أول عقار «طبيعي» لإعادة تأهيل المعانين من السكتات الدماغية

حبوب من إفرازات جسم الإنسان منحت الأطراف المشلولة قوة أكبر

TT

من المعروف علميا أن الأطباء عاجزون عن مساعدة ضحايا السكتات الدماغية بواسطة الأدوية، ويصفون للمرضى العلاج الطبيعي وبرامج إعادة التأهيل بهدف مساعدتهم على الحديث وتحريك الأطراف المشلولة. لكن البروفسور جيريون فنك، من عيادة جامة كولون (غرب)، يقول الآن إنه توصل إلى تطوير عقار جديد يساعد مرضى الشلل على تسريع إعادة تأهيلهم.

وحسب تصريحات الطبيب المختص بقضايا السكتات الدماغية، فإن العقار يفتح أملا جديدا لآلاف الألمان المعانين من الشلل الناجم عن السكتات الدماغية، وربما إلى الملايين من أمثالهم على المستوى العالمي. فالعقار يفسح المجال أمام بدء برامج إعادة التأهيل بشكل مبكر، كما يسرع عودة بعض القوة إلى الأطراف المشلولة.

* نتائج مشجعة

* وقاد فنك دراسة على 11 مريضا تعرضوا مؤخرا إلى السكتات الدماغية ويعانون من مختلف أنواع القصور في الحركة والحديث والنظر واستطاع التوصل معهم إلى نتائج إيجابية بفضل هذا العقار الجديد. كانت سن المرضى، من النساء والرجال، تتراوح بين 48 و78 سنة. كما استخدم الأطباء مجموعة أخرى من المرضى بمثابة «مجموعة مقارنة» وتمت معالجتهم بعقار كاذب «بلاسيبو» بهدف التأكد من النتائج.

تمت معالجة المرضى بعقار «ريبوكستين» الذي أنتجه فينك وزملاؤه من إفرازات الجسم الطبيعية للإنسان. ويفترض أن يتولى «ريبوكستين» تنشيط غدد الجسم على فرز المزيد من هرمون نورادرينالين الذي يعزز نشاط مناطق دماغ الإنسان المسؤولة عن الحركة. وراقب العلماء نتائج العلاج باستخدام تخطيط الدماغ وخصوصا نشاط المناطق التي تأثرت بالسكتات الدماغية.

وتبين من الفحوصات أن تبادل المعلومات بين الخلايا المصابة، وبين جهتي الدماغ أيضا، قد تحسنت كثيرا بفعل عقار «ريبوكستين». وزادت قوة مسك يد المصاب 4 مرات خلال فترة قصيرة وهو ما أظهر أن العقار زود اليد المشلولة بقوى إضافية وبسرعة. واستخدم فنك وزملاؤه علبة سمك التونة الصغيرة لاختبار قوة المسك في أيدي المرضى، وزودوا العلبة بمجسات حساسة للضغط لقياس قوة اليد.

في ذات الوقت ضاعف العقار قدرة المرضى على تحريك أصابعهم مرتين خلال نفس الفترة. واستنتج الأطباء من الفحوصات التي أجريت أن النتائج كانت أفضل كلما كان علاج المصاب بالسكتة الدماغية أسرع. وهذا يعني أن العقار سيسرع عمليه إعادة تأهيل المرضى في كافة الأحوال. وهذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها الطب في تحفيز النظام العصبي الموتوري (العضلي) الذي تأثر بالجلطات والنزف الدماغي.

* البوتاسيوم والسكتة الدماغية

* وذكر فنك أن فريق العمل يخطط للمزيد من التجارب باستخدام «ريبوكستين» بهدف التعرف على أفضل حجم للجرعات، مدة العلاج قبل بدء إعادة التأهيل، والتأكد من عدم وجود أعراض جانبية متأخرة للعقار، رغم أن التجربة الأخيرة لم تتكشف عن أية أعراض جانبية أو اختلاطات.

على صعيد ذي صلة، توصل فريق عمل إيطالي بقيادة البروفسور باسكال سترازيللو (من جامعة نابولي) إلى أن تناول ما يكفي من البوتاسيوم في مرحلتي الطفولة والشباب يجنب الإنسان السكتات الدماغية عند تقدم السن. وتوصل سترازيللو إلى هذه النتائج بعد دراسة طويلة الأمد راقب خلالها الحالة الصحية لـ247 ألف شخص طوال سنوات. وأوصى فريق العمل بتناول 1.64 غم من البوتاسيوم يوميا (ما يعادل 3 موزات كمثل) أو الإكثار من تناول الحليب ومنتجاته والحبوب والمكسرات.

وتتسبب السكتات الدماغية للإنسان بمتاعب كبيرة لا تقتصر على معاناة المصاب من الشلل والعجز وإنما تتعداه إلى الأهل الذين «يبتلون» عادة برعاية المريض وتنظيفه وتمريضه. وتصيب السكتات الدماغية 1.2 مليون إنسان سنويا على المستوى العالمي، حسب إحصائيات الأمم المتحدة.