بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

الارتجاع المعدي المريئي عند الأطفال

* يعتقد البعض من الناس، خطأ، أن الأطفال الصغار لا يعانون من مشكلات في المعدة والمريء كما يعاني منها الكبار. والحقيقة خلاف ذلك، فقد ثبت من الدراسات والمتابعة السريرية أن البالغين وحدهم ليسوا من يصابون بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) فقط، بل ومن الممكن أن يصاب الأطفال، وحتى الرضع منهم، بهذا المرض الشائع.

وعليه؛ فإن أطباء الأطفال وحديثي الولادة ينصحون كل أم أن تكون ملمة ببعض العلامات التحذيرية الشائعة لمرض «GERD» عند الأطفال والرضع حتى يتم تأكيد التشخيص مبكرا، ومن ثم إعطاء العلاج المناسب، ونذكر من أهم الأعراض في هذا المجال ما يلي:

* القيء المتكرر، خصوصا بعد تناول الوجبة الغذائية.

* تكرار حدوث أزيز وصفير في الصدر مع التنفس أو الاختناق بسبب دخول المادة المرتجعة إلى الرئتين أو القصبة الهوائية.

* تكرار حدوث الفواق (أو ما يسميه البعض «الحازوقة») الرطبة مع التجشؤ.

* البصق (الترييق) الذي لا يزال قائما حتى بعد انتهاء السنة الأولى من العمر.

* البكاء بعد الرضاعة.

* اكتفاء الطفل بتناول كميات صغيرة من الطعام.

* عدم زيادة الوزن.

الربو والصيام

* من الأخطاء الشائعة في شهر الصوم أن الكثيرين من مرضى الربو يحجمون عن أخذ أدوية الربو الموصوفة لهم من قبل أطبائهم المعالجين خلال نهار رمضان وذلك لاعتقادهم، خطأ، أن هذه الأدوية من المفطرات. وتكون النتيجة المتوقعة أن تتحول الحالة من مزمنة إلى حادة، وتسوء شدة نوبة الربو عما كانت عليه، وينتهي الأمر بالتنويم في المستشفى وفقدان فرصة الصيام لعدة أيام.

إن الصحيح في هذه الحالة هو ما أجمع عليه علماء المسلمين في مجمع الفقه الإسلامي من فتوى جواز أخذ بخاخات الربو الضرورية للوقاية من حدوث الأزمة الربوية وترجيح أن أدوية الربو التي يستنشقها المريض (وما شابهها) لا تفطر.

وعليه؛ نرجو من مريض الربو أخذ أدوية الربو خلال صومه، والاطمئنان إلى أن الراجح أنها لا تفطر، وعدم الانتظار حتى وقت الإفطار، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وتطورها إلى نوبة ربو حادة، وهنا ملخص الفتوى وهي كالتالي:

وعليه فإننا ننصح مريض الربو أن ينتظم في أخذ دواء الربو الواقي من حدوث أزمة الربو والموسع للشعب الهوائية في الأوقات التي حددها له الطبيب المعالج بناء على الفتوى الصادرة في هذا الشأن.

تحذير من تناول الأكلات النيئة

* من الأخطاء الشائعة عند بعض الشعوب تناول بعض الأكلات النيئة أي من دون طبخ مثل بعض أنواع اللحوم والكبد والأسماك وهم يجهلون ما تحمل هذه اللحوم من بكتيريا وطفيليات الأمراض التي يتم نقلها إليهم بهذه الوسيلة البدائية.

إن تناول السمك النيئ، مثلا، يعتبر في ثقافة بعض المجتمعات، تقليدا عريقا يتمسك به أهل تلك المجتمعات ويتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد. في حين أن تناول السمك نيئا من دون طهي يعتبر من الوجهة الطبية غير صحي، حيث يعرض آكليه للإصابة بأمراض مختلفة.

إدارة الغذاء والدواء (FDA) بالولايات المتحدة حددت قائمة خاصة من الناس الذين يجب عليهم أن يبتعدوا عن تناول هذا النوع من المأكولات مثل وجبة الـ«ساشيمي» (sashimi) أو الـ«سوشي» (sushi) التي تحتوي على السمك الخام، وهم:

* كبار السن.

* الأطفال الصغار جدا.

* النساء الحوامل.

* أي شخص لديه خلل في جهاز المناعة.

* أي شخص لديه مستويات منخفضة من حمض المعدة.

وقد تم تخصيص هذه المجموعة من المجتمع لأنهم معرضون لخطر أكبر من المتوسط ??عن غيرهم من الناس للإصابة بالأمراض التي تنقلها هذه الأغذية (أطعمة المأكولات البحرية غير المطبوخة).

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]