استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الغذاء واستئصال المرارة

* أجريت عملية استئصال المرارة. هل هناك حمية غذائية بعدها؟

أم ميسا - الرياض.

- أفترض أنك فرغت من مرحلة النقاهة بعد العملية، ذلك أنه خلال فترة النقاهة عليك أن تتبعي إرشادات الطبيب المباشرة لعلاجك حول العودة لتناول الطعام بالتدرج.

وبالعموم ما بعد انتهاء فترة النقاهة، ما يجدر بك العودة إليه هو تناول وجبات الطعام الصحية، من ناحية مكونات وجبة الطعام، ومن ناحية توزيع كمية الطعام في ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين. ذلك لأنه وفي فترة ما بعد استئصال المرارة فإن ما يهم هو الوقاية من أمرين: الأول، العمل على عدم تكون حصوات جديدة في قنوات عصارة المرارة، لأن احتمالات عودة تكونها واردة. والثاني، التعامل مع بعض الآثار الوظيفية الجانبية لإزالة عضو المرارة، لأن نحو 20% ممن تستأصل المرارة لديهم يعانون من آن لآخر من الإسهال.

ولاحظي معي أن المرارة عبارة عن كيس أو وعاء، يعمل على حفظ كميات سائل عصارة المرارة الذي يفرزه الكبد، وهي كمية تتجاوز نصف لتر في كل اليوم. أي أن المرارة تحتفظ بذلك السائل لحين حاجة الأمعاء إليه. والأمعاء تحتاج إلى عصارة المرارة لكي تساعدها على هضم الدهون، ولذا حينما يتناول المرء وجبات دسمة، ويوجد لديه كيس المرارة، فإن الأمعاء ستحصل على كميات كافية من السائل المساعد على هضم الدهون، وبالتالي لا يعاني المرء من تبعات عدم هضم الدهون وإخراجها كدهون مع فضلات البراز.

أما في حالة إزالة وعاء المرارة فإن السائل الأصفر الذي يفرزه طوال الوقت سيصل إلى الأمعاء طوال الوقت، وهذا قد يؤدي إلى أمرين: الأول التسبب بالإسهال نتيجة وجود أملاح المرارة في القولون طوال الوقت. والثاني عدم قدرة الجهاز الهضمي على هضم كميات كبيرة من الدهون عند تناولها بتلك الكمية في وجبة الطعام.

ولذا فالمطلوب هو تناول وجبات طعام تحتوي كميات قليلة من الدهون، وخصوصا الشحوم الحيوانية، والحرص على تناول زيت الزيتون والطهي به لأنه أخف وأسهل في الهضم من الشحوم الحيوانية. والأمر الثاني الحرص على تناول المنتجات النباتية الغنية بالألياف كالخبز الأسمر وحبوب القمح أو الشوفان والخضار والفواكه، كي تساعد على تخفيف الإسهال عبر تكوين كتلة للفضلات.

الحساسية من الأسبرين

* أتناول قرصا من الأسبرين يوميا، بجرعة 81 ملغم. هل يعتبر ألم المعدة بعد تناول الأسبرين علامة على الحساسية من الأسبرين؟

عماد أبو وحيد - الأردن.

- ألم المعدة بعد تناول الأسبرين ليس إحدى علامات الحساسية من الأسبرين. والشكوى من الألم في المعدة تتطلب منك مراجعة طبيب الجهاز الهضمي للتأكد من عدم تسبب الأسبرين بأي التهابات أو قرحة في المعدة، كما يتطلب منك استشارة الطبيب حول مدى ضرورة تناول أدوية خفض حموضة المعدة. والمهم هو تناول الأسبرين دون تسبب ذلك بأي أضرار صحية لديك، وخصوصا في المعدة.

حساسية الأسبرين هي تفاعل شبيه بأي نوع من الحساسية، ولا يقتصر لدى المصاب بهذا النوع من الحساسية على عقار الأسبرين فقط، بل ربما العقاقير الشبيهة التي تستخدم في تسكين الألم وخفض نشاط عمليات الالتهابات، مثل عقار بروفين أو فولتارين أو غيرهما.

وفي حالات حساسية الأسبرين ربما تظهر حكة في الجلد أو احمرار في العين أو احتقان الأنف وسيلان الأنف والعطس، أو تورم في الشفتين أو أجزاء أخرى من الفم، أو سعال أو غيرها من أعراض الحساسية. وترتفع احتمالات الإصابة بحساسية الأسبرين لدى مَن يعانون من الربو أو حساسية الأنف أو أي نوع من أنواع الحساسية.

العلاج بمحلول الفضة الغروي > هل أدوية محلول الفضة مفيدة للصحة؟

أبو محمد - الولايات المتحدة.

