استشارات

د. حسن صندقجي

TT

شهية الأكل والأمراض المزمنة

* والدتي تعاني النسيان وعدم الاهتمام بنفسها، وهي كبيرة في السن، ولديها مرض السكري وأصابتها قبل 3 سنوات جلطة في القلب، ما تسبب في ضعف عضلة القلب وتسريب في الصمام الميترالي. المشكلة أن شهيتها للأكل ضعيفة، ونقص وزنها بشكل واضح، بم تنصح؟

سناء - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك. وواضح جدا منها أن هناك عدة إشكاليات في متابعة الوالدة مع الأطباء، وأن ثمة تدهورا مستمرا في حالتها الصحية، وأنكم كأسرة تواجهون صعوبات في العناية بها.

وما تحتاجون إليه هو الهدوء في التعامل مع هذه المشكلات، كي يتم وضع طريقة واضحة للعناية بها من الناحيتين الطبية والمنزلية. والمطلوب بداية هو تحديد الطبيب الذي يتولى معالجة المشكلات الصحية لديها، ومراجعته والمتابعة لديه بانتظام كي يتم التأكد من انضباط مرض السكري والسيطرة على أي أعراض للقلب. وهو سيضع لها قائمة الأدوية التي يجب عليكم إعطاؤها إياها في الأوقات التي يحددها وبالطريقة التي ينصح بها. وسيقدم لكم النصائح حول كيفية التعامل مع احتياجاتها وأي انتكاسات قد تصيبها، لا سمح الله.

وعليكم، في المنزل، وضع برنامج واضح للعناية بتغذيتها ونظافتها وعنايتها الشخصية باحتياجاتها الطبيعية، ووضع برنامج واضح لتقديم الأدوية لها وفق ما أوصى الطبيب به. وهذا يتطلب تعاون عدد من أفراد الأسرة للتناوب في السهر على راحتها وخدمتها، أو توفير من يقدم لها تلك العناية المنزلية، كالممرضة أو المرافقة.

بالنسبة لشهية الأكل، وهي المشكلة التي تحدثت عنها بشيء من التركيز في رسالتك، فإن عليك ملاحظة أن كثيرا من الناس، خاصة كبار السن يعانون تدني مستوى الشهية وفقد بعض وزن الجسم تبعا لذلك، عند معاناة الأمراض المزمنة حال عدم انتظام وانضباط العناية بها والسيطرة على مضاعفاتها. وعليك ملاحظة أن مشكلة النسيان الذهنية، وتدني القدرات الذهنية الأخرى، يتسببان بفقد شهية الأكل.

ويتطلب التعامل الطبي مع مشكلة فقد شهية الأكل أمرين مهمين، الأول: التأكد من ألا يكون سبب تدني شهية الأكل هو وجود حالة مرضية أو اضطراب صحي لم يتم التعرف عليه أو تشخيصه أو اكتشافه؛ لذا تجدر مراجعة الطبيب في هذا الأمر كي يجري الفحوصات اللازمة لذلك. وهذا شيء مهم.

والثاني: زيادة البروتينات وكمية طاقة السعرات الحرارية في الوجبات الغذائية التي يتم تقديمها إليها، أي: إعطاؤها أغذية مفيدة غنية بالطاقة وبالبروتينات، وإعطاؤها بين الوجبات بعض أنواع المشروبات الطبية التي تتوافر في الصيدليات التي تحتوي على كمية عالية من الطاقة الغذائية والبروتينات. وهناك عدة أنواع من هذه العبوات الطبية الغذائية المعقمة التي يتقبل كبار السن شربها، وبمختلف أنواع الطعم، كالفواكه والفانيليا والشوكولاته. ومما يفيد جدا في متابعة تغذيتها، أن تتم كتابة كمية وأنواع الأطعمة التي تناولتها أو شربتها خلال اليوم، أي كمذكرات يومية كي يراجعها الطبيب أو إخصائية التغذية.

وتتوافر في الصيدليات بعض أنواع من الأدوية التي ترفع من مستوى الشهية، ولكن بالعموم لا ينصح باللجوء إليها، نظرا لبعض آثارها الجانبية. وحتى لو لم تحصل تلك الآثار الجانبية، فإن مفعولها مؤقت لجهة زيادة الوزن.

