استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الأطفال والكولسترول

* زوجي لديه ارتفاع في الكولسترول، واثنان من أطفالي لديهما سمنة. سؤالي هل من الممكن أن يكون لديهما ارتفاع في الكولسترول؟

أم أحمد - بريطانيا.

- هذا ملخص رسالتك. وللإجابة باختصار: من المحتمل، لكن لا يُمكن معرفة ذلك إلا عند إجراء تحليل الكولسترول. أما للإجابة بإيضاح، هناك ثلاثة أمور يجدر ذكرها.

الأمر الأول، أن سمنة الطفل لا تعني تلقائيا ارتفاع احتمالات أن يكون لديه ارتفاع في نسبة كولسترول الدم، والعكس صحيح. أي بمعنى أن الطفل قد يكونه وزنه طبيعيا ومع ذلك قد يكون لديه ارتفاع في الكولسترول.

الأمر الثاني، هو أن ما يُعتبر طبيعيا أو مقبولا في نسبة كولسترول البالغين، هو ليس كذلك في نسبة كولسترول الأطفال. وما هو طبيعي للأطفال والمراهقين، ما دون سن 18 سنة، أن يكون الكولسترول الكلي أقل من 170 ملليغراما، والكولسترول الخفيف أقل من 110 ملليغرامات، والدهون الثلاثية أقل من 150 ملليغراما. ولذا فإن ما فوق 200 ملليغرام للكولسترول الكلى، وما فوق 130 ملليغراما للكولسترول الخفيف، هو مرتفع بالنسبة للطفل.

الأمر الثالث، هو متى نُجري فحص تحليل الكولسترول للطفل. ومعلوم لديك أن النصيحة الطبية تتضمن ضرورة إجراء تحليل الكولسترول في الدم للأشخاص الذين تجاوزوا عمر 18 سنة مرة كل خمس سنوات، وتكرار ذلك كل خمس سنوات إذا كانت النسبة ضمن المعدلات الطبيعية. أما للأطفال فلا يُجرى الفحص إلا في ظروف تتطلب ذلك لحمايتهم من ارتفاعه المتوقع احتمال وجوده لديهم.

وهذه الظروف تشمل ثلاثة أسباب. السبب الأول أن يكون ثمة تاريخ عائلي للإصابة بأمراض شرايين القلب، وخاصة لدى أحد الوالدين أو الأجداد أو الأعمام أو العمات، أي الأقارب من الدرجة الأولى، في عمر مبكر، أي قبل عمر 55 سنة للرجال، وقبل عمر 65 سنة للنساء.

والسبب الثاني، أن يكون لدى أحد الوالدين ارتفاع في الكولسترول يتطلب معالجة دوائية لخفضه. والسبب الثالث، أن يكون لدى الطفل أحد الأمراض التي ترفع من احتمالات تعرضه لأمراض شرايين القلب في مراحل مبكرة من العمر. وتحديدا مرض السكري أو مرض ارتفاع ضغط الدم. وإذا كان لدى زوجك ارتفاع في الكولسترول كما ذكرت، وللحد الذي يتطلب معالجة دوائية لخفضه، فيكون من الأفضل إجراء تحليل الكولسترول لكل أطفالك، وليس فقط البدينين منهم. ويكون التحليل وفق توجيه طبيب الأطفال لجهة مدة الصوم. والسبب أن هناك اختلافا في المدة التي يتعين الصوم طوالها لإجراء تحليل كولسترول الأطفال، بخلاف ما هو عليه الحال بالصوم 12 ساعة لتحليل الكولسترول للبالغين. أي إما تحليل دون صوم، أو صوم 12 ساعة.

دقات القلب في الأذن

* عمري 43 سنة، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وأعاني من آن لآخر من سماع صوت دقات وطنين في أذني. هل للأمر علاقة بالقلب أو الأوعية الدموية أو الضغط، وبم تنصح؟

حكيم - لبنان.

- هذا ملخص رسالتك. وبداية يحتاج الأمر منك لزيارة الطبيب، الذي سيقوم أولا بالاستماع إلى هذه الشكوى وتفاصيلها، وسيتأكد من مقدار ضغط الدم وعدد نبضات القلب، ومدى انتظام إيقاع نبض القلب وقوة النبض نفسه. ثم سيفحص أذنيك في العيادة، وسيطلب فحص قدرات السمع في أذنيك. والجانب الثالث الذي سيقوم به هو فحص القلب بالسماعة، وفحص شرايين الرقبة بالسماعة أيضا.

وعليك ملاحظة الأمور التالية لفهم أسباب حصول طنين الأذن بأصوات شبيهة بنبضات القلب، وخاصة عندما تستلقي على السرير للنوم، إذ إن غالبية الحالات التي يشكو فيها المرء من طنين الأذن، لا يكون ثمة سبب مهم وراءها ولا يكون هناك أي اضطرابات مرضية في الجسم تُؤدي إليه. ولكن يظل سماع طنين الأذن بالدقات ليس وهما أو تخيلا نفسيا، بل هو سماع الأذن لتدفق الدم في الأوعية الدموية التي في العنق أو الرأس. ولذا، ونظرا لوجود مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم لديك، فإن هناك عدة فحوصات يجب إجراؤها للتأكد من عدم وجود عدد من الاضطرابات التي قد تحصل مع أحد هذين المرضين والتي يُمكن أن تتسبب بطنين الدقات في الأذن. وتحديدا اضطرابات في الأذن أو الأوعية الدموية.

