محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

* فقر الدم أثناء الحمل

* فقر الدم، أو الأنيميا Anemia، حالة يحصل فيها نقص عدد أو حجم خلايا الدم الحمراء للإنسان، وهو غالبا يؤدي إلى نقص كمية مادة الهيموغلوبين في الدم، وبالتالي تتدنى قدرات الدم على حمل الأكسجين من الرئة، ما يعني تدني تزويد أجزاء الجسم المختلفة بالأكسجين اللازم لحياتها وعملها بكفاءة.

وفقر الدم يمكن أن يصيب أي إنسان، وهناك قائمة طويلة بالأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور هذه الحالة المرضية في الدم. ولكن النساء، على وجه خاص، هن أكثر عرضة للإصابة بالأنيميا، خاصة بسبب حصول الدورة الشهرية لديهن.

وفي فترة الحمل، تظهر مشكلة فقر الدم بشكل مؤثر على صحة الأم وجنينها وسلامة حملها؛ لذا فإنه عادة يتم إجراء فحص الدم للحوامل، على الأقل مرتين خلال فترة الحمل. كما يتم نصحهن بتناول حبوب الحديد وفيتامين الفوليت للوقاية من حصوله، أو لعلاج وجوده.

وعلى الرغم من شيوع الإصابات بالأنيميا، فإن هناك حالات كثيرة لا يتم التنبه لوجودها لدى المرأة عموما، والحامل خصوصا؛ لذا فمن الضروري مراجعة الأعراض المحتملة لحالة الأنيميا، وتشمل:

- الشعور بالإجهاد أو التعب السريع.

- الشعور بالضعف والوهن في الجسم.

- الدوار أو الدوخة.

- الصداع.

- خدر الأطراف أو الشعور بالبرودة في أطراف الأنامل.

- انخفاض درجة حرارة الجسم.

- شحوب لون الجلد عن اللون الوردي الطبيعي في مناطق الكفين أو جفون العين.

- تسارع أو عدم انتظام ضربات القلب.

- اللهاث وضيق التنفس حال بذل الجهد.

- ألم في الصدر.

- سهولة حصول التوتر النفسي.

- تدني قدرات الإنتاج في العمل أو الدراسة.

وأفضل وسيلة لمنع الإصابة بالأنيميا هي تناول الأطعمة الصحية الغنية بالحديد. والتي من أهمها:

- اللحوم الحمراء، على الأقل مرتين أسبوعيا.

- الحليب ومشتقات الألبان.

- الفواكه الطازجة أو المجففة، خاصة التمر والمشمش والتين والزبيب.

- الحبوب الكاملة غير المقشرة للقمح أو الشوفان، ومنها الخبز الأسمر والمعجنات المصنوعة من الدقيق الأسمر للقمح.

- المكسرات والبذور.

- الحيوانات البحرية، كالمحار.

- البطاطا بقشرها.

- الخضراوات الورقية، كالسبانخ والملوخية والخس، وغيرها.

هذا مع ملاحظة أن فيتامين «سي» يساعد على تسهيل امتصاص الأمعاء للحديد؛ لذا فإن تناول المنتجات النباتية الغنية بفيتامين «سي» مفيد جدا للوقاية من الأنيميا وفي معالجتها.

* شمع الأذن

* شمع الأذن «earwax» مادة طبيعية موجودة في الجزء الخارجي لقناة «الأذن الخارجية». ولهذا الشمع دور حيوي في حماية الأذن؛ ذلك أن مادة شمع الأذن مادة شبه لزجة وشبه صلبة، ما يجعلها مصيدة للغبار وللأشياء الصغيرة المتطايرة في الهواء، وبالتالي منع دخولها إلى قناة الأذن والتراكم فيها، كما أن لشمع الأذن قدرات على مقاومة البكتيريا والميكروبات الأخرى، أي أن شمع الأذن أشبه بالمضاد الحيوي الموضعي الطبيعي.

يتم إنتاج شمع الأذن من قبل غدد متخصصة في جلد الثلث الخارجي لجلد قناة الأذن الخارجية، أي في المنطقة البعيدة عن الطبلة، وعند بوابة اتصال قناة الأذن مع العالم الخارجي. ومنعا لتراكم الشمع وسده لقناة الأذن، تعمل الأذن ذاتيا على إخراج الشمع القديم الجاف إلى خارج قناة الأذن. وتساعدها في ذلك حركة الفك خلال الكلام والمضغ وتحريك العنق والوجه.

