حويصلات القولون.. أسبابها وعلاجها

مرض غربي حديث أصبح شائعا بفضل الحياة العصرية

TT

* ربما يتلو الكثير من الرجال المهتمين بصحتهم على زملائهم الآخرين بعض قراءات القياسات التي يعرفونها عن مستوى الكولسترول أو ضغط الدم المرتفع، وعن مستوى «مولد المضادات الخاص بالبروستاتا» (PSA) لديهم، حتى من دون النظر إلى التقارير الطبية حول صحتهم. إلا أن قليلا من هؤلاء الرجال المطلعين جيدا، يمكنهم أن يخبروك بأنهم مصابون بمرض الحويصلات في القولون رغم شيوع هذا المرض بشكل كبير.

* وربما يبدو ذلك مفهوما ما دامت حالة تكون حويصلات (جيوب) القولون (diverticulosis) (أو مرض الرتوج) لا تصاحب سوى بظهور أعراض قليلة. ولكن، وعندما تتعقد هذه الحالة، فإن التوعية حول آلام التهاب حويصلات القولون، ونزف الدم منها، تصبح مهمة. وعلينا أن نعلم أن مرض حويصلات القولون هو مرض يمكن درء وقوعه منذ البداية.

* تكوين القولون

* يصل طول القولون، الذي يشكل الجزء الأخير من الأمعاء، إلى 4.5 قدم (القدم نحو 30 سنتيمترا). ويهضم أغلب الغذاء الذي يتناوله الإنسان داخل المعدة والأمعاء الدقيقة. وتدخل المواد المتخلفة إلى الأمعاء الغليظة نحو منطقة الأعور (cecum) الجزء الواقع في الجانب الأيمن من أسفل البطن (الشكل 1). ومن هناك ينتقل الغذاء المهضوم إلى القولون الصاعد (ascending colon) عبر القولون المستعرض (transverse colon) ثم نزولا عبر القولون الهابط (descending colon) إلى القولون السيني (sigmoid colon) (الشبيه بحرف السين C) في الجانب الأيسر من أسفل البطن.

ويستغرق زمن مرور محتويات الغذاء المعوي عبر القولون فترة تتراوح بين 18 و36 ساعة. وأثناء هذه العملية، يتم امتصاص العناصر الغذائية القليلة المتبقية نحو مجرى الدم بينما تمتص أكثر كميات المياه، وهو ما يؤدي إلى تكوين فضلات البراز الصلب.

وعندما يكون القولون سليما فإنه يكون على شكل أسطوانة ملساء تغطي بطانته الخلايا الظهارية (epithelial cells). ويحتوي جدار القولون على مجموعتين من العضلات، العضلات الدائرية التي تكون على شكل حلقات عرضية، وثلاث عضلات تكون على شكل أشرطة طولية تمتد على كل طول الأسطوانة. وتتطلب عضلات القولون مثلها مثل كل عضلات الجسم، تجهيزات بالدم تتم بواسطة شبكة من الشرايين الصغيرة التي تخترق الجدار العضلي له نحو البطانة الداخلية وخلاياها الظهارية.

* مرض حويصلات القولون

* إن غالبية الأشخاص الذي يتخوفون من أمراض القولون يقلقون بشأن احتمال وجود زوائد في الأغشية المخاطية للخلايا الظهارية أو أورام سرطانية في القولون. إلا أن المشكلات يمكن أن تظهر أيضا في جوانب أخرى من القولون.

إن حويصلة القولون هي كيس يكون على شكل جراب ينبثق من البطانة العضلية الملساء للقولون (انظر الشكل 2). وتظهر هذه الحويصلات في المواقع الضعيفة للعضلات، الموجودة في المناطق التي تخترق فيها الأوعية الدموية العضلات.

وفي الدول الغربية، تظهر غالبية حالات حويصلات القولون في أضيق منطقة من القولون، وهي القولون السيني.

* مرض حديث

* من الذي يصاب بحويصلات القولون؟

* إن تقدم العمر هو من أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بحويصلات القولون، فالتهاب حويصلات القولون لا يكون شائعا قبل عمر 40 سنة، ولكن نحو ثلث الأميركيين سيعانون من هذا المرض عند وصولهم عمر 60 سنة، في حين سيعاني منه نحو الثلثين منهم عندما يصلون إلى عمر 85 سنة. وهذا ما يجعل هذا المرض من أكثر الأمراض شيوعا في الولايات المتحدة.

