أستشارات طبية

TT

* كبار السن وقيادة السيارة

* والدي عمره فوق السبعين ولا يزال يقود السيارة ويتنقل بين القرى مسافة تتجاوز 100 كيلومتر.. ونصحته عدة مرات بترك قيادة السيارة ولكن دون فائدة، بماذا تنصح؟

أحمد ع - جازان - هذا ملخص رسالتك. ويصعب إعطاء إجابة مباشرة حول الأمر. ولكن لاحظ معي أن الإحصائيات الطبية تشير إلى أمرين مهمين حول قيادة كبار السن للسيارة؛ الأول أن احتمالات التسبب في حوادث السير أعلى لدى من هم فوق سن 75 سنة، مقارنة بالذين هم أصغر سنا. والثاني أن احتمالات تسبب حوادث السير بأذى للإنسان هي أعلى لدى كبار السن مقارنة بالأصغر سنا، سواء كانوا يقودون السيارة أو مرافقين فيها. ولهاتين الملاحظتين أسباب منطقية عدة تتعلق بالقدرات الذهنية للتركيز والمتابعة ومتابعة الظروف المحيطة، وتتعلق أيضا بالقدرات البدنية ومرونة الحركة وسرعة التصرف وغيرها من المهارات التي تتطلبها قيادة السيارة بشكل آمن.

وما يجب أن يدركه كبار السن حيال الأمر أن قيادة السيارة تتطلب من المتقدم في العمر إجراء تغييرات في تقنيات وعادات قيادته للسيارة، مقارنة بما كان يفعله في السابق. وهذه التغيرات هي بسبب التغيرات التي حصلت لديه في جسمه مع التقدم في العمر، مثل قدرات الإبصار وقدرة الالتفات إلى الخلف أو إلى اليمين أو اليسار، وقدرة سرعة التنقل بالبصر بين المرايا وسرعة تحليل الذهن لما يحيط بالسيارة والمركبات الأخرى، وملاحظة إشارات المرور، والقدرة على التعامل مع أي أعطال قد تعتري السيارة، والأهم قدرة التعامل مع المفاجآت في الطرقات أو المركبات الأخرى لسرعة تفادي حصول الحوادث وغير ذلك.

وهناك برامج تدريبية في بعض الدول تتخصص في إعادة تأهيل كبار السن وتدريبهم، بل وإعادة تعليمهم، كيفية قيادة السيارة وفق القدرات الذهنية والبدنية التي تتوفر لديهم.

ويصعب إجراء تقييم مباشر لمدى صلاحية من تقدم في العمر لقيادة السيارة، ولكن هناك الكثير مما يمكن ملاحظته كموانع أو كعوامل ترجح عدم القدرة على قيادة المتقدم في العمر للسيارة، مثل: تدني قدرات الإبصار، وضعف السمع، والإصابة ببعض الأمراض العصبية في الدماغ، أو أمراض العمود الفقري في الرقبة أو أسفل الظهر، أو تناول أنواع من الأدوية التي تؤثر بشكل سلبي على الوعي، أو الأمراض الروماتيزمية في مفاصل الورك أو الركبة أو القدم أو اليدين، وغير ذلك من الاضطرابات الصحية.

ومناقشة أفراد الأسرة مع والدهم في شأن قيادة السيارة يجب أن يتم بهدوء لتوضيح الرغبة في حمايته من الحوادث والإصابات، وكذلك لحماية أرواح وممتلكات الغير. وسيواجهون صعوبات في ذلك ولكن عليهم أن يقنعوه بطريقة عملية، أي عبر مراجعة الطبيب للتأكد من قدراته البدنية والذهنية، وعبر تقييم مهارات قيادته للسيارة. وغالبا ما يتجاوب الوالد إذا ما تم تبرير ذلك بالحرص على سلامته وبمساعدته على أداء الواجبات التي تدفعه لقيادة السيارة.

* تمارين إيروبيك

* ما المقصود بتمارين إيروبيك؟

هالة أ - السعودية.

- اختصرت رسالتك في عبارة السؤال هذه. تمارين إيروبيك هي التمارين الهوائية. وسميت بذلك لأنها تدفع الجسم إلى إجبار العضلات على استهلاك الأكسجين لإنتاج الطاقة اللازمة لحركة تلك العضلات. واستهلاك الأكسجين يتم عبر تنشيط عمل القلب والأوعية الدموية والرئتين، كي يتوفر مزيد من الأكسجين في الدم، وهذا الأكسجين ستستخدمه العضلات لإنتاج الطاقة. هذا هو الأساس في فهم موضوع إيروبيك برمته. ثم يأتي التفصيل، أي كيف يمكن لأحدنا أن يفعل هذه الأمور في جسمه. والجواب عبر ملاحظة الأمور التالية.

