كوليرا هايتي.. جدال علمي حول مصدرها

فرضيات متناقضة حول وجودها أو نقل عدواها مع المساعدات الإنسانية

TT

كانت «مراكز مكافحة الأمراض والوقاية» (CDC) في الولايات المتحدة قد قالت في ذلك الحين ما مفاده أن بعد حصول الزلزال وتشريد الألوف في المخيمات، فإنه يجب إجراء الاختبارات الخاصة بملاحظة رصد حالات الكوليرا، إلا أن الانتشار الوبائي لهذا المرض من «غير المحتمل جدا» أن يحصل. ولا يعرف سبب هذا التفاؤل، أو عدم الحذر الشديد، الذي شاع في ذلك الحين، اللهم إلا إن كان مبنيا على عدم وجود تقارير سابقة ترصد وجود حالات من الإصابة بالكوليرا في ذلك البلد الذي يعتبر الأفقر من بين دول غرب العالم.

وبالفعل، أوضحت المراكز في بيانها الصادر يوم 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تحت عنوان: «تأكيد وجود الكوليرا في هايتي، 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2010» الذي قالت في مقدمته: «إن فاشية وباء الكوليرا تم تأكيد إثباتها في هايتي بتاريخ 21 أكتوبر 2010. الكوليرا لم يسبق رصدها في هايتي خلال عقود، ولذا كان من غير المحتمل حصول وباء الكوليرا في هايتي مباشرة بعد حصول الزلزال بها في يناير 2010.

لغز انتشار الكوليرا ولكي يحصل وباء الكوليرا، يجب تلاقي شرطين. الأول، أن وجوب وجود ثغرات وخروقات مهمة في البنية التحتية لأنظمة المياه والتصريف الصحي والنظافة التي يستخدمها الناس، ما يسمح بحصول تعريض واسع لتلوث الأطعمة والمياه ببكتيريا الكوليرا. والثاني، يجب أن تكون الكوليرا في الأصل موجودة في تلك المجتمعات السكانية. وعلى الرغم من عدم وضوح كيفية دخول الكوليرا إلى هايتي، فإن الشرطين اللذين تقدم ذكرهما هما بالفعل موجودان اليوم في هايتي».

وصحيح أن وباء الكوليرا لم يحصل في هايتي منذ زمن بعيد، حيث لم تسجل إصابات بالكوليرا فيها منذ عام 1960، ولا ربما حتى قبل ذلك التاريخ، إلا أن ما كان يجب أن لا يغيب عن الأذهان أن الظروف التي لا تزال تمر بها تلك المناطق تصنع بيئة مناسبة لنشوء وباء الكوليرا، ما يجعل من المحتمل أن تظهر الإصابات بهذا المرض لاحقا. وتحديدا هناك ظرفان، الأول يتعلق بالبيئة المحلية واحتمالات أن تكون ثمة حالات لم يتم رصدها ولا إبلاغ منظمة الصحة العالمية عنها نتيجة لعدم إجراء التحاليل اللازمة لحالات الإسهال الشديد في ذلك البلد الفقير. والثاني يتعلق بالتدفق العشوائي والمكثف للمساعدات والعاملين في شؤون الإغاثة. ومعلوم أن حصول الكوارث الطبيعية يصنع أجواء من الضغط المحلي والعالمي لقبول أو طلب المساعدات الخارجية، التي تنفلت خلالها معايير الرقابة المحلية المعتادة على الجوانب الصحية وغيرها.

ومع هذا، لا يمكن لوم ذلك التقرير الذي وضع احتمالات ضعيفة لنشوء وباء الكوليرا، لأنه حقيقة مضت عشرة أشهر ولم يظهر الوباء، والأهم أن الوباء الحالي لم يحصل في المناطق التي تعرضت للزلزال ولا في مخيمات النازحين.

