استشارات

د. حسن صندقجي

TT

* ضغط الدم والسكري

* عمري 47 سنة، ولدي مرض السكري، ولدي أيضا ضعف في الكلى كما قال لي الطبيب. أتناول أدوية تعمل على خفض ضغط الدم حماية للكلى كما ذكر لي الطبيب أيضا. المشكلة في انخفاض الرقم الثاني في قراءة ضغط الدم. هل هذا له تأثيرات ضارة على صحتي؟

وائل ح. - بريطانيا.

- هذا ملخص رسالتك، وسؤالك مهم جدا لعموم مرضى السكري كما سيتضح من العرض. وعليك ملاحظة أن قراءة قياس ضغط الدم مكونة من رقمين. الرقم الأول، هو ضغط الدم الانقباضي، أي مقدار الضغط في الشرايين الذي يواجهه القلب حال ضخه للدم خلال عملية انقباض القلب. والرقم الثاني، هو ضغط الدم الانبساطي، أي مقدار ضغط الدم في الشرايين حينما يكون القلب منبسطا وغير منقبض ولا يضخ الدم إلى الشرايين. ولذا نقرأ مثلا قياس ضغط الدم لدى شخص ما بأنه 140 على 86 (ملم زئبق).

والرقمان كلاهما مهم، حال الارتفاع وحال الانخفاض. وهناك مدى طبيعي لكل منهما. وبالنسبة لضغط الدم الانقباضي، الطبيعي لدى الإنسان الذي لا يشكو من السكري أو أمراض شرايين القلب هو أقل من 140 وأعلى من نحو 90. وبالنسبة لمرضى السكري أو أمراض شرايين القلب، يفضل أن ينخفض ضغط الدم الانقباضي إلى نحو 125. أما بالنسبة لضغط الدم الانبساطي، الطبيعي أن يكون أقل من 89 وأعلى من 60. وأقل من هذا ربما يضر قدرة الدم على تروية أعضاء مهمة، خاصة الشرايين القلبية لدى من عندهم أمراض شرايين القلب أو عموم الأشخاص الكبار في السن.

وعليه، فإن قراءة ضغط الدم الانبساطي بمقدار يقارب 40 أو 50، قد لا يؤثر بشكل سلبي على الأشخاص الصغار في السن أو متوسطي العمر من البالغين، وقد لا يشعرون بأي شيء جراء ذلك. ولكن وجود هذا الانخفاض في ضغط الدم الانقباضي لدى من تجاوزوا الأربعين من العمر، أو من هم فوق الخمسين، قد لا يكون طبيعيا وقد يحتاج إلى مراقبة ومعرفة السبب. ولاحظ معي أن الإنسان حينما يتجاوز الأربعين، تبدأ الشرايين لديه في التصلب النسبي وفقد قدر من مرونتها الطبيعية، وبالتالي يرتفع ضغط الدم الانقباضي فيها. وحينما يضخ القلب الدم إلى الشرايين هذه، فإن عليه بذل مزيد من الجهد لدفع الدم من خلال الشرايين تلك. ثم خلال فترة انبساط القلب وتوقف ضخ الدم، يهبط مستوى الضغط في الشرايين المتصلبة نسبيا تلك. وبالتالي نلحظ فارقا واضحا فيما بين قراءة الدم الانقباضي والانبساطي. وقد ينخفض الضغط الانبساطي إلى الحدود التي لديك.

ولأن لديك ضعفا في عمل الكلى نتيجة لتأثرها بمرض السكري، فإن الطبيب يصف أحد أنواع أدوية خفض ضغط الدم لتقليل قوة تدفق الدم الكلى خلال فترة انقباض القلب، وذلك لحماية أنسجة الكلى الرقيقة من تأثيرات قوة تدفق الدم إليها. وهذه الوسيلة مفيدة جدا في حماية الكلى ومنع تدهور قوتها لدى مرضى السكري. وتحديدا خفض ضغط الدم الانقباض إلى حدود 125 ملم زئبق.

ولكن هذا الخفض العلاجي لوقاية الكلى يجب أن لا يتسبب في الشعور بالدوخة أو الدوار حال القيام بعد الجلوس أو الاستلقاء، وهو ما ذكرت أنه يحصل لديك أحيانا. ويتطلب من طبيبك مراجعة جرعة دواء خفض ضغط الدم الذي تتناوله.

ومن الأمور المهمة لديك هو إجراء فحوصات التأكد من سلامة شرايين القلب نظرا لانخفاض ضغط الدم الانبساطي لديك. ودواعي ذلك لديك هي العمر، الذي يتجاوز الخامسة والأربعين، ووجود مرض السكري، ووجود الضعف في عمل الكلى. وإذا كانت فحوصات شرايين القلب سليمة، وفحص تصوير القلب بالأشعة الصوتية للصمامات وقوة عضلة القلب سليمة هي الأخرى، فإن انخفاض ضغط الدم الانبساطي يحتاج فقط من طبيبك إلى المراقبة ولا يستدعي منك القلق.

