تغيير نمط حياة النساء يقلل من مســـتويات الدهون الثلاثية

العلماء ينصحونهن باتخاذ إجراءات غذائية ورياضية مكثفة ضدها

TT

عندما تقاس مستويات الكولسترول، يقاس أيضا مستوى الدهون الثلاثية، وهي نوع آخر من الدهون في الدم التي تشكل لذاتها، عاملا مستقلا من عوامل حدوث أمراض القلب.

ويزيد مستوى الدهون الثلاثية (triglycerides) العالي من احتمال نشوء أمراض القلب حتى عندما تكون مستويات الكولسترول اعتيادية، وخصوصا لدى النساء اللاتي يتخطين سن «اليأس من المحيض».

ولكن الدهون الثلاثية لم تحظَ بالاهتمام الكبير مثلما حظي به الكولسترول المنخفض الكثافة (LDL) (الضار) أو الكولسترول المرتفع الكثافة (HDL) (المفيد). ويعود ذلك جزئيا إلى دور الدهون الثلاثية غير المفهوم تماما في حدوث أمراض القلب والسكتة الدماغية.

* رؤية جديدة

* وفي السنوات الأخيرة بدأ العلماء يتعرفون على كيفية حدوث التمثيل الغذائي للدهون الثلاثية وكيفية إسهامها في تصلب الشرايين، والشرايين المسدودة التي تزيد من خطر أمراض القلب، والسكتة الدماغية، ومشكلات القلب والأوعية الدموية الأخرى.

غالبا ما تربط مستويات الدهون الثلاثية العالية مع المستوى المنخفض للكولسترول العالي الكثافة (HDL) (الحميد)، ومع المستوى المرتفع للكولسترول المنخفض الكثافة (LDL) (الضار) وهو نوع الكولسترول الذي يقوم على الأغلب بعملية حدوث الترسبات على جدران الشرايين.

كما تشكل المستويات العالية من الدهون الثلاثية أيضا عنصرا لعامل من عوامل الإصابة بأمراض القلب - وهو عامل «متلازمة التمثيل الغذائي أو الأيض» (metabolic syndrome)، وهي حالة تظهر لدى أكثر الناس المصابين بالنوع الثاني من داء السكري، وتشمل الإصابة بضغط الدم المرتفع وزيادة كبيرة في طول الخصر.

وقد أصدرت جمعية القلب الأميركية نشرة علمية حول الدهون الثلاثية وأمراض القلب والأوعية الدموية، حددت فيها المستوى الأمثل الأدنى للدهون الثلاثية. وأوصت باتخاذ إجراءات مكثفة لتغيير نمط الحياة بهدف خفض مستويات الدهون الثلاثية. وظهرت نشرة الجمعية مع مراجعة للأبحاث، في الإصدار الإلكتروني من مجلة «سيركوليشن» ليوم 18 أبريل (نيسان) الماضي. وفي ما يلي بعض أهم ما ورد فيها:

تمتلك نسبة 27 في المائة من النساء في الولايات المتحدة مستويات عالية من الدهون

* الأبحاث على النساء

* الثلاثية، عندما يكون مقدارها 150 ملليغراما لكل ديسيلتر من الدم (ملغم/دل) أو أكثر(انظر الجدول).

وفي المتوسط فإن المرأة الأميركية من أصل مكسيكي تتصف بوجود أعلى مستويات الدهون الثلاثية، بينما تتصف المرأة الأميركية السوداء بأقل المستويات منها. وتقع مستويات الدهون الثلاثية لدى المرأة البيضاء التي لا تتحدر من أصول هسبانية (أي أصول إسبانية أو أميركية - لاتينية)، في موقع وسط بين تلك المستويات.

عندما تتخطى المرأة سن «اليأس من المحيض»، تزداد الدهون الثلاثية. ولا تزال التأثيرات النسبية لتقدم العمر، والتغيرات الهرمونية، والتغيرات في نمط الحياة (مثل تدني مستوى ممارسة النشاط البدني)، غير واضحة. وفي «دراسة صحة النساء في عموم البلاد» (Study of Women›s Health Across the Nation)، وجد أن مستويات الدهون الثلاثية كانت الأعلى خلال الفترة المتأخرة من مرحلة «ما قبل سن اليأس من المحيض» (perimenopause)، وفي الفترة المبكرة من مرحلة «ما بعد سن اليأس من المحيض» (postmenopause).

ويؤدي تناول الإستروجين (estrogen) عن طريق الفم - وليس عبر الجلد كما هو الحال عند استخدام اللصقات - إلى زيادة مستوى الدهون الثلاثية، بينما يمكن لهرمونات البروجستين (progestins) مقاومة ذلك التأثير. كمل يمكن لدواء «تاموكسيفين» (tamoxifen) (العقار الذي يتناول لدرء حدوث سرطان الثدي أو لعلاجه) أن يتسبب في زيادة ملحوظة في مستوى الدهون الثلاثية.

* قياس الدهون الثلاثية

* تتغير مستويات الدهون الثلاثية بشكل كبير (خلال أوقات اليوم، وبمرور الزمن) واعتمادا على عوامل متنوعة ومنها نمط الحياة، الأدوية المتناولة، واختلال التمثيل الغذائي. كما تهبط مستوياتها مؤقتا عند الجلوس أو الاستلقاء.

ولذا يحبذ الأطباء قياس الدهون الثلاثية كل مرة في الظروف نفسها. فمثلا يجلس الشخص لمدة 5 دقائق قبل سحب الدم منه، كما يمكن لظروف أخرى التأثير على نتيجة القياس، مثل فترة استخدام المشد على اليد، ونوع أنبوبة خزن الدم (لمصل الدم أو لبلازما الدم)، فلا ينبغي إبقاء المشد لأكثر من دقيقة واحدة (وأن يتم فكه حالما يأخذ الدم في التدفق) كما يجب استخدام نفس أنبوب خزن الدم كل مرة يجرى فيها القياس.

وتزداد مستويات الدهون الثلاثية فور تناول وجبة من الغذاء، ولذا فإن القياس يتم عادة بعد صوم ليلي. إلا أن الباحثين يعتقدون الآن أن مستوياتها من دون صوم يمكن أن تستخدم كنتائج أولية.

إن حدود مستوى الدهون الثلاثية الاعتيادي هو 150 ملليغراما لكل ديسيلتر، إلا أن الباحثين يقترحون مستوى أمثل جديدا هو أقل من 100 ملغم/دل، وهو المستوى الذي غالبا ما يتم قياسه في بلدان مثل اليونان والصين واليابان التي تكون فيها أمراض القلب والأوعية الدموية قليلة.

وفيما يخص الفحص الدوري، فإنه تجدر الإشارة إلى أن مستوى الدهون الثلاثية أثناء القياس من دون صوم التي تقل عن 200 ملغم/دل، تساوي مستوى أقل من 150 ملغم/دل عند القياس بعد الصوم (المستوى الاعتيادي)، ولذلك فإن الشخص لا يحتاج إلى إجراء فحوص إضافية.

* تغيير نمط الحياة

* توصي نشرة جمعية القلب الأميركية بأن يتم علاج المستويات المرتفعة من الدهون الثلاثية بالتركيز على «التغيرات العلاجية المكثفة لنمط الحياة» (intensive therapeutic lifestyle change) ومن ضمنها إنقاص الوزن، والحمية الغذائية، وممارسة الرياضة.

ويؤدي إنقاص الوزن بنسبة بين 5 و10 في المائة إلى تناقص مستوى الدهون الثلاثية بنسبة 20 في المائة (بالإضافة إلى تقليل الكولسترول الضار بنسبة 15 في المائة وزيادة بين 8 و10 في المائة في مستوى الكولسترول الحميد)، كما يمكن تقليل مستوى الدهون الثلاثية أكثر من ذلك حتى نسبة تتراوح بين 20 و30 في المائة عند ممارسة الرياضة المعتدلة في أغلب أيام الأسبوع.

وتشمل التغيرات الغذائية المطلوبة تجنب تناول السكر المضاف (خصوصا المضاف إلى المشروبات الغازية) والحد منه إلى أقل من 5 إلى 10 في المائة من كل كمية السعرات الحرارية المطلوبة (أي تناول نحو 100 سعر حراري منها يوميا للنساء)، وتقليل تناول الدهون المشبعة إلى أقل 7 في المائة من كل السعرات الحرارية، وتقليل الفروكتوز من الأطعمة المعالجة صناعيا أو في الغذاء الطبيعي (مثل الفواكه) إلى أقل من 100 غرام يوميا. (وتشمل الفواكه التي تحتوي على كميات أقل من الفروكتوز الشمام (البطيخ الأصفر)، والغريبفروت، والفراولة، والموز، والخوخ.

وعلى الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الدهون الثلاثية، التركيز أيضا على تناول كميات أكثر من الخضراوات والحبوب الكاملة والدهون الصحية غير المشبعة خصوصا الأحماض الدهنية «أوميغا-3» من السمك مثل السلمون والسردين.

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا»