعظام والعضلات وأنظمة الغدد الصماء والحالة النفسية وغيرها مما لا مجال للاستطراد في ذكرها.

ويمكن أن يتسبب تناول هذا العقار لفترات طويلة، كما حصل معك، في اضطرابات في إنتاج الحيوانات المنوية وحيوية نشاطها. ومن الممكن أن يزول هذا الضرر عن الخصوبة ومن الممكن أيضا أن يستمر. ولا يمكن توقع وقت الزوال ولا توقع من هم الأشخاص الذين سيزول عنهم هذا الضرر.

ولكن هناك جانب أخر مهم في الحالة التي وصفتها، وهو أنه لا يبدو من رسالتك أنك سبق لك إجراء تحليل للحيوانات المنوية قبل فترة تناول ذلك العقار. ولأن الآثار الجانبية لتناول هذا العقار هي بالأصل محتملة وليست حتمية، يكون من الضروري أن تراجع طبيب المسالك البولية للتأكد من أنه ليس ثمة سبب آخر لحالة انعدام الحيوانات المنوية، وبخاصة أنك انقطعت لفترة طويلة عن تناول هذا العقار.

* عملية الغدة النخامية

* أمي ستجرى لها عملية الغدة النخامية، ما هي خطورتها؟

عيون حزينة - لبنان.

- قد تنمو في الغدة النخامية أورام حميدة تتسبب إما في تضخم حجمها، وضغطها على التراكيب المجاورة بالدماغ، أو بزيادة إفراز بعض الهرمونات التي تؤثر على الجسم. ولحسن الحظ، لا تكون تلك الأورام من النوع الخبيث. وهنا يلجأ الطبيب إلى معالجة هذا الورم الحميد ومعالجة تداعياته، عبر الاختيار بين عدة وسائل علاجية. وإحدى تلك الوسائل العلاجية هي إجراء عملية جراحية لاستئصال هذا الورم النامي في الغدة النخامية. أي أن اللجوء إلى العملية الجراحية ليس الوسيلة العلاجية الوحيدة، ولكن يضطر الأطباء إليه لدواع يشرحها الطبيب لمريضه.

ولأن الغدة النخامية تقع في قاع تجويف الدماغ داخل الجمجمة، فإنه غالبا ما يتم الوصول إليها من خلال تجويف الأنف الداخلي. وهنا يجدر سؤال الطبيب الجراح بشكل مباشر عن الطريق الذي سيسلكه للوصول إلى الغدة النخامية في العملية الجراحية، كي يتمكن من استئصال الأجزاء المراد إزالتها.

وبالنسبة لمخاطر هذه العملية، هناك المخاطر العامة المرتبطة بالتخدير والحالة الصحية العامة للمريض، أي مدى وجود أمراض في أعضاء أخرى بالجسم، كالقلب أو الكلى أو الكبد أو الرئتين. والضرر الأكثر شيوعا جراء هذه العملية هو التسبب في تلف الغدة النخامية نفسها. وإذا ما كان حجم الورم في الغدة النخامية يزيد على سنتيمتر واحد، فإن احتمالات تلف الغدة النخامية تتراوح ما بين 5 إلى 10%، هذا عند إجراء هذه العملية من قبل جراح ماهر متخصص في إجراء هذه العملية بالذات. وهو ما يعني أن المريض بعد العملية عليه تناول أدوية تحتوي على الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية عادة.

ومن النادر جدا حصول مخاطر أخرى جراء العملية، عند إجرائها على يد جراح متخصص وماهر، مثل الوفاة أو حصول سكتة دماغية أو نزيف داخل الدماغ. وترتفع نسبة احتمالات حصول المخاطر عند إجراء العملية من قبل جراح أقل خبرة وأقل مهارة.

وعادة ما يعود المريض إلى ممارسة حياته الطبيعية خلال أسبوعين، ونسبة نجاح العملية في استئصال كامل الورم تفوق 90%. وإذا ما شك الطبيب أن ثمة أجزاء متبقية من الورم، فيمكن معالجها بالأشعة.