محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

* أسباب نقص فيتامين «بي - 12»

* فيتامين «بي - 12» (12 - Vitamin B)، أحد الفيتامينات المهمة. والفيتامينات، هي مواد كيميائية يحتاجها الجسم لإتمام حصول تفاعلات كيمائية حيوية فيه، ولا يستطيع الجسم إنتاج هذه المواد الضرورية، بل عليه أن يستمدها من الغذاء.

ويحتوي فيتامين «بي - 12» على أحد المعادن النادرة وهو الكوبالت، ولذا يُسمى بالعربية أحيانا فيتامين «كوبالامين». وأهم مصادر الحصول على فيتامين «بي - 12» هو المنتجات الغذائية الحيوانية، أي الأسماك والحيوانات البحرية واللحوم ومشتقات الألبان. ويعمل هذا الفيتامين على إتمام إنتاج خلايا الدم الحمراء، وصناعة الحمض النووي «دي إن إيه» DNA. كما يلعب دورا مهما في قيام الجهاز العصبي بعمله بكفاءة.

وغالبية الأشخاص الذين لديهم نقص في هذا الفيتامين، إما أنهم لا يتناولون المنتجات الغذائية الحيوانية، أو لديهم اضطراب في قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص هذا الفيتامين. وامتصاص هذا الفيتامين يتطلب أمرين، الأول توفر مادة تفرزها المعدة تساعد على تسهيل امتصاصه. والثاني، سلامة الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة، وهو الجزء الذي يتم امتصاص هذا الفيتامين فيه.

الأطباء في «الرابطة الأميركية لأطباء الأسرة» يقدمون قائمة بالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين «بي - 12»، وهي تشمل:

* الأشخاص الذين يعتمدون بشكل تام على المنتجات النباتية في التغذية، أي «النباتيون».

* وجود مرض في المعدة يتسبب بتلف خلايا بطانة المعدة، وبالتالي يمنعها من إنتاج المادة التي تسهل امتصاص الأمعاء لهذا الفيتامين. وتسمى الحالة حينها بـ«الأنيميا الخبيثة» (pernicious anemia).

* وجود مرض في الجزء الأخير من الأمعاء، مما يمنع الجهاز الهضمي من امتصاص هذا الفيتامين، مثل حالات مرض «كرون التهاب الأمعاء» (Crohn›s disease) أو مرض «سيليك الحساسية» (celiac disease).

* وجود حالة غير طبيعية من تكاثر نمو مستعمرات البكتيريا في المعدة.

* الخضوع سابقا لعمليات جراحية بالمعدة، مثل «جراحات تجاوز المعدة» (gastric bypass surgery) أو ما يعرف بعملية «تحزيم المعدة». أو جراحات استئصال الأجزاء الأخيرة من الأمعاء الدقيقة.

* تناول بعض أنواع الأدوية لفترات طويلة، مثل أدوية خفض حموضة المعدة.

وقد لا تبدو على الشخص، في البدايات، علامات تدل على وجود نقص في كمية فيتامين «بي - 12» بالجسم. ولكن مع استمرار النقص قد تظهر أعراض تدل على وجود حالة فقر الدم، مثل شحوب لون الجلد عن اللون الوردي الطبيعي، خاصة في الكفين وفي داخل جفون العين. إضافة إلى سهولة الشعور بالإعياء والتعب عند بذل المجهود البدني، وضعف الجسم وغيرها. وبالإضافة إلى فقر الدم، قد يتسبب نقص فيتامين «بي - 12» بأعراض عصبية ونفسية، مثل الاكتئاب والخرف والنسيان وتدني قدرات الإحساس واضطرابات أخرى في عمل الجهاز العصبي المركزي للدماغ.

وفي بعض الأحيان يصاحب حالة نقص فيتامين «بي - 12» ارتفاع في نسبة مادة «هوموسيستين» (homocysteine)، مما يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب.