* النيكوتين والإمساك

* هل هناك علاقة بين التوقف عن التدخين والإمساك؟

الحازمي - الرياض.

- النجاح في التوقف عن التدخين يمر عبر المعاناة من بعض الآثار الجانبية الطفيفة، التي لا يجب أن تمنع الإنسان عن الاستمرار في هذا العمل الصحي المفيد. وبعض هذه الآثار الجانبية ناتجة بشكل مباشر عن توقف إمداد الجسم بالنيكوتين، والبعض الآخر من تلك الآثار الجانبية له علاقة بأشياء غير النيكوتين.

ولاحظ معي أن النيكوتين أحد المواد المثيرة لتنشيط عمل الدماغ، ومادة تحفز النشاط في عمليات التفاعلات الكيميائية الحيوية بالجسم. ومادة مثيرة لنشاط عمل الجهاز الهضمي، خاصة المعدة والقولون.

ولذلك يلاحظ بعض الذين يتوقفون عن التدخين أنهم بدأوا في الشعور بالإمساك بعد أن لم يكن ذلك مشكلة لديهم، نتيجة لأن النيكوتين هو في الأصل مادة ملينة ومسهلة لإخراج الفضلات. ولكن هذا التأثير للتوقف عن التدخين هو تأثير وقتي. ويزول غالبا في غضون بضعة أسابيع من بعد الامتناع التام عن التدخين.

ويمكن التغلب عليه بالإكثار من شرب الماء، وتناول الكميات اللازمة من الألياف النباتية المتوفرة في الخضراوات، والفواكه، وحبوب القمح الكاملة وغير المقشرة، والمكسرات، والبقول. إضافة إلى ممارسة الرياضة البدنية، كالمشي المفيد في تنشيط حركة الأمعاء.

* هبوط الجفن

* والدتي عمرها 66 سنة، ولاحظت أخيرا أن لديها هبوطا في الجفن الأيمن، ما هو السبب المحتمل؟

منال ج. - الأردن.

- هذا ملخص رسالتك التي لم يتضح لي من خلالها إذا ما كانت والدتك لديها أي أمراض مزمنة كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، أو تشكو من أي أعراض في العضلات بالجسم أو الرئة أو غيره.

ومع ذلك، وفي العموم، ملاحظة وجود هبوط أو سقوط الجفن لدى الأشخاص الكبار في السن يتطلب بداية مراجعة طبيب العيون للتأكد من ذلك بشكل دقيق، أي التأكد من وجود هبوط حقيقي في الجفن، والتأكد من أن الهبوط في أحد الجفنين الأيمن أو الأيسر دون الجفن الآخر. لأنه ربما يكون الهبوط في الجفنين كليهما ولكن في جهة أكثر من الأخرى، ويظن من يرى الوجه أن الهبوط في أحدهما فقط.

وفي الغالب يكون السبب لدى كبار السن هو ضعف قوة شد الجفن العلوي، وهذا أمر قد يحصل مع تقدم العمر بصفة يمكن أن تكون طبيعية لدى البعض منهم، أو غير مستغربة طبيا، وغالبا في العينين بدرجات ربما متفاوتة. وبالتالي لا تستدعي القلق من أن أمرا ما مهم وراء ذلك. وطبيعي إن كان مجال الرؤية متأثرا بفعل هذا الهبوط، يمكن لطبيب العيون فعل شيء مفيد لرفع الجفن وتوسيع مجال الرؤية.

كما أن الأمر قد يحدث لدى من اعتادوا وضع العدسات اللاصقة لفترات طويلة، ولم يحسنوا التعامل برفق مع جفونهم العلوية خلال وضع العدسات أو إزالتها.

ومع هذا، هناك أيضا حالات طبية تتطلب العناية، قد تتسبب في هبوط؛ إما الجفنين في الجهتين، أو إحداهما، مثل اضطرابات عمل العضلات والأعصاب المغذية لها، وهنا يحدث الضعف في عضلات الجفون وعضلات أجزاء أخرى من الجسم، كاليدين أو الرجلين أو عضلات التنفس. كما أن حدوث جلطات دماغية، صغيرة، قد يؤدي إلى هبوط أحد الجفنين العلويين، وهنا تكون عوامل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول لها دور في المشكلة. كما أن مرض السكري بذاته قد يضعف أحد الأعصاب المغذية لأحد الجفنين العلويين، مما يتسبب في مشكلة الهبوط تلك. إضافة إلى احتمالات حدوث مشكلة الهبوط في الجفن نتيجة التهابات ميكروبية في السابق، أو إصابات حوادث، لمنطقة العين. ومن النادر أن يكون الأمر ذا علاقة بسلامة صحة الرئة.

وعليه، من المهم مراجعة طبيب العيون حول هذه الملاحظة، للأسباب المذكورة.