- هذا ملخص رسالتك التي ذكرت فيها شيئا من الادعاءات التي تنسب إلى جدوى تناول محلول الفضة الغروي، الذي يتوفر كسائل غروي في عبوات شراب دوائية، ويباع كأحد أنواع أدوية الطب البديل في أماكن كثيرة من العالم.

بداية، أذكرك بأربع نقاط مهمة تتعلق بالفضة وغيرها من المعادن الثقيلة كالذهب وغيرها:

أولا: إن الفضة والذهب كعناصر معدنية ليسا من المعادن التي يحتاج إليها الجسم، ولا يوجد أي منهما في أي من أنسجة الجسم أو أعضائه في الحالات الطبيعية، بخلاف معادن الحديد والزنك والنحاس وغيرها مما يحتاج إليه الجسم ويؤدي دورا مهمّا في الكثير من الوظائف الحيوية للجسم.

ثانيا: لا يوجد عنصر الفضة أو عنصر الذهب في أي من المنتجات الغذائية الطبيعية النقية من أي تلوث بالشوائب، بخلاف النحاس والزنك والحديد وغيرها.

ثالثا: يحتاج الجسم من كل نوع من المعادن إلى كمية محددة، ومذكورة ضمن إرشادات التغذية تحت عنوان حاجة الجسم اليومية من المعدن الفلاني. وجسم الإنسان كما أنه يتضرر من نقص أحد أنواع المعادن التي يحتاج إليها، فإنه كذلك يتضرر من تراكم تلك المعادن في أنسجة الجسم. ولذا هناك حالات نقص الحديد وهناك حالات زيادة تراكم الحديد في الجسم، وكذا الحال بالنسبة للنحاس.

رابعا: ثبتت جدوى صحية للعلاج بالذهب في بعض أنواع التهابات المفاصل، ولذا فهو يتوفر على هيئة حقنة تحقن في العضل، أي مثل الحديد، بينما لم يثبت أن ثمة جدوى صحية علاجية للفضة في علاج أي أمراض تصيب الجسم.

وما تحدثت عنه في رسالتك هو عبوات دوائية تحتوي على سائل شبه غروي ممزوج بحبيبات صغيرة جدا من معدن الفضة، أي أنها تحتوي على برادة معدن الفضة التي تصنع من الحلي. ويتم تسويقها تحت مسمى «مكمّلات غذائية» وليس تحت مسمى «أدوية علاجية»، فرارا من الرقابة الدوائية الصارمة للهيئات المعنية بتصريح السماح بتناول الأدوية، التي تتطلب توفر إثباتات علمية ودراسات طبية تؤكد فاعليتها العلاجية كما تؤكد أمان تناولها على صحة الناس. وغالبا ما يتم تناول سائل الفضة كشراب بالملعقة عبر الفم، ويتوفر أنواع منه تحقن في العضل أو تدهن على سطح الجلد.

ويدّعي مروجو هذه المستحضرات أنها ذات مفعول قوي في معالجة طيف واسع من الأمراض، مثل تقوية كفاءة جهاز مناعة الجسم، ومعالجة الأورام السرطانية، ومقاومة فيروس الإيدز، وإزالة التهابات البروستاتا، وغيرها من الادعاءات. ولا يوجد أي إثبات علمي أو دراسات طبية تؤكد أي جدوى لها في معالجة أي أمراض تصيب الجسم.

الإشكالية ليست هنا، أي أنه لدى الوسط الطبي من الواضح جدا عدم صحة أي ادعاءات للجدوى العلاجية لمحلول الفضة، بل المشكلة هي في تسبب تناول مثل هذه النوعية من المستحضرات العلاجية في ارتفاع كمية تراكم معدن الفضة بالجسم. وتراكم الفضة في الجسم يؤدي إلى تضرر أعضاء مختلفة. وتراكم الفضة في الكلى يؤدي إلى ضعف عمل الكلى، كما أن تراكم الفضة في الجلد يؤدي إلى تغيرات غامقة اللون في الجلد. كما يؤدي تراكم الفضة في قزحية العين إلى تغير لونها. وتراكم الفضة في أجزاء من الدماغ يؤدي إلى اضطرابات نفسية ووظيفية في عمل الجهاز العصبي المركزي، وقد يؤدي إلى الإصابة بنوبات الصرع. وتراكم الفضة في الكبد قد يؤدي إلى تلف الكبد وفشله.

وهناك نقطة مهمة تحتم ضرورة عدم تناول أي نوع من مستحضرات الفضة، وهو التفاعلات العكسية السلبية بين الفضة وبعض أنواع الأدوية الشائعة الاستخدام، مثل علاج هرمون الغدة الدرقية وغيره من الأدوية.