محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية

* إن استخدام تقنية تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية «echocardiogram» (إيكوكارديوغرام)، هو إحدى الوسائل المهمة لتشخيص إصابات القلب بالأمراض وتقييم وضعه الصحي. ويمكن من خلال هذا الفحص تصوير القلب وهو يعمل، عبر إعطاء صورة تلفزيونية حية لحجرات القلب وصماماته وسمك جدرانه وحجم الحجرات القلبية وقوة ضخ القلب للدم. كما يمكن بتقنية الدوبلر للأشعة فوق الصوتية تصوير حركة الدم الجاري بين حجرات القلب وفي الأوعية الدموية الكبيرة المتصلة بالقلب، مما يتيح معرفة ضغط الدم داخل تراكيب القلب ومقدار فرق الضغط عبر الصمامات ومساحة الصمامات وغيرها من المعلومات التي تتعلق بانقباض القلب وانبساطه.

ويلجأ أطباء القلب إلى استخدام وسيلة الفحص هذه في عدة حالات.. من أهمها:

* كإحدى وسائل تشخيص سبب أحد الأعراض القلبية، مثل ألم الصدر أو صعوبة التنفس أو اضطرابات إيقاع نبض القلب وسماع أصوات غير طبيعية حال فحص القلب بالسماعة الطبية وغيرها من الأعراض.

* تقييم صمامات القلب الطبيعية، سواء كانت سليمة أو مريضة، من ناحية سلامة شكلها وكفاءة عملها.

* تقييم صمامات القلب الصناعية، سواء كانت معدنية أو حيوانية، من ناحية كفاءة عملها وضبط تركيبها في الموضع الصحيح لها داخل القلب.

* فحص قوة ضخ القلب للدم، سواء قوة البطين الأيسر الذي يضخ الدم إلى كل أرجاء الجسم، أو قوة البطين الأيمن الذي يضخ الدم إلى الرئتين.

* قياس حجم وشكل حجرات القلب.

* التأكد من مدى وجود عيوب في شكل القلب وحجراته والأوعية الدموية الكبيرة المتصلة به.

* رصد وجود جلطات دموية داخل حجرات القلب، أو وجود أي أورام فيه.

* فحص سلامة الغشاء المغلف للقلب، غشاء التامور، ومدى احتوائه على السوائل أو غيرها.

وعادة ما يتم تصوير القلب بهذه التقنية عبر جلد الصدر، حال راحة المرء واستلقائه على السرير. إلا أن هناك وضعيتين أخريين للاستفادة من هذه التقنية لفحص القلب. وهما:

- تصوير القلب عبر المريء (Transesophageal echocardiogram).. وفيه يتم إدخال أنبوب إلى المريء من خلال الفم، ثم تصوير القلب وفحصه عن قرب شديد ولمناطق لا يمكن توضيحها بشكل جلي عند فحص القلب بالأشعة فوق الصوتية عبر جلد الصدر، وتحديدا الأجزاء الخلفية البعيدة للقلب والصمامات الداخلية فيه.

- تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية حال إجهاد القلب (Stress echocardiogram).. وبهذه الوسيلة يمكن تقييم أداء أجزاء عضلة القلب حال المجهود البدني. وهو ما يعكس مدى كفاءة وسلامة تروية عضلة القلب بالدم عبر الشرايين التاجية، وذلك عبر مقارنة حركة عضلة القلب في الانقباض والانبساط حال الراحة وحال أداء المجهود الذي يرفع من عدد نبضات القلب. ويُمكن أن يتم رفع عدد نبضات القلب إما بالهرولة البدنية أو عبر إعطاء الشخص دواء في الوريد يعمل على رفع عدد النبضات.

دهون «أوميغا – 6»

* من بين أنواع الدهون «غير المشبعة» هناك نوعان: دهون «أوميغا – 3» ودهون «أوميغا – 6».

وتكتسب دهون «أوميغا - 3 شهرة حميدة واسعة، نظرا للفوائد الطبية الثابتة لها في تحسين صحة شرايين القلب، وخفض ضغط الدم، وضبط إيقاع نبض القلب، وخفض معدلات الدهون الثلاثية في الدم، وإعطاء مزيد من النشاط والصحة لعمل الجهاز العصبي، ونضارة الشعر والجلد وغيرها. وتظل الأسماك والحيوانات البحرية وأنواع من البذور والمكسرات والخضار، من أهم المصادر الغذائية للحصول على دهون «أوميغا – 3».

