الفطريات.. طرق تجنبها وسائل مكافحتها

تنتشر في الأماكن الرطبة وتصيب الإنسان بالحساسية

TT

يعتبر تشخيص وتجنب المهيج المسبب للحساسية حجر الزاوية في علاج الحساسية، فوصف أدوية لعلاج الحساسية مع استمرار تعرض المريض للمهيج لن يؤدي إلى شفائه، بل سوف ترجع إليه أعراض الحساسية عندما يتوقف عن استعمال الأدوية. لذلك، فإن تجنب التعرض للمهيج المسبب للحساسية يؤدي إلى منع حدوث الأعراض وإلى تقليل كمية الأدوية التي يحتاجها المريض في العلاج.

لكن مع بساطة فكرة تجنب المهيجات، فإن تطبيقها في الواقع العملي ليس أمرا سهلا بل قد يكون صعبا في بعض الأحيان. فمثلا، في حساسية الأدوية، من السهل تجنب الدواء المسبب للحساسية مع توفير دواء بديل له يؤدي الدور نفسه ولا يهيج الحساسية، بينما يعتبر تجنب الفطريات بشكل كامل أمرا مستحيلا لوجودها داخل المنزل باستمرار.

ولذلك، فإن كلمة تجنب المهيجات تعني في معظم الأحيان التقليل من التعرض للمهيج وليس المنع الكامل للتعرض له.

كما يجب التنويه بأمر مهم في تجنب المهيجات، وهو أننا نحذر من تجنب أي مهيج قبل أن يتم تشخيصه بشكل مؤكد على أنه مهيج للحساسية، وذلك بطرق التشخيص المختلفة كأخذ معلومات تفصيلية من المريض في العيادة أو بفحص وخز الجلد أو بفحص الدم للحساسية.

* حساسية الفطريات

* عرضت «صحتك» هذا الموضوع على الدكتور موفق محمد سعيد طيب، استشاري أمراض المناعة والحساسية، أستاذ مساعد بكلية طب رابغ - جامعة الملك عبد العزيز، فأوضح أن مرضى حساسية الفطريات Mould Allergy يظلون يتعرضون لهذه الحساسية باستمرار في كل مكان (داخل أو خارج المنزل) وتستمر الحساسية لديهم لفترات طويلة من عمرهم وتتكرر مرات كثيرة خلال العام الواحد.

وأضاف أن الفطريات تنمو في كل مكان «داخل أو خارج» المنزل، ويكثر نموها في الأماكن الرطبة. وكقاعدة في الفطريات، فإنه «كلما زادت الرطوبة زاد نمو الفطريات» وهذا يعني أن الفطريات تحتاج لأمرين مهمين جدا لتنمو وتتكاثر هما: الماء، والمواد العضوية. وتشمل المواد العضوية أشياء مثل: الزرع - القطن - الخشب - الشجر - الصوف - الجلد - التراب - وغبار المنزل.

ثم عندما يجف الجو وتخف الرطوبة تبدأ الفطريات في إرسال محتوياتها وهي ما يسمي «البويغات» إلى الهواء الذي يستنشقه المريض فتعمل على تهييج الحساسية عنده بعد ذلك.

* فطريات منزلية وخارجية

* يقول الدكتور موفق طيب إن الفطريات تنتشر في كل مكان من حولنا سواء داخل المنازل أو خارجها، ويمكن تحديد ذلك كالآتي:

- داخل المنزل: توجد الفطريات في الأماكن التي فيها رائحة أشياء متعفنة، وفي الأماكن قليلة التهوية (مثل السراديب - والحجرات المغلقة)، وكذلك في الأماكن التي يتسرب إليها الماء، كدخول الماء على البساط أو تحت البطانة أو داخل الجدران الجبسية أو بين ورق الجدران.

وتوجد الفطريات أيضا في الأماكن ذات الرطوبة العالية (كالحمامات - ومكان تسرب الماء في المراحيض - وتحت المغاسل - وفي مكان تسرب الماء في السقوف - والحمامات قليلة التهوية - وأجهزة نشافات الملابس الكهربائية - ومكيفات الهواء - وخزانات الماء).

أما عن تكاثر الفطريات، فيتم ذلك في النباتات المنزلية، وفي أحواض السمك، وفي الأثاث الذي بداخله حشو (كالمخدات - المفارش - اللعب المحشوة قماشا - والسجاد الصوف) وفي مخازن الورق (كالكتب أو المجلات) وفي مكان تجمع التراب أو الغبار (بالذات خلال عملية التنظيف).

- خارج المنزل: توجد الفطريات بشكل موسمي خارج المنزل خلال فترات تساقط الشجر (مثل آخر موسم الصيف أو فصل الربيع) حيث يتكوم ورق الشجر المتحلل تحت الشجر أو الشجيرات الصغيرة وخلال موسم الأمطار أو العواصف المطرية، كالآتي:

في الحدائق: حيث يتكوم ورق الشجر المتحلل، وفي أماكن تجمع أكوام السماد العضوي، أو بعد قص وجمع العشب.

