عدوى طفيلية.. بسبب لدغة قراد الغزال

الأكثر انتقالا عن طريق نقل الدم في الولايات المتحدة

TT

أظهر باحثون حكوميون أن وادي لور هودسون والمناطق الساحلية في الشمال الشرقي من الولايات المتحدة كانت بمثابة نقطة انطلاق لعدوى لدغة القراد (tick bites) المنتشرة.

قراد الغزال

* يطلق على هذا المرض «داء البابسيات» (babesiosis) الذي يشبه مرض الملاريا يحدث من عدوى «البابسية العكبرية» (Babesia microti) وهي عبارة عن طفيل يعيش في خلايا الدم الحمراء وتنتقل العدوى عن طريق قراد الغزال. وعلى الرغم من تفشيه بدرجة أقل عن أمراض أخرى مثل «داء لايم»، فإن من الممكن أن يكون «داء البابسيات» مرضا فتاكا، خصوصا لدى الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف.

ونظرا لعدم انتشار استخدام اختبار كشف لـ«داء البابسيات» فإن انتشاره يشكل خطرا شديدا لإمدادات الدم وفقا لما ذكره العلماء. واعترف سنجاي كومار، رئيس مختبر مسببات الأمراض الناشئة في إدارة الغذاء والدواء بقوله: «نحن قلقون جدا من هذا المرض ونفعل ما بوسعنا لمواجهته».

ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن مركز مراقبة الأمراض والوقاية فإن هناك 6 حالات لـ«داء البابسيات» ظهرت في وادي لور هودسون عام 2001 و119 حالة عام 2008، بزيادة بنسبة 20 ضعفا. وذكر د. بيتر كروس، الباحث بكلية ييل للصحة العامة أن «داء البابسيات» ينتشر أيضا في المناطق التي ينتشر فيها «داء لايم» بصورة وبائية مثل جزيرة رود الساحلية وماساتشوستس وكونيتيكت ولونغ آيلاند.

وقد وجد د. كروس في دراسة أجريت على المقيمين بجزيرة بلوك في ولاية رود آيلاند أن داء البابسيات أقل انتشارا من «داء لايم» بنسبة 25 في المائة فقط. وقال إنه ينتشر ببطء في مناطق أخرى لم يكن موجود بها من قبل مثل أبر ميدويست.

انتشار العدوى

* ولم تظهر أي أعراض على الكثير من الأشخاص الذين أصابهم هذا المرض الطفيلي، بينما ظهرت على آخرين أعراض بسيطة تشبه أعراض الإنفلونزا من الممكن أن تستمر لأيام قليلة أو 6 أشهر. وذكر د. غاري ورمسر، رئيس قسم الأمراض المعدية بالمركز الطبي بوستشيستر في نيويورك أنه «على الرغم من ذلك فإن هناك بعض الأشخاص مرضى للغاية وانتهى بهم الحال في المستشفى أو في وحدة العناية المركزة أو يحتضرون».

وذكر د. كروس أنه في الولايات التي ترصد المرض هناك نحو 1000 حالة مسجلة سنويا. إلا أن بعض الخبراء يعتقدون أن هذا يمثل جزءا صغيرا من المصابين بهذه العدوى، ففي الدراسة التي أجريت في بلوك آيلاند قام الباحثون بفحص 70 في المائة من سكان الجزيرة ووجدوا أن نحو ربع البالغين ونصف الأطفال المصابين بالعدوى لا تظهر عليهم أي أعراض لذا لم يتم ذكرهم. وحتى الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض بسيطة لا يذهبون إلى الطبيب. وإذا قاموا بزيارة إلى الطبيب، فمن الممكن أن لا يتم تشخيص الحالة بدقة.

ويخشى الخبراء من تبرع الكثير من المرضى غير المعلن إصابتهم، بالدم. وحاليا، لا تقوم بنوك الدم بعمل اختبار لبيان وجود «داء البابسيات» لأن إدارة الغذاء والدواء لم تجز اختبارات هذا المرض. إن الطريقة الوحيدة لفحص مريض هي من خلال استمارات الاستبيان حيث يتم سؤال المتبرعين بالدم ما إذا كانوا مصابين بهذه العدوى أم لا.

عدوى عبر الدم

* إن «داء البابسيات» يعد العدوى الأكثر انتقالا عن طريق نقل الدم في الولايات المتحدة، ويتسبب في وفاة 12 شخصا على الأقل. وفي نيويورك عام 2009 تم الإبلاغ عن 6 حالات مرتبطة بنقل الدم. وتكون العدوى بهذه الطريقة خطيرة للغاية، حيث أظهرت دراسة أن نحو 30 في المائة من الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى عن طريق نقل الدم ماتوا.

وفي الفترة ما بين عام 1999 و2007 أصيب الكثير من الأطفال الرضع بجزيرة رود بـ«داء البابسيات» بسبب نقل الدم. لذا أصبح مركز الدم في جزيرة رود أول مركز في الدولة يستخدم فحصا تجريبيا جديدا لفحص وجود الداء الطفيلي في الدم.

كما طلب الخبراء من مرضى نقل الدم والأطباء أن يكونوا على وعي بأعراض «داء البابسيات» التي من الممكن أن تحدث حتى 9 أسابيع بعد نقل الدم.

أعراض المرض

* ومن الممكن أن تكون الأعراض غير واضحة (فلم يتم الإبلاغ عن حدوث طفح جلدي كما يحدث في «داء لايم») وتشمل هذه الأعراض الحمى والرشح والرعشة والصداع والشعور بالتعب وألم العضلات. وأضاف د. كروس أنه في الحالات المصابة بـ«داء لايم» أيضا، فمن الممكن أن يشتبه الأطباء في حدوث عدوى «داء البابسيات» إذا كانت الأعراض شديدة أو إذا كانت المضادات الحيوية لا تجدي نفعا. ومن الممكن التأكد من الإصابة عند إجراء فحص الدم.

ويكون الأطفال الرضع والأشخاص الأكثر من 50 عاما أكثر عرضة لظهور أعراض متوسطة أو شديدة في حالة الإصابة بالعدوى. وتتضمن الحالات التي تزداد معدلات مضاعفاتها المرضى ذوي الجهاز المناعي الضعيف (مثل الأشخاص الذين يتلقون كابتات المناعة) أو الذين يزيلون الطحال أو المصابين بورم الغدد الليمفاوية أو مرضى «الإيدز» أو الذين تتم معالجتهم من السرطان.

وإذا لم يتم اكتشاف المرض ومعالجته مبكرا، فمن الممكن أن يؤدي «داء البابسيات» إلى مضاعفات خطيرة للكلى أو الرئة أو تؤدي إلى حدوث سكتة قلبية. ومن الممكن أن تتم معالجة العدوى باستخدام الأدوية المضادة للجراثيم، ولكن الأشخاص الذين تظهر عليهم مضاعفات خطيرة تقل استجابتهم للعقاقير.

أما عن سبب انتشار «داء البابسيات» أو انتشاره ببطء مقارنة بـ«داء لايم»، فهذا غير مفهوم جيدا. وهناك نظرية تقول إن «داء البابسيات» من الممكن أن ينقل في مراحله الأولية عن طريق الفئران التي لا تعمد إلى التنقل بعيدا عن الحقل. بينما تنقل البكتيريا المسببة لـ«داء لايم» عن طريق الطيور.

* خدمة «نيويورك تايمز»