هل تتنبأ قوة قبضة اليد بطول العمر؟

تعزيز القدرات البدنية يساعد على تفادي الوفيات المبكرة

TT

الأشخاص الكبار في السن الذين، أو اللاتي، يتمتعون بقبضة يد قوية، ويمشون بخطوات أسرع، وبمقدورهم القيام بسرعة من الكراسي، ويمكنهم التوازن وقوفا على رجل واحدة.. سيعيشون لأعمار أطول من كبار السن الآخرين الذين يعانون صعوبات في تنفيذ المهمات المذكورة، وفقا لدراسة تحليلية نشرت على موقع المجلة الطبية البريطانية «BMJ» الإلكتروني في العاشر من سبتمبر (أيلول) عام 2010.

وغالبا ما تستخدم هذه الاختبارات البسيطة على القوة البدنية لتقييم قدرات الإنسان البدنية، أي مقدرة الشخص على تنفيذ المهمات اليومية. وتستنتج هذه الدراسة أن هذه المقاييس تساعد أيضا في التعرف على الأشخاص المتعرضين إلى درجات أعلى من خطر الوفاة - وبهذا فإن بإمكانهم الاستفادة من التدخل الطبي، أو التدخل لتغيير نمط حياتهم.

مقاييس القدرة البدنية

* الدراسة: قام الباحثون البريطانيون بمسح الدراسات الطبية المتوفرة وتعرفوا على 28 من دراسات الملاحظة التي دققت في العلاقة بين الوفاة وواحد على الأقل من مقاييس القدرات البدنية التي ذكرت آنفا (قوة قبضة اليد، سرعة المشي، القيام من جلسة الكرسي، والتوازن عند الوقوف)، لدى النساء والرجال المقيمين في مجتمعات محلية صغيرة. وقد مزج الباحثون تلك البيانات وقيموا مخاطر الوفاة المبكرة لكل مقياس من هذه المقاييس الأربعة.

* النتائج: ظهر تفاوت في نتائج مختلف الدراسات، ولكن وعلى وجه العموم فإن الأشخاص الذين أدوا مهماتهم بشكل أفضل لكل واحد من هذه المقاييس، عاشوا لعمر أطول من الأشخاص الذين لم يكن أداؤهم جيدا.

وفي هذا البحث كان أكثر المشاركين من الذين زادت أعمارهم عن 70 سنة، إلا أن بعضا من الدراسات التي شملت أشخاصا في الستينات من أعمارهم (أو اقل) أشارت أيضا إلى وجود رابطة بين قوة قبضة اليد وتدني الوفيات. وفي تدقيق لبيانات مشاركين من كل الأعمار - ومجموعهم 53 ألف شخص في 14 دراسة حول قوة قبضة اليد - ظهر أن معدل الوفيات بين الذين كانت لديهم قبضة اليد ضعيفة زاد بـ1.67 مرة عن الذين كانت قبضة يدهم قوية.

وعلى نفس المنوال فقد ظهر أن الأشخاص الذين يمشون ببطء كانوا معرضين 3 مرات أكثر للوفاة خلال فترة الدراسة مقارنة بالأشخاص الذي يمشون بسرعة. كما أن الأشخاص الذين كانوا يقومون ببطء من الكراسي يزيد لديهم معدل الوفاة مرتين مقارنة بالذين يقومون بسرعة منها (أما الدلائل حول التوازن عند الوقوف، فكانت أضعف).

* الخلاصة: هذه المقاييس الأربعة البسيطة يمكنها أن تساعد الأطباء في التعرف على الأشخاص الكبار في السن المعرضين لخطر الإعاقة والوفاة، كما أن بإمكانها المساعدة في استهداف الأشخاص والقيام بأعمال تدخلية لصالحهم، رغم حالة الغموض المحيطة بهذه الخطوات التدخلية. فعلى سبيل المثال نطرح هذا التساؤل: هل ستؤدي التمارين الرياضية لليدين الموجهة لتقوية قبضة اليد إلى أي تأثير على الصحة وطول العمر؟ ووفقا لما ذكره الباحثون فإن هناك حاجة لإجراء تجارب عشوائية لتحديد أنواع التدخلات الواجبة التي ربما يكون بمقدورها تحسين القدرات البدنية وتقليل الوفيات.

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا»