أستشارات طبية

TT

* الأطعمة السريعة الصحية

* من الصعب منع الأطفال من تناول الهمبرغر في مطاعم المأكولات السريعة، هل من الممكن أن تكون مثل هذه المأكولات صحية؟

مرام ج. - الرياض - معاناتك مع رغبات أطفالك مفهومة، وهناك الكثير من الأمهات مثلك يعانون من نفس الأمر. خاصة ونحن في فصل الصيف والإجازات، ويكثر طلب الأطفال تناول تلك الأطعمة. والحفاظ على صحة الأطفال الحالية والمستقبلية إحدى أولويات اهتمام ومسؤوليات الأمهات والآباء نحو أنفسهم ونحو أولادهم وبناتهم. ولا مجال أمام الوالدين لفتح الأبواب التي تتسبب في أضرار صحية على الأطفال.

المشكلة أن الأطفال اليوم يعشقون تناول أطعمة مطاعم المأكولات السريعة، لأنها ببساطة شديدة، أطعمة شهية ولذيذة. وهي ليست شهية ولذيذة بذاتها، بل بسبب إضافات لمواد تُعطي الطعم الشهي مثل «صوديوم غلوتاميت» وغيرها. ولذا قد تلاحظين أن الطفل يعشق تناول شطيرة (سندويتش) الهمبرغر أو البطاطس المقلية أو غيرها مما تُعده المطاعم المأكولات السريعة، ولا يعشق بنفس الدرجة نفس السندويتش أو البطاطس المقلية الذي تُعدينها أنت في المنزل.

والأطعمة السريعة سُميت بذاك لأن تناولها لا يتطلب استخدام الشوكة والسكين أو الملعقة، بل يتم تناولها بالإمساك بالأصابع والدفع بسرعة إلى الفم دون تكلّف. وقد يكون هذا عاملا في عشق البعض لتناولها بطريقة بسيطة وسهلة، وهذا ليس مشكلة في وجهة النظر الطبية طالما تم تنظيف اليدين قبل البدء بتناول الطعام. كما أن طعمها الشهي اللذيذ ليس ناتجا عن كونها طازجة أو سكرية الطعم، بل في الغالب ناتج عن الإضافات التي تُضاف إلى شرائح اللحوم في الهمبرغر وتعطيها الطعم الـ«ييمّي» الشهي، وناتجة كذلك عن طريقة القلي لأصابع البطاطس الرقيقة «فرنش فرايس» إضافة إلى حلاوة ولذة طعم المشروبات الغازية وهي في الفم.

والسؤال المهم الذي تجب معرفة إجابته هو: ما هي مكامن الضرر في تلك الأطعمة السريعة؟ لأننا لو علمنا مكامن الضرر، تعرفنا على كيفية العمل على تحاشي أو تخفيف أضرار المأكولات السريعة تلك. وتقول رابطة القلب الأميركية إن «الأطعمة السريعة بالإمكان أن تكون صحية للقلب إذا عرف الإنسان ماذا يُريد منها، وكيف يطلب أن تكون صحية. وبشيء قليل من الجهد يمكن تناول وجبة صحية من المأكولات السريعة، تكون ضمن البرنامج اليومي للتغذية الصحية».

والإشكاليات الرئيسية فيها ست، وهي: كمية الدهون المشبعة، وكمية الدهون المتحولة، وكمية الملح، وكمية النشويات، وكمية السكريات الحلوة الطعم، وعدم احتواء وجباتها على الكميات اللازمة من الخضار والفواكه الطازجة.

وتنصح الرابطة الأمهات والآباء بالأمور التالية:

* محاولة معرفة مكونات عناصر الأطعمة التي تُقدمها سلسلة مطاعم ما، وبالذات تلك التي تلاحظين أن أطفالك يعشقونها، وذلك إما عبر الموقع الإلكتروني لشركة المطاعم أو بالسؤال المباشر للفرع الذي حولك. أي التعرف في ساندويتش الهمبرغر على درجة إضافات شريحة اللحم المفروم أو شريحة الجبنة، أو في حجم معين من شرائح البطاطس أو غيرها من العناصر التي يُقدمها المطعم. وتحديدا في جوانب كمية الطاقة بالكالوري (السعرات الحرارية) وكمية الصوديوم وكمية الدهون المشبعة والدهون المتحولة.

* تحاشي الأحجام الكبيرة والغنية بالإضافات من بين عناصر المأكولات التي تُقدمها تلك المطاعم، وتحاشي بالذات عروض الفروق البسيطة في السعر مع الفروق الكبيرة في الحجم، لأنها تعني مزيدا من كمية طاقة السعرات الحرارية والمزيد من الدهون والصوديوم والسكريات.

* تحاشي تناول الإضافات الجانبية، مثل شرائح البطاطس المقلية أو حلويات فطيرة التفاح المقلية والمشبعة بالزيوت والسكريات.

* انتقاء قطع البطاطا المشوية في الفرن بدلا من شرائح البطاطا المقلية بالزيوت، وعدم إضافة الجبنة السائل أو الزبدة إليها عند تناولها.

* اختاري لهم ساندويتش قطع الدجاج المشوي، بدلا من الدجاج المقلي أو لحم البقر المفروم.

