مليون أميركي يتناولون أدوية الستاتين لخفض الكولسترول الضار

العقاقير تقلل مستوياته بنسبة 30%

TT

تشير إحصائية للمركز الوطني لإحصائيات الصحة (NCHS) إلى أن النسبة المئوية للأميركيين من أعمار 45 سنة فأكثر، والذين يتناولون أدوية الستاتين statins قد ارتفعت من 2 في المائة بين عامي 1988 - 1994 إلى 25 في المائة بين عامي 2005 - 2008. وحيث يوجد الآن نحو 117 مليون أميركي ممن هم في عمر 45 سنة فأكثر، فإن النسبة المذكورة تعني أن نحو 29 مليونا منهم يتناولون أدوية الستاتين! أدوية الستاتين

* إن حقيقة أن واحدا من كل أربعة أميركيين من عمر 45 سنة فأكثر يتناولون هذه الأدوية مدهشة إلى حد الصدمة. إلا أن ازدياد انتشار أدوية الستاتين لا يبدو مدهشا تماما. وقد أجازت وكالة الغذاء والدواء الأميركية أول أدوية الستاتين «لوفاستاتين» lovastatin (الذي سوق باسم «ميفاكور» Mevacor) عام 1987. وفي غضون عقد من ذلك التاريخ تمت إجازة أربعة أدوية أخرى. وأصبحت أدوية الستاتين التي حظيت بدعم من ميزانية مالية ضخمة لترويجها، إلى أكثر الأدوية مبيعا في الولايات المتحدة، رغم أن الفترة الأخيرة شهدت نجاح أدوية أخرى.

وقد تتسم أدوية الستاتين بتأثيرات أخرى، إلا أنها توصف بالدرجة الرئيسية لأغراض خفض الكولسترول، وبالخصوص لخفض الكولسترول منخفض الكثافة LDL (الضار).

ويؤدي تناول أدوية الستاتين إلى خفض مستوى الكولسترول بنسبة 30 في المائة في المتوسط، ولذا فإن استخدامها الشائع يستحق التقدير. إلا أن هناك عوامل أخرى يمكنها خفض الكولسترول، منها تغيير نمط الغذاء أو ممارسة الرياضة أكثر، على الرغم من أن زيادة النشاط البدني تزيد من مستوى الكولسترول العالي الكثافة HDL (الحميد) ولا تقلل من الكولسترول LDL (الضار).

بدائل الستاتين

* ولا يرغب - أو لا يقدر - كل الأفراد تناول أدوية الستاتين. فالبعض من الناس لا يرغبون في تناول هذه الأدوية، في حين يرغب الآخرون فيها إلا أنهم لا يريدون تحمل آثارها الجانبية وأكثرها شيوعا أوجاع العضلات، والتشنجات والضعف فيها.

ومن الصعب التوصل إلى نتائج تماثل ما تقدمه أدوية الستاتين بشأن خفض مستوى الكولسترول LDL الضار إلا أن تغيرات في العادات الغذائية قد توفر نتائج مقاربة.

* الألياف الذائبة: على سبيل المثال، يمكنك أن تملأ وجبتك من الطعام بالكثير من الألياف الذائبة التي ترتبط بالكولسترول داخل الجهاز الهضمي قبل أن يتمكن من التسرب نحو مجرى الدم. وتوجد هذه الألياف في حبوب الشوفان، والشعير، والبقول - وهي حبوب لا يجدها الكثير من الأميركيين جذابة. كما أن البكتين في الفواكه هو من الألياف الذائبة، وهو أكثر فاعلية في خفض الكولسترول الضار من الأشكال الأخرى للألياف الذائبة الموجودة في الشوفان والشعير.

* تجنب تناول الأطعمة المحتوية على الدهون المشبعة والدهون المتحولة، التي يعرف عنها زيادة الكولسترول LDL الضار. كما أن اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان تعتبر من المصادر العالية في محتواها من الدهون المشبعة. وتوجد الدهون المتحولة في الكثير من أنواع الكعك والعجائن المخبوزة.

* مركبات الستانول stanols والستيرول sterols: مواد طبيعية تخفض الكولسترول LDL الضار لأنها تتنافس مع الكولسترول أثناء امتصاص الجهاز الهضمي لها. وقد بدأت الشركات المنتجة للغذاء بإدخالها في المرغرين وكذلك إلى أنواع من الأطعمة.

* المكملات: أخذ الكثير من الأشخاص في تناول «مكملات أرز الخميرة الحمراء» red yeast rice supplements لخفض الكولسترول LDL الضار لديهم. ويحتوي أرز الخميرة الحمراء على مركبات تسمى «مركبات الموناكولين» monacolins تقوم بمنع إنتاج الكولسترول في الكبد كما تفعل أدوية الستاتين. وفي الحقيقة فإن واحدا من مركبات الموناكولين المسمى «موناكولين كيه» متماثل من الناحية الكيميائية مع دواء «لوفاستاتين»، وقد أوعزت وكالة الغذاء والدواء بمنع تداول بعض مكملات أرز الخميرة الحمراء في الأسواق بسبب احتوائها على تركيز عال من «موناكولين كيه».

وقد أظهر الباحثون أن تناول أرز الخميرة الحمراء سويا مع زيت السمك، إضافة إلى إجراء تغييرات أخرى في العادات الغذائية قد يكون فعالا مثل فاعلية أدوية الستاتين في خفض الكولسترول LDL الضار. إلا أن نتائج دراسة نشرت عام 2010 دققت في 12 من مكملات أرز الخميرة الحمراء وجدت فوارق كثيرة في تركيز «الموناكولين»، بينما احتوت أربعة منها على مواد سامة.

* رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»