استشارات

د. حسن صندقجي

TT

نقص هرمون الذكورة

* عمري 46 سنة، وتم تشخيص نقص في نسبة هرمون الذكورة لدي.. ما النسبة التي تبدأ معها أعراض نقص هذا الهرمون بالظهور علي؟

فائز - الكويت - هذا ملخص سؤالك الذي لم يتضح لي منه سبب إجراء الطبيب تحليل هرمون الذكورة لك. أي: هل أن لديك أي أعراض أثارت ضرورة إجراء التحليل لك، أم كان ذلك ضمن حزمة من التحاليل الطبية العامة لك؟ وهل لديك أي أمراض مزمنة كالسمنة تحديدا أو ارتفاع ضغط الدم أو غيرهما؟ كما لم يتضح لي إن كان الطبيب قد أجرى لك فحوصا لمعرفة السبب المحتمل لنقص هرمون الذكورة لديك.

وبالعموم، فإن نسبة هرمون الذكورة في الدم لا ترتبط بشكل مباشر مع أعراض نقص هذا الهرمون. وعليه، يمكن أن يكون لدى رجل ما انخفاض في نسبة هرمون الذكورة عن المعدل الطبيعي، ومع ذلك لا تظهر عليه أي من أعراض ذلك الانخفاض ولا يشكو من أي شيء غير طبيعي. والأعراض التي تنشأ من نقص الهرمون الذكري متنوعة وتشمل تدني الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب، وتدني المزاج النفسي، والاكتئاب، وتدني الشعور بالطاقة والقدرة البدنية، وتدني قدرات قوة عضلات الجسم، وغيرها. لكن هذه الأعراض قد تظهر لدى رجل لا يوجد لديه نقص في هرمون الذكورة، وقد تظهر على من لديه نقص فيه؛ لذا يرى بعض الأطباء في حالة الأشخاص الذين لديهم نقص في هرمون الذكورة ويشكون من بعض تلك الأعراض، ضرورة تلقي علاج تعويضي يحتوي على هرمون الذكورة لفترة محددة. ثم بعد ذلك يتم تقييم مدى زوال بعض تلك الأعراض. وإذا كان نقص الهرمون هو السبب المباشر فيها، ينصح بالاستمرار في تلقي المعالجة.

وإذا استمرت الأعراض، تتم مناقشة الموضوع بين الطبيب والمريض بغية تقرير إما الاستمرار بتناول الهرمون الذكري وإما التوقف عن ذلك. وكثير من الأطباء في هذا الوضع، أي عند عدم التحسن على الرغم من تلقي علاج هرمون الذكورة، ينصحون بالاستمرار في أخذه لسبب آخر غير تلك الأعراض، هو أن هرمون الذكورة بإمكانه الإسهام في حماية عظام الرجل من الهشاشة، وبالذات لدى من لديهم نقص في هرمون الذكورة. ومع هذا، تجدر ملاحظة أن تلقي هرمون الذكورة ليس خاليا من أي احتمالات لآثار جانبية أو لأضرار محتملة؛ ذلك أن هرمون الذكورة يثير نمو أنسجة البروستاتا الطبيعية والسليمة، كما أنه يثير نمو الخلايا السرطانية في البروستاتا إن وجدت حتى بهيئة خفية لم تكتشف.

وبالنسبة للسمنة بالذات، فمعلوم أنها سبب في انخفاض نسبة هرمون الذكورة لدى بعض البدناء. وهناك مؤشرات علمية تؤكد أن إعادة الوزن إلى معدلاته الطبيعية يمكنها أن تسهم في إعادة نسبة هرمون الذكورة إلى معدلاته الطبيعية.

«ما قبل السكري»

* عمري 51 سنة، وعملي مكتبي، ولا أشكو من أي أمراض. وزني 95 كيلوغراما. ونسبة السكر لدي كانت 123، وأفادني الطبيب بأن لديَّ حالة من الاضطراب في نسبة السكر. كم يجب أن تكون النسبة لدي؟ وما الذي يمكنني أن أفعله؟

عمرو محيي - القاهرة - هذه أهم النقاط التي وردت في رسالتك. وعند إجراء تحليل نسبة السكر بالدم بعد الصوم لمدة 8 ساعات، فإن الطبيعي أن تكون نسبة السكر في الدم أقل من 100 ملغم. وحينما تكون النسبة 126 أو أعلى، فإن الشخص يكون لديه مرض السكري. وإذا ما كانت النسبة بينهما، أي بين 100 و125 ملغم، فإن الحالة تسمى «ما قبل السكري»، أي ليست هي طبيعية وليست أيضا مرحلة مرض السكري.

وعليك ملاحظة أن النوع الثاني من مرض السكري، أي الذي يصيب غالبا البالغين، لا يحصل فجأة أو بين ليلة وضحاها، بل يحصل بالتدريج.. ومن الرحمة أن هذا التدريج يمكن ملاحظته في بداياته، من خلال تحليل نسبة سكر الدم، ويمكن أيضا، وهذا هو المهم، أن يوقف التدهور فيه وتعود الأمور إلى حالتها الطبيعية. وحالة «ما قبل السكري» شائعة بنسبة أكبر مما يتوقع كثير من الناس. وعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة تشير إحصاءات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية إلى أن أكثر من 57 مليون إنسان بالغ لديه هذه الحالة ولم يكونوا يعرفون أنها لديهم قبل إجراء تحليل نسبة السكر في الدم لهم.

