TT

توضح دراسة أن استبدال منتجات الألبان قليلة الدسم وفول الصويا بالنشويات يعمل على تحسين ضغط الدم المرتفع.

هل تبحث عن وسيلة لخفض ضغط الدم الخاص بك؟ ربما يجب أن تقوم بإضافة مزيد من فول الصويا أو منتجات الألبان قليلة الدسم إلى نظامك الغذائي.

وتقدم دراسة حديثة بعض الدلائل القوية التي تشير إلى أن استبدال البروتين المشتق من الألبان قليلة الدسم وفول الصويا بالنشويات يؤدي إلى خفض ضغط الدم. وتعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تعقد مقارنة مباشرة بين تأثيرات البروتين النباتي وبروتين الألبان والنشويات على ضغط الدم المرتفع.

وقد كانت قراءات ضغط الدم أقل لدى المشتركين في الدراسة الذين تناولوا بروتينا قليل الدسم تم اشتقاقه من الحليب أو فول الصويا، بالنسبة لغيرهم من المشتركين الذين تناولوا النشويات.

ويذكر الباحثون أنه على الرغم من أن الفارق بسيط، إلا أن هذا يعني انخفاض نسبة الوفيات نتيجة الإصابة بجلطات دماغية بمعدل 6 في المائة، وانخفاض نسبة الوفيات نتيجة الإصابة بسكتة قلبية بمعدل 4 في المائة.

وذكر يانغ هي، الطبيب الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة تولين، لموقع «ويب ميد» أن «الدراسة تشير إلى أن استبدال النظام الغذائي الذي يحتوي على فول الصويا أو الألبان قليلة الدسم بآخر يشتمل على نسبة مرتفعة من النشويات، ربما يكون ذا فائدة للمصابين بضغط الدم».

* تأثير فول الصويا والألبان

* ذكرت جمعية القلب الأميركية أن نحو 75 مليون أميركي مصابون بضغط الدم المرتفع. وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن تناول نظام غذائي غني بمنتجات الألبان قليلة الدسم يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

ومن أكثر النظم الغذائية شهرة في هذه الدراسات، تلك المصممة لإيقاف ارتفاع ضغط الدم التي يطلق عليها «حمية داش DASH الغذائية»، التي خلصت إلى أن خفض نسبة الصوديوم والحد من تناول اللحوم الحمراء والحلويات، وتناول وجبتين أو ثلاثة من منتجات الألبان قليلة الدسم، من الممكن أن يؤدي ذلك إلى خفض ارتفاع ضغط الدم.

لكن دراسات أخرى لم تذكر هذا الارتباط، وتشير بعض الدراسات الأخرى إلى أن النظام الغذائي الغني بالنشويات يخفض ضغط الدم.

وفي محاولة لفهم تأثير البروتين الغذائي والنشويات على ضغط الدم بصورة أفضل، قام يانغ هي وزملاء له بإجراء دراسة اشتملت على 352 مريضا أصيبوا بارتفاع ضغط الدم من قبل، أو ضغط دم متوسط الارتفاع (يتراوح ضغط الدم الانقباضي ما بين 120 إلى 159 ملم زئبق، بينما يتراوح ضغط الدم الانبساطي بين 80 إلى 95 ملم زئبق)، وقد تناول كل مشارك في هذه الدراسة مكملات غذائية مسحوقة من بروتين فول الصويا وبروتين الحليب أو السكريات المنقاة ممزوجة في سائل، مرتين يوميا على مدار ثمانية أسابيع. وأدى تناول مكملات غذائية من الحليب وفول الصويا إلى الحصول على 40 غراما من البروتين يوميا، بينما كان تأثير البروتين لمسحوق النشويات لا يذكر.

وبعد مرور ثلاثة أسابيع من عدم تناول المكونات، تناول المشاركون مكونا أخر لمدة ثمانية أسابيع أخرى، تبعها ثلاثة أسابيع دون أي مكونات، بعد ذلك تناولوا مكونا ثالثا لمدة ثمانية أسابيع.

وقد تناول كل مشارك في الدراسة هذه المكملات الثلاثة على مدار الدراسة، وبما أن مسحوق المكملات الثلاثة له هيئة واحدة ومذاق واحد، لم يعلم المشاركون أو المحققون نوع المسحوق الذي قاموا بتناوله.

وتم تشكيل المكملات حتى يستطيع الباحثون مقارنة تأثيرها على ارتفاع ضغط الدم دون تغيير تأثيرات غذائية أخرى على ضغط الدم، من بينها الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم.

كما تم تسجيل قراءات ضغط الدم ثلاث مرات عند كل زيارتين عياديتين قبل وبعد مرحلة العلاج التي تستمر لمدة ثمانية أسابيع.

* فروق واضحة

* وبينما لم يحدث أي تغيير في معدل ضغط الدم الانبساطي، فإن بروتين الحليب مرتبط بخفض ضغط الدم بنسبة 2.3 مقارنة بضغط الدم الانقباضي، كما ارتبط فول الصويا بخفض ضغط الدم بنسبة 2.0 مقارنة بالمكملات النشوية.

تم تمويل هذه الدراسة من قبل معهد أمراض القلب والرئة والدم، وظهرت في عدد الثاني من أغسطس (آب) الحالي من مجلة «سيركيوليشن». وذكرت راشيل جونسون، اختصاصية التغذية والمتحدثة باسم جمعية القلب الأميركية والحائزة على درجة الدكتوراه في الصحة العامة، لموقع «ويب ميد» أن الدراسة تقدم دليلا قويا على أن استبدال بروتين الحليب وفول الصويا بالنشويات له تأثير بسيط على ضغط الدم.

وذكرت جونسون، أستاذة التغذية بجامعة فيرمونت ورئيسة لجنة جمعية القلب الأميركية للتغذية، أن إحدى الطرق للوصول إلى هذه النتيجة هي استبدال فول الصويا أو الحليب قليل الدسم بمشروبات محلاة بالسكر.

وأضافت: «نعلم أن المشروبات المحلاة بالسكر تعد المصدر الأول للحصول على السكريات في النظام الغذائي الأميركي، وأكدت دراسات كثيرة أن شرب عدد أقل من المشروبات المحلاة بالسكر من الممكن أن يؤدي إلى خفض ضغط الدم، ويعد هذا مسمارا آخر يدق في نعش هذه المشروبات».