إلا أن الأحوال لم تكن كذلك البتة، إذ لم يكن مرض حويصلات القولون معروفا قبل 100 سنة في الولايات المتحدة، وهو لا يزال مرضا نادرا في العالم النامي.

ما هو العامل الأساسي في حدوثه إذن؟

العامل الأساسي هو الغذاء، خصوصا تناول أغذية الكربوهيدرات المصفاة المنقاة التي حرمت الأميركيين من الألياف اللازمة. ولهذا أصبحت هذه الحالة مرضا من أمراض الحضارة الغربية.

* الألياف الغذائية

* إن الألياف الغذائية هي خليط من الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في نخالة الحبوب الكاملة وفي المكسرات، والفواكه، والبقول، والخضراوات، ولكنها لا توجد في الأغذية ذات المنشأ الحيواني.

ولأن الإنسان لا يمكنه هضم الكربوهيدرات المعقدة، فإن الألياف الغذائية لا تشكل قيمة من ناحية كميتها الضئيلة من السعرات الحرارية، إلا أن لها الكثير من القيمة الصحية.

وبين أمور كثيرة تقوم بها الألياف غير الذائبة الموجودة في نخالة الحنطة، ومنتجات الحبوب الكاملة، وغالبية الخضراوات (انظر الجدول)، فإنها تنفذ عملية سحب الماء نحو فضلات البراز، الأمر الذي يزيد من حجمه، ويجعله لينا. كما تسرع الألياف الغذائية من عملية لفظ البراز، وهو ما يقلل بشكل كبير من حدوث الإمساك.

قلة تناول الألياف أما الغذاء الذي يفتقر إلى الألياف فله دور معاكس، والإمساك هنا لا يعتبر المشكلة الرئيسية، إذ ومن دون كميات كافية من الألياف فإن فضلات البراز ستكون صغيرة وصلبة، وينبغي على القولون أن يجهد نفسه لإخراجها، وهذا ما يشكل ضغطا أكبر على جدار القولون، ولذا؛ فعلينا أن نتذكر «قانون لابلاس» في درس الفيزياء، الذي يوضح أن الضغط في أسطوانة يكون في أعلاه عندما يكون قطرها أصغر. وفي القولون فإن موضع القطر الأصغر هو القولون السيني.

وقد أظهرت دراسة لجامعة هارفارد شملت 47888 رجلا، أهمية دور الألياف الغذائية، إذ قلت في الغالب، حالات ظهور أعراض مرض حويصلات القولون بنسبة 42 في المائة لدى الرجال الذين تناولوا الألياف الغذائية بكميات كبيرة أكثر من أقرانهم الذين تناولوا القليل منها. كما ظل التأثير الواقي للألياف قويا حتى بعد أن أخذ العلماء بعين الاعتبار عوامل العمر، والنشاط البدني، وتناول الدهون في الغذاء.

ومع الزمن فإن قلة تناول الألياف تؤدي إلى خطر التهاب حويصلات القولون ومضاعفاته. ولأن الأنسجة الرابطة تضعف مع الزمن، فإن تقدم العمر نفسه قد يؤدي إلى نفس التأثير. أما عوامل الخطر الأخرى فتشمل تناول الدهون واللحوم الحمراء بإفراط، والسمنة، والتدخين، واستخدام العقاقير غير الستريويدية المضادة للالتهاب. ومن جهة أخرى، وجدت دراسة لجامعة هارفارد أن النشاط البدني المنتظم يبدو أنه يقلل من خطر هذا المرض بنسبة تصل إلى 37 في المائة لدى الرجال.

* لمَ القلق؟

* إن مرض تكون حويصلات القولون شائع جدا بحيث إنه لا يبدو مرضا من الأمراض. وبالفعل لم تتطور لدى نحو 75 في المائة من الرجال المصابين بهذه الحالة أي مشكلات خطيرة بسببه، رغم أن بعضهم يعانون في بعض الأحيان من تقلصات معوية ربما تكون ناتجة عن تلك الحالة أو عن غيرها.

إلا أن مضاعفات التهابية تظهر لدى 15 إلى 20 في المائة من الأشخاص المصابين بحالة تكون حويصلات القولون. وتسمى هذه المضاعفات التهاب الرتوج (diverticulitis) (ثلثا الحالات خفيفة إلى معتدلة والثلث الأخير يهدد حياة المصاب). وعموما يؤدي مرض حويصلات القولون إلى وفاة 3400 شخص في الولايات المتحدة سنويا، مكلفا نفقات تصل إلى 2.4 مليار دولار سنويا.

* الأسباب والأعراض

* إن الالتهاب هو أهم مضاعفات مرض تكون حويصلات القولون. ويحدث الالتهاب بسبب العدوى من مئات الملايين من البكتيريا الموجودة في البراز. إلا أن الأطباء لا يزالون لا يعرفون السبب في إصابة بعض الحويصلات بعدوى، والتهابها، بينما لا تصاب حويصلات أخرى بعدوى.

وتشير النظرية الحالية إلى أن السبب هو تداعي وتهتك جدار الحويصلات نتيجة الضغط أو بسبب انحشار أجزاء من البراز فيها، أو لهذين السببين معا. وإن كان الضرر كبيرا بما يكفي، فإن جدار الحويصلة يُثقب، الأمر الذي يسمح للبكتيريا بإصابة الأنسجة المحيطة به بالعدوى. وفي أغلب الحالات يتمكن جهاز المناعة في جسم الإنسان من احتواء العدوى وحصرها ضمن منطقة صغيرة خارج القولون. ولكن العدوى تنتشر، في حالات أخرى، إلى كل البطانة تقريبا، يؤدي إلى مضاعفات تسمى التهاب الغشاء البريتوني (peritonitis).

* الألم هو العرض الرئيسي لحالة التهاب حويصلات القولون. ولأن الحالة تظهر بالدرجة الرئيسية في القولون السيني فإن الألم يظهر في الجانب الأيسر من أسفل البطن، إلا أنه قد يظهر في مناطق أخرى أيضا.

* الحمى يمكن أن تكون عرضا آخر، وقد تصاحب أحيانا بحدوث قشعريرة.

* إذا كان القولون السيني مرتفعا إلى قرب المثانة، فقد تظهر لدى الرجال حاجة ملحة ومتكررة للتبول، تتشابه مع التهاب البروستاتا أو مع إصابة المثانة بعدوى.

* أما الأعراض الأخرى فتشمل الغثيان، وفقدان الشهية، والإجهاد. وتظهر حالات الإمساك لدى البعض، أو حالات الإسهال لدى البعض الآخر.

* التشخيص

* قد يتعرف الطبيب الذي يجري الفحص على الألم في مناطق الأنسجة الملتهبة، عادة في الجانب الأيسر من أسفل البطن. وفي أحيان أقل قد يشعر الطبيب بوجود تورم في المنطقة.

وكما هو الأمر في حالات الإصابة بعدوى، فإن عدد خلايا الدم البيضاء سوف يكون أكبر من عددها المعهود. ولكن، ولأن النتائج لا تكون واضحة ومحددة، فإن المطلوب إجراء فحوص إضافية بهدف وضع التشخيص. وأفضل اختبار هو التصوير الطبقي المقطعي للبطن الذي يتم بعد تناول المريض جرعة من مادة مخصصة لإظهار التباين، تعطى عبر الفم أو عبر الوريد. ثم، وبعد شهر أو شهرين، وبعد أن يهدئ العلاج الأمور، يجب أن يخضع المصاب إلى تنظير القولون لكي يتم تقييم مرض حويصلات القولون من جهة، والتأكد من عدم وجود أي حالات غريبة فيه.

* العلاج

* وما دامت البكتيريا مسؤولة عن حدوث الالتهاب، فإن الأدوية المضادة للحيويات تعتبر حجر الأساس للعلاج. ولأن القولون يحتوي على الكثير من أنواع البكتيريا، فعلى الأطباء وصف علاج لاستهداف نطاق واسع من البكتيريا ومنها «أشباه البكتيريا» (Bacteroides) وأنواع البكتيريا الأخرى التي تحيا من دون أكسجين (البكتيريا اللاهوائية) (anaerobic bacteria)، وكذلك بكتيريا «إي. كولاي» (E. coli)، وأنواع الميكروبات الأخرى التي تحيا بوجود الأكسجين (الميكروبات الهوائية) (aerobic microbes).

* الأدوية. التوجه المعتمد الشائع هو وصف دواء «مترونيدازول» (metronidazole) («فلاجيل» Flagyl، أو النوع الجنيس) لأنواع البكتيريا اللاهوائية مع دواء «سيبروفلوكسوسين» (ciprofloxacin) («سيبرو» Cipro، النوع الجنيس)، أو «تريميثوبريم - سلفاميثوكسازول» (trimethoprim - sulfamethoxazole) («بكتيريم» Bactrim، النوع الجنيس) للبكتيريا الهوائية.

