أستشارات طبية

د. حسن صندقجي

TT

* عمري 37 سنة، وعملي مكتبي. ليس لدي أمراض مزمنة. وعلى الرغم من معرفتي بنصائح الأطباء حول أهمية الرياضة، فإنني شخص لا أمارس الرياضة ولا يسمح وقتي بها. وأطلب منكم معرفة مقدار وفترة ممارسة الرياضة البدنية التي تنصحون بها وينصح بها غيركم من أطباء القلب، وما أنواع الرياضة المطلوبة؟

* أحمد عبد الله - الإمارات - هذا ملخص رسالتك التي تحدثت فيها عن مشكلة عدم ممارستك الرياضة اليومية، على الرغم من إدراكك أن الأطباء ينصحون بها. وبداية، علينا ملاحظة أنك تعلم، وكثير من الناس غيرك يعلمون، أن الرياضة ينصح بها الأطباء. وأن لممارستها اليومية فوائد صحية. ولكنك لا تمارسها، وكذلك غيرك كثير. ووفق إحصائيات رابطة طب القلب الأميركية، فإن 70 في المائة من عموم الناس في الولايات المتحدة لا يبذلون القدر الكافي من نشاط المجهود البدني بشكل يومي كما هو مطلوب صحيا. وأحد أسباب هذا هو تصور الكثيرين أن المطلوب هو «ممارسة الرياضة» بصورة شبيهة لتلك التي يمارسها الرياضيون المحترفون لألعاب كرة القدم أو الجري أو كرة السلة أو السباحة أو غيرهم.

والحقيقة خلاف هذا. والأطباء عموما، وأطباء القلب على وجه الخصوص، لا يتحدثون عن ممارسة تلك النوعية من الرياضة، بل هم يتحدثون بالأصل عن أن «النشاط البدني» أمر صحي مفيد للوقاية من الأمراض المزمنة والمؤثرة على صحة القلب والشرايين. وما ثبت لديهم فائدته هو خيار واحد من بين أمرين؛ الأول هو ممارسة الإنسان لمقدار «متوسط» من الجهد البدني، لمدة لا تقل عن نحو ثلث ساعة في اليوم، وتحديدا 22 دقيقة. وتقول رابطة القلب الأميركية صراحة: «لو مارس الإنسان قدرا متوسطا من المجهود البدني، مثل المشي السريع، ولهذه المدة يوميا، فإنه سيحقق لجسمه إحدى الوسائل التي تضمن تحسين مستوى صحته وتقلل من شدة خطورة عوامل الإصابة بالأمراض القلبية ومرض السكري والسكتة الدماغية».

وتحديد رابطة القلب الأميركية للحد الأدنى من المجهود البدني المتوسط الشدة، يعني أن ممارسة المشي السريع لمدة أقل من 150 دقيقة في الأسبوع، لا يكفي لإعطاء الجسم الفوائد الصحية المرجوة. وهذا الرقم تم تحديده بناء على جهود علمية في تقييم تأثير ممارسة ذلك القدر من المجهود البدني المتوسط الشدة.

والاختيار الثاني هو ممارسة نحو 75 دقيقة أسبوعيا من المجهود البدني القوي في النشاط، مثل الهرولة السريعة أو ممارسة الألعاب التنافسية ككرة القدم مع الأصدقاء الهواة في ممارستها.

وللاختصار، ولتسهيل التذكر، تنصح الرابطة بثلاثين دقيقة من المشي السريع، في خمسة من أيام الأسبوع السبعة. وبإمكان الشخص تقسيم هذه الـ30 دقيقة إلى حصص مختلفة، أي ربع ساعة مرتين في اليوم. أو 10 دقائق، ثلاث مرات في اليوم.

وهناك طرق عدة لأداء هذا المقدار اليومي من الجهد البدني المتوسط، مثل وقوف السيارة على مسافة من المكان المقصود. أي عند الذهاب للعمل، يوقف أحدنا سيارته على مسافة تكفي للمشي نحو ربع ساعة أو عشرة دقائق. أو عند التسوق، يوقف السيارة في أطراف موقف السوبر ماركت، ثم يمشي إليه، وهكذا، والواقع أن المطلوب صحيا ممكن تحقيقه، ولكن الصعوبة ربما هي في التصور لكيفية التنفيذ.

* تشخيص مرض السكري

* عمري 43 سنة، والدتي ووالدي مصابان بمرض السكري. وأنا أخشى أن يصيبني السكري. كيف يتم تشخيص السكري في بداياته أو توقعه قبل حصوله؟

* إحسان - المغرب

* - هذا ملخص رسالتك. إن تشخيص الإصابة بمرض السكري يعتمد فقط على قياس نسبة سكر الدم، بمعنى أنه صحيح أن هناك أعراضا للإصابة بمرض السكري، ولكن لا يُعتمد التشخيص إلا عند إجراء تحليل الدم لقياس نسبة سكر الجلوكوز فيه.

والأعراض الشائعة للإصابة بمرض السكري لدى البالغين، أو ما يُسمى بالنوع الثاني من السكري، هي كثرة التبول، وخاصة بالليل، والشعور بالعطش، وزيادة الشعور بالإعياء، وتناقص الوزن، وزغللة العين وعدم وضوح الإبصار، وزيادة الشهية للأكل. ومع هذا، هناك كثير من حالات الإصابة بمرض السكري التي لا يُصاحبها أي أعراض. كما أن هناك حالة مهمة، بين الطبيعي والإصابة بمرض السكري، وهي حالة «ما قبل السكري» وفيها لا تكون ثمة أي أعراض غالبا. وعليه فإن الأعراض المذكورة لا يُعتمد عليها إلا كعلامات تحذيرية تتطلب إجراء قياس نسبة السكر للتأكد من السلامة أو تأكيد تشخيص الإصابة بمرض السكري أو الإصابة بحالة «ما قبل السكري».

ومع هذا، هناك ما يسمى طبيا صفات الأشخاص الأكثر عرضة لاحتمالات الإصابة بالسكري. ويشمل ذلك الأشخاص الذين لديهم إما زيادة في الوزن أو سمنة بالتعريف الطبي. كما يشمل تجاوز سن 45 سنة من العمر، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بالنوع الثاني من السكري. ولدى الإناث، يضاف وجود تاريخ سابق بالإصابة بسكري الحمل.

ويجري تحليل السكري بعد الصوم لمدة ثماني ساعات، بعد أن يتم أخذ عينة من الدم في الوريد. وإذا كانت نسبة السكر أقل من 100، فهذا طبيعي. وإذا كانت أعلى من 126، فهذا تأكيد للإصابة بمرض السكري. أما إذا كانت النسبة بين 100 و125، فإن هذا يعني تشخيص وجود حالة «ما قبل السكري».

وبالإمكان الوقاية من الإصابة بمرض السكري. وأساس الوقاية أربعة أمور. وهي خفض وزن الجسم إلى المعدلات الطبيعية له، وممارسة الرياضة البدنية اليومية، وتناول وجبات طعام وفق النصائح الطبية للتغذية الصحية، وإجراء الفحص الدوري لنسبة سكر الدم. ويُنصح بإجراء الفحص الدوري لنسبة سكر الدم مرة كل ثلاث سنوات لعموم البالغين، ومرة كل عام للأشخاص الذين لديهم سمنة وزيادة وزن، والذين لديهم تاريخ عائلي لمرض السكري، والذين لديهم ارتفاع في ضغط الدم، والذين لديهم ارتفاع في كولسترول الدم.

الفطريات والجبن

* هل الفطريات الموجودة في الجبن ضارة؟

* عبد العزيز - جدة

* - سبقت الإجابة عن سؤال مماثل، ولا بأس في الإعادة باختصار. الفطريات التي توجد في الجبن أنواع، منها نوع يتم إضافته خلال عملية الإنتاج. أي أنها جزء من مكونات هيئة الجبن. ومن أشهرها ثلاثة أنواع. الأول جبن كامامبير الفرنسي، والذي تغلفه الفطريات البيضاء. والثاني جبن برييه، والذي أيضا تغلفه فطريات بيضاء. والثالث الجبنة الزرقاء، التي تتخللها فطريات لونها بين الأزرق والأخضر. هذه الأنواع لا ضرر من تناولها إذا حفظت بشكل جيد وكانت طازجة.

وهناك نوع آخر من فطريات العفن التي تنشأ على أنواع الجبن الأخرى التي لا توجد فيها الفطريات بالأصل. وهنا، إذا نمت الفطريات على نوع من أنواع الجبن الطرية، أو التي تم تقطيعها إلى شرائح، فإنه يجب التخلص منها كليا. أي لا يكفى إزالة الفطريات وقليلا من الجبن الملتصقة به، لأن الفطريات تتغلغل وتتشعب جذورها في تلك الأنواع الطرية من الجبن، ووجود الفطريات هو أيضا دليل على احتمالات وجود أنواع ضارة من البكتيريا المصاحبة لها. أما إذا كان الجبن من الأنواع الصلبة، مثل البرميزان والشيدر، فإنه يكفي إزالة الفطريات وشيء من طبقة الجبن تحتها.