توقيت العلاج الهرموني.. مهم في درء سرطان الثدي

أول دراسة تدقق في العلاقة بين موعد بدء المعالجة وخطر الإصابة

TT

يتجنب الكثير من النساء اللاتي تخطين سن اليأس من المحيض، وكذلك أطباؤهن، اللجوء إلى العلاج الهرموني hormone therapy (HT)، بسبب أخطاره على الصحة. ومع هذا فقد ظهر بعض الأمل بأن هذا العلاج ربما يكون آمنا للنساء الأكثر شبابا اللاتي يقتربن من سن اليأس، أو وصلن هذه السن.

العلاج الهرموني والسرطان إلا أن الأمر ليس كذلك عندما يتعلق الأمر بسرطان الثدي، على الأقل، وفقا لنتائج «دراسة المليون امرأة» (Million Women Study) التي أجريت في بريطانيا. وفي هذه الدراسة فقد ارتبط تناول النساء في أوائل سن اليأس للعلاج الهرموني مع ارتفاع أكثر من المتوسط، في خطر حدوث سرطان الثدي.

كما أن النتائج المهمة هذه - للكثير من النساء اللاتي ظللن يتساءلن عن تأثير العلاج الهرموني الذي خضعن له سابقا - أظهرت أن خطر تعرض النساء لسرطان الثدي بُعيد قطعهن للعلاج الهرموني لم يكن أعلى من خطره على النساء اللاتي لم يحصلن أبدا على العلاج الهرموني.

وأخيرا فقد وجدت الدراسة مستوى ضئيلا أو غير متزايد من خطر سرطان الثدي بين النساء اللاتي يتناولن العلاج الهرموني من الإستروجين فقط estrogen-only HT اللاتي انتظرن مرور 5 سنوات على الأقل بعد سن اليأس، للبدء في تناول الهرمونات.

ونشرت نتائج الدراسة في 28 يناير (كانون الثاني) 2011 في مجلة المعهد الوطني (الأميركي) للسرطان.

وقد رصدت الدراسات الأخرى وبشكل متواصل، معدلات عالية من إصابات سرطان الثدي لدى النساء اللاتي أخذن العلاج الهرموني - وخصوصا لدى تناولهن توليفة من الإستروجين والبروجستين combined estrogen and progestin. إلا أن عددا قليلا من الدراسات دقق في توقيت تناول العلاج الهرموني وكيفية تأثير هذا التوقيت على خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وتعتبر «دراسة المليون امرأة» الأولى التي دققت على وجه الخصوص في العلاقة بين الإصابة بسرطان الثدي وبين موعد بدء النساء بتناول العلاج الهرموني.

نتائج مهمة

* الدراسة: حلل باحثون في جامعة أكسفورد بيانات من 1.13 مليون امرأة بين سن 50 و64 سنة عندما كن منخرطات في الدراسة بين عامي 1996 و2001.

وأجابت المشاركات عن أسئلة استبيانات دورية، حول وصولهن إلى سن اليأس من المحيض، تناول الهرمونات، نمط الحياة وعوامل أخرى. وتم رصد إصابات السرطان والوفيات بواسطة السجلات الطبية، وسجلات الدخول إلى المستشفيات، والسجلات الصحية الحكومية.

* النتائج: تناول نحو 55 في المائة من النساء العلاج الهرموني في وقت ما من حياتهن. ولم يظهر سرطان الثدي بين النساء في أعمار الخمسينات اللاتي لم يتناولن أبدا العلاج الهرموني، إلا بمعدلاته السنوية وهي 0.3 في المائة، أي، وبمعنى آخر، حدوث 3 إصابات سنويا بالسرطان لكل 1000 امرأة.

أما لأولئك اللاتي بدأن يتناولن الإستروجين زائدا البروجستين بعد مرور فترة تقل عن 5 سنوات بعد وصولهن إلى سن اليأس، فقد بلغ المعدل السنوي للإصابة بالسرطان 6.1 لكل 1000 امرأة. بينما بلغ لأولئك اللاتي انتظرن 5 سنوات على الأقل بعد سن اليأس ثم تناولن العلاج، 4.6 لكل 1000.

وللنساء اللاتي بدأن العلاج الهرموني بالإستروجين فقط بعد مرور أقل من 5 سنوات على سن اليأس، بلغت النسبة 4.3 لكل 1000. أما لأولئك اللاتي تناولنه بعد فترة أطول، فقد بلغت 3 لكل 1000، أي نفس نسبة النساء اللاتي لم يتناولن أبدا العلاج الهرموني.

وفي النهاية أظهرت النتائج أن خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى متناولات العلاج سابقا، قد انخفض - بعد مرور سنتين على قطعه - إلى نفس مستوى الخطر لدى اللاتي لم يتناولن العلاج أبدا.

المحدودية والعواقب إن «دراسة المليون امرأة» دراسة من دراسات الملاحظة، ولم تكن تجربة عشوائية، وهي التجربة التي تعتبر المعيار الذهبي للنتائج.

إلا أن الأعداد الهائلة من المشاركات تمنح هذه الدراسة وزنا معينا.

كما أن مقالة من هيئة التحرير صاحبت نشر الدراسة أشارت إلى أن نتائجها تتماثل على نطاق واسع مع نتائج الدراسات الأخرى، ومنها «مبادرة صحة النساء» (Women›s Health Initiative).

وأخيرا، فإن الأخبار الآتية من هذه الدراسة ربما تعيد الثقة إلى النساء اللاتي أبدين مخاوفهن من تناول العلاج الهرموني سابقا - إذ لا توجد إلا دلائل ضئيلة على التأثير البعيد المدى له على الإصابة بسرطان الثدي – إلا أن نتائج الدراسة تظل تدفع إلى الشكوك بشأن سلامة تناول العلاج الهرموني، لكل الأعمار.

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا»