استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الرياضة المسائية

* هل الأفضل ممارسة الرياضة اليومية، كالهرولة، أثناء النهار أو في المساء؟ وهل الهرولة على الطرق الوعرة صحية وأكثر فائدة؟

عبد الإله ع. - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك. ومن المهم ملاحظة أمرين بالنسبة لممارسة الرياضة اليومية، وهما أن الهدف هو تحسين مستوى صحة الجسم. وهذا الهدف الوقائي والعلاجي يجب ألا يتسبب بأضرار صحية. ولذا فإن ممارسة الهرولة في الأجواء الحارة تتطلب اتخاذ عدة وسائل وقاية، مثل تقليل تعرض الجلد لأشعة الشمس، وتعويض فقد سوائل الجسم نتيجة لزيادة إفراز العرق. وكذا ثمة احتياطات أخرى حال ممارسة الرياضة في الأجواء الباردة.

ولذا أنت تقرر ما هو الأفضل لك بالنسبة لوقت ممارستك الرياضة البدنية اليومية خارج المنزل، وفق الأجواء المناخية التي تعايشها. أما إن كنت ستمارس الهرولة في غرفة أو صالة من خلال استخدام جهاز «الدواسة الكهربائية للهرولة»، فإنه، من الناحية الطبية عموما، لا توجد ملاحظات طبية تُذكر على الممارسة النهارية أو المسائية. وهناك عدة دراسات طبية تم إجراؤها للمقارنة بين الأمرين، ولا توجد نتائج حاسمة لتفضيل أي منهما أو لذكر سلبيات على أحدهما. ومع هذا، فهناك أشخاص يتأثرون بشكل مختلف بممارسة الرياضة اليومية في المساء، وتحديدا على سهولة خلودهم للنوم واستغراقهم فيه بارتياح.

ولاحظت المراجعات العلمية أن النوم الليلي يتحسن لدى النساء اللواتي بلغن سن اليأس عند ممارستهن الرياضة المسائية، بينما لا يتأثر صغار السن من الذكور والإناث بذلك، أي أن نومهم لا يتأثر بالرياضة المسائية، لا سلبا ولا إيجابا. ولكن ربما يتأثر النوم سلبا لدى متوسطي العمر من الجنسين، والرجال فوق سن الستين، بممارستهم الرياضة المسائية، وهذا قد يكون نتيجة لتأثرهم بزيادة إفراز هرمون «أدريلانين». الذي قد يستمر ما بين 4 إلى 6 ساعات. وهو ما قد يتسبب بتأخير سهولة الدخول في النوم.

وعليه، إذا كانت فرصة الشخص أفضل لممارسة الرياضة في المساء وبعد الفراغ من العمل اليومي الوظيفي، ولا يتأثر نومه بسبب ذلك، فإنه لا ملاحظات طبية على ذلك. والمهم ألا يتأثر نومه وأن يتمكن من ممارسة تلك الرياضة بشكل يومي.

أما الإجابة على الشق الثاني من رسالتك، والمتعلقة بالهرولة على الطرق الوعرة، فإن الدراسات الطبية تناولت موضوع التأثيرات الصحية للمشي على الطرق أو الأماكن التي تغطيها الحجارة الصغيرة الحجم. وتتطلب الهرولة على تلك الأسطح مهارة للتحكم بتوازن الجسم بسرعة وكفاءة، منعا للسقوط وتبعاته، ناهيك عن الطرق الوعرة أو المغطاة بحجارة متوسطة الحجم. أما المشي عليها فممكن، ولا يرفع بشكل كبير من احتمالات السقوط. ولاحظت إحدى الدراسات العلمية أن المشي على الطرقات المغطاة بالحجارة الملساء الصغيرة، مثل التي على ضفاف الأنهار الصغيرة، يؤدي إلى خفض طفيف وإيجابي في ضغط الدم ويزيد من قدرات مهارة حفظ توازن الجسم أثناء المشي.

* بقعة دم في العين

* عمري 29 سنة، ولا أشكو من أي أمراض. وفجأة قبل يومين ظهرت لدي بقعة حمراء في الجهة الجانبية لبياض عيني اليسرى. وأنا لا أشكو من أي آلام في عيني، ولكن مظهرها أقلقني. ما السبب، وبمَ تنصح؟

فراس - جدة.

- هذا ملخص رسالتك. وما ظهر لديك هو تجمع دموي في طبقة الملتحمة المغلفة للجزء الأبيض من العين، نتيجة للتسريب من خلال إحدى الشعيرات الدموية الصغيرة. وهذا أمر قد يحصل فجأة ودون أي سبب، ولا يترك تأثيرات على قدرات الإبصار، وغالبا ما يزول خلال فترة وجيزة، أي أقل من أسبوعين.

