إستشارات طبية

TT

* القرفة والسكري

* لدي مرض السكري، وسؤالي: هل القرفة علاج للسكري؟

* أحمد عبد الله - السعودية

* باختصار، لا هي ليست علاجا للسكري ولكنها مادة قد يستفيد منها بعض مرضى السكري.

وللتوضيح، فإن علاج مرض السكري يكون بالخطة التي يضعها الطبيب معك للتغلب على ارتفاعات نسبة سكر الدم وللوقاية من حصول مضاعفات مرض السكري على الأعضاء المهمة بالجسم مثل القلب والكلى وشبكية العين وشرايين الجسم والجهاز العصبي. والخطة العلاجية هذه تتضمن ضبط كمية ونوعية الأطعمة التي تتناولها بشكل يومي، وقد يتطلب العلاج تناول نوع أو نوعين من الأدوية الخافضة لنسبة سكر الدم، سواء كانت حبوبا دوائية تؤخذ عن طريق الفم أو إبرا تحتوي على الأنسولين للحقن تحت الجلد.

والقرفة، المنتشر استخدامها في شرق العالم وغربه، لا محل لها في هذه الخطة العلاجية الطبية. وهذا ما تتبناه رابطة السكري الأميركية في إجابتها على استفسارات حول القرفة. وهذا هو الأساس العلاجي.

ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد جهود علمية للبحث في دور القرفة في خفض سكر الدم. ومعلوم أن هناك كثيرا من المنتجات النباتية الطبيعية التي تخفض نسبة سكر الدم، ولكنها لا تستخدم كعلاج لحالات مرضى السكري، بل كإضافات مساندة للإنسان أن يتناولها إذا ثبتت فائدتها وأخبر الطبيب عن عزمه تناولها، وله ألا يتناولها بالمطلق. والسبب، أن مرض السكري من الأمراض المزمنة التي ثبت ضرر عدم علاجه بشكل صحيح في الإصابة بأمراض شرايين القلب وفشل الكلى وأمراض شرايين الدماغ وضعف أو فقد قدرات الإبصار. ولذا لا مجال لأن لا يلجأ المريض إلى غير الطريقة العلاجية التي ثبتت جدواها وفائدتها.

والدراسات الطبية حول القرفة، التي سبق عرضها في مجلة «صحتك» في «الشرق الأوسط»، تحدثت عن قدرة القرفة على خفض نسبة سكر الدم بشكل طفيف أو متوسط، عبر عدة آليات محتملة. وفي المقابل فشلت دراسات أخرى في إثبات هذه الجدوى. وكذا الأمر نفسه حول دور القرفة في خفض الكولسترول.

وعلى الرغم من أن تناول القرفة، بكميات قليلة، هو شيء آمن لغالبية الناس، فإن على مرضى الكبد الحذر من تناول كميات غير معتادة منه. كما أن على مرضى السكري الذين يتلقون أدوية لمعالجته، إخبار الطبيب عن عزمهم تناول القرفة بشكل يومي تحسبا لاحتمالات حصول انخفاض في نسبة سكر الدم.

* البكاء والاكتئاب

* عمري 42 سنة، وأعاني مؤخرا من سهولة البكاء، ومن أشياء لم تكن تدفعني إلى البكاء في السابق. هل هذا يدل على أن لدي اكتئابا؟

صابرة - مصر - واضح من رسالتك الطويلة أن لديك ما تعتقدين أنها مشكلات كبيرة، وأنك تعيشين حالة من الحزن. وسهولة البكاء، ومن أشياء لم تكن تتسبب بذلك للمرء في السابق، قد يكون علامة على وجود حالة الاكتئاب، وقد يكون مصاحبا لحالات أخرى غير الاكتئاب. وإجابة على إحدى عبارتك في رسالتك، فإن معك حقا في اهتمامك بسهولة البكاء لديك، لأن الاستقرار في الصحة النفسية ضرورة للإنسان. والحزن الذي يعتري أي إنسان نتيجة لتكالب ظروف ضاغطة عليه أو فقد إنسان عزيز أو حصول اضطرابات في الوضع المادي أو الاجتماعي، لا يحتم بالضرورة تطور حالة الحزن هذه إلى اكتئاب. ومع هذا، فليس سهلا رسم خط واضح بين حالة الحزن وحالة الاكتئاب. ولذا هناك علامات طبية للإصابة بالاكتئاب، وهناك تقييم طبي يقوم به الطبيب النفسي لمعرفة ما إذا كان الشخص يمر بحالة الاكتئاب. ومن الضروري جدا معرفة مدى وجود الإصابة بالاكتئاب كي تتم معالجتها بطريقة صحيحة تؤدي إلى إزالتها أو تخفيف أضرارها على الصحة البدنية والواجبات الاجتماعية والوظيفية والأسرية للإنسان.

ومن أعراض الاكتئاب المهمة تدني مستوى المزاج بشكل مستمر، وحصول اضطرابات واضحة في شهية الأكل وفي نظام ونوعية النوم. وحصول هبوط في مستوى الشعور بالطاقة والنشاط والعزيمة. والمعاناة من اضطرابات في التركيز والتفكير في الأمور واتخاذ القرارات اللازمة حيالها. وورود خواطر غير معتادة عن الموت والوفاة.

ولم يتضح لي من رسالتك ذكر أي من هذه العلامات، ولكن حالة الحزن التي تمرين بها كافية للتسبب بالألم لك، وهو ما يمكن العمل على تخفيفه وإزالته. والمكان الذي من المفيد جدا البدء منه للتغلب على الحالة هذه، هي عيادة طبيب النفسية. وعليك عدم الالتفات أو الاهتمام بما يفعله غالبية الناس بتجنب الاستعانة بالطبيب النفسي. وليس صحيحا أن اللجوء إلى الطبيب النفسي علامة على الضعف، بل على العكس هو علامة على البحث الصحيح عن وسيلة تزيل عنك المشكلة بشكل أكبر فائدة وفي أقصر فترة ممكنة.

* البهاق والأطفال

* طفلي عمره ثمانية أشهر، وظهر لديه مرض البهاق في منطقة الإلية اليسرى. ويعالجه الطبيب بمراهم الكورتيزون، وزوجي هو ابن عمي. هل للوراثة أو لاستخدام حفاظات الأطفال دور في ظهور المرض، وهل بالإمكان إزالة البهاق؟

أم مروة - الكويت - هذا ملخص سؤالك. إن استخدام الحفاظات ليس سببا في نشوء البهاق، بل ربما تكون تغطية مناطق الجلد المصابة بالبهاق أمرا مهما لتقليل تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية القادمة مع أشعة ضوء الشمس. ولا توجد حتى اليوم ضمانة طبية بقدرة أي من علاجات البهاق المتوفرة، على إزالة المرض كلية.

وصحيح أن الكورتيزون يمكن أن يساعد في إعادة صبغات الجلد للمناطق المتأثرة بالبهاق، إلا أن من الضروري متابعة الطبيب بشكل مباشر للحالة. ذلك أن الكورتيزون ذو تأثيرات جانبية على جسم الطفل الصغير، ويحتاج تعريض الطفل له إلى وجود ضرورة للاستخدام ولضبط كمية الدواء التي يتعرض لها جسم الطفل تفاديا لآثاره الجانبية. والأفضل لو أمكنك المتابعة لدى طبيب جلدية متخصص في معالجة الأطفال.

ومن جانب آخر، يحتاج طفلك إلى متابعة لدى طبيب الأطفال، للتأكد من عدم وجود أي اضطرابات مرضية أخرى لديه، لأن هناك بعض حالات البهاق التي يحصل فيها خلل في عمل جهاز مناعة الجسم، مما قد يؤدي إلى أن يصاحب البهاق اضطرابات في عمل الغدة الدرقية وغدد أخرى بالجسم، إضافة إلى فقر الدم.

وتختلف الآراء الطبية حول دور الوراثة في التسبب بالبهاق، كما تختلف في احتمالات أن يتكرر البهاق لدى أطفال آخرين.