أما دواء أموكسيسيلين - حمض الكلافولانيك (amoxicillin – clavulanic) («أوغمنتين» Augmentin) فهو فعال ضد هذين النوعين من البكتيريا، وهو خيار جيد.

وغني عن القول بأن هناك الكثير من الأدوية في هذا الميدان إلا أن على الأطباء أن يأخذوا بعين الاعتبار مدى تحسس المريض منها وتأثيرات المضادات الحيوية على حالته الصحية عموما.

ويمكن للمرضى بحالات خفيفة أو معتدلة من التهاب حويصلات القولون، تناول حبوب المضادات الحيوية داخل منازلهم. لكن المصابين بالتهاب شديد أو مضاعفاته يحتاجون إلى حقنة من المضادات الحيوية في الوريد تؤخذ في المستشفى، يعقبها تناول الحبوب في المنزل. وتستغرق فترة تناول الأدوية في أغلب الأحوال، بين 7 و10 أيام.

* راحة الأمعاء مهمة جدا لحالات التهاب حويصلات القولون الحادة. ويعني ذلك للمعالجين داخل المنزل التزامهم بالحمية الغذائية بتناول السوائل لعدة أيام، ثم إضافة الطعام اللين، أو الصلب قليلا، ثم الانتقال إلى الغذاء الاعتيادي بعد مرور أسبوع أو أسبوعين. أما في حالات التغذية عن طريق الوريد في المستشفيات فإنها تتيح له غذاء كافيا لحين تمكن المريض من تناول السوائل بنفسه.

وما دامت حالة التهاب حويصلات القولون قابلة للتكرار فإن الوقاية تشكل دوما جزءا من مخطط العلاج. ويعني ذلك التزام الرجال الذين يعانون من أي شكل من أشكال أمراض الحويصلات، باتباع نظام غذائي غني بالألياف.

إن التهاب حويصلات القولون أمر سيئ بحد ذاته. ولذا فإن مضاعفاته قد تكون مهددة لحياة المصابين به. وتشمل أهم المضاعفات ما يلي:

* تكون الخراج. والخراج هو مجموعة معزولة ومحاطة من البكتيريا وخلايا الدم البيضاء. ويحدث التهاب حويصلات القولون دوما بعدوى البكتيريا، وحينما لا يستطيع الجسم احتواء هذا الالتهاب ومعالجته داخل جدار القولون المتصل مباشرة بالحويصلة المخترقة، عند ذاك يتكون خراج أكبر.

ويعاني الأشخاص المصابون بخراج أكثر من أعراض المرض مقارنة بالذين يعانون من التهاب حويصلات القولون الخالي من المضاعفات، إذ تظهر لديهم حمى أشد، وآلام أكثر، كما يرصد لديهم عدد أكبر من خلايا الدم البيضاء.

ويشمل العلاج إعطاء المضادات الحيوية والعمل على إراحة الأمعاء، كما يتوجب تنظيف الخراج. وفي الكثير من الحالات يمكن لأخصائي في التصوير الشعاعي الجراحي، توظيف عملية التصوير الطبقي المقطعي لإدخال قسطرة بلاستيكية رفيعة عبر الجلد نحو موقع الخراج، لسحب محتوياته. وفي أغلب الأحوال تظل القسطرة في موقعها لعدة أيام حتى ينتهي تدفق محتويات الخراج، بينما يظل المريض يتناول المضادات الحيوية والسوائل. ولكن المرضى قد يحتاجون في بعض الأحيان إلى إجراء الجراحة.

* التهاب الغشاء البريتوني. وعلى الرغم من أن الخراج يتطلب معالجة قوية، فإن وجوده يعتبر نجاحا - ولو أن هذا النجاح جزئي - لجهاز الجسم الدفاعي، لأن العدوى تظل محصورة في منطقة صغيرة. وإن حدث وانتشرت العدوى نحو كل بطانة البطن، حينذاك يصبح المصابون مرضى في حالة حرجة يعانون من حمى عالية، وآلام شديدة في البطن، وفي الغالب من انخفاض ضغط الدم. ولذا ينبغي إجراء الجراحة وإعطاء المضادات الحيوية القوية.

