استشارات

د. حسن صندقجي

TT

تكلّس الغدة الدرقية

* عمري 39 سنة، وخلال إجراء أشعة للصدر لاحظ الطبيب أن لدى تكلسات في منطقة الغدة الدرقية. أنا لا أشكو من أعراض كسل الغدة أو زيادة نشاطها، وهذا أمر سألني عنه الطبيب وشرح لي تلك الأعراض. وينصح الطبيب بأخذ عينة بالإبرة من الغدة. وأنا خائفة أن يكون لدي ورم سرطاني، ما تنصح؟

أسماء ع. - الإمارات.

- هذا ملخص رسالتك. وعليك ملاحظة أن ترسبات كلس الكالسيوم يُمكن أن تحصل في أي منطقة من الجسم، وهي تحصل غالبا بُعيد وجود التهابات ميكروبية أو غير ميكروبية في تلك المنطقة. كما أنها قد تكون مُصاحبة لحالات الأورام السرطانية وقد تكون لا علاقة لها البتة بتلك الأورام الخبيثة. وهذه نقطة مهمة يجب إدراكها عند الحديث عن اكتشاف صور الأشعة للتكلسات في أي من مناطق الجسم. ولذا يُمكن أن نجد تلك التكلسات في صمامات القلب أو شرايين الجسم أو في أنسجة الرئة أو في أنسجة الثدي السليم من الأورام، أو في أنواع مختلفة من الأورام السرطانية.

وبالنسبة للغدة الدرقية بالذات، فإن وجود ترسبات الكالسيوم غالبا، وبشكل أكثر، يكون في الحالات التي لا علاقة لها بالأورام السرطانية. وخاصة إذا كان شكل التكلسات على هيئة طبقة رقيقة مغلفة لأحد أجزاء الغدة، أي ليست على هيئة بقع صغيرة وعديدة في الغدة. ولكن من الضروري أن يسألك الطبيب عن مدى شعورك بأي من أعراض كسل الغدة أو زيادة نشاطها، ومن الضروري أن يُجري لك تحليل هرمونات الغدة، ومن الضروري كذلك أن يقترح عليك الموافقة على أخذ عينة من أنسجة الغدة الدرقية بواسطة الإبرة الرفيعة والصغيرة. أي بنفس الإبرة التي يتم بها سحب عينة الدم من الأوردة الموجودة في اليدين عند إجراء تحاليل الدم.

«تغذية» الشعر

* ما هو الغذاء الذي يُساعد على نمو الشعر بسرعة وبهيئة قوية؟

أم غسان - السعودية.

- الغذاء الصحي والنوم الكافي وممارسة الرياضة البدنية كالمشي، وتجنب التوتر النفسي والقلق والمشاحنات، والحرص على إجراء الفحوصات الدورية لدى الطبيب، كلها عوامل تُعطي فرصة عالية لارتفاع وتحسين مستوى صحة الجسم، وبالتالي تمكين الجسم من تجديد خلاياه وإنتاج الشعر والأظافر وطبقة الجلد الخارجية بكفاءة وقوة وصحة.

والشعر هو عبارة عن فروة يُنتجها الجسم، ومكونة بالأساس من البروتينات والمواد الصلبة. وتنشيط نمو الشعر وإعطاؤه القوة، لا يكون بالتفكير في ما هو الشيء الذي يُوضع على الشعر ليكون قويا وصحيا، بل يكون بالتفكير في ما يجب أن يُوضع في المعدة من الأطعمة الصحية التي تُزود الجسم بالعناصر اللازمة لإنتاج شعر صحي وقوي. والتوتر النفسي والقلق والإصابة بالاكتئاب، كلها تتسبب بضعف عملية إنتاج الشعر. وهذه أمور يجب التنبه لها والتنبه لتداعياتها على جمال مظهر الجسم والشعر والجلد والأظافر ونضارتها.

وهناك كثير من الأمراض، التي تُصيب النساء بنسبة أعلى، ولا ينتبه لها كثير من المُصابين بها، تتسبب بتساقط الشعر وضعف بنيته، مثل فقر الدم، أو الأنيميا، وكسل الغدة الدرقية. ويتسبب فقر الدم بتساقط الشعر وخشونته وتغير لونه نحو اللون الباهت. وكذا يتسبب كسل الغدة الدرقية بتساقط الشعر وخشونته.

وهناك أحد الأدوية، ويُدعى «مينوكسيديل»، كان يُستخدم طبيا في علاج ارتفاع ضغط الدم، ولوحظ أنه يزيد من نمو الشعر. ولذا يتوفر كرغوة أو سائل يُوضع على الشعر لفروة الرأس. وبإمكانه إفادة البعض، ولكن يجب استشارة طبيب الأمراض الجلدية لمتابعة استخدامه ومدى توقع النتائج المرجوة منه. كما أن هناك عقارا آخر، يُدعى «لاتيس»، يُمكن أن يُنشط نمو شعر الرموش. وهو أيضا يستوجب استشارة طبيب الجلدية.

فيتامينات للأطفال

* طفلي لا يتناول أنواع الأطعمة التي أقدمها له، وينتقي بعضا منها ولا يُقبل على تناول البعض الآخر. وأنا أخاف أن تنشأ لدية أمراض من نقص أحد المعادن أو الفيتامينات. هل أُعطيه حبوب فيتامينات؟

أسماء - بريطانيا.

أم سامي، وردة، منال - السعودية.

- هذا ملخص عدة أسئلة وردت من عدد من السيدات وتدور حول إعطاء الأطفال حبوب الفيتامينات لتعويض عدم إقبال الأطفال على تناول مختلف أنواع الأطعمة. بداية لا يتفق أطباء الأطفال على ضرورة إعطاء الطفل حبوب الفيتامينات والمعادن كشيء روتيني. ولكنهم متفقون على أن كون الطفل انتقائيا في الأطعمة التي يتناولها لا يعني بالضرورة أن جسمه لن يحصل على العناصر اللازمة لنموه بشكل طبيعي، وخاصة المعادن والفيتامينات. ولذا ليس للأم أن تعتقد أن مزاجية انتقاء الطفل لأطعمة دون أخرى يعني تلقائيا احتمال إصابة الطفل بنقص أو سوء التغذية. وكثير جدا من الأطفال هم انتقائيون في ما يُحبون تناوله أو لا يحبون أكله.

هذا جانب، والجانب الآخر هو أن كثيرا من المنتجات الغذائية في غالب دول العالم يتم تعزيزها بالعناصر الغذائية اللازمة والضرورية للنمو. ولذا نجد دقيق القمح وأنواعا من عصير الفواكه والحليب وغيرها، هي معززة بأنواع مهمة من الفيتامينات والمعادن. وهذا يُؤمن للطفل كميات مهمة من تلك المعادن والفيتامينات، وبطريقة قد لا تلحظها كثير من الأمهات.

والمهم، هو أنه لدى ملاحظة الأم على طفلها أي سلوكيات غذائية تخشى من آثارها السلبية على صحة طفلها، أن تُراجع بطفلها طبيب الأطفال وتعرض له ملاحظاتها ومخاوفها. وسيتولى الطبيب فحص الطفل وسؤالها وإجراء الفحوصات إذا لزم الأمر، ثم سيُعطيها الرأي والنصيحة المناسبة.

وإعطاء الطفل لحبوب أو شراب الفيتامينات والمعادن يكون عند وجود دواع لذلك، مثل ملاحظة الطبيب البطء في نمو الطفل أو النقص في أحد المعادن والفيتامينات.