استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الشوكولاته والكالسيوم

* هل يتسبب تناول الشوكولاته بهشاشة العظام؟

أيمن - الإمارات - هذا ملخص رسالتك. والموضوع لا يمكن الإجابة عليه بنعم أو لا، لأن هناك تفصيلا علميا، ولاحظ معي أن الشوكولاته من المنتجات الغذائية المفيدة صحيا إذا كانت في حالتها الطبيعية النقية، وهي غنية بالمواد المضادة للأكسدة والفيتامينات والمعادن، وهناك كثير من الأدلة العلمية على جدوى تناولها على صحة الشرايين ومعالجة السعال وتخفيف الإسهال وخفض ضغط الدم وغيرها من الفوائد الصحية. ولكن إشكالية تتناول الشوكولاته تتعلق بطعمها الشديد المرارة، مما يتطلب إضافة الحليب والدهون والسكريات، كي يمكن تناولها بطعم شهي ولذيذ، وهذه الإضافات هي السبب وراء تحذير الأطباء من الإفراط في تناول الشوكولاته الغنية بالدسم والسكريات، أي الشوكولاته الفاتحة أو البيضاء، وذلك بخلاف الشوكولاته الداكنة التي تكون فيها نسبة مسحوق الكاكاو نحو 70 في المائة.

أما بشأن علاقة الشوكولاته بالكالسيوم، فإن الأمر لا يتعلق فقط بامتصاص الأمعاء للكالسيوم، بل أيضا بزيادة إخراج الجهاز البولي لأملاح الكالسيوم واحتمالات التسبب بحصوات الجهاز البولي. وللتوضيح، تحتوي الشوكولاته على مادة أوكساليت، وكثرة تناول هذه المادة تتسبب في ارتفاع احتمالات تكوين حصاة الجهاز البولي لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك. كما أن وجود هذه المادة في الأمعاء يؤدي إلى التصاقها بالكالسيوم، وبالتالي منع امتصاص كمية من الكالسيوم الموجودة في الطعام، وكذلك منع امتصاص الأوكساليت نفسه، والشوكولاته ليست أعلى المنتجات النباتية المحتوية على الأوكساليت، بل هناك الشاي ولحم الدجاج والبقدونس وكثير من الخضراوات الورقية.

كما أن مادة الأوكساليت ليست هي المادة الطبيعية الوحيدة التي تؤثر على امتصاص الكالسيوم، بل هناك مواد طبيعية أخرى وأدوية قد تؤثر على ذلك.

هذا بالإضافة إلى أن وجود السكريات الحلوة الطعم في الشوكولاته وغيرها من الحلوى والمشروبات، يرفع من نسبة خروج عنصر الكالسيوم مع البول عبر الكلى.

وعلى الرغم من هذه العلاقات النظرية المتقدمة الذكر، فإنه، ووفق ما هو متوفر من دراسات وأبحاث، لم يثبت علميا أن تناول الشوكولاته بهيئتها الأقرب للصحية، أي الشوكولاته الداكنة القليلة المحتوى من السكريات والدسم، سبب في الإصابة بهشاشة العظم. ويصعب طبيا الادعاء بأن تناول الشوكولاته سبب في هشاشة العظم.

ويظل الاعتدال في التناول هو الأفضل، كما يظل الأفضل هو الاهتمام بتناول الوجبات الصحية الغنية بالمعادن والفيتامينات اللازمة بشكل يومي للجسم، مثل تناول مشتقات الألبان والمنتجات الغذائية الأخرى الغنية بالكالسيوم وفيتامين «دي» وغيرها.

الربو والدورة الشهرية

* هل تتغير نوبات الربو مع الدورة الشهرية وتناول حبوب منع الحمل؟

إيناس خ - جدة - هذا ملخص رسالتك. قبل بدء الدورة الشهرية تنخفض نسب الهرمونات الأنثوية، وكذا الحال مع بعض أنواع حبوب منع الحمل، وهذا التغيير الهرموني ربما يتسبب بإثارة نوبة الربو لدى بعض مريضات الربو، والحقيقة أن العلاقة معقدة جدا بين الربو وتغيرات الدورة الشهرية، وخاصة لدى بعض النسوة المريضات بالربو، وهي غير مفهومة بدرجة واضحة طبيا، ولكنها ملاحظة.

وهذه العلاقة تتعقد وتبدو مؤثرة بشكل واضح لدى مريضات الربو اللواتي لديهن اضطرابات في الدورة الشهرية. ولذا ربما يكون للانتظام في تناول حبوب منع الحمل، تأثيرات إيجابية لتخفيف احتمالات التسبب بإثارة نوبة الربو، وربما ليس كذلك لدى بعضهن، كما أن بعض مريضات الربو تسوء لديهن الحالة مع الحمل، أو مع بلوغ سن اليأس. ولذا ربما تجد بعض اللواتي بلغن سن اليأس تخفيفا لأعراض نوبات الربو بتناول حبوب الهرمونات الأنثوية التعويضية، وربما لا يستفدن من ذلك.

ولذا لا يمكن إعطاء إجابة محددة للعلاقة بين الدورة وتغيرات الهرمونات الأنثوية من جهة، ونوبات الربو من جهة أخرى. ومن المهم المتابعة الطبية مع طبيب الصدرية، والحرص على ضبط مثيرات نوبات الربو لمنع أي تأثيرات محتملة للاضطرابات الهرمونية على نوبات الربو.

«الفياغرا» وأدوية سيولة الدم

* لدي اضطرابات في الارتجاف الأذيني، وأتناول دواء «وارفرين» لزيادة سيولة الدم، وأعاني من ضعف الانتصاب؛ هل يتعارض هذا الدواء مع عقار «فياغرا»؟

سامي - الرياض

* سبقت الإجابة عن سؤال مشابه، والمهم هو معرفة سبب نشوء الارتجاف الأذيني لديك. بمعنى هل بسبب ضيق في الصمامات أو تضيقات الشرايين، وهل هذه الأسباب مستقرة لكي تسمح لك في الأصل بسهولة تناول «الفياغرا». ومعلوم أن الضعف الشديد في قوة عضلة القلب، ووجود تضيقات في الشرايين التاجية يتطلبان تناول أدوية موسعة للشرايين، ووجود تضيقات شديدة في بعض الصمامات، كلها موانع لتناول «الفياغرا».

وعليه، تجب مراجعة الطبيب المتابع لحالة القلب لديك لسؤاله حول إمكانية تناولك لعقار «فياغرا».

أما بالنسبة لكلا العقارين، «وارفرين» و«فياغرا»، فمن حيث المبدأ لا يوجد ما يمنع من تناولهما معا، وهناك كثير من المرضى الذين لديهم ارتفاع في ضغط الدم الرئوي، من النساء والرجال، يتناولون كلا العقارين دونما أي تعارض. ولكن في حال الارتجاف الأذيني، فإن هناك احتمالا بأن ينخفض ضغط الدم مع أداء المجهود البدني والنفسي خلال العملية الجنسية، أي مع ارتفاع النبض. كما أن «الفياغرا» بذاتها قد تتسبب بانخفاض طفيف أو متوسط في ضغط الدم، وهنا يجب التنبه.