* تكون الناسور. في حالة التهاب حويصلات القولون، يمكن للعدوى الانتقال إلى الأنسجة القريبة، مثل جزء من الأمعاء الدقيقة، والمثانة، أو الجلد. وهذا النوع من المضاعفات أقل شيوعا من حدوث الخراج، ولا يتطلب علاجا سريعا مثل علاج التهاب الغشاء البريتوني، إلا أنه يتطلب أيضا تدخلا جراحيا وتناول المضادات الحيوية.

* تكون التضييقات في القولون. وهذا النوع من المضاعفات أقل حدوثا، إلا أنه يمكن أن يحدث بعد تكرار نوبات التهاب حويصلات القولون. فعندما يتكرر هذا الالتهاب يصبح جزء من القولون مصابا بالندوب ويضيق. ويطلق الأطباء على هذه الحالة اسم «التضيّق المعيق» (stricture) ويطلبون من الجراحين تصحيح هذه الحالة، لكي تتمكن فضلات البراز من المرور من دون معوقات.

* الجراحة

* يستجيب أغلب المرضى المصابين بالتهاب حويصلات القولون جيدا للعلاج بالمضادات الحيوية مع إراحة الأمعاء. أما غالبية المصابين بخراج فإنهم يشفون بعد سحب محتويات الخراج عبر القسطرة، إلا أن المصابين بمضاعفات شديدة يجب أن يخضعوا لعمليات جراحية. وفي ما يلي بعض المؤشرات اللازمة لإجراء الجراحة:

* التهاب حويصلات القولون الشديد الذي لا يستجيب للعلاج الطبي.

* التهاب حويصلات القولون لدى المصابين بنقص في جهاز المناعة.

* التهاب حويصلات القولون المتكررة حتى بعد اتباع نظام غذائي غني الألياف.

* وجود خراج لا يمكن سحب محتوياته بالقسطرة.

* التهاب الغشاء البريتوني، تكون الناسور أو تضييقات القولون.

* الاشتباه بوجود سرطان.

ويعتمد توقيت نوع العملية الجراحية على حالة المصاب وظروفه. وتشمل الطريقة التقليدية المتبعة إجراء عمليتين جراحيتين منفصلتين، الأولى لإزالة كل مسببات المرض وتحويل كل محتويات الأمعاء إلى كيس لـ«تفميم القولون» (colostomy) يوضع على الجلد، والثانية تجرى بعد عدة أشهر، يعاد فيها القولون والمستقيم معا إلى موضعهما السابق (انظر الشكل 3).

وفي بعض الحالات يمكن عمل هذا من دون إجراء تدخل جراحي بشق البطن، بل بجراحة منظار البطن، أما في الحالات الأخف فقد تكفي عملية واحدة.

* نزف حويصلات القولون

* إن التهاب حويصلات القولون هو واحد من مضاعفات مرض تكون هذه الحويصلات في داخل القولون. أما النوع الآخر من مضاعفات المرض فهو نزف هذه الحويصلات الذي يحدث عندما تتغلغل الحويصلة المتهالكة نحو الشريان المغذي الذي يخترق قاعدتها (الشكل الثاني). ولأن هذه الحالة لا تصاحب بالتهاب حاد، فإن الآلام أو الحمى لا تظهر لدى المصابين بنزف حويصلات القولون.

وأكثر الأعراض شيوعا في هذه الحالة هي النزف غير المؤلم من المستقيم. وما دام نزف الحويصلات يحدث في القولون فإنه يكون على شكل أحمر براق (وعلى عكس ذلك، فإن الدم النازف من المعدة يهضم جزئيا ويمر عبر الأمعاء، ولذا فإن لونه يكون أسود).

ولدى أغلب المصابين يكون النزف خفيفا. إلا أن دفقة قوية من النزف يمكن أن تهدد حياة المصاب وتتطلب الإسعاف الفوري. وهي تتطلب كشفا لأخصائي في المستشفى مع احتمال نقل الدم إلى المصاب وتغذيته بالسوائل. كما تتطلب أيضا محاولة سريعة لتحديد موقع النزف بهدف وقفه.

وتوجد عدة وسائل لوقف النزيف، إذ يوصي أغلب الأخصائيين بإجراء فحص للقولون بالمنظار (colonoscopy) (حيث يرى الطبيب الشريان النازف عبر المنظار ويمكنه كبسه أو شده، لإيقاف النزف)، أو بإجراء عملية تصوير الأوعية الدموية (angiography) (حيث يقوم الأطباء بإدخال قسطرة نحو الشريان المغذي للقولون وحقن صبغة فيه بهدف رصد موقع الشريان النازف عند التصوير بأشعة «إكس»، ثم كبس أو شد الموقع لإيقاف النزف). وإن لم تنجح هاتان الوسيلتان في وقف النزف فإن عملية لجراحة القولون تصبح ضرورية.

