أجهزة الفحص بالموجات فوق الصوتية المحمولة.. تزداد انتشارا

يسهل توظيفها في أي موقع للرعاية الصحية

TT

غالبا ما يشير الأطباء داخل العيادات إلى تقنية الفحص بالموجات فوق الصوتية على أنها «سماعة الطبيب مستقبلا»، متوقعين أنه عندما تصبح الأجهزة أصغر حجما، فسيكون من الشائع في يوم من الأيام أن نراها إلى جوار الأسرّة مثلما نرى سماعة الطبيب حول عنقه. ووفقا لما جاء في تقرير نشر أخيرا في مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين»، فإن هذا اليوم قد جاء.

* موجات فوق صوتية

* يذكر مقال «المبادئ الحالية» الذي أعده طبيبا كلية الطب بجامعة يال الأميركية؛ كريستوفر مور وجوشوا كوبل، كيف أن استخدام الموجات فوق الصوتية قد تجاوز تخصصات تقليدية مثل طب الأشعة ويستخدمه بصورة معتادة أطباء في مختلف التخصصات الطبية وشتى مجالات الممارسة الطبية. ويؤكد مور وكوبل أنه بدءا من عملية التخدير وصولا إلى جراحة الأوعية الدموية، يتزايد استخدام علم الموجات فوق الصوتية بدرجة كبيرة، وقد شهد أكبر نمو له بعيدا عن المتخصصين في الأشعة.

وعلى مدار العقدين الماضيين، أصبحت الأجهزة المستخدمة في الفحص بالموجات فوق الصوتية - وهي نوع آمن وفعال من الاختبارات يساعد على تشخيص الأمراض - أصغر حجما وذات جودة أكبر وباتت أسعارها أقل، مما أدى إلى زيادة استخدام الموجات الصوتية في أماكن الرعاية وتوضع الأجهزة جانب الأسرّة.

ويقول مور، الأستاذ المساعد في قسم طب الطوارئ بكلية الطب التابعة لجامعة يال: «بصورة مثالية، يمكن أن يساعد الفحص بالموجات الصوتية في أي موقع لتقديم الرعاية الصحية على تقليل الأخطاء الطبية، إذ إنه يقدم تشخيصا فوريا وبديلا أكثر تطورا في المواقف المناسبة. وربما يساعد التصوير بالموجات فوق الصوتية في أي موقع صحي في عمليات الفحص الدوري على أمراض معينة على نطاق أوسع وبتكلفة أقل».

* جهاز «السونار»

* ويستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية نفس «السونار» الذي يعد للاستخدام في السفن في أعماق البحر. ومع مرور الصوت عبر الجسم فإنه يولد صدى، يمكنه أن يحدد مسافة وحجم وشكل الأشياء الموجودة في الداخل. وخلال عملية الفحص يستخدم جهاز يطلق عليها محول الطاقة (Transducer) من أجل عرض الأعضاء وإظهار الصور. ويصدر محول الطاقة صوتا ويتعقب الصدى المرتد عندما يوضع على الجسم الذي يجري فحصه.

ويقول كوبل، الأستاذ بقسم أمراض النساء والولادة والأمراض التناسلية بجامعة يال: «تحسنت جودة التصوير بالموجات فوق الصوتية بصورة جذرية، وتراجعت أحجام وأسعار الأجهزة بدرجة كبيرة. وتعد جودة الصور المتاحة حاليا في أجهزة تحمل في اليد غير مرتفعة الثمن أفضل من تلك النظم التي كانت تتكلف أكثر من 100 ألف دولار قبل 15 عاما».

وتقوم بعض كليات الطب بتدريب الطلبة على استخدام الموجات فوق الصوتية قبل أن يختاروا تخصصا، حسب ما يقوله مور. ويشير إلى أن جهاز الموجات فوق الصوتية استخدمت في «مونت أفرست»، محطة الفضاء الدولية، وفي مواقع القتال، مما يظهر تنوعه كوسيلة تشخيص للأمراض. ولكنه يحذر من أن الاستخدام غير المميز أو الموجه للموجات فوق الصوتية يمكن أن يؤدي إلى اختبار غير ضروري وتدخلات غير ضرورية في حالات التشخيص.

ولذلك فقد «يؤدي المزيد من التصوير إلى تكلفة زائدة من دون قيمة مضافة أو ربما يكون مضرا من دون تدريب مناسب أو ضمان الجودة. ومع نمو هذه التقنية، فإننا نحتاج إلى فهم أفضل لكيفية ووقت استخدامها بصورة فعالة تضمن الكفاءة».