وإلى حين إعداد هذا الموضوع للنشر (الجمعة الماضي)، تجاوز عدد الوفيات الرقم 300، وعدد الإصابات الرقم 4500. وهو ما لا يعتبر فقط أسوأ تحد صحي تواجهه هايتي منذ وقوع الزلزال المدمر؛ بل أيضا من أسوأ أوبئة الكوليرا لجهة عدد الوفيات، مقارنة بعدد الإصابات. ذلك أن النسبة العالمية المتوقعة، ووفق ما تشير إليه منظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات الصحية المعنية بالأوبئة، هي ما بين 3 و4%.

وعلى سبيل المثال، بدأت حالة وبائية للكوليرا في نيجيريا منذ أكتوبر الماضي، وشملت 12 ولاية من الـ36 ولاية، وبلغت الإصابات 6400 والوفيات الناجمة عنها 352 حالة حتى الآن. وفي الفترة ما بين أغسطس (آب) 2008 وأبريل (نيسان) 2009، انتشر وباء الكوليرا في زيمبابوي، ورصدت نحو 120 ألف حالة من الإصابات، نجمت عنها نحو 4200 من الوفيات. وفي الفترة ما بين أغسطس وأكتوبر 2008، تم إثبات نحو 644 حالة من الكوليرا بتحاليل المختبرات في العراق، ونجم عنها نحو 8 وفيات عنها. وكذلك في الفترة ما بين يوليو (تموز) وديسمبر (كانون الأول) من عام 2007، تم إثبات نحو 4570 حالة من الكوليرا بتحاليل المختبرات في العراق، ونجم عنها 22 وفاة.

وما هو حقيقة غائبة عن أذهان الكثيرين، أن الكوليرا لا تزال في كل عام مشكلة عالمية، على الرغم من كل التقدم الذي يشهده العالم. ووفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية ربما تصل الإصابات بالكوليرا في أنحاء العالم سنويا إلى نحو 5 ملايين حالة، وتبلغ الوفيات السنوية بالكوليرا في العالم نحو 100 ألف وفاة.

وما هو حقيقة غائبة أيضا عن أذهان الكثيرين، أن ظهور وباء الكوليرا يتطلب ظروفا يحصل فيها تلوث، وخصوصا في ما يتعلق بشبكات الصرف الصحي، بفضلات أشخاص يحملون في أمعائهم بكتيريا «فيبريو كوليرا» (Vibrio cholerae) التي تتسبب بعدوى الإصابات بمرض الكوليرا.

* أسباب ظهور الوباء

* والسؤال الذي يطرحه كثير من المراقبين الطبيين: بعد مضي عشرة أشهر على الزلزال وتدميره للبنى التحتية لأنظمة شبكات المياه والصرف الصحي، ووجود النازحين في المخيمات طوال الفترة الماضية، لماذا الآن يقع وباء الكوليرا في خارج مخيمات النازحين وفي مناطق بعيدة عن وقوع الزلزال؟

ولا يوجد جواب، بل لا يزال من المحير لماذا ظهر الوباء، إلا أن ثمة من يطرح فرضية أن المرض أتى من خارج هايتي من خلال تدفق المساعدات العالمية بعيد الزلزال. وتقول بريجيت فاسيت، عضو فرع «منظمة أطباء بلا حدود» في فرنسا، ما مفاده أن ثمة مشكلة في الصرف الصحي في هايتي من قبل حصول الزلزال. ولذا تصر على أن مشكلة الوباء الحالي للكوليرا لا علاقة لها بوقوع الزلزال. كما أنها تدعم هذا بالقول إن منطقة وسط هايتي، التي ينتشر الوباء الحالي فيها بشكل أكبر، لم تكن من المناطق المتضررة بشدة عندما وقع الزلزال.

وتضيف أنه لا مفر من القول بأن الكوليرا كانت موجودة في هايتي من قبل الزلزال، ولكن لم يتم رصدها خلال السنوات الماضية. وقالت: «في كثير من الدول الأفريقية ثمة حالات فردية متناثرة من الإصابات بالكوليرا طوال العام، وحينما تحصل تغيرات مناخية أو في أي ظروف بيئية أخرى، يبدأ فجأة انتشار الوباء، وبشكل سريع وواسع». ولذا فإنها تؤكد ما هو معروف من أن وباء الكوليرا لا يمكن التنبؤ بوقت حصوله. ودللت على ذلك بالقول إنها شاركت في الخدمة الطبية لبعض مخيمات اللاجئين في القارة الأفريقية في السابق، وكانت تتوقع أن وباء الكوليرا سيظهر فيها نتيجة لتوفر الظروف الملائمة لذلك، إلا أن الوباء لم يظهر على عكس التوقعات.

وتقول سارة مورغن، رئيس مرشدي البرامج الصحية في «وكالة وورلد فيجن للمساعدات»: «لا تتوفر معلومات طبية عن رصد وجود إصابات سابقة بالكوليرا في هايتي، ولكن وفق معلومات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة فإن ثمة الكثير من حالات الإسهال المائي، مما يجعلها تتسبب في ما بين 5 إلى 15% من حالات الوفيات لدى الأطفال في هايتي».

وينتشر الوباء الحالي للكوليرا في منطقة مقاطعة أرتبونايت، الواقعة شمال منطقة الزلزال. وإن الذي تخشى منه السلطات الصحية، والمنظمات الصحية العالمية، هو انتقال الوباء للوصول إلى مناطق مخيمات النازحين من المناطق التي دمرها الزلزال. ومعلوم أن الزلزال تسبب في نحو 230 ألف وفاة وتشريد مئات الآلاف.

إلى ذلك، كان الدكتور آدم كمرادت سكوت، الباحث في كلية لندن لطب المناطق الحارة، قد ذكر ملاحظته التي ملخصها: «إن من الصعب وضع صورة مكتملة وواضحة عن الانتشار العالمي لمرض الكوليرا، والسبب أن بعض الدول تحجم عن إعطاء معلومات دقيقة عن انتشار المرض فيها خوفا من القيود التي يمكن أن تفرض على السفر إليها. وإضافة إلى هذا، من المعروف طبيا أن نحو 75% من الإصابات بعدوى بكتيريا الكوليرا لا تتسبب في أي أعراض مرضية. إلا أن هؤلاء المصابين يظلون يحملون البكتيريا في أمعائهم نحو 14 يوما، ومن السهل انتشارها منهم، مما يجعلهم مصدرا محتملا لتصدير المرض إلى غيرهم أو تلويث المياه». ثم يضيف إلى هذا بالقول: «ومع قدوم كثير من الناس وقدوم كثير من المساعدات إلى هايتي منذ حصول الزلزال في يناير الماضي، ثمة احتمال أن البكتيريا جلبت إلى هايتي من الخارج. والبكتيريا بإمكانها البقاء حية في المياه الراكدة لبعض الوقت». وكان بهذا يشير بشكل مباشر إلى حالة وباء الكوليرا التي حصلت في بيرو بداية التسعينات، وانتشرت بسرعة في عدد من دول أميركا اللاتينية، التي حامت الشكوك بشكل قوي حينها حول أن المصدر هو إلقاء سفينة شحن آسيوية نفاياتها من مياه الصرف الصحي والطحالب الملوثة بحيوانات المحار. ومعلوم أن بكتيريا الكوليرا تعيش في هذه الحيوانات البحرية، وأن تناول هذه الحيوانات البحرية نيئة أو غير ناضجة بالطهي، أحد أسباب العدوى ببكتيريا الكوليرا.

* مرض معد

* والكوليرا مرض معد، من أمراض الإسهال التي تحصل الإصابة بها إثر ابتلاع غذاء أو ماء ملوث ببكتيريا الكوليرا. ومما يعزز إمكانية ظهور الوباء وانتشاره، أن فترة الحضانة تتراوح ما بين 5 ساعات إلى خمسة أيام. أي الفترة ما بين دخول البكتيريا إلى الجسم وبدء أعراض المرض بالظهور.