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا»

* الألياف الغذائية مهمة لصحة القلب والقولون

* إن مرض تكون حويصلات القولون يمكن درؤه، فالغذاء الغني بالألياف سيقلل بشكل قوي من تطور مثل هذا المرض؛ بل وحتى بعد تكون الحويصلات، فإن الألياف الغذائية ستقلل من خطر التهاب حويصلات القولون ومن نزفها.

ويوصي معهد الطب بتناول 38 غراما من الألياف يوميا للرجال الذين لا تزيد أعمارهم على 50 سنة، و30 غراما يوميا للرجال الأكبر سنا منهم (ويوصي للنساء، بتناول 30 غراما للأعمار التي لا تزيد على 50 سنة، و21 غراما يوميا للأعمار الأكبر). إلا أن الكثير من الأميركيين يتناولون أقل من هذه الكمية بكثير.

وتعتبر الألياف مهمة لوظيفة الأمعاء الطبيعية، وللصحة عموما، إلا أنه يصعب على الإنسان التعود عليها. فالكثير من الناس يشعرون بالامتلاء والانتفاخ عندما يشرعون في اتباع النظام الغذائي الغني بالألياف. ولكن إن تمكنوا من الالتزام به، فإن متاعبه ستخف بعد نحو شهر. ومع هذا فمن الأفضل تناول الألياف تدريجيا، فعليك أن تزيد منها بـ5 غرامات أسبوعيا حتى تصل إلى الهدف مع تناول كميات كبيرة من السوائل.

وحتى وقت قريب كان الأطباء يحظرون تناول المكسرات، والبذور، والذرة، وفشار الذرة، في غذاء المصابين بالتهاب حويصلات القولون. وعلى الرغم من انتفاء وجود أي دلائل على ضررها فإن الأطباء كانوا يتخوفون من احتمال مرور دقائق من هذه الأغذية من دون أن تهضم، نحو القولون وانحشارها في فوهة الحويصلات، مسببة مشكلات إضافية. ولكن وفي عام 2008 أنهت دراسة لجامعة هارفارد هذه المخاوف. ففي دراسة استمرت 18 سنة كان الرجال الذين تناولوا كميات أكثر من المكسرات وفشار الذرة، أقل خطرا في التعرض لالتهاب حويصلات القولون الحاد مقارنة بالرجال الذين تناولوا كميات أقل منها. ولكن لم يرصد أي تغير - سواء كان جيدا أم سيئا - لدى المجموعتين من حيث الإصابة بنزف الحويصلات.

ويختبر العلماء وسائل أخرى لدرء نوبات التهاب حويصلات القولون وحوادث النزف منها، ومن بينها مضادات حيوية نانوية (النانومتر هو 1 من المليار من المتر) تحت التجربة تعطى عبر الفم يمكن امتصاصها بسهولة.

وعلى المصابين بالتهاب حويصلات القولون أن يتصرفوا بحكمة بشأن التقليل من الأدوية غير الستريويدية المضادة للالتهاب التي يمكنها أن تزيد (أو لا تزيد) من مشكلتهم. إلا أن تناول الألياف يظل مفتاح المشكلة.

وتكافح الألياف الغذائية الإمساك. ولأنها تقلل إجهاد الأمعاء الذي يؤدي إلى الضغط على البطن وعلى الأوردة، فإن الألياف تقلل من حدوث الفتق، والبواسير، بل وحتى الدوالي. وقد ربط تناول الألياف في بعض الدراسات، وليس في كلها، بتقليل خطر سرطان القولون. وهي تحسن التمثيل الغذائي لسكر الدم، وتقلل فرص ظهور مرض السكري. كما أنها تقلل من ضغط الدم. وتقلل بعض الألياف (وهي الألياف الذائبة) مستوى كولسترول الدم. ووفقا لدراسة من جامعة هارفارد شملت 47757 شخصا فإن الغذاء الغني بالألياف يبدو أنه يقلل خطر النوبة القلبية بنسبة 41 في المائة.

وهكذا فإن الألياف الغذائية تقدم للرجال الكثير مما يمكن هضمه.. لتعزيز صحتهم من القلب إلى القولون.