استشارات

د. حسن صندقجي

TT

كبسولات زيت السمك

* هل تناول كبسولات زيت السمك علاج لارتفاع الكولسترول، وهل تناولها مفيد للشخص السليم والخالي من اضطرابات الكولسترول؟

أبو أحمد - بغداد.

- هذا ملخص الأسئلة في رسالتك. يتوفر زيت السمك، أو دهون أوميغا - 3، في كبسولات دوائية ويتوفر كأحد المكونات الطبيعية الموجودة في الأسماك أو الحيوانات البحرية كالروبيان وغيره. والاستخدام العلاجي لكبسولات زيت السمك هو لخفض الارتفاع في مستويات الدهون الثلاثية، وليس لخفض معدلات الكولسترول الخفيف الضار.

وبالمراجعة لإرشادات رابطة القلب الأميركية في شأن زيت السمك، نجد أنها تضع تفصيلات حول تناول كميات مختلفة منه بحسب الحالة الصحية للإنسان. وللأشخاص الأصحاء الذين لا توجد لديهم أمراض في شرايين القلب، فإن النصيحة هي الحرص على تناول أنواع مختلفة من الأسماك، مرتين في الأسبوع. وكمية السمك في كل وجبة هي ما بين 100 و200 غرام، أي تناول قطعة من لحم السمك يعادل حجمها إما حجم مجموعة كاملة من الكوتشينة أو مجموعتين.

وينصح مرضى شرايين القلب بتناول كبسولات السمك بكميات منخفضة، أقل من 1000 مليغرام في الكبسولة الواحدة. أما النصيحة لمن لديه ارتفاع في نسبة الدهون الثلاثية فهي تناول كميات عالية من كبسولات زيت السمك، نحو 4000 مليغرام في اليوم.

وتتوفر أنواع كثيرة من كبسولات زيت السمك في الصيدليات أو محال بيع حبوب وكبسولات المكملات الغذائية التي لا تنتجها شركات الأدوية عادة ولا تخضع للرقابة الصارمة من الهيئات المعنية بتنظيم صناعة الأدوية ومراقبة إنتاجها. وهنا من المهم الحرص على انتقاء منتجات شركات دوائية معروفة لتحاشي إنتاج الشركات التجارية التي لا تحرص في الغالب على نقاء زيت السمك من المواد الضارة مثل الزئبق وغيره.

والأمر الآخر المهم هو قراءة مكونات زيت السمك الذي تحتوي عليه الكبسولة، لأن هناك عدة أنواع من الدهون التي يطلق عليها جمعيها وصف زيت سمك.

ومن هذه الدهون ما هو مهم ومفيد صحيا، ومنها ما ليس كذلك. وتحديدا فإن دهون «إي بي إيه» EPA ودهون «دي إتش إيه» DHA هي المهمة. ولذا ربما يجد المرء كبسولة مكتوب عليها أنها تحتوي 1000 مليغرام من زيت السمك وهي في حقيقة الأمر لا تحتوي على أكثر من 400 أو 500 مليغرام من نوعي دهون زيت السمك المهمين.

متابعة قياس ضغط الدم

* أحتاج توضيحا لمعنى قراءات قياس ضغط الدم؟

م. منصور - قطر.

- ضغط الدم هو قوة يتم بناؤها داخل الشرايين. ومن خلال توفر قدر طبيعي من هذه القوة، تتم ضمانة استمرار تدفق الدم فيها، كي يصل الدم بكميات كافية إلى أنسجة وخلايا كل الجسم. ولذا، لو انخفضت قوة ضغط الدم، انخفضت كميات الدم التي تصل إلى أعضاء الجسم المهمة وخلاياه. وتنشأ قوة ضغط الدم داخل أنبوب الشرايين، من تفاعل حدثين أحدهما يحصل في جهة من الأنبوب، والأخر يحصل في الجهة الأخرى للأنبوب. الحدث الأول هو حركة الانقباض والانبساط للقلب، والحدث الثاني هو الانقباض الذي يحصل في العضلات التي تحيط بجدران الشرايين المتوسطة الحجم، أي البعيدة عن القلب، والذي ينشأ عنه قوة ممانعة ومقاومة لتخفيف شدة تدفق الدم الواصل إلى الأعضاء مقارنة بالقوة التي خرج بها الدم حال مغادرته القلب مباشرة. ولكن قوة الممانعة هذه يجب أن لا تكون عالية جدا، وإلا سيرهق القلب حينما يطلب منه بذل قوة أكبر من المعتاد لضخ الدم في الشرايين.

وهنا لاحظ معي أن من النعمة وجود مقدار معتدل من ضغط الدم، لأنه من جهة يحمي الأعضاء من التلف لو تعرضت إلى قوة الجريان العالية للدم كما يخرج من القلب، ومن جهة يضمن وجود قوة تحفظ استمرارية تدفق الدم خلال الشرايين أثناء انبساط القلب وتوقفه عن ضخ الدم في الشرايين. وأرجو أن تتأمل هذه الأمور لتدرك أهمية وجود قدر معتدل من ضغط الدم لحفظ صحة القلب ولحفظ صحة أعضاء الجسم ولحفظ صحة الشرايين نفسها.