وتصف منظمة الصحة العالمية الكوليرا بأنها: «مرض شديد الفتك إلى أقصى حد». وتضيف أن «المرض يمكن أن يصيب الأطفال والبالغين، ويمكن أن يفتك بالأرواح في ظرف ساعات. ولا تظهر أعراض الإصابة ببكتيريا الكوليرا لدى نحو 75% من المصابين بالعدوى، وذلك على الرغم من وجود البكتيريا في برازهم لمدة ما بين 7 إلى 14 يوما من بعد العدوى. وهي بهذا ترتد إلى البيئة، ويمكن أن تصيب العدوى أشخاصا آخرين. ومن بين الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض، يعاني 80% أعراضا متوسطة الشدة أو غير شديدة. بينما تظهر على نحو 20% أعراض الإسهال المائي وما يصاحبه من جفاف شديد. ويمكن أن يتسبب ذلك في الوفاة إذا ترك دون علاج».

وبالمراجعة التاريخية، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الكوليرا انطلقت لتنتشر في جميع أنحاء العالم من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند. ومنذ القرن التاسع عشر، حدثت 6 جوائح حصدت أرواح الملايين من البشر في كل القارات. أما الجائحة الحالية، أي السابعة، فقد بدأت في عام 1961 من جنوب آسيا، ووصلت إلى أفريقيا عام 1971، وإلى الأميركيتين في عام 1990، وهي تستوطن بشكل مستمر الكثير من بلدان العالم وفي كل القارات.

والأمر المهم في شأن الكوليرا أنها بدأت بالتطور نحو أنواع وفصائل أشد فتكا مما كانت عليه في السابق. وتقول منظمة الصحة العالمية: «هناك مجموعتان مختلفتان من بكتيريا الكوليرا، الأولى باسم (أوه 1) O1 والثانية باسم (أوه 139) O139. وتتسببان في حدوث فاشيات الأوبئة. الأولى تتسبب في معظم تلك الفاشيات، والثانية ظهرت لأول مرة في بنغلاديش عام 1992، وينحصر وجودها في جنوب شرقي آسيا».

وتضيف منظمة الصحة العالمية: «هناك اليوم فصائل جديدة من سلالات بكتيريا الكوليرا في عدة أنحاء من أفريقيا وآسيا. ويتبين من عمليات الملاحظة أن هذه السلالات تتسبب في الإصابة بشكل أشد من أشكال الكوليرا، ويؤدي إلى معدلات إماتة عالية. ويوصى في هذا الصدد بالرصد الوبائي الدقيق للسلالات الدائرة».

والثابت أن وباء الكوليرا الذي ظهر في بداية التسعينات في بيرو، وانتشر في عدد من دول أميركا الجنوبية آنذاك، كان من نوع فصيلة «أوه 1» (O1). وإلى ساعة إعداد هذا الموضوع، لم يصدر عن منظمة الصحة العالمية ولا إدارة السيطرة على الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة أي تحديد لنوع الكوليرا المنتشرة حاليا في هايتي.

* وقاية صحية

* وبالإضافة إلى الجهود الشخصية والذاتية في الحفاظ على الصحة، فإن على النطاق العام هناك جهودا أهم وأقوى للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض. وبالنسبة للكوليرا، تقول منظمة الصحة العالمية: «ثمة صلة وثيقة بين انتشار الكوليرا وبين الإدارة البيئية غير الملائمة. وتشمل نوعية المناطق السكانية في الأحياء الفقيرة المتاخمة للمدن، حيث تنعدم البنية التحتية الأساسية. وكذلك مخيمات النازحين داخليا أو اللاجئين، حيث لا يتوفر عادة الحد الأدنى من المياه النقية وأنظمة التصريف الصحي السليمة».

ومن شأن العواقب المترتبة على أي كارثة، أن تزيد من مخاطر انتشار الكوليرا إذا كانت البكتيريا موجودة أو إذا تم إدخالها. ولذا لا تزال الكوليرا تشكل خطرا على الصحة العمومية، ولا يزال يتزايد عدد حالات الكوليرا التي أبلغت بها منظمة الصحة العالمية. وفيما بين عام 2004 وعام 2008 زادت الحالات بنسبة 24% مقارنة بالفترة ما بين 2000 و2004. وفي عام 2008 وحده تم الإخطار عن أكثر من 190 ألف حالة في 56 بلدا، بما في ذلك أكثر من 5150 وفاة. وهناك عدد كبير آخر من الحالات لم يحتسب بسبب العقبات التي تواجهها أنظمة الرصد وبسبب الخوف من فرض قيود على التجارة والسفر. وتشير التقديرات إلى أن العبء الحقيقي للمرض يتراوح ما بين 3 و5 ملايين حالة، وبين 100 ألف و120 ألف وفاة سنويا.

* حقائق رئيسية عن مرض الكوليرا

* الكوليرا مرض حاد من أمراض الإسهال، ويمكن أن يفتك بالأرواح في ظرف ساعات من الإصابة إذا ما ترك دون علاج.

* يقدر عدد حالات الكوليرا بما يتراوح بين 3 و5 ملايين حالة، وعدد الوفيات الناجمة بما يتراوح بين 100 و120 ألف وفاة في كل سنة.

* يمكن علاج 80% من الحالات بنجاح بواسطة «أملاح معالجة الجفاف» التي تعطى عن طريق الفم.

* تعتمد تدابير المكافحة الفعالة على الوقاية والتأهب والاستجابة.

* يعد توفير المياه المأمونة وأنظمة التصريف الصحي الصحيحة أمرا حاسما في الحد من تأثير الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه.

* تعتبر لقاحات الكوليرا التي تعطى عن طريق الفم وسيلة إضافية من وسائل مكافحة الكوليرا، ولكن لا ينبغي أن تحل محل تدابير الوقاية التقليدية.

* معالجة حالات الكوليرا والوقاية منها الكوليرا مرض سهل العلاج. هذا ما تؤكده المصادر الطبية. وبالإمكان علاج 80% من الحالات بنجاح تام إذا ما أعطيت للمرضى بسرعة أملاح معالجة الجفاف عن طريق الفم. أما المرضى المصابون بالجفاف الشديد جراء الإسهال، فيحتاجون إلى إعطائهم السوائل الكافية لإرواء الجسم عن طريق الوريد. ويحتاج هؤلاء المرضى بالذات إلى تناول المضادات الحيوية المناسبة لتقليل مدة الإسهال وتقليل كمية السوائل التي تحتاجها أجسامهم وتقليل مدة إفراز بكتيريا الكوليرا مع البراز. وتؤكد منظمة الصحة العالمية على أنه لا يوصى بإعطاء المضادات الحيوية بشكل جماعي لكل الذين أصيبوا بالكوليرا، لأنها لا تؤثر على انتشار المرض وقد تتسبب في نشوء حالة مقاومة البكتيريا لمفعول المضادات الحيوية. كما تؤكد أنه إذا ما تمت معالجة حالات الكوليرا، وفق نظام إنشاء مراكز العلاج في الأماكن المتضررة بالوباء، فإنه يمكن تقليل الوفيات إلى أقل من 1%.

وتشير نشرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه يتوفر نوعان من اللقاح المضاد للكوليرا، الذي يعطى عبر الفم من خلال جرعتين يفصل بينهما ما بين 7 أيام و7 أسابيع. الأول يتميز بتوفير الحماية بنسبة تفوق 50% لمدة سنتين في المناطق الموبوءة. والثاني يوفر حماية قصيرة الأمد، أقل من ستة أشهر، بنسبة 90%.

ولا توصي المنظمة بتلقي لقاح الكوليرا الذي يعطى عن طريق الحقن، نظرا لمحدودية فاعليته وشدة آثاره الجانبية.

وينبغي أن يستهدف التطعيم المجموعات السكانية التي تعيش في المناطق الموبوءة بالكوليرا، أو التي من المحتمل أن تظهر فيها. ولا يشترط أي بلد اليوم لدخوله تقديم شهادة التطعيم ضد الكوليرا.

أما بالنسبة لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة، فإنها لا تنصح غالبية المسافرين بتلقي لقاح الكوليرا. وتنصح المسافرين بالعموم باتباع إرشادات الوقاية المتعلقة بأخذ جانب الحيطة إزاء مياه الشرب والأطعمة.