ارتفاع الضغط والنقرس

* عمري 60 عاما، ومصاب بارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الدهون، وأتناول الكثير من علاجات الضغط منها مدرات البول. وقد أصبت بألم حاد في القدم، وشخصت الحالة على أنها ترسب في الأملاح. أرجو إفادتي بأسباب ارتفاع الأملاح والعلاج المناسب لحالتي؟

خالد السعيد - اليمن.

- يحدث مرض النقرس بسبب ارتفاع حمض اليوريك في الدم ومن ثم ترسب بلورات هذا الحمض في أنسجة المفاصل الذي بدوره يؤدي إلى حصول التهابات حادة ومن ثم مزمنة، كما قد تترسب هذه البلورات في الكلي مكونة حصوات ينتج عنها قصور بسيط في وظائف الكلي.

وقد كان المعروف قديما أن تناول اللحوم الحمراء هو أهم أسباب الإصابة بداء النقرس المعروف بداء الملوك، أما الآن فلقد تعددت أسباب حدوث هذا المرض ومنها ارتفاع ضغط الدم، الفشل الكلوي المزمن، وبعض العقاقير الطبية المستخدمة في علاج أمراض القلب كالأسبرين ومدرات البول وبعض العقاقير المثبطة للمناعة كدواء السيكلوسبورين، كما قد يؤدي عدم تناول الماء بصورة كافية يوميا إلى ارتفاع حمض اليوريك أيضا.

ويبدأ المرض بنوبة التهاب حادة في المفصل وبالأخص مفصل إصبع القدم الكبير أو مفصل القدم ويصحب هذا الألم احمرار وانتفاخ ثم يبدأ في التحسن ثم الاختفاء ليعود مرة ثانية ليتكرر على صورة نوبات ألم حادة لنفس المفصل أو تنتقل إلى مفاصل أخرى كالركبتين أو اليدين.

ويحتاج مريض النقرس إلى علاج دائم ومتابعة منتظمة مع طبيب الأمراض الروماتيزمية لحماية المفاصل من التشوهات والإعاقة.

التهاب الثدي

* أبلغ من العمر 35 عاما, أصبت بعد ولادة طفلي الأخير بآلام شديدة في الثدي يصاحبها احمرار وسخونة فتوقفت عن إرضاع طفلي، وأخذت بعض العلاجات التي خففت الألم، ولم أعرف حتى الآن ما الذي أصابني. أرجو الإفادة.

نادية محمد - القاهرة.

- هذا مختصر سؤالك. إن تورم الثدي واحمراره والإحساس بالألم لمجرد اللمس مع ارتفاع درجه حرارة الثدي والشعور بالإعياء يميز حالات التهاب الثدي عن حالات احتقان الثدي بالدم أو انسداد إحدى قنوات الحليب، الذي يصيب النساء المرضعات.

ويحدث التهاب الثدي (mastitis) نتيجة لانسداد إحدى قنوات الحليب فتتكاثر البكتيريا فيها، وتنتقل هذه البكتيريا إلى داخل أنسجة الثدي أثناء الرضاعة من فم الطفل إلى ثدي أمه.

أما خراج الثدي فهو عدوى بكتيرية غير شائعة، قد يحدث بسبب عدم تلقي العلاج الكافي لالتهاب الثدي، ويظهر الخراج على شكل كيس تحت الجلد أو في إحدى قنوات الحليب ويكون ممتلئا بالصديد، وتبدو المنطقة المصابة بالخراج حمراء اللون ومتورمة ومؤلمة جدا.

وعادة ما تعالج هذه الحالات بالكمادات الباردة أو الدافئة، حسب الحاجة، والدافئة بالذات تساعد في فتح القنوات المسدودة، مع تناول مسكنات للألم. أما في حال وجود خراج فينصح بالتوجه إلى الطبيب لتصريف الصديد عن طريق فتح الخراج وتنظيفه مع وصف المضاد الحيوي المناسب، وعادة ما ينصح الأطباء بعد تخفيف الألم، بعدم التوقف عن الإرضاع للمحافظة على استمرار تدفق الحليب.