بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

قد يعاني البعض من الناس من وجود رائحة كريهة تنبعث مع هواء الزفير من الفم، ويظلون متكتمين على هذه الحالة بسبب الخجل من الإفصاح عنها لطبيبهم. وتظل الحالة تتفاقم منفرة الناس عنهم خاصة في الاجتماعات المغلقة.

إن رائحة الفم الكريهة Bad Breath أو البخر halitosis، هي حالة غير مستحبة وهي بالفعل مدعاة للإحراج. وهناك بعض من الناس لديهم رائحة فم كريهة ولكنهم ليسوا مدركين لها أو مدركين أن هناك مشكلة بسببها.

إن مجرد القلق من وجود رائحة الفم الكريهة أو حتى الشك في وجودها، يستوجب طلب المشورة الطبية ابتداء من طبيب الأسنان الذي يمكن أن يساعد في التعرف على السبب، خاصة إذا كانت الحالة نتيجة مرض في الفم، وعندئذ يقوم بوضع خطة العلاج مباشرة لإنهاء المشكلة. وهناك مجموعة من النصائح المفيدة التي نقدمها في هذا المجال:

* هناك حقيقة علمية مفادها أن كل ما يأكله الشخص يؤثر على هواء الزفير الذي يخرجه من صدره، وعليه فيجب تجنب بعض الأطعمة، مثل الثوم والبصل، التي تسهم في صدور رائحة النفس غير المقبولة. ولا يؤدي استخدام غسول الفم أو معجون وفرشاة الأسنان إلا إلى إخفاء الرائحة مؤقتا.

* إن استخدام الفرشاة والخيط يوميا يضمن إزالة حتى الجزيئات الصغيرة من المواد الغذائية التي لا تزال عالقة بين الأسنان في الفم، وكذلك تجمع البكتيريا قبل أن تتعفن.

* مقاومة حدوث حالة «جفاف الفم»، التي قد تكون ناجمة عن تناول بعض الأدوية المختلفة، أو بسبب مشكلات الغدة اللعابية، أو بسبب عادة التنفس بشكل مستمر عن طريق الفم. هنا يمكن استخدام اللعاب الاصطناعي (الذي يحدد نوعه طبيب الأسنان)، أو مضغ العلكة أو قطع الحلوى الخالية من السكر، وزيادة شرب كمية السوائل.

* التوقف عن استخدام منتجات التبغ، والاستعانة بطبيب الأسنان للحصول على نصائح حول طريقة تساعدك على ترك التدخين والإقلاع عن هذه العادة.

* قد تكون رائحة الفم الكريهة أيضا علامة على وجود اضطراب أو مرض ما في الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي، مثل وجود عدوى أو التهاب موضعي في الجهاز التنفسي، التهاب الجيوب الأنفية المزمن، وجود إفرازات مخاطية في منطقة خلف الأنف، وكذلك التهاب الشعب الهوائية المزمن، ومرض السكري، واضطرابات الجهاز الهضمي، أو وجود أمراض منهكة للجسم مثل الكبد أو أمراض الكلى.

* تعزيز الجهاز المناعي

* من الأخطاء الشائعة عند الكثيرين سوء استخدام الأدوية، وخاصة المضادات الحيوية، كلما تعرضوا لطارئ مرضي، مثل الزكام والإنفلونزا، أو الإفراط في السهر يوميا وإجهاد الجسم وعدم إعطائه الوقت الكافي للراحة واستعادة الحيوية والنشاط. وتكون نتيجة ذلك التأثير على كفاءة جهاز المناعة.

يساعد جهاز المناعة الجسم على محاربة الجراثيم ومقاومتها وحمايته من الإصابة بالأمراض. وعليه، يقترح الأطباء المتخصصون في علم المناعة ضرورة دعم الجهاز المناعي في الجسم كي يؤدي عمله بالكفاءة المطلوبة منه، وذلك بواسطة بعض الوسائل البسيطة، مثل:

* تجنب التعرض للتدخين السلبي بشكل يومي ومستمر.

* عدم أخذ المضادات الحيوية عندما لا تكون هناك ضرورة ماسة لاستعمالها. فكلما ازداد عدد مرات استخدام هذه الأدوية من دون داع، ازداد التأثير السلبي على جهاز المناعة حتى يصبح غير قادر على حماية الجسم من أي هجوم جرثومي في المستقبل.

* يجب التوعية بأن المضادات الحيوية ليس لها دور في محاربة الفيروسات، وأن عملها يقتصر على محاربة البكتيريا.

* شرب الكثير من الماء يوميا.

* تناول اللبن، وبعبارة أخرى، البكتيريا النافعة.

* التعود على أخذ قسط كاف من النوم ليلا، فحرمان الجسم من النوم وعدم إعطائه كفايته سوف يؤثر على الجهاز المناعي، ويجعل الشخص عرضة للإصابة بالأمراض.