استشارات

د. حسن صندقجي

TT

* الإبر الصينية وألم العضلات

* هل تفيد الإبر الصينية كعلاج طويل الأمد لألم العضلات؟

م. العتيبي - الرياض.

- هذا ملخص سؤالك حول شكوى والدك من آلام العضلات في الرقبة والكتفين.. وباختصار شديد في الإجابة، لم تثبت علميا فائدة الوخز بالإبر الصينية في علاج آلام العضلات أو تخفيفها على المدى البعيد، ومن الضروري معرفة سبب ألم هذه العضلات وعلاجه بالطرق الطبية الصحيحة.

وللتوضيح، بالنسبة لفائدة الإبر الصينية للغاية التي سألت عنها، فإن هناك الكثير من الدراسات الطبية التي حاولت إثبات فائدتها في علاج الحالات التي تصاحب بآلام مزمنة في العضلات، لكنها دراسات لم تقدم نتائج مقنعة علميا، لسببين، الأول أن منها ما لم يكن مطابقا للمعايير المطلوبة في أبحاث تقييم الوسائل العلاجية، والثاني أنها بالفعل لم تصل إلى نتائج إيجابية تثبت جدوى هذه الوسيلة العلاجية المقترحة للغاية التي سألت عنها.

وقد نجم ذلك من أنه على الرغم من إجراء عدة دراسات حول الإبر الصينية في معالجة الآلام المزمنة في الظهر والرقبة والصداع وآلام مفصل الركبة، فإنها حينما قارنت بين الوخز بالإبر الصينية وعدم المعالجة بأي شيء، توصلت إلى أن الوخز بالإبر الصينية ربما يكون ذا فائدة محدودة. أما حينما قارنت بين الوخز بالإبر الصينية بالطريقة التي يدعي ممارسوها أنها مفيدة، و«الوخز الوهمي»، فإنها لم تجد فرقا في التأثير. و«الوخز الوهمي» هو الوخز بالإبر بطريقة مخالفة للطريقة المستخدمة من قبل المعالجين بالإبر. أي إما الوخز بالإبر في غير المناطق المحددة، أو الوخز بعمق أقل مما هو منصوح به من قبلهم.

ولذا يصعب الجزم بفائدة النصح باللجوء إلى تلك الوسيلة العلاجية وضمان جدواها. لكن المهم بالنسبة لوالدك هو فحصه من قبل الأطباء لمعرفة السبب وراء آلام الرقبة التي يشكو منها حاليا، وإجراء الفحوصات والتصوير بالأشعة من أجل ذلك.

* تنظيف القولون

* هل من المفيد الانتظام في إجراء تنظيف القولون كوسيلة لتنقية الجسم من السموم عبر استخدام مستحضرات تنظيف القولون؟

سميرة أ. - بريطانيا.

- هناك من الأشخاص غير العاملين في الأوساط الطبية من يتبنى فرضية مفادها أن الجسم تتجمع فيه السموم، التي تؤدي إلى ظهور الأمراض فيه، ويجب اللجوء إلى وسائل لتنقية الجسم منها. وإحدى تلك الوسائل تنظيف القولون بشكل دوري.

هذه الفرضية على الرغم من جمالها الظاهري، فإنها لم تثبت علميا. وتحديدا لم تثبت فائدتها الطبية في الوقاية من سرطان أي جزء في الجهاز الهضمي، ولم تثبت فائدتها في تنشيط جهاز مناعة الجسم. ولا توجد حتى هذه اللحظة أي دراسة علمية أثبتت أي جدوى لهذه العملية المرهقة والمخلة بالكثير من الأنظمة الحيوية في بيئة القولون، خاصة فقد الجسم للسوائل، وفقد التوازن الطبيعي في القولون لبيئة البكتيريا الصديقة ولبيئة شوارد (أيونات) معادن البوتاسيوم وغيره من المواد في القولون. ولذا لا تتبنى الأوساط الطبية المعنية بصحة الجهاز الهضمي وبصحة الجسم من تراكم السموم، النصيحة بإجراء غسيل أو تنظيف القولون. وعلى العكس، تعتقد أن تكرار هذا الفعل قد يكون ضارا على سلامة عمل القولون، واحتمال التسبب في فقر الدم ونقص بعض العناصر الغذائية في الجسم، لدى الأشخاص الأصحاء. وبعواقب ربما أسوأ على مرضى القلب أو الكبد أو غيرهم من المصابين ببعض الأمراض المزمنة.

