أدوية علاج السمنة تخفض نشاط مناطق المخ المسؤولة عن الشهية

جين يقوي العضلات يتسبب في سقوط النساء الكبيرات في السن

TT

في حدثين علميين جديدين قال علماء بريطانيون إنهم وجدوا أن التأثير على مناطق المخ المسؤولة عن الشهية يساعد في تطوير أدوية فعالة لمعالجة السمنة، في حين عثر زملاؤهم على نتيجة غريبة مفادها أن جينا لتقوية العضلات، يوجد لدى أعظم الرياضيين.. قد يكون مسؤولا عن تعرض النساء للسقوط على الأرض بشكل متكرر أكثر من غيرهن! في الدراسة الأولى قال علماء في جامعة كمبردج إنهم أثبتوا أن دواء لعلاج السمنة أدى إلى إحداث تغيرات من مخ الأشخاص المعانين منها وقلل استجاباتهم لمثيرات الشهية.

وقد اكتشف الباحثون الذين نشروا نتائج دراستهم في «مجلة العلوم العصبية» في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن عقار «سيبترامين» sibutramine المضاد للشهية يخفض استجابات الدماغ في منطقتين؛ هما منطقتا ما تحت السرير البصري واللوزة، اللتان يعرف عنهما دورهما المهم في التحكم في الشهية والسيطرة على السلوك المتعلق بتناول الطعام.

ووظف الباحثون طرق التصوير بجهاز الرنين المغناطيس الوظيفي لقياس نشاط المخ لدى متطوعين سمينين عندما كانوا يشاهدون صورا لأصناف من الطعام المشهي المحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية (مثل تورتة الشوكولاته) وأخرى غير مشهية مثل طبق من القرنبيط.

وتم تصوير المخ لمجموعتين؛ تناول أفراد الأولى عقار «سيبترامين» بينما تناول أفراد المجموعة الثانية الحبوب الوهمية. وفي مجموعة الحبوب الوهمية ظهر أن مشاهدة صور أصناف الطعام الشهي نفسها أدت إلى تنشيط كثير من مناطق المخ التي تلعب دورها في مكافأة الإنسان. أما الذين تناولوا عقار «سيبترامين» فقد انخفضت لديهم الاستجابات للطعام الشهي في منطقتي ما تحت السرير البصري واللوزة. كما ظهر أن الأفراد الذين انخفض لديهم النشاط في المخ بشكل كبير، قل استهلاكهم للطعام وانخفض وزنهم.

وقال البروفسور بول فليتشر الباحث في قسم الطب العصبي في معهد علوم السلوك والعلوم العصبية السريرية في الجامعة، وأحد المشرفين على الدراسة: «لا يوجد حاليا سوى عدد محدود من العقاقير التي يمكنها أن تساعد بشكل فعال المصابين بالسمنة على تقليل وزنهم؛ إذ إن تطوير أدوية جديدة يتطلب نفقات كبيرة إضافة إلى المجازفة بالمخاطر المحتملة. إلا أن نتائج دراستنا تفترض أنه من المحتمل الاستفادة من تصوير المخ مع إجراء اختبارات أخرى لوضع توقعات أفضل حول فاعلية أي عقار جديد». وسوف تساعد النتائج في فهم عمل الأدوية المضادة للسمنة بشكل أدق وتأثيراتها على المخ لتغيير السلوك الغذائي ومن ثم فقدان الوزن.

وفي الدراسة الثانية التي نشرت في الطبعة الإلكترونية من مجلة «جورنال أوف جيرونتولوجي: ميديكال ساينس» المعنية بعلوم الشيخوخة، قال باحثون في جامعة ابردين الأسكوتلندية إنهم اكتشفوا لأول مرة أن شكلا من الجين «ACTN3» - المعروف بأنه يرتبط بقوة العضلات والقدرة العالية لدى أعظم الرياضيين – يعتبر عامل خطر يتسبب في حدوث السقوط على الأرض للنساء الكبيرات في السن.

إلا أن العلماء سارعوا إلى القول إن السقوط على الأرض يحدث نتيجة كثير من العوامل وليس بسبب هذا الجين وحده.

ويحمل كل البشر نسختين من هذا الجين الذي يتوارثه الإنسان من والديه، وهو يفرز بروتينا لتقوية ألياف العضلات، ومن ثم يزيد من قدرات تلك العضلات. إلا أن 30 في المائة من الناس يمتلكون نسختين عاملتين فعلا من هذا الجين، أما النسبة المتبقية فلا تمتلك نسخة عاملة أو نسختين عاملتين منه، ولكن هذا لا يؤثر على حياة الإنسان بتاتا.

وقال الباحثون إنهم اكتشفوا الآن أن النساء الكبيرات في السن، الحاملات لهذا الجين هم أكثر عرضة للسقوط سواء كانوا يحملون نسخة أو نسختين من هذا الجين. إلا أن الدراسة التي أجريت على عدد كبير من النساء في أسكوتلندا وجد الباحثون فيها أن النساء اللاتي عبرن سن اليأس من المحيض الحاملات لنسخة عاملة من الجين كن أكثر عرضة بنسبة 33 في المائة للتعرض للسقوط على الأرض من اللاتي حملن نسختين عاملتين من الجين.

وصرحت الدكتورة لين هوكنغ الباحثة في مجموعة دراسات العظام والعضلات بالجامعة أن «هذه هي الخطوة الأولى نحو التعرف على الأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم لخطر السقوط على الأرض.. وأن الدراسة توحي بأن هناك استعدادا جينيا يهيئ النساء إلى خطر السقوط».

وكانت دراسة على أفضل الرياضيين الأستراليين قد وجدت أن الرياضيين الذين يحملون نسختين عاملتين من هذا الجين ازدادت لديهم، كما يبدو، قدرات عضلاتهم بنسبة تتراوح بين 1 و2 في المائة، الأمر الذي يؤهلهم للفوز في ركض المسافات والألعاب الرياضية.