الإصابة بالحساسية.. هل تؤدي حقا إلى تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان؟

جهاز المناعة المتأهب ربما يساعد في درء المرض

TT

* الحساسية والسرطان

* الحقائق: تعد الحساسية بصورة عامة مصدر إزعاج أكثر من كونها نعمة، لكن ربما تعد بارقة أمل لبعض الأشخاص.

اعتقد الباحثون طويلا أن إحدى مزايا الإصابة بالحساسية هي العمل على تكوين جهاز مناعي يقظ، لا يتفاعل بشدة مع المثيرات المعتادة فقط وإنما يقي من الإصابة بأمراض خطيرة مثل انتشار الخلايا السرطانية الناشئة.

وأكدت دراسات كثيرة أجريت خلال العشرين عاما الماضية على الأقل هذا الارتباط. واكتشف الكثير أنه عند مقارنة الأشخاص العاديين بالأشخاص المصابين بالحساسية المعتادة، مثل حمى القش والربو والإكزيما وجدوا أن المصابين بالحساسية تقل لديهم مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، على الرغم من عدم وجود سبب واضح لذلك.

وقد قام باحثون دنماركيون، في دراسة نشرتها صحيفة «بي إم جيه أوبن» على الإنترنت شهر يوليو (تموز) الماضي، بمتابعة أحوال قرابة 17 ألف شخص بالغ تم فحصهم في الفترة من 1984 حتى 2008، نظرا لتعرضهم إلى الحساسية، متمثلة في إصابتهم بالحساسية لدى الاتصال بالمعادن أو أوراق اللبلاب السام أو صبغات الشعر أو غيرها من المواد الكيميائية التي تؤدي إلى تهيج بشرتهم. وبعد متابعة صحتهم على المدى الطويل وفحص سجلاتهم من الإصابة بالسرطان، وجد العلماء أن الأشخاص المصابين بحساسية الجلد تنخفض لديهم معدلات الإصابة بسرطان الجلد وسرطان الثدي.

ووجد الباحثون أيضا ارتباطا بين المصابين بالحساسية وزيادة مخاطر الإصابة بسرطان المثانة، ولكنهم يعتقدون أن ذلك مرتبط باستخدام صبغات الشعر، التي ارتبطت بسرطان المثانة في دراسات سابقة.

وتؤدي حساسية الجلد إلى تعزيز إنتاج جهاز المناعة خلايا «تي» التي تدمر الخلايا السرطانية. وحسبما أفاد به الدكتور كليفورد باسيت، اختصاصي أمراض الحساسية بمدينة نيويورك وزميل الكلية الأميركية للحساسية والربو والمناعة، فإن تأثيرا وقائيا ربما ينتج من الجهاز المناعي «العالي السرعة».

النتيجة النهائية: تؤكد الدراسات أن الإصابة بالحساسية من الممكن أن تؤدي إلى تقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، على الرغم من الحاجة إلى إجراء مزيد من البحث.

* خدمة «نيويورك تايمز»