وللأشخاص الذين لديهم حالة «ما قبل السكري» يجب ألا تهمل هذه الحالة، بل يجدر أن تتوجه الجهود نحو حمايتهم من تدهور الوصول إلى مرحلة مرض السكري؛ لذا يكون الهدف هو مساعدة الشخص هذا للعودة إلى الحالة الطبيعية، أي أن تكون نتيجة تحليل نسبة السكر بعد الصيام لمدة 8 ساعات هي أقل من 100 ملغم. ونسبة السكر بعد الصوم ساعتين من بعد تناول وجبة الطعام، هي أقل من 180 ملغم.

الجيد في الأمر أن هناك عدة أمور يمكن التعامل معها بكل حكمة، للعمل على عودة نسبة السكر إلى المعدلات الطبيعية. ويمكن تنفيذ هذه الأمور ضمن منظومة سلوكيات نمط الحياة التي يعيشها كل واحد منا، وهي: الحفاظ على وزن طبيعي للجسم، وممارسة الرياضة البدنية اليومية بشكل متوسط الجهد، والحرص على انتقاء وتناول الأطعمة الصحية.

وقد أثبتت الدراسات العالمية الطبية بوضوح أن نتائج الاهتمام بهذه الأمور الثلاثة هي: خفض احتمالات تدهور حالة «ما قبل السكري» إلى مرحلة مرض السكري، بنسبة تفوق 70%.. هذا لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن 60 سنة. والاحتمالات أعلى من 70% بكثير لدى أولئك البالغين الأصغر سنا. أي من هم في مثل عمرك.

والعنصر الأهم على الإطلاق هو خفض مقدار وزن الجسم. وحتى خفض 5 أو 10% من وزن جسمك، أي نحو ما بين 4 و8 كيلوغرامات، سيكون له تأثير إيجابي كبير. والأفضل هو الوصول إلى المعدل الطبيعي للوزن، أي أن يكون مؤشر كتلة الجسم لديك ما بين 20 إلى 25. وبإمكانك حساب ذلك بقسمة الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالمتر.

والعنصر الأخير المهم كذلك، هو أن حالة «ما قبل السكري» حتى لو بقيت على ما هي عليه، أي دون أن تتدهور إلى مرض السكري ودون أن تعود أدراجها إلى الحالة الطبيعية، تحمل في طياتها ارتفاع احتمالات خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب وبارتفاع ضغط الدم. وهو ما يؤكد ضرورة الاهتمام للعودة إلى الحالة الطبيعية لنسبة السكر بالدم.

أدوية الحساسية وضغط الدم

* ما أدوية الحساسية في الأنف التي لا تتسبب بارتفاع ضغط الدم؟

إلهام - الرياض - هناك أدوية لعلاج حساسية الأنف، ويمكن تناولها بأمان من قبل المصابين بارتفاع ضغط الدم. ومن الضروري بدايةً التذكير بأهمية الاهتمام بعلاج ارتفاع ضغط الدم، وتناول أدوية خفضه للوصول إلى معدلات الضغط الدموي الطبيعية، ومتابعة تأثيراتها وآثارها الجانبية مع الطبيب المتابع.

وهناك عدة أنواع من أدوية علاج الحساسية، منها ما يحتوي على أدوية مجموعة مضادات الهيستامين، ومنها ما يحتوي على أدوية من مجموعة مضادات الاحتقان، ومنها ما يحتوي على مشتقات الكورتيزون، وغيرها.

الأدوية من مجموعة «مضادات الهيستامين» بالعموم آمنة ولا تتعارض مع أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم ولا تتسبب بمزيد من الارتفاع فيه. وهذه غالبا يتم تناولها على هيئة حبوب أو شراب عبر الفم. ومن أنواعها «كلارتين» و«أريوز» و«زايريتك» وغيرها. ومنها أنواع تتسبب بالنعاس، وأخرى لا تتسبب بذلك.

والأدوية «المضادة للاحتقان»، مثل زودو إيفيدرين وفينايل إيفرين، يجب الحذر منها لمرضى ارتفاع ضغط الدم أو من يعانون اضطرابات مرضية في القلب.

والحذر أيضا يجب على مرضى ارتفاع ضغط الدم من تلك الأنواع الدوائية التي تحتوي على مزيج من مضادات الهيستامين مع مضادات الاحتقان، مثل «فلوكير» أو «أكتفيد».

أما أدوية الكورتيزون، فهناك أنواع تستخدم كبخاخ موضعي يرش في تجويف الأنف، وهي مفيدة في تخفيف حساسية الأنف ولا تتسبب بالآثار الجانبية المعتادة والمعروفة للكورتيزون أو مشتقاته حينما تؤخذ على هيئة حبوب عبر الفم أو كحقنة بالوريد.