* تحاشي طلب الساندويتشات التي تضع كمية مضاعفة من شرائح اللحوم.

* اطلبي لهم إضافات على الساندويتش من شرائح الطماطم أو أوراق الخس أو صلصة «الكاتشب» أو «الماسترد» (الخردل) أو المخللات.

* تحاشي ساندويتشات السمك المقلي، واحرصي على المشوي منها.

* احرصي على طلب الخبز المُعد من الدقيق الأسمر بدلا من الأبيض.

* اطلبي لهم شرب الماء أو مشروبات «الدايت» الغازية أو عصير الفواكه أو اللبن.

هذه النقاط مفيدة، وتخفف كثيرا من أضرار تناول الأطفال للمأكولات السريعة. ولكن يظل الأهم هو أن يُعود الأطفال على أن تناول الطعام في تلك المطاعم هو «من آن لآخر»، أي مرة في الأسبوع أو كل أسبوعين.

الهاتف الجوال والسرطان

* ما حقيقة علاقة استخدام الهاتف الجوال بالسرطان؟

موضي عبد الرحمن - الرياض - هذا ملخص سؤالك في رسالتك. وبعيدا عن الزوبعات الإعلامية وباختصار علمي شديد في الكلام، لا يزال من غير الواضح علميا العلاقة بين استخدام الهاتف الجوال، وبين نشوء الأورام السرطانية. ولا يزال ثمة خلاف علمي حول حقيقة العلاقة بينهما، أي هل هي من نوع علاقة السبب والنتيجة أو أنه لا علاقة بينهما. والواقع أن الجهود العلمية في البحث، التي استغرقت سنوات طويلة حتى اليوم، لم تقد إلى نتائج واضحة في هذا الشأن. هذا على الرغم من أننا من آن لآخر، نسمع من وسائل الإعلام غير الطبي عن دراسة تنفي، وأخرى تؤكد العلاقة بينهما، دون تعليقات طبية جادة عليها. والذي تتبناه المصادر الطبية العالمية في الولايات المتحدة وأوروبا أنه لا اتفاق على مقدار الخطورة التي يُمكن أن يتسبب بها استخدام الهاتف الجوال في نشوء الأورام السرطانية، ولا اتفاق على إثبات أن هناك علاقة بينهما أصلا.

ومجال الاهتمام والبحث العلمي هو علاقة استخدام الهواتف الجوالة بنشوء الأورام السرطانية في الدماغ بالذات. وقد افترضت بعض الدراسات الطبية المبدئية في السبعينات ضمن نتائجها ملاحظتها أن ثمة ارتفاعا طفيفا في نسبة نشوء الأورام السرطانية بالدماغ لدى مستخدمي الهواتف الجوالة، دون تحديد للنوع ولا للمدة ولا ما هي الآلية لحصول ذلك. ولكن ملاحظات الباحثين الطبيين في «مايو كلينك» وغيرها من المراكز الطبية العالمية أن استخدام هذه الهواتف الجوالة لم يكن أصلا شائعا في ذلك الوقت، وأن في تلك الفترات توفرت وسائل طبية لتشخيص الإصابات بأورام الدماغ بصفة لم تكن متوفرة في السابق. ولذا فإن الربط بينهما كان من قبيل المصادفة.

ولاحقا، أجريت دراسة واسعة شملت أكثر من 420 ألف شخص، وتابعتهم لمدة 20 عاما، ولم تلحظ وجود أدلة تربط بين استخدام الهاتف الجوال وبين سرطان الدماغ. ولاحظت دراسة أخرى علاقة طفيفة بين استخدام الهاتف الجوال وسرطان الغدد اللعابية، ولكنها لدى نسبة صغيرة من المشتركين في المتابعة بالدراسة العلمية. ولاحظت دراسة أخرى حديثة ارتفاعا طفيفا في نوع السرطان النجمي، أحد أنواع أورام الدماغ، لدى مستخدمي الهاتف الجوال بكثرة، وليس بالأنواع الأخرى من سرطان الدماغ. وبالمحصلة لم تلحظ الدراسة ارتفاعا في المعدل الكلي للإصابات السرطانية بالدماغ.

وبعد مراجعات علمية للعديد من الدراسات الطبية حول علاقة الهواتف الجوالة تبنت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالية، أن هناك أدلة محدودة على أن الموجات الصادرة من الهواتف الجوالة تُعتبر من «المواد» المتسببة بالسرطان. ولذا صنفتها على أنها «من المحتمل» أن تكون سببا في السرطان لدى الناس. لكنها بشكل واضح لم تجزم بأن ثمة علاقة السبب والنتيجة بينهما.

وبالمحصلة في هذه الآراء المختلفة، لا يستطيع أحد اليوم الجزم بأن استخدام الهاتف الجوال له علاقة بالسرطان في الدماغ أو بقية أجزاء الجسم، ولا يُوجد حتى اليوم ما يدعم الادعاء بأن بينهما علاقة.

ولمن لا يزال الأمر لديهم محل قلق أو خشية، يُمكن أن يُقلل المرء من استخدامه للهاتف الجوال، كما يُمكنه استخدام السماعة التي تُبعد جهاز الجوال نفسه عن أذن أو رأس المرء.