محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

احتمالات الإصابة بالسكري السكري Diabetes مرض يحصل فيه ارتفاع غير طبيعي في نسبة وجود سكر الغلوكوز glucose في الدم. وسكر الغلوكوز، أحد أنواع السكريات الأحادية، ويدخل إلى الجسم عبر امتصاص الجهاز الهضمي للسكريات التي يتناولها أحدنا ضمن وجبات الطعام.

وتكون السكريات الغذائية على ثلاث هيئات، وهي:

1. سكريات أحادية، مثل سكر الغلوكوز أو الفركتوز.

2. سكريات ثنائية، مثل سكر سكروز قصب السكر أو سكر لاكتوز الحليب.

3. سكريات عديدة، مثل نشويات البطاطا أو القمح أو كثير من أنواع الحبوب.

ويعمل الجهاز الهضمي على هضم السكريات وتفتيتها إلى سكريات أحادية، يتم امتصاصها عبر الأمعاء. ومن ثم تدخل إلى الدم كي يتم توزيعها على أنسجة أعضاء الجسم التي تحتاج إليها في إنتاج الطاقة. وهرمون الأنسولين Insulin هو الذي ينظم عملية دخول سكر الغلوكوز الأحادي إلى خلايا العضلات وغيرها، كي تستهلكها في إنتاج الطاقة. وهذا الهرمون ينتجه البنكرياس تحت تأثير ارتفاع نسبة سكر الغلوكوز في الدم. ولذا كلما ارتفعت نسبة سكر الغلوكوز في الدم، نشط البنكرياس في إنتاج هرمون الأنسولين.

ولكن البنكرياس، كمصنع لإنتاج الأنسولين، عرضة للوصول إلى حالة الإنهاك والتعب من كثرة إنتاج هرمون الأنسولين، وذلك في حالتين. الأولى: كثرة وتكرار ارتفاع نسبة سكر الغلوكوز في الدم، نتيجة للإفراط في تناول السكريات وتكرار ذلك خلال اليوم. والثاني وجود أنسجة تقاوم مفعول الأنسولين، مما يفرض على البنكرياس إنتاج كميات أعلى من المعتاد لهرمون الأنسولين. والأنسجة هذه بالتحديد هي الأنسجة الشحمية. ولذا كلما زادت كمية الأنسجة الشحمية بالجسم، وخاصة في البطن، كان مطلوبا من البنكرياس أن ينتج كميات أعلى من هرمون الأنسولين.

وإذا ما وصل البنكرياس إلى حالة الإنهاك وبالتالي الفشل في تلبية كامل احتياج الجسم من هرمون الأنسولين، تظهر حالة مرض السكري، وتحديدا حالة «النوع الثاني من مرض السكري» Type 2 diabetes. والفرق بين هذا النوع و«النوع الأول من مرض السكري» Type 1 diabetes، أن النوع الثاني يفرز فيه البنكرياس كميات قليلة وغير كافية من الأنسولين، بينما في النوع الأول لا يفرز البنكرياس البتة أي كمية من الأنسولين.

وتحمل الإصابة بالسكري في طياتها ارتفاع احتمالات حصول مضاعفات المرض، وخاصة على شرايين القلب والدماغ وسلاسة عمل الكلى وسلامة شبكية العين وكفاءة عمل أعصاب الجسم.

الباحثون في «المركز القومي للمعلومات حول مرض السكري» NDIC، يُقدمون قائمة بالعوامل التي ترفع من احتمالات خطورة إصابة الشخص البالغ بالنوع الثاني من مرض السكري، وهي ما تشمل:

* زيادة الوزن والسمنة.

* وجود تاريخ عائلي بإصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى بالنوع الثاني من مرض السكري.

* وجود إصابة بحالة ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الكولسترول والدهون الثلاثية.

* وجود حالة «ما قبل مرض السكري» لدى الشخص.

* كون عمر الشخص فوق الستين.

* كون الشخص من أصول عرقية آسيوية أو أفريقية أو لاتينية.

* إصابة المرأة في السابق بسكري الحمل gestational diabetes.

* عيش الشخص حياة الكسل والخمول البدني وعدم ممارسة الرياضة البدنية اليومية.

البروتينات الغذائية البروتينات موجودة في كل خلية من خلايا جسم الإنسان والحيوانات. وأجسامنا تحتاج إلى الحصول على البروتينات من الغذاء كي يتمكن جسم أحدنا من البناء، والمحافظة على سلامة بنية العظام والعضلات والجلد وغيرها من أعضاء وأنسجة الجسم. وكذلك يستهلك الجسم البروتينات في إنتاج قائمة طويلة ومهمة من المركبات الكيميائية، كالهرمونات والأنزيمات وغيها من المركبات الحيوية بالجسم. كما أن الجسم في ظروف معينة، بإمكانه استهلاك البروتينات في إنتاج الطاقة.

ويتم هضم بروتينات الطعام في الجهاز الهضمي لتفتيتها إلى الوحدات الأساسية التي تتكون منها البروتينات، ألا وهي «الأحماض الأمينية» amino acids. وهناك نوعان من الأحماض الامينية، نوع يسمى أحماضا أمينية أساسية، وهي التي لا يستطيع الجسم البشري إنتاجها. ونوع «غير أساسي» وهي التي يستطيع الجسم إنتاجها. والمنتجات الحيوانية بالذات، مثل اللحوم والحليب والبيض والأسماك، هي التي تؤمن للجسم النوعين، بينما لا تستطيع بروتينات المنتجات النباتية إمداد الجسم بالأنواع الأساسية. من هنا تنبع أهمية تنويع مصادر البروتينات في غذائنا.

ويحتاج الجسم البشري إلى البروتينات بشكل يومي. وترتفع حاجة الجسم في بعض الحالات التي نمر بها خلال حياتنا، مثل مرحلة الطفولة والبلوغ، حيث تكون عمليات بناء الجسم ونموه وكبر حجمه على أشدها. وكذلك تحتاج النساء الحوامل إلى كميات إضافية من البروتينات لملاقاة احتياجات الحمل والولادة والرضاعة. وبعيد الإصابة بالوعكات الصحية، أو الخضوع للعمليات الجراحية، يحتاج الجسم إلى مزيد من البروتينات.

ومصادر البروتينات الغذائية هي اللحوم والحليب ومشتقات الألبان، والبيض، والأسماك، وأنواع معينة من البقول والحبوب والمكسرات، مثل الحمص والفول والبازلاء والعدس والفستق الحلبي والجوز واللوز وغيرها. ولأن الجسم لا يستطيع تخزين البروتينات، كما هو الحال بالنسبة للدهون، فإن أحدنا بحاجة إلى تناول البروتينات الغذائية بشكل يومي. والشخص الطبيعي البالغ يحتاج إلى تناول ما بين 50 إلى 65 غراما من البروتينات كل يوم. وهذه الكمية تُعادل تقريبا ما يتوفر من خلال تناول أربع أونصات (نحو 125 غم) من اللحوم، زائدا كوب من الحليب.

ولأن أفضل مصادر البروتينات هي اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى، فإن الحرص هو على تناولها. ولكن تلك المنتجات الحيوانية تحمل معها كميات من الشحوم والدهون المشبعة، بخلاف البروتينات النباتية. ولذا يشير الباحثون من كليفلاند كلينك إلى وسائل واختيارات تُساعد في انتقاء المنتجات الحيوانية لتزويد الجسم بالبروتينات دون زيادة عبء تناول الدهون الحيوانية المشبعة. وهي ما تشمل:

* تناول الدواجن بعد إزالة طبقة الجلد عنها.

* الحرص على تناول اللحوم «الهبر»، أي تتم إزالة طبقات الشحم عنها.

* انتقاء أنواع «قليل الدسم» أو «خالي الدسم» من الحليب وبقية أنواع مشتقات الألبان، كاللبن أو الجبنة.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]