ولأن القلب ينقبض ليضخ الدم إلى الشرايين، وينبسط كي يستوعب الدم القادم إليه، ولأن الشرايين هي المتصلة بشكل مباشر مع القلب النابض، فإن ضغط الدم يرتفع في فترة انقباض الدم وينخفض في فترة انبساط القلب. ولذا عند قياس ضغط الدم تأتي النتيجة بهيئة رقم في البسط ورقم في المقام، ومثلا 117 على 76، وتكتب 117/76 ملليمتر زئبق. ورقم البسط هو ضغط الدم الانقباضي، أي الضغط في الشرايين وقت انقباض القلب وضخه للدم كي تجري في الشرايين. ورقم المقام هو ضغط الدم الانبساطي، أي الضغط في الشرايين حال انبساط حجرات القلب وتوسعها لاستيعاب الدم القادم إليها. ورقم البسط أعلى، ويسمى ضغط الدم الانقباضي. ورقم المقام أقل ويسمى ضغط الدم الانبساطي.

وتذكر إرشادات رابطة القلب الأميركية وغيرها من الهيئات الطبية العالمية، ستة مستويات لمقدار ضغط الدم. وهي:

1 - انخفاض ضغط الدم: وهو ما كان 80/50 أو أقل.

2 - ضغط الدم الطبيعي: وهو ما كان 120/80 أو أقل.

3 - ما قبل ارتفاع ضغط الدم: وهو ما كان بين 120 و139 على ما بين 80 و89.

4 - المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم: وهو ما كان بين 140 و159 على ما بين 90 و99.

5 - المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم: وهو ما كان أعلى من 160/ أعلى من 100.

6 - الحالة الحرجة الإسعافية في ارتفاع ضغط الدم: وهو ما كان أعلى من 180/ أعلى من 110 ملم زئبق.

وتنصح الإرشادات الطبية في جانب الفحوصات الدورية كل من هم فوق العشرين من العمر بإجراء فحص قياس ضغط الدم مرة كل سنتين إذا كان ضغط الدم طبيعيا، وفي فترات أقصر إن لم يكن كذلك.

ويجب ألا يبنى تشخيص إصابة إنسان ما بارتفاع ضغط الدم على قياس واحد تم فيه ملاحظة ارتفاع ضغط الدم، بل على الأقل ثلاث مرات في فترة أسبوعين أو ثلاثة.

التقدم في العمر وشكل الجسم

* هل ينقص الطول الإنسان؟

فاتن محمد - الإمارات.

- كلما تقدم العمر بأحدنا، بدت عليه تغيرات في الشكل الخارجي، مرتبطة بتغيرات بنيوية في الجسم كله. وهي تشمل نقصان الطول، إذ ينقص طول أحدنا كلما كبرنا. وتلك حقيقة على الرغم من أن تسارع النقص هذا يختلف من إنسان لآخر. وبالمقارنة مع الطول في الأربعين، فإنه يقل بمقدار نحو 4 سم عند بلوغ الثمانين، لأسباب شتى. منها تغير انتصاب القامة، والنقص في نمو فقرات الظهر، وانحناء العمود الفقري إلى الأمام، وزيادة الضغط علي الأقراص الليفية بين الفقرات فيه مع عدم تعويضها لحجمها الطبيعي، والزيادة في تقوس مفصلي الورك والركبة، ونقصان المسافة الفاصلة بين العظم على جانبي مفاصل الأطراف العلوية والسفلية ومنطقة جذع الجسم، والتغيرات التي تعتري مفاصل القدمين وتفلطح القوس في أسفلهما.

وكذلك أيضا تغيرات الوزن. وبعيدا عن حالة السمنة، فإن وزن جسم الرجل الطبيعي يزداد بشكل تدريجي حتى منتصف الخمسين، ثم يبدأ بالنقصان الطبيعي، لتتسارع وتيرة النقص في السبعين وما بعدها. في حين يستمر وزن المرأة الطبيعية في الزيادة حتى نهاية الستين، ثم يتناقص بعدها.

لكن الملاحظ أن هذه التغيرات لا تطال من يعيشون في بيئات نشطة من الحركة والتنقل أثناء الحياة اليومية، كما في الأرياف أو الدول النامية، بعكس من يعيشون في الدول المتقدمة والمدن، ما يعني أن للراحة والكسل وعدم المشي دورا في هذه التغيرات الشائعة، التي ربما لا علاقة لها بالتقدم في العمر.

وتزداد نسبة كمية الشحم في الجسم، مقارنة مع الأنواع الأخرى من الأنسجة كالعضلات مثلا، بمقدار الضعف لدى من يبلغون 75 سنة عما كان في أجسامهم في سن 25. وهذا ما يهم في ثلاثة أمور: الأول أن بإمكان ممارسة تمارين إيروبيك الرياضية الهوائية، بالدرجة التي تحرق الدهون، دور في منع أو تخليص الجسم من الشحوم، وأيضا في زيادة كتلة عضلاته. والثاني هو الأخذ بعين الاعتبار أن أنواع الأدوية التي تذوب في الدهون، دون الماء، ستتركز في الجسم وتظل فيه مدة طويلة عند ارتفاع كمية شحم الجسم. والثالث هو عدم افتراض أن مجرد كون وزن الجسم ضمن المعدل الطبيعي لدى كبار السن يعني تلقائيا أن كمية الشحم طبيعية فيه أيضا، لأن الوزن وإن كان طبيعيا إلا أن كمية العضلات أقل وكمية الشحم أكبر من النسبة الطبيعية.