بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* تحذير من ارتفاع نسبة سكر الدم

* داء السكري هو أحد الأمراض المزمنة التي يمكن أن تنتقل بالوراثة بين الأجيال، ويعتمد علاجه على الالتزام بحمية غذائية محددة ومزاولة الرياضة ثم الانتظام على تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج سواء الحبوب منها أو الحقن.

وهذا ما يقع فيه، خطأ، كثير من مرضى السكري بعدم الانتظام في تناول الأدوية الموصوفة لهم وعدم الاهتمام بمزاولة الرياضة، وتكون النتيجة ارتفاع سكر الدم.

تؤكد كافة الدراسات والأبحاث على أن من المهم لمرضى السكري أن يظلوا محافظين على مستوى السكر (الغلوكوز) في دمائهم في مستويات مستقرة. وهذا يعني تناول جميع الأدوية بالجرعة والكمية على النحو المنصوص عليه في الوصفة الطبية الصادرة من الطبيب المعالج، وكذلك اتباع أسلوب حياة صحي.

عندما تشير التحاليل إلى أن مستويات السكر في الدم قد أصبحت مرتفعة جدا، عندها يطلق على هذه الحالة، طبيا، مصطلح «ارتفاع السكر في الدم hyperglycemia».

رابطة داء السكري الأميركية تحذر مرضاها من الاضطرابات المتكررة في نسبة السكر في الدم والتي تعرض المريض لمضاعفات صحية خطيرة. وعليه تقدم قائمة بالأسباب المحتملة لارتفاع نسبة السكر في الدم بغرض تلافيها، نذكر منها ما يلي:

* إذا كان داء السكري من النوع الأول، حيث يكون حصول جسم المريض على الإنسولين غير كاف.

* إذا كان داء السكري من النوع الثاني، حيث لا يتمكن الجسم من معالجة الإنسولين الذي ينتجه بشكل فعال.

* الإفراط في تناول الطعام، أو عدم ممارسة الرياضة.

* وجود مرض آخر أو الإصابة بالتهاب.

* أن يكون الشخص المريض تحت ضغوط نفسية لأي سبب كان.

إن مراعاة هذه العوامل والاهتمام بالتعامل الجيد معها ومعالجة الأمراض الأخرى كفيل بانتظام نسبة السكر في الدم وعدم التعرض لمضاعفات السكري المعروفة.

* لا تهمل ألم المفاصل!

* هنالك البعض من المرضى من يتعود أو يتأقلم مع مرضه بمرور الوقت أو بسبب يأسه من العلاج بعد تناوله عقاقير متنوعة لم تستجب حالته المرضية لها بالشكل المطلوب، وهذا بالطبع من الأخطاء الشائعة.

ومن تلك الحالات المرضية الشائعة، التهاب المفاصل وما يصاحبه من ألم تختلف درجته وشدته من مريض لآخر.

وليس سرا من أن أي شخص يعاني من التهاب في أحد مفاصله يشعر بالألم من وقت لآخر، إلا أن البعض منهم يتقاعس في أخذ المشورة الطبية مبكرا مكتفين بتعاطي الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب إلى أن يصبح الألم شديدا جدا وغير محتمل ويجبر صاحبه على البحث عن حل جذري له.

إن التهاب المفاصل يسبب تورما مؤلما داخل أنسجة المفصل المصاب يحتاج إلى علاج مبكر منذ بداية حدوثه، حيث إن هذا الالتهاب - بمرور الوقت – سوف يسبب دمارا وخرابا في الأنسجة المكونة والمحيطة بالمفصل، وهذا هو سبب الشعور بالمزيد من الألم، والذي قد لا يستجيب للعلاج الدوائي بل يحتاج إلى تدخل جراحي.

ويضاف إلى ذلك الشعور بالمعاناة والتعب الذي يجعل الألم أسوأ وأكثر صعوبة عما قبل ويصعب علاجه أيضا.

كما إن التهاب المفاصل يمكن أن يؤدي مع مرور الوقت إلى أعراض الإجهاد النفسي أو الاكتئاب، ويجعل المريض يركز أكثر على الألم ويلوم نفسه لعدم تمكنه من القيام بأداء الأشياء التي كان يستمتع بأدائها سابقا، وهو مما يفاقم الحالة ويزيد من ألمها.

* تورم الجسم أو بعض أجزائه

* يخضع علاج كثير من الأمراض لاتباع نظام غذائي مقنن يتم فيه تجنب واستبعاد عناصر غذائية محددة ثبت أن لها دورا في الإصابة أو تفاقم الحالة وتدهورها بعد الإصابة بالمرض.

من هذه الحالات تورم بعض أجزاء الجسم وخاصة القدمين والساقين نتيجة لأسباب مرضية مختلفة، أو ممارسة سلوكيات غذائية أو معيشية تؤدي إلى حدوث هذا التورم.

«الوذمة oedema» أو التورم هي حالة تنتج عند زيادة سوائل الجسم وتجمعها بين خلايا الأنسجة، وهي في حد ذاتها ليست مرضا ولكنها عرض لأمراض كثيرة، وفي حالات قليلة قد لا يمكن التعرف على سببها. وقد تكون الوذمة عامة، أي تشمل الجسم كله، أو تكون موضعية في مكان محدد أو جزء معين من الجسم. ويكثر حدوثها في منطقة القدمين والساقين واليدين والساعدين. ويمكن أيضا أن تحدث في أي مكان في الجسم حتى الأنسجة الداخلية مثل الأحبال الصوتية وجدار القصبة الهوائية وجدار الأمعاء وأيضا في المخ، وكذلك في تجاويف الجسم مثل التجويف البريتوني في البطن والتجويف البللوري في الصدر وتجويف التامور حول القلب.

المكتبة الوطنية الأميركية للطب تذكر أكثر الأسباب الشائعة للوذمة من أجل التوعية بها ومن ثم تجنبها أو معالجتها بطريقة صحيحة، وهي:

* تناول الكثير من الملح.

* وجود رد فعل سلبي لبعض الأدوية.

* وجود مشكلات صحية مثل تليف الكبد وأمراض الكلى أو قصور في وظائف القلب.

* وجود مشكلات في العقد الليمفاوية.

* كون المرأة حاملا.

* التعرض لحروق الشمس.

* الوقوف على القدمين لفترات طويلة، ولا سيما في الطقس الحار.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]