أما دهون «أوميغا – 6» فلها أيضا فوائد صحية، لكنها لا تكتسب لدى الكثيرين حتى اليوم السمعة الحميدة، نظرا لتأخر البحث العلمي في إثبات أهميتها وفوائدها. والواقع أنه كان ثمة من يتحدث في السابق عن احتمال أن تكون لدهون «أوميغا – 6» أضرار، لكن هذا ثبت عكسه تماما. ويشير المتخصصون الطبيون في جامعة هارفارد إلى أن دهون «أوميغا – 6» جزء مهم من الغذاء الصحي المفيد للقلب، لذا فإن التقليل من تناول كمياتها المطلوبة قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك وفقا للتوصيات العلمية التي تقدمها رابطة القلب الأميركية. وعليه من الضروري معرفة أن الرأي الطبي اليوم يتبنى أن دهون «أوميغا – 3» ودهون «أوميغا – 6» لهما دور حاسم مهم في تحسين صحة القلب والدماغ، وأن أجسام البشر ليست لديها قدرة على إنتاج أي منهما، لذا فإننا بحاجة إلى الحصول عليهما من الغذاء.

وتتوفر دهون «أوميغا – 6» في زيوت المنتجات النباتية، مثل زيت دوار (عباد) الشمس الطبيعي، وزيت الذرة الطبيعي، وأنواع أخرى من البذور والمكسرات.

ترطيب جفاف الفم

* جفاف الفم هو تلك الحالة التي لا يتوافر فيها لعاب كاف داخل تجويف الفم. وغالبية الناس يصابون بجفاف الفم من آن لآخر، خاصة عند التوتر النفسي. لكن حينما يستمر الجفاف في الفم طوال الوقت، فإنه يجب الاهتمام بالأمر لأنه قد يتسبب في عدد من المضاعفات الصحية.

ولا يعمل توافر اللعاب في الفم على ترطيبه فقط، بل يساعدنا على تذوق طعم الأكل وتسهيل مضغ الطعام وهضمه وابتلاعه بيسر. كما يساعدنا على حماية الأسنان من التسوس، ويمنع من حصول الالتهابات البكتيرية والفطرية داخل الفم والحلق.

وحول أسباب الإصابة بجفاف الفم، يقول الباحثون في «المؤسسة القومية لأبحاث الأسنان والوجه والجمجمة» (NIDCR)، إن جفاف الفم ليس بالضرورة شيئا طبيعيا مع التقدم في العمر. والناس يصابون بجفاف الفم حينما لا تعمل الغدد اللعابية بكفاءة. ومعلوم أن الغدة اللعابية تنتج اللعاب بكميات مختلفة طوال الوقت، ويرتفع إنتاجها في ظروف معينة، كالأكل مثلا. ويقدم هؤلاء الباحثون قائمة بالأسباب المحتملة لجفاف الفم. ومنها:

* تناول بعض أنواع الأدوية التي قد يكون من آثارها الجانبية كسل أو تعطيل عمل الغدد اللعابية. وذكروا أن ثمة أكثر من 400 نوع من الأدوية المستخدمة، والتي قد يكون أحد آثارها الجانبية جفاف الفم. مثل بعض أنواع أدوية خفض ضغط الدم وعلاج الاكتئاب ومعالجة نزلات البرد وغيرها.

* الإصابة بأحد أنواع الأمراض التي تؤثر على الغدد اللعابية، مثل السكري أو متلازمة «شوغرن» Sjogren›s syndrome أو غيرهما.

* التعرض للعلاج بالأشعة في منطقة الوجه أو الرقبة، كجزء من معالجة الأورام السرطانية، مما قد يتلف الغدد اللعابية.

* تلقي بعض أنواع أدوية المعالجة الكيميائية، ضمن برنامج معالجة الأورام السرطانية.

* حصول تلف في إحدى الشبكات العصبية المغذية للغدد اللعابية، نتيجة للحوادث أو غيرها.

وتكون معالجة حالات جفاف الفم بحسب السبب الذي أدى إليه. كما يفيد العمل على ترطيب الفم. ويقترح الباحثون في «المؤسسة القومية لأبحاث الأسنان والوجه والجمجمة» العناصر التالية لترطيب الفم. وهي:

- احرص في غالب الوقت على شرب جرعة من الماء أو المشروبات غير الحلوة.

- تحاشى تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل القهوة أو الشاي أو مشروبات الكولا الغازية. وتذكر أن الكافيين يجفف الفم.

- احرص على تكرار تناول جرعات من الماء خلال فترة تناول الطعام.

- مضغ العلك الخالي من السكر يزيد من إفراز الغدد اللعابية للعاب، بخلاف العلك المحتوي على السكريات. وهناك نكهات تثير الغدد اللعابية، مثل القرفة والحمضيات والنعناع.

- احرص على ترطيب الهواء المنزلي خاصة بالليل.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]