إستشارات طبية

د. حسن صندقجي

TT

* الحمل وتورم إحدى الساقين

* عمري 26 سنة، وأنا أمر بالأسبوع الثلاثين من الحمل، ولاحظت منذ بضعة أيام وجود تورم في الساق والقدم اليمنى أكثر من اليسرى. ما السبب؟

أم أحمد - قطر - هذا ملخص سؤالك الذي لم يتضح لي من خلاله عدة أمور مهمة. ولكن أفترض أنك لم تشتكي في حملك وولادتك السابقة من أي اضطرابات صحية. كما أفترض أنك تتابعين في عيادة الحوامل منذ بداية حملك الحالي.

من الممكن أن يحصل تورم القدمين والساقين خلال فترة الحمل، وخاصة في الثلث الأخير منه، وذلك نتيجة لزيادة حجم الدم وكمية الماء في الجسم، الذي يحصل بشكل طبيعي لتوفير كمية أكبر من الأكسجين والدم المتدفق لجسم الأم وللجنين والرحم. ومن الممكن أن تتجمع هذه السوائل في القدمين أو الساقين حينما لا تتحرك الحامل بالشكل النشيط في المشي، لكي تمنع تجمع تلك السوائل في المنطقة السفلية بالجسم، أي القدمين والساقين.

هذا سبب طبيعي، وهناك سبب طبيعي آخر وهو ضغط الرحم على الأوعية الدموية القادمة من الأطراف السفلى، أي الفخذين والساقين والقدمين. ومعلوم أن الجنين حينما يكبر حجمه ووزنه ويزداد حجم ووزن السائل الأميوني المحيط به ويزداد أيضا حجم ووزن المشيمة، فإن حجم ووزن الرحم يزداد. وبالتالي حينما تستلقي المرأة الحامل على ظهرها خلال فترة النوم، فإن ذلك يضغط على الأوعية الدموية في البطن والحوض، مما يؤدي إلى إعاقة مرور الدم من خلالها. ومن نتائج ذلك إعاقة تصريف الدم والسوائل من الأطراف السفلى، مما يسهل فرصة تورم القدمين جراء تجمع السوائل فيهما. ولذا تنصح الحامل عادة بالنوم على أحد الجانبين، بدلا من الاستلقاء على الظهر.

وفي هاتين الحالتين الطبيعيتين، يحصل غالبا التورم في القدمين والساقين بشكل متقارب، وربما في بعض الأحيان يكون ثمة اختلاف فيما بين تورم أحد الجانبين. أي اليمين أكثر من اليسار.

ولكن إضافة إلى هذين السببين المحتملين، هناك احتمالات أن يكون تجمع السوائل قد نتج بسبب اضطرابات في عمل الكلى ومقدار ضغط الدم، مما يتطلب من طبيب الحمل التأكد من سلامتهما.

كما أن احتمال حصول تكون جلطات في داخل مجرى أحد الأوردة العميقة في الفخذ أو الساق، يظل قائما خلال فترة الحمل، وخاصة في الشهور الأخيرة منه وفترة ما بعد الولادة. وهذا الأمر قد يؤدي بشكل واضح إلى تورم في إحدى الساقين والقدمين دون الجانب الآخر. ويمكن تشخيص مدى وجود جلطات الأوردة عبر فحوصات الدوبلر للأشعة ما فوق الصوتية.

ولهذه الأسباب، يكون من الضروري مراجعة الطبيب المتابع للحمل للتأكد من سلامة الحالة الصحية لديك ولدى حملك.

* الصداع والإثارة الجنسية

* عمري 25 سنة ومتزوج. ولاحظت مؤخرا أنني عند ممارسة العملية الجنسية أشعر بصداع شديد ذي طبيعة نابضة في مؤخرة الرأس. ويستمر ذلك الصداع بضع دقائق، وأحيانا بضع ساعات ما بعد القذف، مما دفعني إلى تحاشي اللقاء الجنسي مع زوجتي. ولكني أيضا لاحظت نفس الشيء عند ممارسة العادة السرية، ولذا أصبحت أتحاشى الإثارة الجنسية لهذا السبب. سؤالي هل الأمر خطير وبم تنصح؟

محتار - القاهرة

* عمري 35 سنة، ولدي حساسية في الأنف. وأشكو من صداع شديد عند القذف أثناء العملية الجنسية. ولم أراجع الطبيب، ما هو سبب هذا الصداع؟

على خ - الرياض

* عمري 42 سنة، وأتناول أدوية لعلاج السكري. وأشكو أحيانا من الصداع أثناء العملية الجنسية. هل الأمر يدل على وجود شيء غير طبيعي لدي؟

حامد - الإمارات

* عمري 26 سنة ومتزوجة من سنتين ولا أشكو من أي أمراض ولا أتناول سوى حبوب منع الحمل، ومشكلتي ظهرت قبل بضعة أشهر وهي الصداع الذي أشعر به عند الجماع، مما يؤثر على علاقتي بزوجي. بم تنصحني؟

نون نون - بريطانيا - هذا ملخص لعدد من الأسئلة حول الصداع والإثارة الجنسية، وهو ما سبقت الإجابة عنه في زاوية استشارات بمجلة «صحتك» في «الشرق الأوسط». ولكن لا تزال ترد الأسئلة حوله.