في الأراضي الزراعية: بالذات أثناء موسم الحصاد، فتوجد الفطريات حول الحظائر أو المستودعات أو القش المتكدس.

كما توجد الفطريات على الأماكن المغطاة بالنبات (كالنوافذ - والجدران)

* تجنب الفطريات المنزلية

* أكد د. طيب أن تجنب الفطريات بشكل كامل أمر مستحيل لأنها تنمو في كل مكان (داخل أو خارج المنزل) لكن يمكن التقليل من التعرض لها إلى حد كبير إذا اتبعت الخطوات التالية داخل المنزل:

* أولا: تجنب وجود الماء الذي تتكاثر فيه الفطريات بعمل الأمور التالية:

* إصلاح السباكة المعطوبة أو السقف أو جدران المخازن التي تسرب الماء.

* التخلص من النباتات وفضلات ورق الشجر المتجمع قريبا من المنزل.

* تقليل الرطوبة داخل المنزل بزيادة التهوية: باستخدام التكييف وكذلك الأجهزة التي تقلل الرطوبة في المنزل ((Dehumidifiers

* سد الفجوات باستخدام السليكون أو ما شابهه.

* استخدام الأضواء المنيرة داخل الغرف الصغيرة (الحجرات الصغيرة) لأن حرارتها تقتل الفطريات.

* استخدام التكييف.

* استبعاد أحواض السمك.

* استبعاد النبات داخل المنزل.

* التقليل من استعمال الأجهزة التي تزيد الرطوبة داخل المنزل.

ثانيا: التخلص من المواد العضوية بالتالي:

* إزالة الغبار والتربة بشكل متكرر باستخدام مكنسة كهربائية خاصة (ذات فلاتر متعددة) HEPA Filters أو ممسحة رطبة.

* استبعاد الأثاث الذي بداخله حشو والتخلص منه مثل:

* الأثاث القديم والمفروشات (المخدات ــــ المراتب ــــ الألحفة ــــ الكنب).

* الألعاب المحشوة.

* بسط الصوف.

* مخازن منتجات الورق.

* الستائر القطنية للنوافذ وأغطية السرير القطنية.

* كذلك تغطية الأثاث الجديد بغطاء عثة الغبار Mite Covers مثل (المخدات ــــ المراتب ــــ الألحفة).

* استبعاد الملابس والمفارش والمخدات المغلفة بالأكياس البلاستيكية، والمفارش والوسادات القديمة المغلفة داخل الفينيل البلاستيكي.

* إزالة سلال الأغصان.

* استخدام مواد صناعية بدلا عن العضوية في زينة البيت (مثل فينيل البلاستيك)

* التنظيف المتكرر لأماكن وجود الماء مثل (الثلاجات ــــ وحلزون المكيفات ــــ ومخزن الماء في الأجهزة الساحبة للرطوبة ــــ وصحون القلي).

* أما بالنسبة لفلاتر المكيفات، فإننا ننصح باستخدام فلاتر الهواء في المكيفات الصغيرة أو باستخدام التكييف المركزي لأنها تقلل بشكل كبير من نمو الفطريات، وأيضا تنظيف فلاتر المكيفات بشكل متكرر.

ثالثا: استخدام مواد كيميائية لقتل الفطريات:

* مثل مبيد الفطريات: حيث ننصح باستخدام هذه المبيدات خارج المنزل بكميات قليلة في الأماكن الزراعية ورياض الأطفال. لكن مشكلة هذه المبيدات أن تأثيرها لا يستمر لفترة طويلة.

* مبيدات الجراثيم يمكن استخدامها داخل المنزل حيث يساعد ذلك كثيرا على التخلص من الفطريات.

* كذلك استخدام المواد المزيلة للألوان أو المواد المبيضة للملابس (كالكلوركس مثلا) فإنه يطهر أرضيات (الحمامات ــــ والسراديب ــــ والحيطان ــــ وفي أي مكان في المنزل).

* ويمكن إضافة مادة قاتلة للفطريات Antifungal في طلاء الجدران (البوية) خلال بناء المنازل لأنها تساعد على منع نمر الفطريات تماما.

* تجنب الفطريات الخارجية

* التخلص من تجمع أكوام أوراق الشجر والنباتات الفاسدة في الحدائق.

* تجنب تجمع أكوام السماد العضوي.

* إزالة النباتات الكثيفة أو حطام النباتات من المناطق القريبة للجدار الخارجي للمنزل أو النوافذ.

* تفادي قص وتجميع العشب في الحدائق.

* تجنب ذهاب المريض للأراضي الزراعية بالذات خلال مواسم الحصاد (كالحظائر ـــ وأماكن تخزين الحبوب والقش المتكدس).

* وأخيرا تجنب الخروج من المنزل خلال المواسم التي تتكاثر فيها الفطريات مع لبس كمامة الوجه إذا لزم الأمر.