أجهزة فحص منزلية.. لتشخيص انقطاع التنفس أثناء النوم

أجهزة محمولة تساعد على رصد الحالة لحماية القلب

TT

يعاني المصابون بحالة انقطاع التنفس أثناء النوم sleep apnea من كابوس تنفسي يتسم بتوقف التنفس وتفجر الشخير! وهذه الحالة مضرة بصحة الجسم والقلب.

ويتطلب تشخيص هذه الحالة الشائعة لدى المصابين بأمراض القلب في العادة، تنويم المصاب في مركز متخصص باضطرابات النوم لليلة واحدة، ووصل مختلف أجهزة التسجيل بجسمه. إلا أن هناك اليوم أجهزة محمولة لرصد انقطاع التنفس أثناء النوم يمكن استخدامها في المنازل بشكل مريح.

يتوقف المصابون بهذه الحالة، عن التنفس لفترة قصيرة. إلا أن هذا التوقف يحدث عشرات بل مئات المرات في الليلة الواحدة. وبعد كل توقف مثل هذا، يهبط مستوى الأكسجين في الدم بقوة، مما يؤدي إلى قيام الدماغ بتوجيه أمر عاجل من إشارات «تنفس فورا» التي تقود إلى إيقاظ المصاب، الذي يأخذ في التنفس بشهقات متسارعة.

إن نسق نوم المصاب يتسم بفترات من النوم، ثم التوقف عن التنفس، ثم الاستيقاظ بهدف التنفس مجددا. وهذا نسق صعب جدا على المصابين بهذه الحالة وعلى شركاء حياتهم النائمين جنبهم. وهو الذي يتسبب في حدوث النعاس أثناء النهار وفي حوادث السيارات وحوادث سيئة أخرى.

ويمكن لحالة انقطاع التنفس أثناء النوم أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وتساهم في عجز القلب، أو إلى حدوث الرجفان الأذيني، وتدهور الذاكرة ومهارات التفكير، بل وإنها قد تقلص طول العمر! ويعتبر انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم obstructive sleep apnea أكثر الأنواع شيوعا. وهو يظهر عندما ترتخي الانسجة الطرية للرأس والرقبة وتشرع في الحركة أثناء التنفس، الأمر الذي يمنع تدفق الهواء من الفم نحو الرئتين. أما النوع الآخر فهو المسمى «انقطاع التنفس المركزي» central sleep apnea الذي ينشأ عن إخفاق الدماغ في مهمته لإرسال الإشارات إلى العضلات التي تتحكم بعملية التنفس.

ويشخص الأطباء تقليديا حالة انقطاع التنفس أثناء النوم واضطرابات النوم الأخرى بتوظيف توليفة من الاختبارات التي تقيس تدفق الهواء، التنفس، موجات الدماغ، حركة العينين، معدل نبضات القلب، ومستوى الأكسجين في الدم. وتسمى عملية الاختبارات هذه «تخطيط النوم المتعدد» polysomnography ويجب أن تنفذ في المستشفيات أو مراكز النوم المتخصصة تحت مراقبة فنيين أخصائيين.

* اختبارات النوم المنزلية

* وقد فتح تطوير الأجهزة المنزلية الباب أمام تشخيص حالات انقطاع التنفس أثناء النوم منزليا. وتأتي أنواع أطقم رصد انقطاع التنفس أثناء النوم المحمولة، بتصاميم مختلفة من عدد من الشركات المنتجة. وعلى المصابين بالحالة ألا يتوجهوا لاقتناء الطقم الذي يقيس مستوى الأكسجين في الدم فقط، وبدلا من ذلك فهناك أطقم لقياس أكسجين الدم وثلاثة متغيرات أخرى على الأقل - تدفق الهواء، حركة الصدر (لرصد نسق التنفس)، ومعدل نبضات القلب أو النشاط الكهربائي للقلب. وبمقدور بعض الأطقم المحمولة رصد الشخير أو حركة الساقين. إلا أن كل هذه الأطقم لا تستطيع قياس نشاط الدماغ، وكذلك مراحل النوم، وهي المعلومات التي تفيد في التعرف على الأنواع الأخرى من اضطرابات النوم.

إن مراقبة النوم في المنزل تبدأ من التعاون مع الطبيب وأخذ مشورته. فإن كان الطبيب يشك بأنك مصاب بحالة انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم فإنه سيقترح عليك دراسة نسق النوم لديك. وإن طلبت من الطبيب أن يتم هذا الأمر في المنزل فقد يطلب منك اقتناء أحد الأطقم اللازمة.

وعندما تقتني هذا الطقم فإن عليك وضع مختلف المجسات على جسمك قبل الخلود إلى النوم: المشبك الموضوع على أصبعك يرصد نبضات القلب وكمية الأكسجين في الدم، والمجس الذي يتلوى فوق أذنيك ويرتكز تحت الأنف يراقب تدفق الدم والشخير، واليد المرنة التي تلتف حول الصدر تسجل نسق التنفس (كما في الصورة).

وهكذا وعندما توضع كل المجسات في موقعها حاول النوم طبيعيا. ويقوم الجهاز بتسجيل البيانات ثم خزنها في بطاقة يقوم الطبيب بتنزيلها لاحقا نحو كومبيوتره، لقراءتها وتفسيرها.

* مزايا ونقائص

* أهم مزايا أجهزة اختبارات النوم المنزلية هي تسهيلها الأمور على المصابين، فهم ينامون في فراشهم المعتاد بدلا من فراش المستشفى، ويقومن بتنفيذ الاختبارات وفقا لمنهاج حياتهم. إلا أن هناك عددا من النقائص، إذ لا يوجد فنيون بالقرب منك لكي يشدوا المجسات في حال ارتخائها وهذا يعني ضرورة إعادة الاختبار في ليلة أخرى. كما أن هذه الأجهزة لا يمكنها رصد اضطرابات النوم الأخرى وهي تقلل من شأن هذه الاضطرابات كما يقول الدكتور لورانس إبشتاين المشرف الطبي في كلية هارفارد للطب والمدير الطبي لمراكز النوم الصحية في بوسطن. وهذا يعني ضرورة توجه بعض المصابين إلى مراكز النوم مجددا رغم استخدامهم للاختبارات المنزلية.

وأخيران إن كنت عانيت - أو قيل لك بأنك تعاني من - توقف التنفس أثناء النوم، فإن من الأفضل أن تتوجه لإجراء الاختبارات على حالة انقطاع التنفس أثناء النوم. ومن الأفضل حضور جلسة متخصصة لدراسة الحالة ولكن بإمكانك أيضا إجراء الاختبارات منزليا.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».