وأول الاحتمالات أن يكون ثمة عدم انضباط في خفض مقدار ضغط الدم إلى المستويات الطبيعية المرجوة. وعندما يرتفع ضغط الدم تضطرب حركة تدفق الدم عبر شرايين الرقبة، مما قد يُؤدي إلى سماع طنين الدقات في الأذن، أو عدم سماع ذلك. ولذا ربما يرتفع ضغط الدم ولا يسمع المريض تلك الدقات في أذنه، وربما يسمعها. بمعنى أنها ليست علامة حتمية تدل على ارتفاع أو انضباط مقدار ضغط الدم، ولكن يُلاحظ لدى البعض أن ارتفاع ضغط الدم يُؤدي بهم إلى سماع طنين الدقات.

هذا أمر، والأمر الثاني أن وجود ترسبات من الكولسترول في داخل جدران شرايين الرقبة يُؤدي إلى إعاقة حرية تدفق الدم بهدوء وسلاسة عبر تلك الشرايين، مما يُؤدي إلى حصول اضطراب في التدفق الدموي يُصاحبه نوع من الضجيج الذي قد يُسمع في الأذن. ولذا من الضروري فحص شرايين الرقبة بالسماعة الطبية للتأكد من عدم وجود أصوات اللغط فيها، والتأكد أيضا من عدم وجود ترسبات الكولسترول وضيق مجرى الشريان عبر التصوير بالأشعة ما فوق الصوتية لشرايين الرقبة.

وإذا ما انتفى هذان الأمران تكون الأمور أهون نسبيا. ويتبقى التأكد من سلامة الأذنين. والسبب أن حصول اضطراب أو نقص في قدرات السمع، وخاصة الناجمة عن اضطرابات في أجزاء الأذن الوسطى أو الداخلية، يُؤدي إلى اضطراب في طريقة السمع. وعادة نحن نسمع لأن توصيل الأصوات إلى الأذن يتم من الخارج عبر الطبلة ثم إلى الأجزاء العظمية الصغيرة في داخل الأذن ثم إلى الأعصاب التي تنقل تلك الموجات إلى الدماغ لتحليلها وتفسيرها وسماعنا لها. وإذا ما حصل خلل في هذا الطريق، يتم سماع حركة الأحداث الداخلية في الجسم مباشرة عبر توصيلها إلى الأعصاب. ولذا قد يسمع البعض صوت مضغ الطعام والتنفس وتدفق الدم عبر الأوعية الدموية. ولذا يكون من الضروري فحص الأذن وفحص قدرات السمع.

تكرار التجشؤ

* صحتي جيدة ولا أشكو من أي أمراض. ومشكلتي تكرار التجشؤ بما يزعجني وما يُحرجني في كثير من الأحيان. بم تنصحني للتخلص من المشكلة؟

وداد أ. - الكويت.

- بداية عليك ملاحظة أن التجشؤ فعل طبيعي للإنسان، ويهدف إلى إزالة كمية الغازات التي نبتلعها عند الأكل أو الشرب أو بلع اللعاب. والإنسان كلما بلع الأكل أو المشروبات، يبتلع كمية قليلة من الهواء. كما أنه عندما يمضغ العلك أو يشرب أحد أنواع المشروبات الغازية، فإنه يبتلع كمية أكبر من الهواء. وإذا ما أكل بسرعة أو ابتلع لقمة كبيرة أو لم يمضغ الطعام جيدا، بلع المزيد من الهواء.

وهذا الهواء إما أن يبقى في الجزء السفلي من المعدة أو ينتقل عبر المريء إلى الجزء العلوي من المعدة. ويتسبب وجود الهواء في تمدد المريء، أو المعدة، أو أيا كان مكان وجوده. ولذا تقوم الأعصاب بتحفيز عملية الانقباض لدفعه إلى الخارج عبر الفم، كعملية وقائية لمنع استمرار انتفاخ المعدة أو المريء.

والفرق بين تجشؤ الهواء المتجمع في المريء وتجشؤ الهواء المتجمع في المعدة هو في الرائحة. وعادة هواء المريء لا رائحة له بخلاف هواء المعدة.

وعليه فإن الوسيلة الأهم للتخلص من وجود التجشؤ هي تقليل كمية الهواء الذي نبلعه. وليس من الواضح طبيا جدوى تقليل تناول الأطعمة التي تتسبب عادة بالغازات في الأمعاء، مثل الفول أو الفاصوليا أو الملفوف أو غيرهم.

هذا من جانب، ومن جانب آخر ثمة عدة حالات مرضية تصحبها زيادة وتكرار التجشؤ عبر زيادة بلع الهواء أثناء الأكل أو الشرب، وليس كعلامات ناجمة بشكل مباشر عن الحالات المرضية تلك. وعلى سبيل المثال، وجود حالة «ارتداد أحماض المعدة إلى المريء» أو حالة «القولون العصبي» يصحبه التجشؤ نتيجة لتأثيرهما على زيادة بلع الهواء. وهاتان الحالتان تصحبهما أعراض أخرى، كالحموضة أو الألم في منطقة أعلى البطن، في حالة ارتداد أحماض المعدة إلى المريء. أو انتفاخ البطن والإمساك أو الإسهال أو آلام البطن، في حالة القولون العصبي.