اختبار للكشف عن مرض الشرايين المحيطية.. هل هو ضروري؟

لا ينصح به إلا عند ظهور الأعراض

TT

س ) أشار لي الطبيب بإجراء فحص للتحقق من وجود «مرض الشرايين المحيطية».. بمَ تنصحون؟

ج ) إن «مرض الشرايين المحيطية»peripheral artery disease (PAD) هو من أشكال تصلب الشرايين atherosclerosis. وفي هذا المرض فإن ترسبات الكولسترول تؤدي إلى حدوث انسداد في الشرايين الحاملة للدم المشبع بالأكسجين إلى منطقة الأرجل.

انسداد الشرايين.

* ولا تتسبب الانسدادات الخفيفة في حدوث أي أعراض، إلا أن الانسدادات الأقوى قد تؤدي إلى آلام في الرجل عند المشي، وهي حالة تسمى «العرج المتقطع» intermittent claudication. أما التضيق الشديد في الشرايين فيؤدي إلى آلام عند الراحة، أو، وهي أسوأ الأحوال، إلى أضرار قوية حرجة في الأنسجة تتطلب إجراء عملية جراحية سريعة، بل وربما عملية بتر! وإن لم تكن جوانب هذا المرض سيئة بما فيه الكفاية، فإنها تشير إضافة إلى كل ما سبق ذكره، إلى ازدياد خطر حدوث النوبة القلبية والسكتة دماغية.

ويعاني 8 ملايين من الأميركيين من مرض الشرايين المحيطية، أكثريتهم من الرجال. ويمكن للطبيب أن يستدل على وجود المرض ببساطة لدى سؤال المريض عن أي أعراض، وبعد رصده للنبضات في الرجل أو القدم. وإضافة إلى ذلك فإن اختبارا غير مؤلم، وآمن، بمقدوره الكشف عن هذا المرض وتقييم حدته. ويسمى هذا الاختبار «المؤشر الكاحلي - العضدي» ankle - brachial index (ABI)، الذي يعتمد على استخدام جهاز خاص لقراءة ضغط الدم في الذراعين وفي الرجلين، ثم مقارنة القراءات.

الكشف عن المرض

* وما دام «مرض الشرايين المحيطية» شائع الانتشار، ويؤدي إلى مشكلات خطيرة، ومادام اختبار «المؤشر الكاحلي - العضدي» بسيطا وآمنا ودقيقا، فإن الكشف الدوري عن المرض يبدو معقولا.

ويوصي الكثير من الأطباء بإجرائه فعلا، إلا أن «قوة المهمات للخدمات الوقائية في الولايات المتحدة»، وهي هيئة رسمية، لا توصي بذلك.

وتشير هذه الهيئة إلى أن على كل فرد الاهتمام بجذور الأسباب المؤدية إلى تصلب الشرايين، ومن ضمنها التدخين، ضغط الدم المرتفع، مستويات الكولسترول غير الصحية، وعدم ممارسة التمارين الرياضية. وبما أنه من واجب الأطباء والمرضى التعاون فيما بينهم لتقليل عوامل الخطر هذه، فإن اختبار الكشف عن «مرض الشرايين المحيطية» للأشخاص الذين لا تظهر أعراضه عليهم لن يقدم إلا القليل من الفائدة. وفوق هذا وذاك، فحتى ولو كان الاختبار آمنا، ورخيصا - بل ومجانيا - فإنه قد يقود إلى إعطاء علاج غير ضروري، غالي الثمن، بل خطير أيضا.

ويبدو موقف هذه الهيئة الرسمية قويا في الوقت الحالي، إلا أن التطورات المستجدة قد تغير الوضع. وقد وضعت إرشادات جديدة لتحقيق بعض من الأهداف المهمة للمصابين بتصلب الشرايين، فعلى سبيل المثال فإن الهدف الخاص بقراءة ضغط الدم المرتفع لدى الأشخاص المصابين بمرض الشرايين المحيطية، قد تم خفضه إلى 130/80 ملم زئبق أو أقل، بدلا من 140/90 ملم زئبق أو أقل، وهي القراءة المقبولة لدى الأشخاص المعانين من ضغط الدم المرتفع عموما.

وعلى نفس المنوال، فقد تم خفض مستوى الكلسترول الخفيف LDL (الضار) إلى 100 ملليغرام لكل ديسيلتر (ملغم/دل) أو أقل بدلا من 130 ملغم/دل أو أقل.

وإن حدثت وأن أظهرت دراسات لاحقة أن إجراء اختبار المؤشر الكاحلي - العضدي على الأشخاص الذين لم تظهر لديهم أعراض مرض الشرايين المحيطية، يساعد بالفعل في تنفيذ الأهداف المذكورة أعلاه، وفي تحسين الصحة عموما، فقد يتم قبوله على نطاق أوسع.

* طبيب، رئيس تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»

* خدمات «تريبيون ميديا»