وحفاظا على قدرات السمع للأذن، وتحقيقا للاستفادة من الشمع كوسيلة للحماية، يجب أن يبقى شمع الأذن في جزء الثلث الخارجي لقناة «الأذن الخارجية»، أي على بوابة الأذن؛ لذا يجب عدم دفع الشمع إلى داخل الأذن. وهو ما يحدث عادة من خلال قيام البعض خطأ بتنظيف الأذن باستخدام «عود قطن الأذن» cotton - tipped أو استخدام الأقلام أو المفاتيح. وهذا السلوك خاطئ لثلاثة أسباب:

- الأول: أنه يعمل على دفع الشمع عميقا في داخل الأذن، ما يسهل تراكم الشمع القديم الجاف، وبالتالي التسبب بسد قناة الأذن، وهو ما يؤدي إلى ألم الأذن ونقص قدرات السمع.

- الثاني: أن في هذا احتمالات التسبب بثقب طبلة الأذن؛ إذ من الصعب على الإنسان تقدير المسافة بين طبلة الأذن وفتحة الأذن الخارجية.

- الثالث: أنه غالبا ما يتسبب بخدوش في جلد بطانة قناة الأذن الخارجية، ما يسهل حصول التهابات الأذن، خاصة بعد السباحة أو الاستحمام.

لذا، فإن الأفضل هو عدم التدخل في الشأن الداخلي للأذن، وتركها تقوم بعملها الذاتي في تنظيف نفسها.

ويشير الأطباء في الأكاديمية الأميركية لطب الأذن والحلق American Academy of Otolaryngology إلى أن الطبيعي هو عدم الحاجة إلى تنظيف قناة الأذن الخارجية، لكن هناك حالات يحدث فيها تراكم للشمع cerumen impaction بكميات تتسبب بعدد من الأعراض التي تتطلب مراجعة الطبيب، منها:

- الشعور بالألم في الأذن، أو الشعور بالامتلاء أو السد في الأذن.

- تدني قدرات السمع بشكل متدرج في الأذن.

- سمع الطنين، أو التشويش في الأذن.

- ظهور صديد أو خروج سوائل من الأذن.

* جرش الأسنان أثناء النوم

* يعاني ثلاثة من بين كل عشرة أطفال، جرش الأسنان أثناء النوم، خاصة أولئك الذين دون سن الخامسة من العمر، ولا فرق في حصول هذا الأمر بين الذكور والإناث. ويحصل الجرش في نوبات منفردة أو متكررة بشكل متعاقب خلال فترة النوم العميق.

ولا يُعرف حتى اليوم السبب الحقيقي لجرش بعض الأطفال أسنانهم خلال النوم. ولكن تطرح اليوم عدة فرضيات، منها ما يتعلق بأسباب محلية في هيئة تراكيب الفم والأسنان، ومنها ما يتعلق بالضغوط النفسية التي يتعرض لها الطفل خلال اليوم، ومنها ما يتعلق بالطبيعة النشطة والمفرطة في الحركة لدى بعض الأطفال دون غيرهم.

وهناك من يرى أن لهذه الحالة علاقة بالديدان في البطن، بينما يرى آخرون أن الأمر ناجم عن نقص أحد الفيتامينات والمعادن في الجسم، وثمة من يطرح أن الأمر له علاقة بوجود حساسية أو اضطرابات في الغدد الصماء بالجسم. ولا يمكن حتى اليوم الجزم بأي منها لدى طفل ما يعاني حالة جرش الأسنان خلال النوم، كما لا يمكن اعتبار أن جرش الطفل أسنانه علامة على وجود مرض أو اضطراب في عمل أحد أجهزة الجسم.

وغالبا ما تنبغي زيارة الطبيب حينما يعاني الطفل هذا الجرش، أي حينما يشكو من ألم في الفك أو الأسنان، أو الصداع. أو حينما يلاحظ طبيب الأسنان وجود اضطرابات ما في بنية الأسنان أو أماكنها.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]