استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الوقاية من أمراض القلب

* لدي تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب، الوالد وأحد أعمامي خضعا لعمليات الشرايين القلبية. وأنا أبلغ 39 سنة من العمر، ولا أشكو من أي أمراض. كيف تكون الوقاية من الإصابة بأمراض شرايين القلب؟

على أبو عبد الله - تبوك.

- هذا ملخص رسالتك. وأود قبل الإجابة عن أسئلتك أن أوضح نقطتين مهمتين حول دور الوراثة والتاريخ العائلي للإصابة بأمراض شرايين القلب، وما المقصود بأمراض شرايين القلب.

يقصد بأمراض شرايين القلب، إما آلام الذبحة الصدرية وإصابات نوبة الجلطة القلبية والاضطرار إما إلى إجراء عمليات توسيع الشرايين وتركيب الدعامة المعدنية أثناء قسطرة القلب أو إجراء عمليات القلب المفتوح لترقيع شرايين القلب بتخطي التضييقات فيها. أي أن هذه الحالات الأربع هي مظاهر لتفاقم مشكلة ترسب كتل من الدهون في جدران شرايين القلب، ما يعوق جريان الدم فيها لتغذية حاجة عضلة القلب من الأكسجين والغذاء.

والنقطة الأخرى تعني تعريف الإصابة العائلية المبكرة، الإصابة بأحد مظاهر أمراض شرايين القلب التقدمة الذكر في عمر قبل بلوغ 55 سنة للرجال وقبل عمر 65 سنة بالنسبة للنساء. أما الإصابة بعد هذا العمر، فلا تعتبر إصابة مبكرة لها دلالة على احتمالات إصابة أحد الأقارب الآخرين بأمراض شرايين القلب.

وأمراض شرايين القلب، أحد الأسباب الرئيسية للوفيات وللعجز والإعاقات، ولذا من المفيد جدا معرفة كيفية الوقاية منها. وتزداد مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب كلما ازداد سن الإنسان. كما تكون النسبة أكبر عند الرجال فوق الخامسة والأربعين من العمر، وعند النساء فوق الخامسة والخمسين.

وهناك أشياء كثيرة يمكن من خلال الاهتمام بها تقليل فرصة الإصابة بأمراض شرايين القلب، التي من أهمها سبعة أمور. الأول، معرفة ضغط الدم وذلك بقياسه والمحافظة عليه ضمن المستوى الطبيعي. وتتأكد الأهمية عند من لديهم ارتفاع في ضغط الدم وتحقيق خفضه بالأدوية التي يصفها الطبيب. والثاني، فحص نسبة السكر وضبطه ضمن المعدلات الطبيعية له، خاصة إذا كان المرء مريضا بالسكري. والثالث، معرفة مستوى الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم، والعمل الجاد على ضبط نسبتها ضمن المعدلات الطبيعية. والرابع، حفظ وزن الجسم ضمن المعدل الطبيعي بالنسبة لطول الجسم. هذه الأمور الأربعة هي الأساس في الاهتمام بصحة الجسم للوقاية من أمراض شرايين القلب.

وهناك ثلاثة أمور أخرى على غاية من الأهمية في سلوكيات الحياة للوقاية من أمراض شرايين القلب. وهي أولا، الامتناع عن تدخين التبغ بأي أشكاله وأنواعه، كالسجائر أو الغليون أو السيجار أو النارجيلة، والامتناع عن تعاطي أي أنواع من المخدرات. وثانيا، الحرص على ممارسة الرياضة البدنية، وتحديدا الهرولة أو المشي السريع بصفة يومية ولمدة عشرين دقيقة في خمسة من أيام الأسبوع على أقل تقدير. وثالثا، الحرص على انتقاء الأنواع الصحية من الأطعمة، أي التي مكوناتها منتجات ذات قيمة غذائية، وطريقة إعدادها بعيدة عن إضافة الشحوم والزيوت النباتية المهدرجة، وصفات تناولها في ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين. ومن أهم الأطعمة الصحية الخضار والفواكه والبقول والحبوب غير المقشرة والألبان خالية الدسم ولحوم الأسماك.

هذه الأمور السبعة ثابتة الفائدة في نجاح الوقاية من الإصابة بأمراض شرايين القلب.

وبقي أمر مهم وهو إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن أمراض شرايين القلب، وخاصة للأشخاص الذين ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين تلك، أي من لديهم تاريخ عائلي، أو من هم فوق الخمسين من الرجال، أو المصابون بأمراض السكري أو ارتفاع الضغط أو ارتفاع الكولسترول، أو من يشكون من آلام غير مبررة في الصدر، وخاصة عند بذل المجهود البدني.

الهرمونات والمرأة والمزاج

* عمري تقريبا 42 سنة، وراجعت الطبيب مؤخرا بسبب إحساسي بتغيرات في المزاج وسهولة الغضب والتوتر. وهي شبيهة، ولكن أسوأ، بتلك التي عانيت منها قبل أكثر من عشر سنوات بعد ولادة طفلتي الثالثة، وأنا لدي خمسة أطفال أصغرهم عمره 7 سنوات وأكبرهم 14 سنة. الطبيب وصف لي دواء قال إنه لعلاج الاكتئاب، ولكني مترددة في تناوله لأني غير مرتاحة لذلك لأن الطبيب لم يتحدث عما إذا كانت هذه الأعراض ظهرت بسبب اضطرابات الهرمونات لأنني أشبهها أيضا بفترة الحمل. أرجو مساعدتي وإسداء النصح لي؟

أم عبد العزيز - الكويت.

- حاولت تلخيص رسالتك بالصيغة هذه التي تكرر تشبيهك للأعراض في المزاج والغضب مراحل سابقة مررت بها ولها علاقة باضطرابات الهرمونات. وبداية، من المهم والجيد أنك راجعت الطبيب عند شكواك من الأعراض التي تزعجك وتؤثر على علاقتك بأبنائك وزوجك.

وهذا من الجيد لأن الكثيرين لا يلجأون للطبيب عن الشكوى من هذه النوعية من الأعراض النفسية. وواضح أن الطبيب شخص الحالة لديك بأنها اكتئاب، ووصف لك أدوية مضادة للاكتئاب من أجل تخفيف الأعراض.

وأقدر أنك تودين الاستفسار عما إذا كان من المناسب تناول هذه النوعية من الأدوية، ولكن في هذا الجانب أرى من الأفضل أن تناقشي هذا مع طبيبك الذي وصف لك هذا الدواء وأن تعرضي عليه عدم ارتياحك وشكوكك حول احتمالات أن يكون السبب هو اضطرابات الهرمونات. كما أنه لم يتضح لي: هل تتناولين الدواء رغم ترددك وعدم ارتياحك لتناوله أو أنك لم تبدئي تناوله؟ وأشدد على ذكر أنك لو تناولت هذا الدواء فإن التوقف عنه لا يكون إلا تحت إشراف الطبيب.

وبالنسبة لبلوغ سن اليأس، يبدو أن عمرك صغير نسبيا للبدء بالشعور بأعراض بلوغ سن اليأس، ولكن على الرغم من هذا من الممكن أن تكون هذه الأعراض لها علاقة ببلوغ سن اليأس نظرا لأن عوامل عدة تلعب دورا مؤثرا في تفاوت عمر المرأة عند بلوغ سن اليأس، ومنها الوراثة. وبإمكان الطبيب إجراء تحليل الدم للهرمونات، كي يعرف ما إذا كان الأمر كذلك. كما أن هناك اضطرابات عضوية أخرى، لها علاقة بالغدة الدرقية وغيرها من أعضاء الجسم، قد تتسبب باضطرابات المزاج التي تشكين منها، وهذه أيضا يقيمها الطبيب.

وإضافة إلى تقدم حول الجانب العضوي بالجسم، فإن المهم هو تقييم الطبيب لحالتك النفسية، ومدى مرورك بأوقات وظروف وأحداث تتسبب لك بالتوتر والاضطرابات العاطفية النفسية.

وإذا كان لديك نوع من عدم الارتياح لتشخيص هذا الطبيب ولعلاجه، فبالإمكان مراجعة طبيب أخر للتأكد من مدى صحة الأمر.

المكسرات والسعرات الحرارية

* كم من السعرات الحرارية في المكسرات، وهل أن تناولها صحي أم أنها تتسبب بالسمنة؟

الطيب - مراكش.

- هذا ملخص سؤالك. وبحساب كمية الكالوري (السعرات الحرارية) في كل أونصة، أي نحو 28 غراما، للأنواع المختلفة من المكسرات، فإن عددها يكون في أونصة اللوز المحمص والجاف نحو 170 كالورى و13 غراما من الدهون النباتية غير المشبعة. ومن الكاجو، نحو 160 كالورى ونحو 3 غرامات من الدهون النباتية غير المشبعة. أما في البندق المحمص والجاف فيبلغ العدد نحو 180 كالورى و15 غراما من الدهون النباتية غير المشبعة. ومن الفول السوداني المجفف والمحمص نحو 166 كالورى و11 غراما من الدهون النباتية غير المشبعة. ومن الجوز المجفف نحو 190 كالورى و19 غراما من الدهون النباتية غير المشبعة.

وصحيح أن تناول كمية ما يملأ الكف يوميا من أي نوع من المكسرات هو بالفعل أمر صحي. وهذا ما تؤكده إرشادات رابطة القلب الأميركية وغيرها من الهيئات الطبية المعنية بصحة القلب وصحة الجهاز الهضمي والطب الباطني. وتتمثل المميزات الصحية في المكسرات في محتواها العالي من نوعية الدهون غير المشبعة الغنية بدهون أوميغا - 3 وأوميغا - 6، ومحتواها الجيد من الألياف، ومن مواد ستانول المقاومة لامتصاص الكولسترول في الأمعاء، ومحتواها العالي من مجموعة صحية من المعادن والفيتامينات.

المهم في شأن المكسرات أمران، الأول تناولها دون إضافة الملح إليها. وتناولها بكمية معتدلة، أي ما يملأ الكف. والسبب هو منع اضطرابات الضغط، وتقليل احتمالات حصول السمنة أو زيادة الوزن.