محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

* البكتيريا الصديقة «بروبايوتك»

* تحتوي الأمعاء الغليظة، أو القولون، في جسم الإنسان على أكثر من 100 تريليون من البكتيريا غير الضارة والتي هي بالفعل «صديقة». أي أن هناك 10 بكتيريا صديقة لكل خلية حية في جسم الإنسان. ومستعمرات هذه البكتيريا الصديقة تعيش وتتكاثر في القولون لكي تساعد الأنظمة المتعددة لجهاز مناعة الجسم في الجهود المبذولة بشكل متواصل للتغلب على الأمراض الميكروبية والأمراض الأخرى ذات الصلة باضطرابات المناعة، كما أن لها دورا حيويا في إنتاج الجسم لفيتامين «كيه» (K)، وغيره من المواد الكيميائية المفيدة للجسم.

ودورها الإيجابي يظهر في منع تأثيرات الميكروبات والمواد الضارة على القولون، وبالتالي تخفيف حدة الإصابة بحالات الإسهال أو الإمساك أو كثرة تكوين الغازات في القولون أو آلام البطن أو انتفاخ البطن.

ولا تكتفي المصادر الطبية فقط بالتذكير بأهمية محافظة الإنسان على هذه الثروة من البكتيريا الصديقة في أمعائه الغليظة، بل بدأت بالاهتمام العلمي بالدور الصحي المفيد لتناول المنتجات الغذائية التي تحتوي على مجموعات بكتيريا «بروبايوتك» (Probiotic) الصديقة. ومن خلال العشرات من الدراسات الطبية، تم فحص حقيقة دور تناول تلك المنتجات في جوانب صحية ومرضية متعددة، خاصة تلك التي تتوافر بشكل طبيعي في لبن الزبادي وأنواع أخرى من مشتقات الألبان.

والحفاظ على محتوى القولون من البكتيريا الصديقة هو أحد الدواعي الطبية لضبط تناول المضادات الحيوية، واقتصار ذلك السلوك العلاجي على الحالات المرضية التي يصف الأطباء المضادات الحيوية لمعالجتها. ذلك أن المضادات الحيوية تقضي على الميكروبات الضارة والصديقة، مما يؤدي إلى اختلال التوازن الطبيعي لمستعمرات البكتيريا الصديقة في القولون.

وتشير نشرات خبراء التغذية الإكلينيكية في «مايو كلينك» بالولايات المتحدة إلى أن مجموعات بكتيريا «بروبايوتك» المستخدمة في إنتاج بعض مشتقات الألبان، كلبن الزبادي وغيره، تسهم في الحفاظ على توازن طبيعي وجيد للبكتيريا النافعة والصديقة في القولون. كما تسهم في تخفيف أعراض الحساسية من الحليب حينما يحصل لدى البعض ضعف في قدرة الأمعاء الدقيقة على هضم سكر لاكتوز الحليب بالكامل، مما يؤدي إلى نشوء الإسهال والغازات كلما تناول المرء الحليب أو الجبن. وعرض باحثو «مايو كلينك» جوانب علمية تتعلق باحتمال جدوى تناول المنتجات المحتوية على البكتيريا الصديقة في خفض الكولسترول، واحتمالات الإصابة بأنواع من السرطان.

وضمن إصداراتها العلمية، تذكر «الرابطة الأميركية لطب الجهاز الهضمي» (AGA) في إرشاداتها الطبية أن «بروبايوتك» يمكنها معالجة الحالات المرضية التالية:

* حالات القولون العصبي (IBS).

* حالات التهابات القولون (IBD).

* حالات الإسهال الناجمة عن عدوى الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات.

* حالات الإسهال الناجمة عن تناول المضادات الحيوية.

* غسل اليدين للوقاية من الميكروبات

* الحفاظ على نظافة اليدين يقلل من احتمالات الإصابة بالأمراض الميكروبية المعدية، ومن احتمال نشرها بين الناس. وتقول نشرات المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة إن غسل اليدين أثبت أنه واحدة من أكثر الوسائل فاعلية في منع انتشار الأمراض، وهو أهم وسيلة يغفل الاهتمام بها غالبية الناس. وغسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 15 ثانية كفيل بالقضاء على الميكروبات.

«مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية» (CDC) بالولايات المتحدة تقدم إرشاداتها لأوقات غسل اليدين. وهي تشمل:

* قبل وضع اليدين بالقرب من الفم، وهو ما يتضمن قبل التدخين وتفريش الأسنان وتناول المأكولات أو المشروبات.

* قبل وبعد البقاء بقرب شخص مريض، أيا كان نوع مرضه.

* بعد الفراغ من استخدام المرحاض، أو تغيير حفائظ الأطفال.

* بعد ملامسة الأشياء التي تلمس بكثرة من الناس، كمقابض الأبواب ودرابزين السلالم ومفاتيح المصاعد الكهربائية وغيرها.

* بعد تنظيف الأنف.

* فحص كثافة العظم

* فحص كثافة العظم (bone densitometry) وسيلة تستخدم الأشعة السينية «x-ray» لقياس مدى كثافة وجود المعادن في نسيج العظم لدى الإنسان. وغالبا ما يتم القياس للجزء السفلي من العمود الفقري ولعظام الفخذ. ولظروف معينة، يتم إجراء الفحص على كامل عظام الجسم، خاصة للأطفال وبعض البالغين.

وتشير الكلية الأميركية لطب الأشعة إلى أن فحص كثافة العظم غالبا ما يستخدم لتشخيص حالات هشاشة العظم (osteoporosis). وهي حالة مرضية تصيب في الغالب النساء اللواتي بلغن سن اليأس من الحيض، وأيضا قد تصيب الرجال. وتتسبب في ترقق بنية العظم، مما يجعله هشا وسهل الكسر.

وتضيف أن هذا الفحص يمكن أن يستخدم أيضا لتقييم مدى تحسن حالة العظم خلال فترة معالجة مرض هشاشة العظم. كما أنه يستخدم لمعرفة مدى احتمالات خطورة إصابة المرء بالكسور. ومعلوم أن تلك الاحتمالات تتأثر بعمر الشخص، ووزن جسمه، ومدى حصول كسور في العظم لديه في السابق، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بكسور هشاشة العظام، وممارسة عادة التدخين، والإكثار من تناول المشروبات الكحولية. وهذه العوامل تؤخذ في الاعتبار حال تقرير الطبيب مدى الحاجة إلى إجراء فحص كثافة العظام.

ويعرض الباحثون من الكلية الأميركية لطب الأشعة الحالات التي ينصح بقوة فيها بإجراء فحص كثافة العظام. وهي:

* المرأة التي بلغت سن اليأس ولا تتناول هرمون الاستروجين الأنثوي.

* الإصابة السابقة بكسور في العظم أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بكسور هشاشة العظم، أو التدخين.

* المرأة التي بلغت سن اليأس، خاصة إذا كانت طويلة أو نحيفة في الوزن.

* الرجل الذي لديه حالات مرضية تتسبب في فقد الكثافة الطبيعية للعظم.

* تناول أدوية تتسبب في فقد كثافة العظم، مثل أدوية الكورتيزون أو أنواع معينة من أدوية علاج الصرع أو جرعات عالية من الهرمون التعويضي للغدة الدرقية.

* الإصابة بالنوع الأول من السكري، الذي غالبا ما يصيب صغار السن، ويتطلب أخذ حقن الإنسولين لمعالجته.

* الإصابة بأمراض مزمنة في الكبد أو الكلى.

* الإصابة بزيادة نشاط الغدة الدرقية.

استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]