أفضل تمارين إيروبيك هي الهرولة بسرعة متوسطة أو المشي السريع، لأن فيها استخدام لأكبر كتلة من العضلات في الجسم، أي عضلات الفخذين والساقين واليدين. والمطلوب الهرولة المتوسطة السرعة لمدة نصف الساعة، في 5 من أيام الأسبوع.

وما يضبط إجبار العضلات خلال هذه التمارين على استخدام الأكسجين طوال الوقت هو معدل النبض. والمطلوب أن يرتفع بشكل متوسط معدل نبض القلب خلال هذه التمارين. وهذا الارتفاع يسمى طبيا الهدف القلبي للتمارين الرياضية الهوائية. وتحديدا بين 60 و70 في المائة.

وهناك طريقة لحساب هذا الارتفاع المطلوب في معدل النبض. وتتطلب العملية الحسابية هذه معرفة مقدار العمر ومعرفة معدل نبض القلب حال الراحة. ويمكن لأي إنسان أن يقوم بالعملية الحسابية هذه عبر الخطوات التالية:

- أولا: يُطرح مقدار العمر من رقم 220. أي لو كان الشخص عمره 32 سنة، فإن الناتج من ذلك هو 188.

- ثانيا: يُطرح من الناتج معدل النبض حال الراحة. أي لو كان معدل النبض حال الراحة هو 73، فإن الناتج من ذلك هو 115.

- ثالثا: تحسب نسبة 60 في المائة من الناتج السابق. أي 142.

وهذا الرقم 142 هو مقدار معدل النبض الذي يجب أن تصل إليه خلال الهرولة المعتدلة، وعليك أن لا تتجاوزه كي لا تجهد العضلات بشكل أكبر، ومن ثم تضطر إلى أن تسلك الطريق اللاهوائي في إنتاج الطاقة.

وبعد فترة أسابيع، يمكن أن ترفع النسبة إلى 70 في المائة وفق الحساب المتقدم.

وأرجو أن تتابعي هذه الخطوات الحسابية. وفي كثير من أجهزة الهرولة على السير، يعطي الجهاز رقما تقريبيا لمعدل النبض عند الإمساك بمقدمة الجهاز حال الهرولة. وبهذا يمكنك زيادة سرعة دوران السير كي تهرولي أسرع أو يمكن أن تخفضي السرعة كي لا يرتفع كثيرا معدل النبض بالمقارنة مع ما هو مطلوب.

* انخفاض ضغط الدم

* لدي دائما انخفاض في ضغط الدم، وأحيانا أعاني من الدوخة. راجعت عدة أطباء، ولم يجدوا سبب ذلك. بماذا تنصح؟

موضي خ - الكويت.

- انخفاض ضغط الدم بالتعريف الطبي هو ما كان أقل من 90 على 60 ملليمتر زئبق. ودون الحديث عن الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم لدى الأشخاص الذين لديهم ضغط دم طبيعي أو عال، فإن الانخفاض المستمر والأشبه بالطبيعي يصيب بعض الناس وبخاصة النساء. وغالبا لا يتسبب في أي مشكلات لديهم، ولا يكون السبب وراء هذا الانخفاض مهما من الناحية الطبية، ولا يتطلب معالجة. وأحيانا يتسبب هذا الانخفاض في الشعور بالدوار أو الدوخة من آن لآخر، وخصوصا عند القيام بعد الجلوس أو الاستلقاء على الظهر لفترة، أو عند الوقوف لوقت طويل أو غير ذلك.

وما دمت راجعت عدة أطباء وأكدوا لك أن ليس ثمة سبب مرضي، فإن الاهتمام هو في كيفية التعايش مع هذا الانخفاض في ضغط الدم.

وأهم الأمور هو الحرص على تناول السوائل وشرب الماء، وإضافة مزيد من الملح للطعام أو تناول الأطعمة المالحة، وارتداء جوارب عالية إلى فوق الركبة وذات قوة ضغط متوسط على الساقين. والحرص على تناول الأطعمة الصحية والإكثار خاصة من الفواكه والخضراوات الطازجة، والتنبه للقيام بهدوء بعد الجلوس لفترة أو الاستلقاء على الظهر أو عند الاستيقاظ من النوم. وتناول 5 وجبات طعام متوسطة الحجم وقليلة المحتوى بالسكريات والنشويات، وتحاشي الوقوف لفترات طويلة. كما يجب تحاشي الوجود في الأماكن أو الظروف المثيرة للفزع أو الرهبة.