* الشعور المتكرر بالعطش

* العطش (Thirst) غريزة تدفع بالكائن الحي لشرب الماء، وهو آلية مهمة لحفظ توازن كميات ونسبة الأملاح بالجسم، ولتزويد الجسم بالكميات اليومية الكافية من السوائل. وإذا ما حصل اضطراب في نسب الأملاح أو كمية المياه في الجسم، حصل اختلال في التوازن داخل أجزاء معينة في الدماغ، مما يثير الشعور بالعطش ويؤدي إلى تحفيز شرب الماء.

هذا في الحالات الطبية، ولكن ثمة حالات يستمر فيها دائما، أو في غالب الأوقات، الشعور بالعطش، ما يعني أن ثمة مشكلة صحية ما. الباحثون في المكتبة القومية الأميركية للطب يقدمون مجموعة من الحالات التي قد تتسبب بهذا الشعور، ومنها:

* الإصابة بمرض السكري، وخاصة عند وجود اضطرابات في نسبة السكر بالدم.

* تناول وجبات غذائية عالية المحتوى بالملح.

* حصول نزيف دموي يؤدي إلى خروج كمية كبيرة من دم الجسم.

* تناول أدوية معينة، وخاصة تلك التي تزيد من إدرار الكلى للبول.

* فقد الجسم لكميات كبيرة من السوائل والأملاح، مثل أداء المجهود البدني في الأجواء الحارة، أو التواجد في أجواء حارة، مما يزيد إفراز العرق، أو تكرار القيء أو الإسهال، أو ببساطة نتيجة لعدم تناول الماء.

* الإصابة بحالات الالتهابات الميكروبية، وارتفاع درجة حرارة الجسم وزيادة إفراز العرق.

* الإصابة بحروق في مناطق واسعة من الجلد، مما يزيد من فقد السوائل عبر الحروق.

* حصول فشل في عمل الكلى أو الكبد أو القلب.

* التعايش مع مرض التصلب اللويحي

* التصلب اللويحي (multiple sclerosis) أحد الأمراض المزمنة التي تصيب بنية أجزاء الجهاز العصبي المركزي. ويؤثر هذا المرض على الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب الخارجة من الدماغ.

وتتميز خلايا الجهاز العصبي بوجود أغلفة من مواد تساعد على سرعة وكفاءة عمل تلك الخلايا العصبية. والذي يحصل في مرض «التصلب اللويحي» هو فقد تدريجي لطبقات تلك الأغلفة، وبالتالي يتأثر عمل الجهاز العصبي وتظهر الأعراض المرضية له. ومنشأ الحالة هذه هو خلل في عمل جهاز مناعة الجسم، مما يؤدي إلى تلف تلك الأغلفة المحيطة بأجزاء مهمة من الخلية العصبية.

وعلى الرغم من أن الحالة توصف بأنها مزمنة، فإن الأعراض تظهر وتختفي، وذلك يتطلب تشخيص المرض بدقة، والتعامل معه بشكل مستمر. الأطباء في «الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة» بالولايات المتحدة يقدمون المقترحات التالية للتعايش مع المرض:

* الالتزام بتناول وجبات الطعام الصحي، الغنية بالخضراوات والفواكه والمعادن والفيتامينات والألياف، والقليلة في محتواها بالدهون.

* وفق استشارة وإرشادات الطبيب، احرص على ممارسة الرياضة البدنية اليومية بانتظام. وبالذات تمارين الشد التي تتغلب على مشكلة تيبس العضلات، مما يحسن من المرونة فيها.

* احرص على أخذ قسط كاف يوميا من النوم الليلي بالذات.

* احرص على الراحة وتجنب أداء المجهود البدني العنيف.

* تجنب التواجد في الأماكن ذات درجات الحرارة العالية. وتحاشى التواجد في حمامات السونا أو غيرها.

* احرص على الحصول على دعم الزوجة أو الأقارب أو الأصدقاء، للتعايش مع المرض والحرص على المتابعة الطبية.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]