بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

الشعور بالتخمة وانتفاخ البطن من الأعراض الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، ويرجع البعض من المرضى ذلك الشعور إلى حالة سوء الهضم وتلبك المعدة، ويهملون علاجها باعتبار أنها من الحالات الطارئة والمؤقتة التي سوف تنتهي تلقائيا بعد فترة محددة.

إلا أن بعض أسباب هذه التخمة وانتفاخ البطن قد تكون عبارة عن كسل Gastroparesis في عضلات المعدة نفسها، وهي حالة تحدث عندما يكون هناك نوع من التلف في الأعصاب أو العضلات الخاصة بالمعدة فتؤدي إلى بطء عملية إفراغ المعدة، وهي حالة مقلقة ومزعجة للمريض ومؤلمة له في نفس الوقت.

المركز الوطني الأميركي لتبادل معلومات أمراض الجهاز الهضمي يؤكد أن علاج هذه الحالة لا يتم عادة بالاعتماد الكلي على الأدوية فقط، ويشير إلى بعض الوسائل التي تساعد المريض في إدارة مثل هذه الحالة (كسل المعدة) ومنها:

* تناول عدة وجبات صغيرة في اليوم الواحد، بدلا من 3 وجبات كبيرة.

* اتباع نظام غذائي صحي من خلال الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون والألياف والتي تعتبر مواد صعبة الهضم.

* وفي الحالات الشديدة يجب اتباع نظام غذائي صارم بالاقتصار على أكل الطعام المهروس أو الحمية السائلة.

* ثم يأتي دور العلاج عن طريق تناول الأدوية التي تعمل على تحفيز عضلات المعدة على الانقباض.

* عدم الإفراط في تناول المسكنات

* من الأخطاء الشائعة لجوء البعض إلى استخدام العقاقير المسكنة والمضادة للالتهابات بشكل عشوائي خطير، وكلما أحس الواحد منهم بأي ألم في جسمه، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بمضاعفات هذه الأدوية وآثارها الجانبية، وذلك لأن مثل هذه الأدوية ما زالت في متناول اليد للجميع وتقتنى من الصيدليات من دون وصفة طبية.

الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام وأخصائيي أمراض الروماتيزم تحذر من الإفراط في استعمال المسكنات بشكل عام، حيث إنها تغطي على بعض الأعراض المرضية التي تعتبر مؤشرات مبكرة لأمراض خطيرة، ويمكن استخدام العقاقير المضادة للالتهابات من فئة الأدوية غير الستيرويدية لعلاج أو المساعدة في منع الأمراض التالية:

* الالتهاب الكيسي للأوتار.

* أمراض القلب.

* التهاب المفاصل.

* كسور العظام.

* الألم أو الالتهابات الناجمة عما بعد جراحة العظام.

على أن يتم ذلك تحت الإشراف الطبي.

* الوقاية من خطر السقوط من المرتفعات

* من الخطأ أن يصر البعض من حجاج بيت الله الحرام على صعود الجبال والتلال المرتفعة في منطقة المشاعر المقدسة ظنا منهم أن ذلك جزء من مناسك الحج. ويتعرض معظم هؤلاء الحجاج للسقوط والإصابات المتنوعة من إصابات بالرأس والعمود الفقري إلى كسور في العظام أو جروح وكدمات إما أثناء الصعود أو النزول من هذه المرتفعات، وذلك لشدة الزحام وكبر السن والإرهاق والتعب الذي ينال الحجاج في هذه الأثناء، خاصة عندما تكون أشعة الشمس في شدة حرارتها.

والصحيح هنا أن صعود الجبال سواء جبل الرحمة بعرفات أو جبل ثور في مكة المكرمة ليس من مناسك الحج، ويعتبر سلوكا صحيا خاطئا يهدد حياة البعض منهم. وننصح الحجاج بالآتي:

* يفضل عدم صعود المرتفعات من جبال وتلال في منطقة المشاعر المقدسة، خاصة بالنسبة لكبار السن وضعاف البنية وذوي الأمراض المزمنة، لما في ذلك من تعريض للحاج للإصابة والجروح التي قد تعيق أداءه فريضة الحج، ويمكنهم الاكتفاء بزيارة هذه الأماكن دون صعودها.

* يمكن للحجاج المستطيعين زيارة هذه الأماكن في أوقات مريحة وبرفقة آخرين من معارفهم.

* عند التعرض لأي إصابة يجب تعقيم الجروح فورا ثم مراجعة أقرب مركز صحي لعمل الإسعافات الأولية اللازمة.

* على الحجاج الذين يعانون من مرض السكري العناية بصحة أقدامهم حتى لا يتعرضوا لتقرحات القدم السكرية.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة