أستشارات طبية

د. حسن صندقجي

TT

* ضغط الدم وضعف الانتصاب

* عمري 52 سنة، ولدي ارتفاع في ضغط الدم، ومشكلتي ضعف الانتصاب، بم تنصح؟

أبو عارف - المدينة - هذا ملخص رسالتك. وهناك علاقة واضحة بين ضعف الانتصاب وارتفاع ضغط الدم. ولاحظ معي أن انتصاب العضو الذكري يحدث عند تدفق الدم إلى العضو واحتباسه في الأوعية الدموية الموجودة في داخل العضو، واستمرار حبس الدم إلى حين الفراغ من إتمام العملية الجنسية في وقت معتدل وطبيعي. ويتطلب نجاح حصول الانتصاب، ونجاح الحفاظ عليه لفترة إتمام القذف، استمرار تدفق الدم بكل حرية وبشكل كاف إلى العضو، كما يتطلب وجود أوعية دموية قابلة للتوسع واستيعاب الدم القادم إليها، ويتطلب إحكام حبس الدم دون تسريبه إلى خارج العضو كي لا يزول الانتصاب.

ولذا تلاحظ أن الموضوع من الناحية العضوية هو عمل أوعية دموية وضمان تدفق الدم للعضو وضمان عدم تسريبه منه. أي أن الانتصاب عملية مرتبطة بسلامة الأوعية الدموية، وخاصة الشرايين.

وحينما يكون ثمة مرض ارتفاع في ضغط الدم، ووجود حالات من عشوائية انضباط الضغط كي يبقى في المعدلات الطبيعية، أي عدم نجاح العلاج في خفض ضغط الدم إلى المعدلات الطبيعية، فإن الأوعية الدموية والشرايين بالذات لا تكون بحالة صحية جيدة، ولذا لن تتمكن من العمل بكفاءة لتحقيق الانتصاب والحفاظ عليه.

وعليه فإن «مربط الفرس» كما يقال هو في علاقة الإصابة بارتفاع ضغط الدم واحتمالات الإصابة بضعف الانتصاب نتيجة له، هو ضبط ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية. والنجاح في تحقيق هذا الهدف العلاجي هو أفضل ضمانة متوفرة لحفظ سلامة الشرايين وضمان كفاءة عملها.

وتلاحظ الدراسات الطبية بالولايات المتحدة أن 49 في المائة من الرجال بين 40 و80 سنة لديهم ضعف في الانتصاب. والسبب هو عدم نجاح خفض ضغط الدم إلى المعدلات الطبيعية. وتعترف الدراسات في الولايات المتحدة نفسها بأن نجاح خفض ضغط الدم إلى المعدلات الطبيعية لا يتحقق إلا لدى أقل من 50 في المائة من المصابين بارتفاعه المرضي.

كما أن مرضى ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بتدني هرمون الذكورة تيستيسترون، وذلك لأسباب مختلفة. وهرمون الذكورة عامل مهم في تنشيط إثارة الرغبة الجنسية لدى الرجل.

وهناك بعض الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم، قد تتسبب عبر آثارها الجانبية في ضعف الانتصاب، وخاصة بعض أنواع مدرات البول التي تضعف من قوة تدفق الدم إلى العضو الذكري، وأدوية «حاصرات بيتا» التي تخفض من حساسية أعصاب العضو الذكري للتفاعل والتأثر بالإثارة الجنسية خلال العملية الجنسية أو ما يسبقها، إضافة إلى دور التدخين واضطرابات السكري والحالة النفسية وتدني اللياقة للمجهود البدني والسمنة، وهي كلها عوامل تسهم في تفاقم مشكلة ضعف الانتصاب.

العلاج لهذه الحالة ممكن، وهو بيد المصاب. وتحديد المتابعة مع الطبيب والحرص على تناول الأدوية وصولا لضبط ارتفاع ضغط الدم، كما أن ممارسة الرياضة البدنية بانتظام يوميا، وترك التدخين، وخفض وزن الجسم، وضبط نوعية الأكل لضبط نسبة السكر.

* الخضراوات المطهية وقيمتها الغذائية

* كيف يمكن طهي الخضراوات مع الحفاظ على العناصر الغذائية فيها، وخاصة الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة؟ وهل الطهي بفرن الميكروويف صحي للحفاظ على تلك العناصر الغذائية؟

الطاهية - البحرين - هذا ملخص أسئلتك. وفي الطهي هناك عوامل مهمة قد تتسبب بزوال بعض العناصر الغذائية أو تتسبب بتثبيتها لحين تناولها بالأكل. وفي عملية الطهي هناك ثلاثة جوانب، وهي:

- إعداد الخضراوات قبل البدء في الطهي، أي غسلها بالماء أو نقعها لفترات زمنية متفاوتة في الماء، وإبقاؤها دون تقطيع أو تقطيعها بأحجام متفاوتة، وغيرها من الجوانب التي تتم على تلك الخضار قبل الطهي بالحرارة.

أما عملية الطهي الخضار فهي تعريض الخضار للحرارة لمدد متفاوتة، كي تتغير تركيبة وطعم تلك الخضار وتصبح أسهل وألذ للتناول. ويؤثر اختلاف طول المدة أو قصرها على اختلاف التركيب والطعم. وتتنوع وسيلة الطهي، وقد تكون إما الغلي العادي في الماء، أو الطهي على حرارة بخار الماء، أو الغلي بالحبس في الضغط الحراري، أو الطهي بالميكروويف، أو الشواء المباشر. وشواء الخضار هو الأقل استخداما على الرغم من أن أطباق الخضار المشوية أحد العناصر الصحية في وجبات ما يعرف بنظام طعام المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

الخضار غالبا ذات بنية غير صلبة وبنية ضعيفة وسريعة الطهي، مقارنة بالحبوب أو البقول الجافة أو حتى اللحوم. وهي مع ذلك غنية بمواد كيميائية مفيدة جدا للجسم، مثل الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة والمعادن والبروتينات والسكريات والدهون وغيرها.

وتعتبر الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة مواد ذات تركيب مستقر بقوة ضعيفة أو متوسطة. ولذا يلاحظ أن مجرد نقع الخضراوات لمدة ربع ساعة أو أكثر كفيل بتسرب كميات مهمة من المواد المضادة للأكسدة ومن الفيتامينات ذات القدرة على الذوبان في الماء والتي من أهمها فيتامين «سي». وكذلك فإن طهي الخضراوات في كميات متوسطة أو كبيرة من الماء، وعدم تناول ذلك الماء، يقلل من محتوى الخضراوات من تلك الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة. كما أن تقطيع الخضراوات إلى شرائح رقيقة أو قطع صغيرة يسهل تسريب الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة.

ولذا وأثناء الإعداد، فإن المطلوب هو غسل الخضراوات بما يكفي للاطمئنان على زوال الأوساخ والميكروبات والمبيدات الحشرية عنها، دون الحرص على نقعها لفترات طويلة. والحرص أيضا على عدم تقطيعها أصلا إن أمكن وطهيها بحجمها الطبيعي، أو تقطيعها إلى قطع كبيرة أو شرائح سميكة نسبيا. ومثلا فإن طهي ثمرة من البطاطا في الفرن كاملة، أفضل من غلي البطاطا ثم تقشيرها ثم هرسها ثم عودة طهيها لإعداد البطاطا المهروسة. وخلال الطهي، فالأفضل استخدام كميات قليلة من الماء، أو الطهي على حرارة البخار. وتقصير مدة الطهي. والخضار صحية وألذ لو طهيت بدرجة بسيطة أو متوسطة دون الوصول إلى هيئة الهرس والتفتت من شدة الطهي. وبالمناسبة فإن الطهي بالبخار يحفظ أكثر من 80 في المائة من فيتامين «سي» الخضراوات، بينما الغلي في الماء لا يبقي إلا على أقل من 15 في المائة منه.

وبعد الطهي بالبخار من ناحية مرتبته بوصفه الأفضل صحيا، يأتي الطهي بالشواء والطهي في الفرن لثمار الخضار كاملة. ثم يأتي الطهي على الصاج، أي سطح معدني توضع عليه الخضار من دون زيت أو مع قليل من زيت الزيتون النباتي كما في «خضار ساتيي». ويأتي في ذيل القائمة الغلي بالماء أو «السلق».

أما بالنسبة لاستخدام الميكروويف لطهي الخضراوات، فهو طريقة جيدة وصحية بشرط عدم إضافة الماء، أو إضافة قليل جدا من الماء أو وضع الخضار في كيس بلاستيكي خاص لمثل هذه النوعية من الأفران كي تنضج الخضار على الماء الموجود بالأصل في ثمارها.

* خلايا الدم البيضاء

* أجرى الطبيب لي تحاليل لمتابعة معالجة ارتفاع الكولسترول، ومن ضمنها تحليل خلايا الدم. وتبين له أن عدد نوع «ليمفوسايت» من خلايا الدم البيضاء مرتفع بنسبة 51 في المائة، الذي علق عليه تقرير المختبر بأنه مرتفع. أنا قلق مما قد يكون السبب، بم تنصح؟

عبيد ق - جدة - هذا ملخص رسالتك، واطلعت على ما أرسلته من صور نتائج تحاليل المختبر. وبداية فإن نسبة الكولسترول هي ضمن المعدلات الطبيعية وفق النتائج. وجرعة الدواء «ليبيتور» التي تتناولها مناسبة، وعليك الاستمرار فيها لحين التحليل القادم، الذي أقترح أن يكون بعد نحو ستة أشهر.

أما بالنسبة لما أنت قلق حوله، وهو نسبة نوع خلايا «ليمفوسايت» من خلايا الدم البيضاء، فإن قراءة بقية نتائج تحليل خلايا الدم تشير إلى أن عدد خلايا الدم البيضاء هو 5400 خلية.

ولاحظ معي أن إحصاء عدد هذه النوعية من خلايا الدم البيضاء يتم بالنسبة إلى مجمل عدد خلايا الدم البيضاء كلها. والمهم هو تحديد العدد الكلي لخلايا ليمفوسايت لكل مليمتر مكعب من الدم. وهذا التحديد للعدد الكلى لهذه النوعية من الخلايا يتم حسابه من ناتج ضرب العدد الكلي لخلايا الدم البيضاء مع نسبة خلايا «ليمفوسايت» ووفق التعريف الطبي، فإن حالة ارتفاع عدد خلايا «ليمفوسايت» تكون حينما يصل العدد فوق 4000.

وبالحساب الدقيق، يكون لديك 2754 خلية من نوع «ليمفوسايت». وهذا العدد طبيعي جدا ولا يستدعي منك القلق، ولذا لا يبدو من رسالتك أن طبيبك كان قلقا.