والأمر أشبه بتناول الأدوية المهيجة للإخراج، ذلك أن الإفراط في تناول الأدوية المهيجة للإخراج له أضرار صحية على عمل القولون في المدى البعيد. لكن يجب التنبه إلى أن أضرار الأدوية المهيجة للإخراج لا يقصد بها كذلك الأدوية المُلينة المُسهلة للإخراج التي تحتوي على ألياف نباتية طبيعية.

ولذا، لا ينصح طبيا بهذه الطريقة التي يروج لها البعض في أوساط «الطب التقليدي» أو «الطب المكمل والاختياري» والذي يسمى خطأ بعبارة الطب البديل.

* كمية جرعة زيت السمك

* والدتي لديها ارتفاع في الكولسترول وارتفاع في ضغط الدم، وتتناول كبسولات زيت السمك، هل هي مفيدة لها، وكم مقدار الجرعة، وهل لها أضرار في التسبب بالنزيف؟

وليد صعب - لبنان.

- هذا ملخص رسالتك. ولم تتضح لي كمية زيت السمك في الكبسولات التي تتناولها بشكل يومي. وبالنسبة لهذا الأمر بالذات، فإن الجرعات الصغيرة من زيت السمك، أي غرام واحد أو أقل، لا أضرار لها على صحة الناس الذين لا توجد لديهم حساسية من الأسماك. وتعتبر أي كمية تقل عن 3 غرامات في اليوم، كمية آمنة لغالبية الناس، وحتى الحوامل أو المرضعات. وقد تتسبب كمية أقل من 3 غرامات في اليوم، للبعض في التجشؤ أو الحرقة في المعدة أو ليونة الفضلات حال إخراجها. وهنا قد يفيد تناول كبسولات زيت السمك مع الوجبات أو تناولها مجمدة، أي وضعها في الثلاجة أو الفريزر (المجمدة) قبل التناول.

أما تناول كمية أكثر من 3 غرامات في اليوم، فقد يتسبب في نزيف بالأنف أو باللثة لدى البعض، كما قد يتسبب في خفض قوة جهاز مناعة الجسم في محاربة الميكروبات، وربما يتسبب في تأثيرات معاكسة على نسبة الكولسترول الخفيف. أي ربما تلك الكميات العالية قد تتسبب في ارتفاع الكولسترول الخفيف الضار.

ولذا يُنصح بتناول غرام واحد أو أقل من زيت السمك للاستفادة الصحية منه، للأشخاص الأصحاء. وفي نطاق ضيق يُنصح بتناول 3 غرامات أو أكثر لعلاج حالات صحية معينة يقررها الطبيب المعالج.

أما بالنسبة لفوائد زيت السمك، فإن نتائج البحوث والدراسات الطبية تصنفها إلى درجات من ناحية قوة الإثباتات العلمية. ولذا فإن زيت السمك «مفيد جدا» في خفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم، و«مفيد» أيضا للوقاية من الإصابة بنوبة الجلطة القلبية وبأمراض شرايين القلب الأخرى، و«ممكن الفائدة» في خفض ضغط الدم، وتخفيف الالتهابات الرثوية في المفاصل، وتخفيف آلام الدورة الشهرية لدى النساء، والوقاية من نوبات السكتة الدماغية، وتحسين قدرات التفكير الذهني، وتقوية العظام الضعيفة، والوقاية من تصلب الشرايين، وتحسين قدرات تحمل البرد، وتحسين قوة عمل الكلى، وتخفيف المعاناة من الاكتئاب، وحماية شبكية العين لدى التقدم في العمر، والوقاية من تكرار الإجهاض وصدفية الجلد، وخفض الكولسترول، وتحسين فرص نجاح عمليات شرايين القلب، وتحسين فرص السيطرة على عدم تكرار نوبات الربو وتخفيف الشعور بجفاف العين.

أما ما عدا ذلك، كخفض نسبة السكر لدى مرضى السكري، وغيرهم، فلم تثبت علميا تلك الفوائد بخلاف ما تقدم.