ولا يدل حصول هذا الأمر بالعموم على وجود مرض خطير في الجسم. ولكن قد يحصل هذا النزيف الدموي البسيط نتيجة لتناول أحد أنواع الأدوية التي تزيد من سيولة الدم، مثل الأسبرين أو الأدوية الشبيهة في المفعول به. أو ربما الإكثار في تناول بعض أنواع الأعشاب أو المنتجات الغذائية ذات التأثيرات على تخثر الدم وسلامة جدران الشعيرات الدموية، مثل الجينسينغ أو الثوم أو الزنجبيل أو غيرها. أو ربما نتيجة لفرك العين بشدة دون ملاحظة لذلك، مثل أثناء النوم أو غيره.

وإضافة إلى ما تقدم، فإن الجوانب الأخرى المهمة في الأمر هي أن لا يكون هذا التجمع الدموي مصحوبا بألم في العين أو تدهور في قدرات الإبصار أو ملاحظة غشاوة في مجال الرؤية أو حكة في العين أو احمرار فيها. وفي حال وجود أي من هذه الأمور فإن مراجعة الطبيب مهمة.

أما بالنسبة لمشاهدة التلفزيون أو التحديق في شاشة الكومبيوتر، فإنه لا توجد أدلة علمية قوية تثبت ضرر أي منهما على قدرات الإبصار، وخاصة على الأطفال. ولكن يجب مراعاة، ما أمكن، بعض الإرشادات العامة حول طول المسافة بين شاشة التلفزيون ومكان الجلوس باعتبار أن كل عشرة بوصات من مقاس شاشة، تتطلب البعد لمسافة متر عن الشاشة، وذلك لإعطاء راحة للعينين على قدرة استيعاب الصورة وملاحظة تفاصيلها دون إجهاد للعينين أو الدماغ. أي أن شاشة تلفزيون مقاس 32 بوصة مثلا تتطلب المشاهدة عن بعد ثلاثة أمتار تقريبا. وبالنسبة لشاشة الكومبيوتر فإن هناك عاملا آخر مهما للحفاظ على سلامة العينين من الجفاف نتيجة للتحديق بجزء واسع من سطح العين دون رمش الجفون وترطيب العينين من آن لآخر، وكذا وضعية الرأس للعمل على إعطاء راحة لعضلات الرقبة والظهر.

* وقت تناول علاج الضغط

* ما أفضل وقت لتناول علاج ارتفاع ضغط الدم؟

عباس - الإمارات.

- هذا ملخص سؤالك المهم، الذي سبقت الإجابة عليه عدة مرات. وبالعموم، فإن الوقت يحدده الطبيب الذي وصف العلاج، وذلك حسب نوع المادة الكيميائية الدوائية فيه ووقت بدء عملها ومدة استمرار ذلك، والمهم أيضا أوقات ملاحظة ارتفاع ضغط الدم لدى المريض. ولذا لا توجد نصيحة عامة تصلح لكل مرضى ضغط الدم.

وعلينا ملاحظة أن علاج ارتفاع ضغط الدم يُقصد منه خفض الارتفاع في مقدار قراءات قياس ضغط الدم، كما يُقصد منه أيضا العمل على حماية الأعضاء التي تتأثر بالضرر نتيجة لوجود حالة ارتفاع ضغط الدم بالجسم، مثل الكلى وشرايين القلب والدماغ والعينين وغيرهم.

وصحيح أنه بالعموم، يكون ضغط الدم خلال النهار أعلى مما هو في الليل، فإن الأمور لا تكون كذلك لدى كل المرضى بارتفاعه. وهذا يمكن ملاحظته من إجراء قياس ضغط الدم طوال الأربع وعشرين ساعة.

كما تجدر ملاحظة أن بعض أدوية الضغط تُعطى مرة واحدة في اليوم، باعتبار أن مدى عملها هو 24 ساعة. ولكنها في الحقيقة قد تعمل بفاعلية لمدة نحو 18 ساعة أو 20 ساعة. وإذا كانت الفترة الباقية هي خلال النوم العميق، فإن ضغط الدم لا يرتفع كثيرا، بخلاف ما لو كانت تلك الفترة أثناء النهار وخلال ساعات العمل أو التعرض لضغوطات الحياة اليومية. وهناك أدوية تعمل على زيادة إدرار البول، والمريض قد لا يتحمل تناولها في أوقات قد لا تتوفر له فيها الفرصة للذهاب إلى دورة المياه. وهو ما قد يفرض تناولها في أوقات تناسب رغبة المريض.

ولهذه الأسباب وغيرها، لا توجد نصيحة طبية محددة حول أفضل وقت، بل يتم تقرير الأمر بين الطبيب ومريضه بشكل مباشر.