استشارات

د. حسن صندقجي

TT

علاج الصلع

* عمري 34 سنة. وبدأ لدي تساقط في شعر الرأس من جهة المقدمة. سؤالي: هل للوراثة علاقة بالصلع، وهل بخاخ «روغين» مفيد في مثل حالتي؟

بدر - الكويت.

- ثمة اعتقاد طبي قوي بأن للوراثة دورا في ظهور الصلع الرجالي الذي يظهر في مقدمة وأعلى فروة الرأس، عبر خلل في أحد الجينات الوراثية. وقد ينتقل هذا الجين الوراثي من الأم أو الأب إلى الأبناء أو البنات. ولكن نظرا لأن هذا الخلل الجيني يؤثر على عمل هرمون الذكورة «تستوستيرون» في نمو بصيلات الشعر في المناطق المذكورة لفروة الرأس، فإن تساقط الشعر يظهر لدى الذكور. وقد يبدأ تساقط الشعر لدى من لديهم قابلية أو استعداد، في سن العشرينات أو الأربعينات. والصلع شيء شائع لدرجة أن إحدى الدراسات الطبية لاحظت أن 50% من الرجال يحدث لديهم صلع مع بلوغ الخمسينات من العمر.

و«روغين» هو المستحضر الموضعي لدواء مينوكسيديل. ودواء مينوكسيديل بالأصل هو عقار كان يُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وتمت ملاحظة أن له تأثيرات إيجابية على نمو الشعر.

وهذا المستحضر الموضعي الذي يُوضع على المناطق المتأثرة في فروة الرأس، له نتائج إيجابية لدى أكثر من 30% من مستخدميه. ويُستخدم مرتين في اليوم، وفق الكمية التي ينصح بها الطبيب. ولا ينبغي تجاوز تلك الكمية لأن الزيادة لا تزيد من نمو الشعر بل تزيد من احتمالات حصول الآثار الجانبية لهذا الدواء.

ولكن عليك ملاحظة أن استخدام هذا العلاج الموضعي يتطلب أن يكون بإشراف الطبيب، كما يتطلب الصبر، لأن التأثيرات الإيجابية له لا تظهر بسرعة بل تتطلب شهورا وربما سنوات. كما أن عليك ملاحظة أن التوقف عن استخدامه يتسبب بالزوال التدريجي للشعر الذي نما خلال فترة استخدامه. وأن أفضل النتائج له حينما يتم استخدامه في مرحلة مبكرة من بدء حصول تساقط الشعر، وخاصة من هم دون سن الأربعين.

ضعف ارتخاء القلب

* عمري 38 سنة. وأشكو من ألم في الصدر في بعض الأحيان وصعوبة في التنفس. وأجريت تصويرا للقلب بالأشعة الصوتية أظهر أن لدي ارتخاء في أحد صمامات القلب. ثم راجعت أحد المستشفيات، وأجريت فحوصات للقلب، وأرفق لك التقارير الخاصة بها، وذكر لي الأطباء أنه لا تُوجد لدي مشكلة في القلب. إلا أنني ما أزال أشكو من الأعراض السابقة. بم تنصح؟

عبد الله ع. - الرياض.

- هذا ترجمة لرسالتك، وقد اطلعت على التقارير المرفقة والتقارير التي أجريتها في المستشفى. وكان ضغط الدم لديك طبيعيا، وسرعة النبض طبيعية ولا اضطراب فيه. وقد أجري لك اختبار جهد القلب، وتم خلال هذا الاختبار إجهاد قلبك بما يكفي لإظهار أي مشكلات في شرايين القلب لو كانت موجودة لديك. وكانت النتيجة أنه لا يوجد ما يدل على مشكلة في عمل شرايين القلب التاجية لديك. وهذا أمر مطمئن جدا.

كما أنه تم إجراء تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية. وأظهر هذا الفحص أن حجم حجرات القلب طبيعي، وأن قوة انقباض عضلة القلب طبيعية، مما يعني أن القلب يضخ الدم إلى الجسم بشكل طبيعي. وأن فحص جميع الصمامات القلبية لديك يدل على أنها تعمل بشكل طبيعي ولا يُوجد فيها أي خلل، من ناحية الشكل ومن ناحية الوظيفة. وغشاء القلب طبيعي. وهذه أمور مطمئنة جدا.

ولكن ما تمت ملاحظته هو أن لديك درجة بسيطة في عدم ارتخاء عضلة القلب كما يجب. وارتخاء العضلة يُسهل امتلاء حجرات القلب. ولكن هذا الضعف في الارتخاء لم يكن مؤثرا على قوة انقباض القلب وضخه لكمية كافية من الدم للجسم.

ويمكن إزالة هذا الضعف البسيط، ومنع زيادته، إذا ما مارست الرياضة البدنية اليومية، كالهرولة المتوسطة السرعة. وإذا ما قللت من تناول الأطعمة عالية المحتوى بالصوديوم، أي ليس فقط ملح الطعام. وإذا ما عملت بشكل جاد على خفض وزن الجسم. لأن لديك زيادة في الوزن، حيث إن وزنك 97 كيلوغراما وطولك 174 سم. وإذا ما انخفض وزن الجسم، وتحسنت لياقة جهاز القلب والدورة الدموية والجهاز التنفسي، فإنني أقترح أن تعيد إجراء فحص تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية.

النقرس والغذاء

* عمري 47 سنة. ولدي نقرس في الركبة. وأتناول أدوية لذلك. ما الأطعمة التي أتجنب تناولها؟

محمود السبكي - القاهرة.

- هذا ملخص رسالتك، واطلعت على التقرير الطبي المرفق برسالة البريد الإلكتروني. ولاحظ معي نقطة مهمة في شأن الغذاء والنقرس، وهي أن فقط 10% من حمض اليوريك الذي يوجد في الجسم، سببه هو الغذاء، والباقي يُنتجه الجسم. ولذا فإن اتباع حمية غذائية يُساعد في تقليل فرصة إنتاج الجسم لحمض اليوريك من الغذاء، ويساعد في سرعة تخلص الجسم من حمض اليوريك عبر الكلى، ما يساعد في تقليل احتمالات تكرار نوبات التهابات النقرس في المفاصل وتخفيف شدتها. ولكن من غير المتوقع أن تكون الحمية الغذائية وحدها قادرة على خفض نسبة حمض اليوريك في الجسم بالدرجة التي تكفي لمعالجة حالة النقرس دون تناول الأدوية التي يصفها الطبيب.

ولذا فإن الحمية الغذائية، الخاصة بالنقرس، هي مفيدة إذا كانت مصحوبة بتناول كميات كافية من الماء، وبخفض وزن الجسم، وبتقليل تناول الشحوم، وبممارسة الرياضة اليومية من نوع المشي السريع، ومع المتابعة الطبية وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب.

وبعض أنواع الأطعمة تحتوي على نسبة عالية من مادة كيميائية تسمى «بيورين». وهذه المادة تتحول في الجسم إلى حمض اليوريك. وعادة ما يسهل على الجسم التخلص منها عبر الكلى حينما تكون نسبة حمض اليوريك في الجسم ضمن المعدلات الطبيعية. أما إذا ارتفعت النسبة، فإن الاحتمالات ترتفع لحصول حالة التهابات المفاصل أو غيرها بالنقرس.

والأطعمة عالية المحتوى بمادة «بيورين» هي اللحوم بأنواعها، وخاصة الأعضاء كالكبد أو الكلى. والمأكولات البحرية كالسردين أو التونا أو الروبيان أو اللوبيستر، والخميرة أو مشتقاتها، والبقول، كالفاصوليا أو العدس أو البازلاء، وبعض أنواع الخضار الورقية كالسبانخ، وأنواع أخرى من الخضار كزهرة القرنبيط أو فطر المشروم.

ومن المشروبات، المشروبات الكحولية بأنواعها، خاصة المركزة منها أو البيرة. وأيضا المشروبات التي يتم تحليتها بالسائل السكري المستخلص من الذرة.

أما الأطعمة التي لا علاقة لها بالأمر، فهي الحليب ومشتقات الألبان، على الرغم من احتوائها على البروتينات، وكذا القهوة التي لا ضرر منها.