بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

فئات معرضة لفقد كتلة العظام

* من الأخطاء الشائعة عدم استشارة طبيب الأسرة إلا بعد الإصابة بأحد الأمراض. وعليه فإن بعض الناس يعيشون تحت خطر التعرض لفقدان الكتلة العظمية دون أن يدركوا ذلك، حيث لم يتم تشخيص حالتهم بالإصابة بمرض ترقق (هشاشة) العظام الكامل osteoporosis. وبعبارة أخرى، فإن أجسام هؤلاء الناس تميل إلى تكسير العظام القديمة بمعدل أسرع من أن تنتج عظاما جديدة كما هو الوضع في الحالة الصحية العادية. ويطلق الأطباء على هذه الحالة مصطلح osteopenia أي حالة ضعف العظام.

الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة وكذلك الأطباء المتخصصون في أمراض العظام يحددون مجموعة مما يسمى بعوامل الخطر لاحتمال الإصابة بهذه الحالة، نذكر منها ما يلي:

• كبر السن.

• حدوث انقطاع الطمث لدى النساء في الفترة ما قبل سن 45.

• بعد عملية جراحية لإزالة المبايض عند المرأة قبل سن انقطاع الطمث.

• عدم الحصول على القدر الكافي من النشاط البدني اليومي.

• شرب الكثير من الكحول، والتدخين، أو استخدام التبغ بأي طريقة أخرى.

• وجود اضطراب في الجهاز الهضمي.

• وجود حالة فرط في نشاط الغدة الدرقية.

إن بعض هذه العوامل هي طبيعية ولا يمكن التحكم فيها مثل بلوغ كبر السن أو انقطاع الطمث مبكرا، ويمكن تفادي حدوث ضعف العظم بالكشف الطبي الدوري بهدف التشخيص المبكر.

لكن العوامل الأخرى، يمكن الابتعاد عنها للوقاية من الإصابة بضعف العظام.

صحة الفم والأسنان والصوم

* من الأخطاء الشائعة في رمضان أن يهمل البعض العناية بصحة الفم والأسنان، ويكتفي البعض باستخدام المسواك، وخاصة بعد تناول وجبة السحور، حين يكون الإنسان متعبا متهيئا للخلود إلى النوم. وتطول فترة النوم التي تعتبر فرصة جيدة لتخمر وتعفن بقايا الطعام المتراكم بين الأسنان. وتكون النتيجة الحتمية رائحة غير مستحبة إضافة إلى حدوث مضاعفات مرضية في الأسنان واللثة، مثل تكوين البلاك (الترسبات) وتكوين الجير والتهاب اللثة.

والصحيح هنا أن تتم إزالة الفضلات بعد تناول الطعام باستخدام الفرشاة والمعجون، وكذلك الخيط الطبي السني.

وبالنسبة للمسواك، فقد ثبت من عدة أبحاث طبية وصيدلانية أن السواك المأخوذ من شجرة الأراك غني بالمواد المطهرة والمنظفة والقابضة والمانعة للنزف الدموي والعفونة والقاتلة للجراثيم. ويحتوي السواك على مواد كثيرة ومفيدة، فقد ثبت وجود أكثر من 25 مادة طبيعية لا غنى عنها في سلامة الأسنان ونضارتها، حيث يعتبر المسواك أفضل علاج وقائي لتسوس أسنان الأطفال لاحتوائه لمادة الفلوريد، ويزيل الصمغ والبقع لاحتوائه على مادة الكلور، ولتبييض الأسنان لاحتوائه على مادة السيلكا، كما يفيد في التئام الجروح وشقوق اللثة، وهو أفضل علاج ومساعد على ترك التدخين لمن رغب في ذلك.

وينصح باستعمال المسواك بعد تناول أي مأكولات، وخاصة الحلوى وقبل النوم وعند الاستيقاظ من النوم.

الحمل ومتلازمة الكحول الجنينية

* تتناول، خطأ، بعض النساء الحوامل مشروبات قد تكون محتوية على مادة الكحول، وتستمر أخريات في تناول المشروبات الكحولية خلال شهور الحمل، كونهن من ديانات تجيز لهن ذلك.

وأيا كان السبب والمبرر، فإن شرب الخمر أثناء الحمل يؤدي إلى ولادة طفل يحمل سلسلة من العيوب الخلقية الجسدية والعقلية تسمى متلازمة الكحول الجنينية «فاس» (Fetal Alcohol Syndrome, FAS) وهي المسبب الرئيسي للتخلف العقلي.

لا أحد يعرف بالضبط كم هي كمية الكحول التي قد تؤدي إلى إصابة الطفل بمتلازمة «فاس» إذا شربتها المرأة الحامل، كما أن هذا المستوى قد يكون مختلفا بين النساء من امرأة لأخرى. لذا فقد اتفق الخبراء والعلماء على أن أفضل شيء تفعله المرأة هو عدم شرب المواد الكحولية على الإطلاق خلال شهور الحمل، وهي تتضمن البيرة والنبيذ وباقي جميع المشروبات الكحولية.

ومن النصائح التي يقدمها الخبراء في مجال علاج الإدمان والإقلاع عن المخدرات والمشروبات الكحولية في سبيل صحة الحامل وسلامة جنينها، التالية: • الابتعاد نهائيا عن المشروبات الكحولية خلال مراحل الحمل.

• الابتعاد عن الحالات التي تثير، عادة، الرغبة في الشرب مثل الحفلات أو الوجود في الحانات.

• الاستعانة ببرامج علاج الإدمان على الكحول من مزودي الرعاية الصحية.

• الانضمام إلى فريق دعم مدمني الكحول.

• ضرورة تعاون ودعم شريك الحياة والأسرة والأصدقاء في المساعدة على الابتعاد عن تناول الكحول.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]