استشارات

د. حسن صندقجي

TT

تناول حبوب منع الحمل

* ما هي الآثار الجانبية لتناول حبوب منع الحمل؟

سهام - إيطاليا.

- هذا ملخص رسالتك. ولاحظي معي أن حبوب منع الحمل هي حبوب دوائية تحتوي على هرمونات أنثوية، وتستخدم لمنع احتمالات حصول الحمل بشكل متواصل، أو لمنع الحمل في اليوم التالي لحصول العملية الجنسية دونما اتخاذ أي احتياطات لمنع الحمل. كما تُستخدم لضبط الاضطرابات في انتظام الدورة الشهرية، وقد تُستخدم أيضا لتخفيف حدة ظهور حبوب الشباب.

ويهدف عملها في منع الحمل، إلى منع فرصة تلاقي الحيوانات المنوية مع البويضة الأنثوية لتلقيحها. ولذا فإن هناك أنواعا من حبوب منع الحمل التي تعمل على منع إنتاج المبيضين الأنثويين للبويضة الشهرية.

ومنها ما يعمل على جعل الطريق مقطوعا لانتقال الحيوانات المنوية من المهبل إلى الرحم من دون المساس بعملية إنتاج المبيضين للبويضة الأنثوية الشهرية. وعليه لدينا عدة أنواع من مكونات حبوب منع الحمل، ذلك أن منها ما يحتوي على نوعين من الهرمونات الأنثوية، ومنها ما يحتوي على نوع واحد. وهناك ماركات تجارية كثيرة جدا لهذه الحبوب.

الاحتياط الأهم بالمطلق عند التفكير في تناول حبوب منع الحمل هو عدم تناولها مع الاستمرار في عادة التدخين. والسبب أن خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو جلطات الدماغ، ترتفع حال التدخين وتناول حبوب منع الحمل، وكذا احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم واضطرابات الكولسترول. وتزداد الخطورة عند النساء فوق سن 35 سنة من العمر.

وقبل البدء بتناولها، على المرأة تذكير طبيبها بما لو كان لديها أي أمراض مزمنة، مثل الربو، أو ارتفاع ضغط الدم، أو اضطرابات الكولسترول، أو التهابات فيروسية بالكبد أو الإصابة بيرقان الصفار في حمل سابق أو من دونه، أو ارتفاع ضغط الدم خلال حمل سابق، أو اضطرابات في عمل الكلى خلال حمل سابق أو من دونه، أو أي اضطرابات نفسية، أو غيرها من الأمراض التي ربما تتأثر بالمكونات الهرمونية لحبوب منع الحمل. وكذلك عليها أن تُذكّر الطبيب بأي أمراض في عائلتها، مثل الربو وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى أو الكبد أو القلب أو سرطان الثدي.

وتشمل الآثار الجانبية المتوقعة الحصول لتناول حبوب منع الحمل الشعور بالدوار أو الدوخة، والصداع، والمعاناة من اضطرابات بالمعدة، وانتفاخ البطن، والغثيان. وهناك من النساء منْ تبدأ بالمعاناة من الاكتئاب وتغيرات المزاج وسهولة التعصيب وغيرها. وقد تتسبب لبعض النساء بتغيرات في لون الجلد على هيئة بقع داكنة، وخاصة مع طول التعرض لأشعة الشمس المباشرة.

والمهم أن تتنبه المرأة التي تتناول حبوب منع الحمل إلى ضرورة مراجعة الطبيب حال حصول أي من الأمور التالية، مثل ألم في عضلات الساقين أو صداع شديد مفاجئ أو ألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو ظهور كتلة في أحد الثديين أو الشعور بالوخز أو التخدير في اليدين أو الرجلين، أو ظهور يرقان الصفار في العينين والجلد أو أي أعراض صحية تستنكرها.

والواقع أن حبوب منع الحمل وسيلة مفيدة لتجنب الحمل، إما بصفة اختيارية أو لضرورة طبية، وإلى حد كبير آمنة. ولكنها تبقى عبارة عن دواء طبي يحتوي على كميات من الهرمونات التي لا توجد في الجسم طبيعيا. ولذا تحتاج إلى اهتمام كي يُستفاد منها دون أن تتسبب بضرر على صحة المرأة.

حكة واحمرار جلدي

* ألاحظ أنني بعد الاستحمام أشعر بوخز وحكة وعدم ارتياح في جلدي، وخاصة في اليدين والساقين والظهر، مع ظهور احمرار جلدي. ولم أستفد من تغيير نوع الصابون ولا من استخدام كريمات ترطيب البشرة. ما يمكن أن يكون السبب، وما تنصح؟

ربيكا - لبنان - هذا ملخص رسالتك. والذي أقترحه هو مراجعة طبيب الجلدية كي يفحص الجلد لديك بشكل مباشر ويسألك أسئلة مهمة لمعرفة السبب. ذلك، أنه لم يتضح لي هل الأعراض الجلدية هذه لها علاقة بممارسة الرياضة أو بالقيام بالأعمال المنزلية المجهدة أو أي مجهود بدني يتسبب بزيادة إفراز العرق. والسبب أن البعض قد تكون لديه حالة من نوع أرتيكاريا الجلد التي تتهيج نتيجة لوجود العرق أو الحرارة، وخاصة إذا كان الشخص لديه بالأصل حساسية جلدية أو ربو أو حساسية في الأنف.

وهذه الأرتيكاريا الجلدية قد تحصل عند تعريض الجلد للماء الدافئ أو الحار، وهناك منْ قد يحصل له نفس الشيء عند التعرض للماء البارد. وهذه الحالات يتم علاجها بأنواع معينة من الحبوب الدوائية التي لا علاقة لها بالحساسية.

والاحتمال الثاني أن تكون المشكلة، حساسية مع جفاف في الجلد. وهنا ربما يكون مفيدا استخدام أنواع من الصابون الخالية من العطور، واستخدام كريمات ترطيب البشرة الخالية من أي روائح عطرية.

فرقعة مع تحريك الرقبة

* عمري 39 سنة، وألاحظ أنني عندما أحرك رقبتي أسمع أصوات فرقعة وطقطقة. هل هذا علامة على شيء خطير؟ وهل فرقعة الأصابع تُؤدي إلى التهابات المفاصل فيها؟

نزار ج. - الكويت - هذا ملخص سؤالك. وبداية، الأصوات التي نسمعها من آن لآخر عند تحريك أي مفصل في الجسم، قد لا تكون علامة على أي شيء خطير في صحة ذلك المفصل أو تراكيبه، طالما لم تكن مصحوبة بأي أعراض أخرى، مثل الألم أو الوخز أو التخدير أو عدم القدرة على الحركة في الأجزاء المرتبطة بذلك المفصل. وفي حال الرقبة، فإن سماع طقطقة أو فرقعة عند تحريكها، قد لا يستدعي القلق إذا لم يكن مصحوبا بالألم أو الوخز أو التخدير في الرقبة أو اليدين أو الصدر، أو ضعف القدرة على تحريك اليدين أو الرقبة، أو الشعور بالدوار والدوخة، أو سماع طنين نبضات القلب في الأذن، أو أي أعراض أخرى. وإذا ما كانت ثمة أصوات خلال حركة الرقبة، ويصاحبها أي من الأعراض المتقدمة الذكر، فإن من الضروري ربما مراجعة الطبيب.

وعليك ملاحظة أن الرقبة جزء معقد في الجسم، يربط ما بين الرأس والصدر، وتوجد فيه بشكل مترابط ومتناسق فقرات العنق والعضلات والأوتار والأوردة والشرايين وعدد من الأعصاب والقصبة الهوائية والمريء والغدة الدرقية. وحينما يُحرك أحدنا رقبته، إلى أحد الجانبين، أو للخلف أو الأمام، فإن الحركة هذه تتطلب تناغما بين حركة الفقرات والمفاصل الكثيرة بين الفقرات والعضلات والأوتار المرتبطة معهم.

والمفاصل عموما، سواءً في الرقبة أو الأصابع أو الركبتين أو الظهر، يوجد فيها سائل لزج. ومهمة هذا السائل تليين وتسهيل حركة المفصل، وحماية أجزاء المفصل من الاحتكاك أو التآكل أو التلف. ويحتوي هذا السائل على غازات، مثل النيتروجين والأكسجين وثاني أكسيد الكربون. وهذا السائل يُنشئ مقدارا معينا من الضغط الذي يدفع ويواجه الأوتار المحيطة بتراكيب المفصل، وهذا الضغط هو الذي يحفظ للسائل هيئته ككيس محيط بداخل المفصل. وحينما يتم تحريك المفصل، يحصل شد في الأوتار المحيطة بالمفصل، ما يُؤدي إلى نشوء ضغط خارجي يضغط على كيس السائل في المفصل، ولذا فإن الضغط داخل هذا السائل ينخفض. وحينما يحصل انخفاض الضغط هذا داخل السائل، تتكون فقاعات من غاز ثاني أكسيد الكربون. وعملية تكوين فقاعات الغاز هي التي تُعطي صوت الفرقعة أو الطقطقة. وتشير المصادر الطبية إلى أنه يحصل صوتان لا صوت واحد للفرقعة، ولكنهما يحصلان في وقت متقارب جدا، ما يجعلنا نسمعهما كصوت فرقعة واحدة.

ولأن عودة ذوبان فقاعات غاز ثاني أكسيد الكربون تتطلب وقتا، ما بين ربع ساعة إلى عشرين دقيقة في الغالب، لا يُمكن للشخص إعادة إحداث الفرقعة في المفصل. ويمكنه ذلك بعد عودة ذوبان الغاز في سائل المفصل مرة أخرى.

هذه هي آلية حصول فرقعة الأصابع، أو أي مفاصل بالجسم. ولذا لا يبدو أن ثمة علاقة سلبية، وفق هذه الآلية، بين احتمالات حصول التهابات مستقبلية في مفاصل الأصابع أو بقية الجسم وبين فرقعتها.

ولكن هذا لا يعني أن عادة البعض في فرقعة مفاصل الأصابع هي ليست دون أي أضرار مستقبلية، بل هذا السلوك العبثي قد يُؤدي إلى ارتخاء وضعف قوة القبضة والأصابع، كما يُؤدي إلى تهتك وضعف في الأنسجة المحيطة بمفاصل الأصبع أو أي مفاصل في الجسم يتم فرقعتها اختيارا وبشكل متكرر.