فقر الدم.. علامة على وجود مشكلات صحية

تتعدد أشكاله وأسبابه

TT

يفرق الأطباء بين المرض (disease) نفسه وبين علاماته (signs). وعلى سبيل المثال، فإن التهاب لوزتي الحلق يعلن عن نفسه بألم في الحلق عند البلع وبارتفاع حرارة الجسم وبرؤية تورم اللوزتين عند فحص الحلق وبعلامات أخرى. وكذلك تظهر إحدى علامات التهابات الأذن ومجاري البول والتهابات المفاصل وغيرها كثير من التهابات مناطق الجسم، على شكل ارتفاع حرارة الجسم.

وكما هو الحال مع ارتفاع حرارة الجسم باعتبارها علامة تدل على وجود مشكلة صحية في منطقة ملتهبة بالجسم، فإن الأنيميا (Anemia) (أو فقر الدم) تعتبر طبيا علامة تدل على وجود إحدى المشكلات الصحية التي من أعراضها فقر الدم. ولذا؛ فإن الأنيميا ليست تشخيصا محددا لمرض ما، بل تشخيص لوجود علامة مرضية يجب إكمال البحث لمعرفة ما الذي أدى إليها.

فقر الدم والأنيميا هي حالة لا يكون فيها لدى خلايا الدم الحمراء قدرة كافية على حمل الكمية اللازمة للجسم من الأكسجين. ومعلوم أن المهمة الرئيسية لخلايا الدم الحمراء هي حمل الأكسجين من الرئة وتوصيله إلى خلايا الأنسجة في أرجاء الجسم كلها. وتضع خلايا الدم الحمراء هذا الأكسجين في أوعية خاصة ضمن تراكيب الهيموغلوبين. ولذا تضعف عملية حمل كمية كافية من الأكسجين في عدة حالات، منها نقص عدد خلايا الدم الحمراء، أو نقص كمية مادة الهيموغلوبين في خلايا الدم الحمراء، أو سهولة تكسير خلايا الدم الحمراء بحيث لا تستطيع العيش لمدة 3 أشهر كما هو متوقع، أو غير ذلك من الاضطرابات التي تؤدي إلى حصول قصور في أداء خلايا الدم الحمراء لوظيفتها الرئيسية.

وتتعدد الاضطرابات التي تضعف هذه القدرة لدى خلايا الدم الحمراء، وتتعدد مسببات كل نوع من هذه الاضطرابات. وقد تكون هذه الاضطرابات مزمنة، أي موجودة لفترة تزيد على 6 أشهر، أو تكون حادة، أي حصلت منذ بضعة أشهر فقط. وقد تكون هذه الاضطرابات بسيطة ومفهومة، مثل أنيميا الحمل أو أنيميا سوء التغذية، وقد تكون معقدة، مثل تلك الناجمة عن اضطرابات وراثية جينية في عمليات صنع الهيموغلوبين أو إنتاج خلايا الدم الحمراء، وقد تكون الاضطرابات تلك ناجمة عن أمراض خطيرة، مثل الأورام السرطانية أو فشل الكلى أو فشل الكبد أو فشل عمل صمامات القلب المعدنية أو غيرها.

لذا؛ حينما يكون لدى الشخص أنيميا، يبحث الطبيب عن السبب كي يتمكن من علاجه، وبالتالي إعادة القوة لخلايا الدم الحمراء كي تعمل بكفاءة.

أعراض متعددة وتجتمع كل أنواع الأنيميا في تسببها بأعراض مرضية يشكو منها المريض، وتدفعه للذهاب إلى الطبيب كي يجد لها تفسيرا. والأعراض هي:

الشعور بالإعياء والتعب لدى بذل المجهود البسيط أو المتوسط، بصفة لم تكن لدى الشخص في السابق.

شحوب الجلد وزوال نضارة لونه الوردي الطبيعي، وبخاصة في خلفية الأظافر أو باطن جفن العين أو راحة الكف.

زيادة عدد نبضات القلب، وربما اضطرابات الإيقاع الطبيعي المنتظم لنبضات القلب.

ضيق في التنفس حال بذل المجهود، واللهاث وتتابع أخذ النفس.

ألم في الصدر.

الدوار والدوخة عند القيام بعد الاستلقاء أو الجلوس، أو حال بذل المجهود البدني.

تدني قدرات التركيز والاستيعاب الذهني.

برودة في الأيدي أو الأرجل أو جلد المناطق المكشوفة من الجسم.

تكرار الشعور بالصداع.

وغالبا ما تتطور شدة هذه الأعراض مع الوقت عند استمرار الأنيميا وزيادة حدتها.

وهناك اعتقادات كثيرة خاطئة تتعلق بالأنيميا، فيظن البعض أن المظهر العام للشخص قد يدل على إصابة إنسان ما بالأنيميا أو العكس، بمعنى أن الإنسان النحيف بالضرورة من وجهة نظر المحيطين به مُصاب بالأنيميا، وعلى العكس إذا كان الإنسان بدينا فهو غير مصاب بالأنيميا، بل يُستبعد مجرد التكهن بإصابته بالأنيميا. إلا أن الحقائق الطبية غير ذلك فليست الإصابة بالأنيميا مرتبطة بالحجم كما يعتقد الكثيرون.

يجب أن نعلم أن الأنيميا في حد ذاتها ليست مرضا، ولكنها علامة تحذيرية لأمراض خطيرة، ومتعددة، لذا فمن الضروري جدا أن يتم تشخيصها بدقة، ومن ثم علاجها.

ولكن إذا كان لدى الطبيب شك في إصابة المريض بالأنيميا، فمن الضروري أن يوجه الطبيب هذه الأسئلة إلى مريضه:

* هل يحدث لك نزيف من الأنف، أو هل تصاب بالكدمات بسهولة؟ وهل تصاب بنزيف اللثة أكثر من المعتاد عند تنظيف الأسنان بالفرشاة؟ وهل وجدت دما أحمر قانيا مع فضلات البراز لها لون أسود كالقطران؟ وهل لون البول داكن؟

* بالنسة للنساء: هل الدورة الشهرية تتصف بالغزارة؟ أو هل السيدة حامل؟

* هل توجد لديك قرحة بالمعدة؟ أو أورام ليفية في الرحم؟

* هل تتناول الأسبرين أو غيره من العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات؟

* هل تشرب الخمور؟

* هل تصاب بحرقة الفؤاد أو اضطرابات في المعدة؟

* هل تصاب بالإسهال باستمرار؟

* ما النظام الغذائي الذي تتبعه؟

أسئلة طبية

* هل تتبرع بدمك بانتظام؟

* هل تورطت في علاقات جنسية محفوفة بالمخاطر، أو هل تعاطيت بعض المخدرات بالحقن الوريدي؟

بعد ذلك سيقوم الطبيب بفحص المريض جيدا، ويبحث عن أي جوانب غير عادية، وذلك بفحص البراز لاحتمال وجود الدم فيه، وفي حالات نادرة يجعل نقص الحديد الأظافر هشة، والجلد جافا خشنا، مع وجود شقوق في زاويتي الفم، واللسان ملتهبا، ويتأكد من فحص الصدر والقلب والبطن والمفاصل.

فحوص وتحاليل مختبرية ويتابع الطبيب الحالة المرضية بإجراء اختبارات مختبرية للتأكد من تشخيص الأنيميا:

* إحصاء كامل لخلايا الدم، وذلك لتحديد كمية خلايا الدم الحمراء بما تحويه من الهيموغلوبين، ويشمل هذا الاختبار قياس حجم خلية الدم الحمراء، وهذا ما يمكن أن يفرق بين حالة نقص الحديد، وكل من نقص فيتامين «بي 12» وكذلك نقص حمض الفوليك، كما يقيس كمية وأنواع خلايا الدم الأبيض والصفائح الدموية.

* اختبار الدم المختفي في البراز، وذلك للكشف عن الدم الذي يخالط فضلات البراز غير الظاهر للعيان بوضوح.

* مسحة من الدم السطحي، وذلك عن طريق وخز طرف الإصبع وأخذ نقطة من الدم وفحصها تحت المجهر، وذلك لملاحظة شكل خلايا الدم، وملاحظة وجود أي شذوذ في خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية.

* إحصاء الخلايا الشبكية، لمعرفة ما إذا كان نخاع العظام ينتج ما يكفي من خلايا الدم الجديدة، والخلايا الشبكية هي خلايا الدم الحمراء غير الناضجة.

* مستويات الدم من العناصر الغذائية، مثل حمض الفوليك والحديد، وفيتامين «بي 12».

* اختبارات أخرى، مثل اختبار وظائف الكلى أو وظائف الغدة الدرقية أو الكبد.

* وإذا لم تكشف كل هذه الاختبارات عن وجود الأنيميا، فسيكون من المهم أخذ عينة من نخاع العظم.

ويقول د. جوان هلبرن غولدبيرج بكلية الطب في هارفارد: «إذا وجد الطبيب أنك مريض بالأنيميا فإن السؤال التالي هو: هل تحتاج إلى اختبارات واسعة النطاق لمعرفة أسباب الإصابة بالأنيميا؟ فلدى المرأة التي تحيض مثلا يكون السبب للأنيميا نقص الحديد بسبب فقده في دم الحيض، فالمرأة لا تكون في حاجة إلى اختبارات واسعة النطاق، ويمكنها تعويض فقد الحديد بتناول مكملات الحديد.