بداية، ليس من النادر أن يعاني الرجال من الصداع أثناء فترة العملية الجنسية. والرجال أكثر معاناة من هذا الأمر بالمقارنة مع النساء، والنسبة أربعة إلى واحد. وأثناء ممارسة اللقاء الجنسي، غالبا ما يبدأ الصداع لدى الرجل قبيل أو خلال وقت القذف وما يليه مباشرة، بينما غالبا ما يبدأ الصداع هذا لدى المرأة من بداية العملية الجنسية. وعند ممارسة العادة السرية، يبدأ الصداع لدى الرجل في مرحلة متأخرة، أي عند القذف، بينما لدى المرأة من بدايات هذا الفعل.

ويبدأ النظر الطبي لحالات الصداع الجنسي في معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من أحد أنواع الصداع عادة، وخاصة الصداع النصفي (الشقيقة). ومعرفة ما إذا كانت ثمة أمراض مصاحبة في ضغط الدم أو السكري أو الجيوب الأنفية أو غيرها. ومعرفة وقت بدء الشعور بالصداع بالنسبة لمراحل العملية الجنسية. أي هل له علاقة مباشرة بالوصول لمرحلة هزة نشوة الجماع أو أنه يبدأ قبل بلوغ ذلك بفترة، سواء من البداية أو فيما بعدها، ومعرفة أيضا كيفية بدء الشعور بالصداع، أي هل هو مفاجئ وشديد أم أنه يظهر بالتدرج وبتزايد التفاعل مع الإثارة الجنسية ثم يهدأ حال هدوء الممارسة، والمدة التي يستمر فيها الصداع، ومناطق الرأس التي تتأثر بالصداع، وغيرها من الأسئلة.

والهدف من الأسئلة هذه هو أن هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الصداع الجنسي. النوع الأول مرتبط بمقدار الجهد البدني والعاطفي والنفسي خلال إثارة العملية الجنسية وتأثيراتها على الجسم، أي خلال الجماع أو ممارسة العادة السرية. وله عدة سيناريوهات، غالبها نتيجة لتوتر شد العضلات في منطقة الرأس أو الرقبة قبل وأثناء تفاعلات العملية الجنسية. وهذا النوع من الصداع قد يستمر بضع دقائق أو عدة ساعات. وغالبا لا يكون له أبعاد صحية مهمة، ويتطلب من المرء أن يفعل ما في وسعه لتجنب الشعور به، حسب السبب الذي أدى إليه. أي أخذ قسط كاف من الراحة البدنية قبل ممارسة العملية الجنسية، أو تناول أدوية مسكنة للألم قبلها، أو التدرج في التفاعل مع الإثارة الجنسية، أو اتخاذ الوضعيات البدنية التي لا تجهد عضلات الرأس والرقبة خلال ممارسة العملية الجنسية، وغيرها.

النوع الثاني يكون نتيجة لوجود حالة مرضية من المحتمل أن تتسبب في الصداع الجنسي. وذلك مثل التهابات الجيوب الأنفية بفعل الحساسية، أو انخفاض نسبة سكر الدم، أو الإصابة من آن لآخر بنوبات صداع الشقيقة، أو وجود ارتفاع في ضغط الدم، أو ارتفاع في ضغط العين، أو تناول أنواع من الحبوب مثل حبوب منع الحمل، أو غيرها. وهنا يكون التعامل مع هذا الصداع عبر التحكم بضبط الحالات الصحية التي تسببت به.

ويأخذ الصداع في هذه الحالات أشكالا عدة. منها ما يبدأ بالتدرج ومنها ما يبدأ فجأة بشدة، ومنها ما له علاقة مباشرة ببلوغ هزة نشوة الجماع، ومنها ما قبل ذلك بمراحل.

النوع الثالث، وهو النوع الذي يظهر فجأة وبصفة شديدة مع بدء الرجل في القذف أو بدء المرأة في معايشة هزة بلوغ النشوة الجنسية. وهذا النوع من الصداع قد يكون ذا علاقة بدرجات عالية لضغط الدم أو نتيجة لتوسع غير طبيعي في الأوعية الدموية في الدماغ وداخل الرأس. وهذا النوع يتطلب مراجعة الطبيب، حتى لو لم متكررا دائما. وذلك للتأكد من سلامة الأوعية الدموية في الدماغ وسلامة تراكيب الدماغ ومقدار تفاعلات الضغط الدموي مع ممارسة المجهود البدني.