أما بالنسبة للمرأة التي دخلت سن انقطاع الطمث أو بالنسبة للرجل فإن سبب الأنيميا بالطبع ليس فقد الدم، وعلى الطبيب أن يجري بعض الاختبارات الأخرى لمعرفة ما إذا كان سبب الأنيميا فقد الحديد أو نقصه، فربما يكون المريض يفقد دما من مواضع أخرى من الجسم، ولهذا يجب أن تجرى اختبارات للقناة المعوية للتأكد من أن المريض لا يعاني حالة نزيف من سرطان غير ظاهر، أو قد تكون الأنيميا ناتجة عن حالة أخرى، بجانب نقص الحديد».

أنيميا نقص الحديد نقص الحديد يؤدي إلى الإصابة بأنيميا نقص الحديد، وهذا النوع الأكثر شيوعا، لأن الحديد هو جزء من الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يوجد داخل خلايا الدم الحمراء ويحمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم.

ويحدث نقص الحديد عندما تستنزف مخازن الحديد بسبب فقد الكثير من الدم، أو عندما يعجز الجسم عن امتصاص الحديد من الغذاء، أو عندما يكون الغذاء فقيرا في الأطعمة الغنية بالحديد.

إن أنيميا نقص الحديد تنتج عن تناول العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهاب، مثل الأسبرين والإبيوبوفين، التي يمكن أن تؤدي إلى النزيف من القناة الهضمية، والإصابات الشديدة الناتجة عن هذه الحالة يمكن أن تسبب الأنيميا.

ومن الأمراض التي تسبب فقدا للدم القرحة الببسينية والبواسير والارتجاع المعدي المريئي، والمرض المعوي الالتهابي، وسرطان المعدة أو الأمعاء..

إن النزيف السريع من الجزء السفلي من الجسم (القناة الهضمية) مثل الأمعاء الغليظة والمستقيم يكون لونه أحمر قانيا في البراز، أو على ورق التواليت، أما النزيف البطيء فقد لا يظهر على الإطلاق، فمثلا النزيف من الجزء العلوي من الأمعاء، أو من المعدة لا يكون مرئيا ما لم يكن غزيرا، وفي هذه الحالة يكون لون البراز أسود كالقطران، لهذا يقوم الطبيب بإجراء اختبار الدم المختفي في البراز.

وفي حالات أقل شيوعا يمكن أن يحدث النزيف من اضطرابات الجهاز البولي بما فيها سرطان المثانة أو الكلى، وقد يجد المريض بعضا من الدم أو جلطات دموية في البول، وقد يبدو البول بلون وردي، ومع ذلك قد يكون النزيف غير ظاهر للعيان..

من المشكلات الكبيرة لدى البعض أن أجسامهم غير قادرة على امتصاص الحديد، مثل الأطفال الذين يعانون من وجود أجهزة هضمية غير ناضجة، فإنهم غير قادرين على امتصاص الحديد، ومن هنا تكون الضرورة إلى تناول مكملات الحديد.

إن الغذاء الذي ينقصه الحديد هو أقل العوامل تسببا في الأنيميا المتصلة بنقص الحديد، فالأشخاص الذين يتناولون مكملا عاما من الفيتامينات والمعادن يحصلون بهذا على احتياجاتهم من الحديد، ويجب أن نتعرف على الأغذية الغنية بالحديد، منها الحبوب النشوية المجهزة، مثل كثير من البقوليات والخضراوات والحبوب.

ويجب أن نؤكد أن أنيميا نقص الحديد تكون أكثر شيوعا بين الفقراء والمسنين ومرضى بعض الحالات النفسية مثل فقدان الشهية العصبي، وكذلك بعض الأطفال.

أعراض نقص الحديد كثيرون هم المصابون بالأنيميا الخاصة بنقص الحديد، ومع ذلك لا تكون لديهم أي أعراض، ولكن البعض منهم يقولون إنهم يشعرون بالإرهاق وصعوبة التنفس، وفي حالات قليلة يشعرون بالصداع وطنين الأذن، وتغيرات في مذاق الأطعمة، والإقبال بشراهة على تناول الثلج والأطعمة غير العادية.

أما العلامات الأكثر شيوعا في الحالات الشديدة جدا وطويلة الأمد في نقص الحديد تشمل تشكل الأظافر بشكل يشبه الملعقة، أو تقصف الأظافر وتسطحها، وظهور خطوط طولية عليها، وكذلك التهابات اللسان، وفي بعض الحالات صعوبة في البلع نتيجة لالتهاب البلعوم وضعف عضلات البلع..

علاج نقص الحديد يبحث الطبيب عن المصادر المحتملة لفقدان الدم، فقد يلجأ الطبيب إلى إجراء فحص القولون بالمنظار، وكذلك يجري فحصا بالمنظار أيضا للجزء العلوي من القناة الهضمية.

وسوف يقوم الطبيب بسد النقص في مخازن الحديد بالجسم بوصف مكملات للحديد، وهي متوافرة على صورة أقراص وتكون أكثر فاعلية إذا تم تناولها قبل الوجبات، ولكن قد تعتبر تقلبات المعدة من أكثر الآثار الجانبية لمكملات الحديد، وقد يفضل استعمال الأقراص المكسوة بغلاف واق، ولكن امتصاص الحديد من الأقراص غير المغلفة يكون أفضل، وقد يصف الطبيب حقنا من مركبات الحديد، وأيضا من الآثار الجانبية لذلك الإمساك، مع أنه سهل العلاج.

ومن الضروري إخبار الطبيب ما إذا كنت تتناول مضادات الحموضة أو الشاي أو مضادات مستقبلات «الهيستامين2»، لأنها تعوق امتصاص الحديد، كذلك فيتامين «إي» والزنك يقللان امتصاص الحديد.

أيضا يجب تناول الأطعمة الغنية بالحديد، والاهتمام بالرضاعة الطبيعة حتى يحصل الأطفال على حاجتهم من الحديد، بالإضافة إلى عصير التفاح والليمون والبرتقال، إضافة إلى الأغذية النشوية المدعمة بالحديد.

أنيميا نقص فيتامين «بي 12» هذه الحالة من الأنيميا ناتجة عن نقص فيتامين «بي 12» في الطعام أو عن عدم قدرة الجسم على امتصاص الفيتامين المهم، وهذا النقص يؤدي إلى إعاقة إنتاج خلايا الدم الحمراء في نخاع العظام، حيث تتكون خلايا دم حمراء ضخمة أو عملاقة.

ويوجد هذا الفيتامين في منتجات اللحوم والألبان والكبد.

وحتى يمتص الفيتامين يجب أولا أن يتحد مع بروتين يتم إنتاجه في بطانة المعدة ويسمى العامل الداخلي أو الجوهري، أما فيتامين «بي 12» فيسمى العامل الخارجي، ولا ينتج بعض الناس ما يكفي من العامل الداخلي، وبالتالي لا يستطيعون امتصاص ما يكفي من فيتامين «بي 12» من غذائهم، مما يترتب على ذلك ما يسمى الأنيميا الخبيثة، التي تعد من أمراض المناعة الذاتية.

وتتكون الأجسام المضادة التي تعوق إنتاج العامل الداخلي ما لم تعالج الأنيميا الخبيثة بإعطاء العامل الداخلي فإنها يمكن أن تكون قاتلة.

ويمكن أن تنشأ مشكلات امتصاصية أخرى لأن هناك جزءا واحدا صغيرا فقط من الأمعاء الدقيقة هو الذي يمتص فيتامين «بي 12»، فإذا حدث تلف لبطانة الأمعاء فسيحدث نقص ملحوظ في فيتامين «بي 12»، إلى ذلك، يمكن أن يحدث في حالة المرض الجوفي، في حالة مرض التهابي يصيب القناة الهضمية مثل مرض كرون، أو إثر جراحة استئصال المعدة، أو جزء من الأمعاء الدقيقة. ويبدو أن الأنيميا الخبيثة تصيب عائلات معينة، أي أن لها عوامل وراثية، كما أنها تصيب من تخطوا الأربعين.

إن نقص فيتامين «بي 12» له دور كبير في صحة الجهاز العصبي، فإن حالة نقصه الشديدة يمكن أن تسبب تلفا خطيرا في المخ والحبل الشوكي والأعصاب.

وفي العادة مع الإصابة بالأنيميا، يشعر المريض بحالة من الإرهاق والصداع وقصر التنفس، بالإضافة إلى أنها تجعل الجلد أصفر اللون، وتزداد معدلات دقات القلب والتنفس لتعويض نقص الأكسجين.

أما الأعراض الناشئة عن تلف الجهاز العصبي فتعد شائعة، فقد يشعر المريض بتنميل أو وخز في اليدين والقدمين وصعوبة حفظ التوازن، بالإضافة إلى الارتباك والاكتئاب وفقد الذاكرة وآلام والتهابات في اللسان.

وسيفحص الطبيب مسحة من خلايا الدم تحت المجهر، وهذا سوف يظهر المستويات المنخفضة من الهيموغلوبين، ووجود خلايا الدم الحمراء الضخمة التي تميز هذا المرض، كما تظهر خلايا الدم البيضاء بشكل غير طبيعي.

وأغلب مرضى هذا النوع من الأنيميا لن تستطيع أجسامهم امتصاص فيتامين «بي 12»، لهذا سيكون اللجوء لحقن الفيتامين طوال حياتهم بمعدل حقنة واحدة شهريا.